بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
واذا قلت (لا تصل في ارض مغصوبة ) فنستفيد عدم الجواز (المنع) في الارض المغصوبة
فكل جملة في حكمها يختلف عن الحكم الاخر في الايجاب والسلب والاثبات والنفي وهذا ما يسمى بـ ( الاطناب ) في اسلوب البلاغة الذي يقابله اسلوب الايجاز وهو ان تختصر الجملتان في جملة واحدة تعطينا الحمكمين المتخالفين بتعبير واحد مثاله ( لا تكرم الا الطلاب العدول )
معناه ان اكرام الطلاب العدول مباح وجائز واكرام غير العدول محضور وممنوع وهذا الايجاز وهذه الافادة من استعمال الاداتين ( لا ) الناهية و ( الا ) الاستثنائية .
فعليه فان مفهوم المخالفة : ماكان الحكم فيه مخالفاً لطبيعة الحكم الموجود في المنطوق من حيث السلب والايجاب اي اذا كان المنطوق ايجاباً كان المفهوم سلباً وان كان المنطوق سلباً كان المفهوم ايجاباً
ويطلق كذلك على هذا المفهوم بـ (دليل الخطاب) وذلك اما لان دليله من جنس الخطاب او لان الخطاب دال عليه .
منشأ مفهوم المخالفة في الكلام
ناخذ مثالا على ذلك ثم نذكر المنشأ ومثاله كما في الحديث النبوي الشريف ما مضمونه في وسائل الشيعة الباب السابع من ابواب زكاة الانعام (في الغنم السائمة زكاة ) فعندنا في هذا الحديث الشريف موضوع وهو الغنم وعندنا صفة تقيد الموضوع وهي السائمة وعندنا حكم ينصب على الموضوع الموصوف وهو وجوب الزكاة .
فمفهوم المخالفة ينشأ من تقييد موضوع الحكم وهو الغنم في المثال المقيد بالسوم فيفهم منه ان الزكاة غير واجبة في الغنم اذا زالت عنها صفة السوم وصارت معلوفة
وعلى هذا ينقسم هذا المفهوم الى اقسام كثيرة بمقدار كثرة انواع القيود التي تلحق موضوعات الاحكام لكن الاصوليون اقتصروا على ستة اقسام بحسب الاستقراء عندهم كما هو واضح