إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الجسور الثلاثة لنقل الحضارة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الجسور الثلاثة لنقل الحضارة





    الجسور الثلاثة لنقل الحضارة


    الوراثة الحضارية هى انتقال القيم والافكار والروى والاعراف والاخلاق من جيل الى جيل، ولهذه الوراثه قوانين واصول كما
    للوراثه فى النبات والحيوان والانسان. وبموجب هذه القوانين تنتقل الحضاره من جيل الى جيل، فيبدا الجيل الجديد حياته
    من حيث انتهى الجيل السابق وليس من الصفر. وعبر هذه العوامل انتقل الينا هذا التيار الحضارى الكبير من عصر آدم (ع)
    وعصور ابراهيم ونوح وموسى وعيسى ورسول اللّه(ص). ونحن قطعة من هذا الماضى العريق، وفرع من تلك الجذور الممتده
    فى عمق التاريخ، تلقينا هذه القيم والمعارف عبر قنوات الوراثه الحضاريه من جيل الى جيل، ومن المؤكد ان سلامة هذه
    الجسور والقنوات تسرع عمليه انتقال الحضاره من جيل الى جيل، كما ان تعطيلها وخرابها يعرقل الصله بين الاجيال. ولو
    توقفت هذه الجسور بصوره نهائيه عن اداء دورها الحضارى فى
    المجتمع لانقطع الجيل اللاحق عن الجيل السابق، انقطاعا .
    واهم هذه القنوات والجسور:
    1- البيت.
    2 - المدرسه.
    3 - المسجد.
    وعبر هذه الجسور الثلاثه تحركت الحضاره الالهيه ووصلت الحاضر بالماضى والخلف بالسلف، وبسبب الدور الكبير الذى
    يقوم به البيت والمدرسه والمسجد، فى عمليه الاتصال الحضارى، يعطي الاسلام اهتماما كبيرا لهذه المراكز الثلاثه
    وبنائها واعمارها. وفى ما يلى توضيح موجز لهذه القنوات الثلاث.

    1- البيت


    ونقصد بالبيت: الاسرة ودور الاسرة، فى نقل المواريث
    الحضاريه الى الجيل الصاعد . والانطباعات الاولى التى
    تنطبع عليها شخصية الطفل داخل الاسره، وتبقى هذه الانطباعات ذات تاثير فعال فى شخصية الانسان فى
    مستقبل حياته.
    يقول امير المومنين(ع) لولده الامام الحسن المجتبى(ع): (وانما قلب الحدث كالارض الخاليه، ما القى فيها من شى ء
    قبلته، فبادر بالادب قبل ان يعشو قلبك، ويشتغل لبك). ولسلامة بناء الاسره اثر كبير فى سلامة تربية الابناء، كما ان
    لفسادها دور كبير فى افساد الجيل الناشى ء وتخريبه . روى عن رسول اللّه(ص):
    (ما من بيت ليس فيه شى ء من الحكمه الا كان خرابا). وبعكس ذلك الاسرة الصالحة، فهى قادره على اداء دور فعال
    فى بناء الجيل ونقل القيم والمواريث الحضاريه الى الجيل الذى ينشأ فى احضانها. ولنستمع الى امير المومنين(ع) يشرح لولده الحسن المجتبى(ع) كيف نقل اليه خلاصة خبراته ووعيه للحضاره والتاريخ:
    (اى بنى، انى وان لم اكن عمرت عمر من كان قبلى، فقد نظرت فى اعمالهم وفكرت فى اخبارهم وسرت فى آثارهم،
    حتى عدت كاحدهم، بل كأني بما انتهى الي من امورهم قد عمرت مع اولهم الى آخرهم... فعرفت صفو ذلك من كدره،
    ونفعه من ضرره، فاستخلصت لك من كل امر نخيله، وتوخيت لك جميله، وصرفت عنك مجهوله).
    ويتحدث امير المومنين(ع) عن الجو العائلى الذى احتضنه بالتربيه والرعايه وهو صغير، وما تركت هذه التربيه والرعايه
    العائليه فى بناء شخصيته من اثر: (وقد علمتم موضعى من رسول اللّه(ص) بالقرابه القريبه
    والمنزله الخصيصه، وضعنى فى حجره وانا ولد، يضمنى الى صدره، ويكنفنى فى فراشه، ويمسنى جسده، ويشمنى عرفه،
    وكان يمضغ الشى ء ثم يلقمنيه، وما وجد لى كذبه فى قول، ولا خطله فى فعل... ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر امه، يرفع لى
    فى كل يوم من اخلاقه علما، ويامرنى بالاقتداء به، ولقد كان يجاور كل سنه بحراء فاراه ولا يراه غيرى، ولم يجمع بيت واحد
    فى الاسلام غير رسول اللّه(ص) وخديجه وانا ثالثهما، ارى نور الوحى والرساله، واشم ريح النبوه).

    2- المدرسه


    واقصد بالمدرسه المراكز والوسائل التثقيفيه فى مختلف
    مراحلها، والجهاز البشرى الذى يتولى تثقيف الناشئه وتعليمها..

    وهذا حقل واسع يشمل المدرسه والكتب والمناهج والمدرسين والفعاليات الثقافيه والتربويه والخط والحرف واللغه والثقافه
    والاعلام والصحافه وغير ذلك. والمدرسه، فى هذا الاطار الواسع، تعد من اهم الجسور التى تقوم بعمليه نقل المواريث الحضاريه من جيل الى جيل وربط الاجيال بعضها ببعضها الاخر، ووصل الجيل الصاعد بالجيل الهابط. واذا كان الانسان يتلقى الانطباعات الاولى فى حياته من البيت، فان المرحله الثانيه من هذه الانطباعات تتكون فى عقله ونفسه فى المدرسه. وقد ورد فى النصوص الاسلاميه تاكيد كثير على قيمه المعلم واحترامه. عن ابى جعفر(ع)، روي: قال رسول اللّه(ص): (ان معلم الخير يستغفر له دواب الارض وحيتان البحر وكل ذى روح فى الهواء وجميع اهل السماء والارض).
    وعن ابى عبداللّه الصادق(ع): (من علم خيرا فله بمثل اجر من عمل به. قلت: فان علمه غيره، يجرى ذلك له؟ قال: ان علم الناس كلهم جرى له. قلت: وان مات؟ قال: وان مات). وعن ابى عبداللّه(ع)، روي: قال رسول اللّه(ص): (يجى ء الرجل يوم القيامه، وله من الحسنات كالسحاب الركام او كالجبال الرواسى، فيقول: يا رب انى لى هذا ولم اعملها؟ فيقول: هذا عملك الذى علمته الناس يعمل به بعدك). وعلم عبد الرحمن السلمى ولدا للحسين(ع) سوره الحمد، فلما قراها على ابيه اهدى الامام للمعلم مالا كثيرا وحليه
    كثيره وحشا فاه درا. فقيل له فى ذلك، فقال(ع): (واين يقع هذا من عطائه يعنى تعليمه ).

    3- المسجد


    والجسر الثالث من الجسور الثلاثه: المسجد، وهو، فى الاسلام،
    مركز للعباده والتوجيه الفكرى والاخلاقى والسياسى، وللتعاون
    على اعمال الخير والبر، وله دور مركزى ورئيسى فى الفعاليات والاعمال التى تقع فى هذه الدائره. والنص التالى يكشف عن قيمه المسجد ودوره فى المجتمع الاسلامى: عن امير المومنين على(ع): (من اختلف الى المسجد اصاب احدى الثمان:
    1 اخا مستفادا فى اللّه. 2 او علما
    مستطرفا . 3 او آيه محكمه. 4 او رحمه منتظره. 5 او كلمه ترده

    عن ردى. 6 او يسمع الى كلمه تدل على الهدى. 7 او يترك دنيا خسيسه. 8 او حياء).
    وقد كانت المساجد، فى التاريخ الاسلامى، مدارس للفكر والثقافه، ومنابر للتهذيب والتربيه ومواقع للحركه والثوره والعمل الاجتماعى والسياسى، ومن انشط الموسسات الاجتماعيه والثقافيه والسياسيه فى حياه المسلمين. وكانت تقوم بمهمه اساسيه فى نقل مواريث الحضاره الاسلاميه من جيل الى جيل. كما كانت معقلا من امنع معاقل الفكر والقيم الاسلاميه، وفى هذا المعقل استطاع المسلمون ان يحفظوا تراثهم الفكرى والحضارى من غاره العدوان الجاهلى. خهذه هى اجمالا الجسور الثلاثه التى تنتقل عليها حضارتنا من
    جيل الى جيل، والتى تربط حاضرنا بماضينا، وتربطنا بجذورنا الحضاريه العميقه، ولولا هذه الجسور لانقطع حاضرنا عن
    ماضينا، انقطاعا تاما، وتحولت الامه من امه ممتده فى التاريخ، ذات حضاره واصاله وعمق، مستقره فى الارض، الى نبته
    مجتثه من فوق الارض ما لها من قرار، ومن شجره اصلها ثابت وفرعها فى السماء، الى نباتات طحلبيه تنبت هنا وهناك، ثم
    تموت كما تكونت.
    وبقدر ما يحرص الاسلام على سلامه هذه الجسور الثلاثه وفاعليتها فى حياه الامه، فان اجهزه الاستكبار

    العالمى تخطط لتقطيع هذه الجسور فى حياه امتنا وتعطيل ادوارها. وبامكاننا ان نقول ان الصراع السياسى فى المرحله
    الاخيره من حياتنا، بيننا وبين الكفر العالمى، كان يدور حول محور قطع هذه الجسور ومدها.

    شكرا لمتابعتكم الموضوع
    المصدر :الوراثة الحضارية
    للشيخ محمد مهدى الاصفى

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم أخي المميز "ضياء الحفار " .

    مقدمة الموضوع جميلة ومفيد من حيث تسلسل الاجيال عبر العصور لكن الا توافقي الرأي في أن الحضارة من جيل الى جيل قد تتغير بتغيرات العصرو لكل عصر مؤثرات وعوامل مدمره للحضارة والان الحضارة تسقط يوم بعد يوم .

    ************

    أما بالنسبة للجسور الثلاثة "البيت والمدرسة والمسجد " هي عوامل مهمة لتربية الطفل .

    سؤال / هل نستطيع ان نربي طفل صالح من غير المروربالجسور الثلاث ؟

    سؤال / برأيك أي جسر هو المهمة لنشأ طفل صالح ؟

    شكراً(مواضيع مفيد وأبداع مستمر)

    وفقك الله خير .

    دمتم برعاية الله وحفظه .
    السلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
      شكري وتقديري للاخت الفاضلة
      مجانين الحسين لمروركم الطيب بموضوعنا وتعليقكم عليه
      وجوابا على السؤالين الذين طرحتموهما وهما :

      سؤال / هل نستطيع ان نربي طفل صالح من غير المرور بالجسور الثلاث ؟
      الجواب: 1- في الحقيقة الموضوع يتحدث عن طرق نقل الحضارة من جيل الى جيل , وليس عن التربية وكما تعلمون هناك فرق بين الحضارة والتربية .
      2- لو اعتبرنا البيت والمدرسة والمسجد طريق للتربية ايضا وهو صحيح ايضا , نقول بغض النظر عن الشواذ لا يمكن تربية طفل تربية سليمة اذا كان البيت والمدرسة والمسجد يفتقرون لمباديء التربية السليمة خاصة وان المقصد من المدرسة ذكرنا هو (
      المراكز والوسائل التثقيفيه فى مختلف مراحلها، والجهاز البشرى الذى يتولى تثقيف الناشئه وتعليمها..
      وهذا حقل واسع يشمل المدرسه والكتب والمناهج والمدرسين والفعاليات الثقافيه والتربويه والخط والحرف واللغه والثقافه
      والاعلام والصحافه وغير ذلك ) وبهذا المعنى كيف يحمل الطفل مباديءالتربية الصحيحةخارج هذه الجسورالثلاثة. هذه وجهة نظري ولا افرضها على احد .

      سؤال / برأيك أي جسر هو الاهم لننشأ طفل صالح ؟
      الجواب :برأي انا ان هذه الجسور الثلاثة (البيت والمدرسة والمسجد) كالسلسلة مرتبط احدهم بالاخر واحدهم مكمل للاخر لان لكل منهم دوره في التربية فلا يمكن الاستغناء عن احدهم . ولكن اذا كان لاحدهم اهمية اكبر فبرأي هو البيت كونه النواة الاولى لتنشأة الفرد وما الشخص الا مرآة البيت الذي نشأ فيه وهذا ليس شرطا .

      نسأل الله ان نكون وفينا باجابتنا هذه

      ووفقكم الله لكل خير


      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        السلام عليكم "أخي ضياء الحفار " تحليل منطقي وجيد جزاك الله خير .

        وجة نظرك سليمةوممتاز عفاك الله .

        أتنمى لك الموفقية والتواصل ... انتظر المزيد .
        السلام على الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وسلم
          لا يسعني اختنا الفاضلة (مجانين الحسين ) الا ان اشكركم مرة اخرى لمروركم بموضوعنا
          وتعطير الصفة بتعليقكم
          وفقكم الله لكل خير

          تعليق

          يعمل...
          X