بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
وقوله ((إن هذا كان لكم جزاءً وكان سعيكم مشكورا)) إخبار من الله تعالى أنه يقال للمؤمنين إذا فعل بهم ما تقدم من أنواع اللذات وفنون الثواب: إن هذا كان لكم جزاءً على طاعاتكم واجتناب معاصيكم في دار التكليف، وإن سعيكم في مرضات الله وقيامكم بما أمركم الله به كان مشكوراً، أي جوزيتم عليه، فكأنه شكر لكم فعلكم. وإنشاء شكر لمساعيهم المرضية و أعمالهم المقبولة، و يا لها من كلمة طيبة تطيب بها نفوسهم. روى الخاص و العام أن الآيات من هذه السورة و هي قوله « إن الأبرار يشربون » إلى قوله « و كان سعيكم مشكورا » نزلت في علي و فاطمة و الحسن و الحسين(عليهم السلام) و جارية لهم تسمى فضة و هو المروي عن ابن عباس و مجاهد و أبي صالح.اللهم صل على محمد وآل محمد
] و القصة طويلة [
جملتها أنهم قالوا مرض الحسن والحسين(عليهماالسلام) فعادهما جدهما(صلى الله عليه وآله وسلّم)
ووجوه العرب و قالوا يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذراً فنذر صوم ثلاثة أيام إن شفاهما الله سبحانه و نذرت فاطمة(عليهاالسلام) كذلك و كذلك فضة فبرءا و ليس عندهم شيء فاستقرض علي(عليه السلام) ثلاثة أصوع من شعير من يهودي وروي أنه أخذها ليغزل له صوفاً و جاء به إلى فاطمة(عليهاالسلام) فطحنت صاعاً منها فاختبزته وصلى علي المغرب و قربته إليهم فأتاهم مسكين يدعو لهم وسألهم فأعطوه و لم يذوقوا إلا الماء فلما كان اليوم الثاني أخذت صاعاً فطحنته وخبزته و قدمته إلى علي(عليه السلام) فإذا يتيم في الباب يستطعم فأعطوه و لم يذوقوا إلا الماء فلما كان اليوم الثالث عمدت إلى الباقي فطحنته و اختبزته و قدمته إلى علي(عليه السلام) فإذا أسير بالباب يستطعم فأعطوه.
واعلم أنه تعالى لم يذكر فيما ذكر من نعيم الجنة في هذه الآيات نساء الجنة من الحور العين و هي من أهم ما يذكره عند وصف نعم الجنة في سائر كلامه و يمكن أن يستظهر منه أنه كانت بين هؤلاء الأبرار الذين نزلت فيهم الآيات من هي من النساء.
و قال في روح المعاني،: و من اللطائف على القول بنزول السورة فيهم يعني في أهل البيت إنه سبحانه لم يذكر فيها الحور العين و إنما صرح عز و جل بولدان مخلدين رعاية لحرمة البتول و قرة عين الرسول، انتهى.
تعليق