بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على اشرف الخلق اجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل الله فرج امامنا المهدي الموعود الطالب بالثأر ونحن نعيش الايام الفاطمية فان هذه الايام لها مكانة عند اهل البيت لانها تكون استذكار لتلك الاحداث المؤلمة التي جرت على قلب الزهراء المظلومة ولكن وبما ان الموالين الشيعة تعودوا في كل مناسبة تمر عليهم ان يذكروا قظية الإمام الحسين -عليه السلام -لأن مصيبته ليس كمثلها مصيبة بشهادة المعصوم نفسه وحتى السيدة الزهراء كما ينقل انها تحضر في المجالس التي تقام على ولدها المظلوم الشهيد فتقول اذكروا مصيبة ولدي الحسين ولايهم مصيبتي كيفلا وهو قرة عينها وثمرة فؤادها ولذلك نحن نذكر هذه الرواية لنشارك الزهراء في حزنا على ولدها الغريب وردت رواية في بحار الأنوار في الجزء 45 في صفحة 133

فلما نظر أهل المدينة من الطيور ذلك النوح وشاهدوا الدّم يتقاطر من الطير لم يعلموا ما الخبر حتى انقضت مدّة من الزمان وجاء خبر مقتل الحسين علموا أنّ ذلك الطير كان يخبر رسول الله بقتل ابن فاطمة وقرة عين الرّسول .
ونقل أنّه في ذلك اليوم الذي جاء فيه الطير الى المدينة كان في المدينة يهودي وله بنت عمياء زمناء طرشاء مشلولة والجذام قد أحاط ببدنها فجاء ذلك الطير والدّم يتقاطر منه ووقع على شجرة يبكي طول ليلته وكان اليهودي قد أخرج ابنته
تلك المريضة إلى خارج المدينة إلى بستان وتركها في البستان الذّي جاء الطير ووقع فيه فمن القضاء والقدر أنّ تلك الليلة عرض لليهودي عارض فدخل المدينة لقضاء حاجته فلم يقدر أن يخرج تلك الليلة إلى البستان التي فيها ابنته المعلولة
والبنت لمّا نظرت أباها لم يأتها تلك الليلة لم يأتها نوم لوحدتها لانّ أباها كان يحدثها ويسليها حتى تنام .فسمعت عند السحر بكاء الطير فبقيت تتقلب على وجه الأرض الى أن صارت تحت الشجرة التي عليها الطير فصارت كلما حن ّ ذلك الطير تجاوبه من قلب محزون فبينما هي كذلك إذ وقع قطرة من الدّم فوقعت على عينها ففتحت ثم ّ قطرة أُخرى على عينها الأخرى فبرئت ثمّ قطرة على يدها فعوفيت ثمّ على رجليها فبرئت وكلما قطرت قطرة من الدّم تلطخ به جسدها فعوفيت من جميع مرضها من بركات دم الحسين -عليه السلام - فلما أصبحت أقبل أبوها الى البستان فرأى بنتاً تدور ولم يعلم أنّها ابنته فسألها أنه كان لي في البستان ابنة عليلة لم تقدر أن تتحرك فقالت ابنته :والله أنا ابنتك فلما سمع كلامها وقع مغشياً عليه فلما أفاق قام على قدميه فاتت به إلى ذلك الطير فرآه واكراً على الشجرة يئن من قلب حزين محترق ممّا رأى ممّا فعل بالحسين -عليه السلام -فقال له اليهودي : أقسمت عليك بالذّي خلقك أيها الطير أن تكلمني بقدرة الله تعالى فنطق الطير مستعبراً ثمّ قال : إني كنت واكراً على بعض الأشجار مع جملة من الطيور عند الظهيرة وإذا بطير ساقط علينا وهو يقول : أيها الطيور تأكلون وتتنعمون والحسين في أرض كربلا في هذا الحرِّعلى الرمضاء طريحاً ظامئاًوالنحر دامٍورأسه مقطوع على الرمح مرفوع ونساؤه سبايا حفاة عرايا فلمّا سمعن بذلك تطايرن إلى كربلا فرأيناه في ذلك الوادي طريحاً الغسل من دمه والكفن الرّمل السّافي عليه فوقعنا كلنا ننحوح ونتمرغ بدمه الشريف وكان كلٌمنّا طار إلى ناحية فوقعت أنا في هذا المكان . فلما سمع اليهودي ذلك تعجب وقال : لولم يكن الحسين ذا قدر رفيع عند الله ما كان دمه شفاء من كل داء ثمّ اسلم اليهودي وأسلمت البنت وأسلم خمسمائة من قومه. )اللهم ارزقنا شفاعة الحسين يوم الورود وشفاعة امه الزهراء
تعليق