بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام عليكم يامن : عَصَمَكُمُ اللهِ مِنَ الزَّلَلِ ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الفِتَنِ ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ ، وَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ، وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ ، وَأَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ ، وَأَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ ، وَوَكَّدْتُمْ مِيثَاقَهُ ، وَأَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طَاعَتِهِ ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ في السِّرِّ وَالعَلانِيَّةِ ، وَدَعَوْتُمْ إِلى سَبِيلِهِ .
والصلاة والسلام عليكم يامن : عَصَمَكُمُ اللهِ مِنَ الزَّلَلِ ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الفِتَنِ ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ ، وَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ، وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ ، وَأَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ ، وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ ، وَأَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ ، وَوَكَّدْتُمْ مِيثَاقَهُ ، وَأَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طَاعَتِهِ ، وَنَصَحْتُمْ لَهُ في السِّرِّ وَالعَلانِيَّةِ ، وَدَعَوْتُمْ إِلى سَبِيلِهِ .
***
المتن :
( والموضوع إن قصد بجزء منه الدلالة على جزء المعنى فمركب اما تام خبر او إنشاء واما ناقص ، تقييدي او غيره وإلا فمفرد إن استقل فمع الدلالة بهيئته على احد الازمنة الثلاثة كلمة وبدونها اسم والا فاداة ) .
الشرح :
سنختصرعبارة الماتن في مخطط ثم نعرض بيان الاقسام وما يرتبط بها تفصيلا :

كان هذا البيان الاجمالي لعبارة المتن واليك التفصيل في نقاط ثلاث :
* الأولى : { تعريف المفرد والمركب } .
* الثانية : { تعريف أقسام المركب } .
* الثالثة : { تعريف أقسام المفرد } .
وقبل ذلك نود الاشارة الى مسألة مرتبطة بالمقْسَم ، فقد عبر عنه الماتن بقوله : ( الموضوع ) بينما اضاف المحشي له قيد ( اللفظ ) فصار ( اللفظ الموضوع ) كما اثبتناه اعلاه ، وسر هذه الاضافة هو اخراج الموضوع من غير الالفاظ كالكتابة والاشارة وما اشبه ذلك مما له معنى موضوع له لكنه ليس بلفظ فبين المحشي ان مراد التفتازاني من ( الموضوع ) هو ( اللفظ الموضوع ) لا مطلق الموضوع الشامل للفظ وغير اللفظ .
* * *
* النقطة الأولى : ( تعريف المركب والمفرد )
اللفظ المركب هو : ما اريد الدلالة بجزء منه على جزء معناه كــ " علي امام "
واللفظ المفرد هو : ما لا يراد بجزء منه الدلالة على جزء المعنى كـ " علي "
وبغية توضيحهما اكثر نقول : في تعريف المركب قيود اربعة عند اجتماعها كلها يتحقق المركب حينئذ وعند فقدان اي قيد منها سيخرج اللفظ من دائرة التركيب ويقع في دائرة الافراد فالمركب واحد والمفرد له مصاديق اربعة بعدد قيود المركب يصدق على جميعها تعريف المفرد وهو ما لا يقصد بجزء منه الدلالة على جزء المعنى .
بيان ذلك :
والقيود الاربعة في تعريف المركب هي :
1ـ ان يكون للفظه جزء ، والا يكون مفردا كهمزة الاستفهام في قوله تعالى : {أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ} [البقرة : 140] وهذا هو المصداق الاول من المفرد وهو ما لاجزء للفظه .
2ـ ان يكون لمعناه جزء ، والا فما لاجزء لمعناه فهو مفرد كلفظ الجلالة " اللـــه " فانه وان كان مركب من حروف وهي " ا ، ل ، ل ، ه " الا ان معناه بسيط وهذا هو المصداق الثاني للمفرد .
3ـ ان يدل جزء لفظه على جزء معناه ، والا فما لا دلالة لجزء لفظه على جزء معناه يعد مفرد كــ " علي " فلفظه مركب من اجزاء وهي حروفه " ع ، ل ، ي " ومعناه ايضا مركب من اجزاء وهي اعضائه من راس ورقبة وما اشبه ولكن جز لفظه لا يدل على جزء معناه وهذا هو المصداق الثالث للمفرد .
4ـ ان تكون هذه الدلالة مرادة ومقصودة للمتكلم والا يكون مفردا حتى وان كان لللفظ جزء ولمعناه جزء ودل جزء لفظه على جزء معناه فمادام قيد القصد والارادة منتفي فلا يكون مركبا فمثلا : لو سميتَ ابنك " حيوان ناطق " وصار هذا الاسم علَما عليه كسائر الاعلام كزيد وعلي ومحمد ونحو ذلك فلابنك حقيقة واسم فحقيقته هي الانسانية المركبة من الحيوانية الناطقية واسمه الخاص به ايضا " حيوان ناطق " وجزء هذا الاسم يدل على جزء معنى ابنك وحقيقته فالجزء الاول ـ حيوان ـ من هذا العَلم يدل على الجنس ـ الحيوانية ـ والجزء الثاني ـ ناطق ـ يدل على الفصل وهو ـ الناطقية ـ الا ان هذه الدلالة لم تكن مقصودة لك حين الوضع فانتفت الارادة التي هي القيد الرابع في المركب فحصل عندنا مصداق اخر للمفرد وهو ما دل جزء لفظه على جزء معناه ولكن هذه الدلالة غير مقصودة كالحيوان الناطق الموضوعة وضع الاعلام لشخص انساني . وما سياتي في النقاط الثلاثة ـ الثالثة والرابعة والخامسة ـ كلها مختصة بالمركب فلا نحتاج الى ضرب الامثلة له .
* * *
* النقطة الثانية : ( تعريف أقسام المركب )
المركب التام : هو ما يصح السكوت عليه كـ " علي امام البررة " .
و هو على قسمين :
أ ـ خبر : وهو ما يحتمل الصدق و الكذب في حد ذاته ومن شأنه وبما هو هو ان يقال عنه انه صادق او كاذب ، فمثلا ( انا نبي ) مركب تام خبري يصح وصفه بحد ذاته وبصرف النظر عن قائله بالصدق اوالكذب ولذا إن كان قائلها النبي الاكرم محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله فهي مقطوعة الصدق وإن كان قائلها مدعي النبوة كمسيلمة الكذاب فهي مقطوعة الكذب فالجملة بحذ ذاتها مما يصح وصفها بالصدق او الكذب .
ب ـ إنشاء : وهو المركب التام الذي لا يحتمل الصدق والكذب ولا يوصف باحدهما كـ " صل " و " لا تشرب الخمر " لان الصدق معناه مطابقة الكلام للواقع والكذب مخالفته وعدم مطابقته للواقع والإنشاء صرف ايجاد النسبة ولا واقع له .
والمركب الناقص : هو ما لايصح السكوت عليه كـ " سيفُ عليٍ " .
وهو على قسمين ايضا :
أ ـ تقييدي : وهو ما كان الجزء الثاني قيدا للأول وهو على انواع ثلاثة :
1ـ الأضافي : وهو ما كانت العلاقة بين الجزئين علاقة الاضافة ويكون الاول مضاف والثاني مضاف اليه . كـ " سيفُ علي " و " غلام زيد "
2ـ الوصفي : وهو ما كانت العلاقة بينهما وصفية بمعنى ان الثاني وصف للأول كـ " الصادق الأمين " او " رجل فاضل "
3ـ التعلقي : وهو ماكانت العلاقة بينهما علاقة عمل وتعلق والثاني يكون متعلقا بالجزء الاول كـ " قائم في الدار " فان الجار والمجرور ـ في الدار ـ متعلق بـ " قائم " كما هو معلوم من النحو بالضرورة .
ب ـ غير تقييدي : وهو ما تركب من جزئين ولا يصلح جعل الثاني قيدا للأول . كـ " في الدار " فانه مركب من كلمتين وليست الدار قيدا لحرف الجر " في " او كــ " خمسة عشر " ففي التقييد يكون الجزء الثاني اضيق واقل والامر هنا بالعكس فلا يصلح جعل العشرة قيدا للخمسة فان الجزء الثاني ـ العشرة ـ اكثر من الجزء الاول ـ الخمسة ـ .
* * *
* النقطة الثالثة : ( تعريف اقسام المفرد ـ الكلمة والاسم والاداة ـ )
ينقسم اللفظ المفرد كما مر عليك في مطلع الكلام الى اقسام ثلاثة : الكلمة ، والاسم ، والاداة . واليك بيانها تفصيلا .
1ـ الكلمة : وهي المفرد الذي ما له معنى مستقل ويدل بهيئته على أحد الازمنة الثلاثة كـ ضرب ونصر .
وفي هذا التعريف قيود ثلاثة :
الاول " مستقل " : والمراد منه استقلاله في دلالته على معناه وعدم احتياجه الى غيره في ذلك بخلاف الاداة كما سيأتي فان الادوات لا تدل على معناها الا اذا اضمنت الى غيرها .
والثاني : " الازمنة الثلاثة " والمراد منها الماضي كـ ضرب والحال والاستقبال كـ يضرب .
والثالث : " بهيئته " وهو أهم القيود ، والمراد من الهئية ما يقابل المادة ولبيان المراد منهما نستعين بالمثال التالي : ( نصر ) هذه الكلمة لها مادة وهي " ن ، ص ، ر " وهذه المادة واحدة وهيئتها هي الترتيب الخاص لحروفها وحركاتها وهو ترتيب حروفها الثلاثة بتقديم النون على الصاد والصاد على الراء وهذه الهيئة متعددة من كلمة الى اخرى فلو كانت الحروف مفتوحة ويكون وزنها على صيغة " فَعَلَ " فهي هيئة تدل على الزمن الماضي ولو كانت على وزن " يفعل " فتدل على الحال او الاستقبال .
فمادة الكلمة هي : الحروف الاصلية التي تتشكل منها .
وهيئة الكلمة هي : ترتيب مادة الكلمة وحروفها حركاتها على نحو خاص .
اذا اتضح ذلك نقول : دلالة الكلمة على احد الازمنة الثلاثة يجب ان يكون ببركة الهيئة الحاصلة في ضمن مادة معينة فـ " نصر " تدل على الزمن الماضي و " ينصر " تدل على الزمن الحاضر او المستقبل ، وعليه تخرج الاسماء الدالة على زمان كـ " اليوم ، وامس ، وغدا " وما اشبهها فان دلالتها على الزمان بمادتها لا بهيئتها .
نعم هنا شرطان في دلالة هيئة الكلمة على احد الازمنة وهما يرجعان الى مادة الكلمة التي تحل فيها الهيئة :
اولا : ان تكون المادة موضوعة بالوضع العربي لا مهملة فمثلا " جسق " وإن كانت فيها هيئة ومادة ولكن مادتها مهملة وغير موضوعة .
ثانيا : ان تكون المادة متصرفة لا جامدة فمثلا " حجر " لها هيئة ومادة موضوعة ولكنها جامدة. ويعبر عن هذا القسم من اقسام المفرد بـ " الكلمة " ويعبر عنه النحاة بــ " الفعل " ولا يفهم من هذا ان كل فعل عند النحاة فهو " كلمة " عند المناطقة فإن " كان واخواتها " فعل عند النحاة ولكنها ادوات عند المناطقة وسبب هذا الاختلاف هو تباين البحثين فان بحث النحاة منصب على الالفاظ والبحث عن المعنى عندهم عرضي وبالعكس عند المناطقة فان بحثهم اولا وبالذات عن المعاني وبالعرض عن الالفاظ . ففي مسالتنا مثلا يقول النحوي : كل ما قَبِل تاءَ التأنيث الساكنة فهو فعل و" وكان واخواتها " قبلت التاء فهي فعل . اما المنطقي فيعتبرها ادوات لان معناها غير مستقل وانما تحتاج في دلالتها على معناها الى طرفين ـ هما المبتدأ والخبر ـ حسب تعبير النحاة وعدم الاستقلال هذا هو معنى الاداة كما سيأتي ولا شغل له بلفظها .
2ـ الإسم : وهو اللفظ المفرد الذي يدل على معناه مستقلا ولا يدل بهيئته على زمان ، فقد لا يدل على زمان اصلا كـ " علي ومحمد " وقد يدل على زمان ولكن بمادته لا بهيئته كـ " اليوم وامس " وقد مر بيان ذلك .
3ـ الأداة : وهو اللفظ المفرد الذي لا يدل على معناه مستقلا بحيث لا يستعمل الا مع الجمل كـ " من وعلى وفي " بل سائر الحروف في النحو ادوات في المنطق وكــ " كان واخواتها " فانها عند المناطقة ادوات وان كانت عند النحاة افعال وقد مر تفصيل ذلك .
والحاصل :
1ـ الاسم لا يختلف بين النحاة والمناطقة .
2ـ النسبة بين الفعل النحوي والكلمة المنطقية هي العموم المطلق ، فكل ما يعتبره النحاة فعلا هو كلمة عند المناطقة بلا عكس .
3ـ والنسبة بين الحرف في النحو والاداة في المنطق هي العموم المطلق ايضا فكل ما يعتبره النحاة حرفا فهو اداة عند المناطقة بلا عكس ايضا .
* * *