إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الابعاد المعرفية في زيارة الجامعة الكبيرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الابعاد المعرفية في زيارة الجامعة الكبيرة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الابعاد المعرفية في زيارة الجامعة الكبيرة


    مقدمـــة
    الحمد لله ربي العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين ..
    ( اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ) .
    فالنتوكل على الله في بحثنا هذا لنقف على مضامين الزيارة الجامعة ، وما ورد عنهم في بيان قدسية ومقام ومنزلة آل محمد عليهم افضل الصلاة والسلام في القرآن والسنة ، ولعلّ الزيارة الجامعة الكبيرة التي علّمها الإمام علي الهادي عليه أفضل الصلاة والسلام للشيعة ، كان لها الدور الكبير لمعرفة الأئمة الابرار عليهم السلام ، ولأجل هذا اهتمّ بها علماؤنا الكبار رحم الله الماضين وحفظ الله الباقين من دراستها والحث على قرائتها والتمعن في معانيها وما تحتوي من اساسيات الايمان وترسيخ عقيدة الولاء لآل محمد عليهم الصلاة والسلام ، و سنتعرض لأبعاد هذه الزيارة المباركة في بحثنا هذا ان شاء الله تعالى .



    والله ولي التوفيق





    ــــ 1 ــــ






    تـمهـيـــد


    معنى الزيــارة لغويـــاً

    الظاهر أن " الزيارة " مصدر " الزوْر " بمعنى الميل ورغبة اللقاء إلى الطرف الآخر والعدول عن غيره ، فقد ذكر لأبي الحُسَين أحمَد بن فارِس في كتابه (معجم مقاييس اللغة) ما نصّه:
    (( الزاء والواو والراء ، أصل واحد يدل على الميل والعدول )) .
    والزَّوَر: الميل. يقال ازورَّ عن كذا ، أي مالَ عنه .
    ومن الباب : الزائر، لأنّه إذا زارَك فقد عدَلَ عن غيرك
    [1].
    ومن هنا جاءت كلمة " الزائر " ، لأنّ من زار أحداً فقد مال إليه وعدل عن غيره .
    من هنا ندرك ان الزيارة تكون أهميتها حسب المُزار ، فعلى الزائر ان يقدر من هو المُزار(لكل مقام مقال) ، أحياناً تكون الزيارة بالبدن ، او تكون الزيارة بالقلب او بالروح وبعض الاحيان لتلبية نداء ؛ ويعتمد على أهمية المُزار ...
    فأذا كان من أولياء الله له طقوس وقدسية وله خطوات سنذكرها لا حقاً ان شاء الله .
    واذا كان من المقربين او الاقربين كزيارة الوالدين او الاقارب والمعارف فلها خاصيتها ..
    وبحثنا بصدد الابعاد المعرفية في زيارة الجامعة الكبيرة











    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    [1] معجم مقاييس اللغة (ج3 / ص 38) لأبي الحُسَين أحمَد بن فارِس بن زكَريّا،طبعة اتحاد الكتّاب العرب 1423 هـ




    ــــ 2 ــــ





    اصل الزيــارة بالقــران


    [*] { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }[1]
    اختلف المفسرون في المراد من الشعائر في الآية المباركة ، قال الطبرسي:{ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّه} أي معالم دين الله والأعلام التي نصبها لطاعته.
    وقال السيد عبد الأعلى السبزواري في تفسير قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ }[2] :
    والشعائر جمع شعيرة ، وهي العلامة ، تطلق تارة: على معالم الحج ومشاعره ، وهي أعلامه الظاهرة المعدة للنسك والعبادة ، ومشاعر الله: كل ما يتعبد فيه لله عز وجل.
    وأخرى: على العبادة والنسك من صلاة وصوم ودعاء وقراءة القرآن وغير ذلك مما يصح أن تكون عبادة.
    وقال الشيخ النمازي الشاهرودي:
    "فالشعائر مطلق العلامات ، فإذا أضيفت إلى الله تكون العلامات الراجعة إلى أمور الله ، وذلك قوله تعالى: { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } يعني علامات طاعة الله وأعلام دينه "[3] .
    أن المراد بـ (شعائر الله) يحتمل وجوها أربعة:
    الأول : البدن خاصة.
    الثاني: مناسك الحج وأعماله كلها.
    الثالث: مواضع مناسكه ومعالمه.
    الرابع: علامات طاعة الله وأعلام دينه.

    والمعنى الصالح للتمسك بالآية في وجوب تعظيم شعائر الله على ما يستدل به القوم هو الرابع ، دون غيره من الثلاثة الأول ، فالتمسك بها يتوقف على تعيين ذلك المعنى ، ولا دليل على تعيينه إلا عموم اللفظ من حيث كونه جمعا مضافا [4] .

    [*]{ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[5] .
    أخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله : ( لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ، أنْ تحفظوني في أهل بيتي وتودّوهم بي ) .



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
    [1] ( الحج 32 ) .
    [2] (المائدة 2) .
    [3] (مستدرك سفينة البحار ج5 ص416) .
    [4] (من خطب الجمعة / بعنوان الشعائر الحسينية وتعظيم شعائر الله للسيد هاشم الهاشمي ) .
    [5] (الشورى/ 23).




    ــــ 3 ــــ





    أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم والطبراني ، من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت هذه الآية : ( ... قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ ... ) الآية...قالوا : يا رسول الله مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودّتهم ؟ قال: ( عليّ ، وفاطمة ، وولداها ) .وسيأتي لاحقاً التفاصيل بالاحاديث المسندة في محبة أهل البيت عليهم صلوات الله وسلامه ، وجزاء اعدائهم ومبغضيهم ان شاء الله .


    [*] { وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ }[1]
    من كتاب بحار الانوار/24 ، باب 59/ ص 238

    دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه السلام فقال : ياقتادة أنت فقيه أهل البصرة ؟ فقال : هكذا يزعمون ، فقال أبوجعفر عليه السلام : بلغني أنك تفسر القرآن ، قال له قتادة : نعم ، فقال له أبو جعفر عليه السلام : بعلم تفسره أم بجهل ؟ قال : لا ، بعلم ، فقال له أبوجعفر عليه السلام : فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت ، وأنا أسألك ، قال قتادة : سل ، قال : أخبرني عن قول الله عزوجل في سبأ : (
    وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ) فقال قتادة : ذلك من خرج من بيته ، بزاد وراحلة و كراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله ، فقال أبوجعفر عليه السلام : نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه ؟ [2] قال قتادة : اللهم نعم ، فقال أبوجعفر عليه السلام : ويحك ياقتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ، ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم [3] هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه ، كما قال الله عزوجل : ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) [4] ولم يعن البيت فيقول : ( إليه ) [5] فنحن والله دعوة إبراهيم عليه السلام التي من هوانا قلبه قبلت حجته ، وإلا فلا ، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة قال قتادة : لاجرم والله ولافسرتها إلا هكذا ، فقال أبوجعفر عليه السلام : ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به[6] .بيان : آي لا افسرها بعد إلا كما ذكرت .

    [*]
    { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ }[7]
    جاء في التفسير .. (في بيوت): علينا أن نرجع الى القرآن أولا لتفسير هذه الكلمة ؛ لان القرآن يفسر بعضه بعضا ، ثم نرجع الى الاحاديث الشريفة من كتب الفريقين .



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
    [1] سبأ 18
    [2] اى فيه استئصاله وهلاكه .
    [3] رام الشئ : اراده .
    [4] ابراهيم : 37.
    [5] اى قال فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم ، ولم يقل : إليه ، حتى يكون المراد هو ابيت .
    [6] روضة الكافى : 311 و 312 .
    [7] النور 36 .






    ــــ 4 ــــ





    وعند الرجوع الى القرآن نجد أن فيه آيات توضح المراد من البيوت في هذه الآية الشريفة { إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }[1] .
    فالآية لم تقل: ليذهب عنكم الرجس آل رسول الله ؛ ولعل واحد من الحكم في تغيير التعبير هو أن في هذه الآية تفسير الآية{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ.... } وكذلك قوله تعالى: { رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ }[2] حيث تشير الآية الى بيوت الانبياء .
    في القرآن المجيد يشير الى ان من مصاديق بيوت الله الكعبة المشرفة قال تعالى: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْت وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً الآيتان}[3] .
    وعليه فالمصداقان الواضحان بتصريح القرآن لـ (البيوت) هما: اولا: البيت الحرام ، ويلحق به المساجد كافة , ثانيا: بيوتات الانبياء ، وبيت رسول الله صلى الله عليه وآله خاصة .
    هناك روايات كثيرة من الفريفين تصرح بأن المراد بهذه البيوت ، بيوت الانبياء وأن بيت علي وفاطمة سلام الله وصلواته عليهم من أفضلها ..
    جاء في تفسير الدر المنثور وتفسير روح العاني - أخرج ابن مردويه ، عن أنَس بن مالك وبريدة قال : قرأ رسولُ الله هذه الآية ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ...) ، فقام إليه رجل فقال : أيّ بيوتٍ هذهِ يا رسول الله ؟ قال : ( بيوتُ الأنبياء ) .
    فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله ، هذا البيت منها ، وأشار الى بيتُ عليّ وفاطمة ؟ قال : ( نعم ، مِن أفاضلها ) .


    [*]
    { قُل لِّلَّذِينَ آمَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ...}[4] .

    من المتيقّن أنّ كلّ الأيّام هي أيّام الله ، كما أنّ كلّ الأماكن متعلّقة بالله جلّ وعلا ، وإذا كانت هناك نقطة خاصّة تسمّى (بيت الله) فذلك بدليل ميزاتها ، كذلك أيّام الله تشير إلى أيّام مميّزة لها خصائص منقطعة النظير.
    ولهذا السبب إختلف المفسّرون في تفسيرها: قال البعض:
    إنّها تشير إلى أيّام النصر للأنبياء السابقين واُممهم والأيّام التي شملتهم النعم الإلهيّة فيها على أثر إستحقاقهم لها.
    وقال البعض الآخر: إنّها تشير إلى العذاب الإلهي الذي شمل الأقوام الطاغين والعاصين لأمر الله.
    وقال آخرون: إنّها تشير إلى المعنيين السابقين معاً.


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

    [1] (الاحزاب: 33).
    [2] (هود 73).
    [3] (آل عمران 96).
    [4] (الجاثية 14).



    ــــ 5 ــــ






    فأيّام الله هي جميع الأيّام العظيمة في تاريخ الإنسانيّة. فكلّ يوم سطعت فيه الأوامر الإلهيّة وجعلت بقيّة الأُمور تابعة لها ، هي من أيّام الله ، وكلّ يوم يُفتح فيه فصل جديد من حياة الناس فيه درس وعبرة ، أو ظهور نبي فيه ، أو سقوط جبّار وفرعون " أو كلّ طاغ " ومحوه من الوجود. خلاصة القول: كلّ يوم يُعمل فيه بالحقّ والعدالة ...... ، هو من أيّام الله.
    وليس هذا المورد خاصّ ببني إسرائيل ، بل في جميع الاُمم والأقوام . فإنّ يوم الوصول إلى الإستقلال والحرية وقطع أيدي الطواغيت يوم من أيّام الله الذي يجب أن نتذكّره دوماً حتّى لا نعود إلى ما كنّا عليه في الأيّام الماضية. [1]
    ولا شك ان محمد وآل محمد صلواة الله وسلامه عليهم وفي طليعة احداثهم وقضاياهم هي نهضة ابي عبد الله الحسين عليه الصلاة والسلام هم من مصاديق هذه الآية المباركة .

    أحاديث في فضل زيارة أهل البيت عليهم صلواة الله وسلامه


    قال تعالى: { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4)}[2]
    قال تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }[3]

    هذه آيتين كريمتين وهناك آيات أخرى من كتاب الله العزيز تعصم النبي (ص) من كل خطأ ، وتوصي كل ما يخرج من فمه الشريف (ص وآله) ما هو إلا الحق ، فمن هنا نستخلص بأن القرآن الكريم والحديث النبوي مكملان للشريعة الشريفة ، وتوجد كثير من العبادات في الكتاب المقدس اشارةً فقط ، مثلاً "" أقم الصلاة "" ، ولكن تفاصيل الصلاة أخذناها من السنة النبوية ، وكذلك بالنسبة للحج وغيرها من العبادات ، فلا نستطيع ان نترك السنة النبوية او نترك كتاب الله الكريم .
    وفي بحثنا هذا نعززه ونتبرك بـ الاحاديث المباركة التي صرح بها رسول الله صلى الله عليه وآله حول فضل الزيارة وتوصياته العظيمة في زيارة القبور ولاسيما قبور آل محمد عليهم السلام واستلهام منها الدروس والعبر وكذلك التقرب الى اصحاب القبور إلا وهم أولياء الله الذي لهم الفضل على الانسانية جمعاء وأُمرنا بالتمسك بحبلهم كما جاء في حديث الثقلين ، وكذلك أوصنا الامام الصادق (ع) بـ "" رحم الله من أحيا أمرنا "" والنبدأ على بركت الله تعالى :

    أن الزيارة للعتبات المقدسة بصورة عامة ، وقبور الاموات وكذلك زيارية الوالدين الذي أوصانا الباري ببرهم وزيارتهم وايضاً الإخوان (صلة الرحم) ، والجيران فقال (ص وآله): جارك ثم جارك ثم أخاك .. والأصدقاء ، والأقارب تقرُبنا الى الله جل جلاله ، وحرصاً على بقاء المودة




    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ

    [1] تفسيرالأمثل / الجزء السابع / صفحة 457 و 458 (C:UsersIsawiAppDataLocalTempTemp1_Tefsirul_Emsal.z ipTefsirul_Emsalhtmlalamsal07a01.htm)
    [2] النجم
    [3] الحشر 7



    ــــ 6 ــــ





    والمحبة ، وعلى صلة الرحم من أفضل القربات ، ومن أفضل الطاعات ، وقد صح عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام وعلى آله - أنه قال: " يقول الله عز وجل: وجبت محبتي للمتزاورين فيّ ، والمتجالسين فيّ ، والمتحابين فيّ ، والمتباذلين في "[1]
    (*) روى الدار قطني في سننه بسنده إلى ابن عمر قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من زار قبري وجبت له شفاعتي)[2] .
    (*) ورواه البيهقي أيضاً في سننه [3] ، والماوردي: في الأحكام السلطانية [4] .
    (*) روى الطبراني في المعجم الكبير[5] ، والغزالي في إحياء العلوم [6] ، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً عن النبي(صلى الله عليه وآله): (من جاءني زائراً لا تحمله حاجة إلا زيارتي كان حقّاً عليّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة) .

    (*) قال الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله: "" يا أبتاه ما جزاء من زارك ، فقال رسول الله (ص وآله): يا بُنيّ من زارني حيّاً أو ميتاً أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة وأخلصه من ذنوبه "" [7]
    (*) حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، نا أبو ربيع الزهروي ، نا حفص بن أبي داود ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه (وآله) وسلم : " من حج فزار قبري بعد وفاتي ، فكأنما زارني في حياتي "[8] .
    (*) وقال الامام الصادق عليه السلام: "" إن الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظرالى زوّار قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام عشيّة عرفة ، قيل له: قبل نظرة الى أهل الموقف ؟ قال: نعم ، قيل له وكيف ذاك ؟ قال: لأنَّ في أُولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا ""[9] .
    (*) وسأله زيدالشحّام فقال له: "" ما لمن زار واحداً منكم ؟ قال: كمن زار رسول الله (ص وآله) "" [10] .



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
    [1] شرح الزرقاي على موطأ مالك [*] موطأ مالك (ح 1779) [*] رواه أحمد بسند صحيح والطبراني والحاكم والبيهقي
    [2] الدار قطني، السنن ج2: ص278 ، باب المواقيت ، الحديث 194، ط دار المحاسن ، القاهرة .
    [3] البيهقي ، السنن ج5: ص245.
    [4] أبو الحسن الماوردي ، الأحكام السلطانية: ص105.
    [5] الطبراني، المعجم الكبير.
    [6] الغزالي، إحياء العلوم ج1: ص306، وفيه ( لا يهمّه إلا زيارتي) مكان قوله: ( لا تحمله) - وقد نقله الإمام السبكي، في شفاء السقام: ص16- والسمهودي، في وفاء الوفا ج4: ص1340- ونقله العلاّمة الأميني عن ستة عشر مصدراً حديثياً وفقهياً في الغدير ج5: ص97 و 98 .
    [7] (3159) من لا يحضره الفقيه / ج2 ص360 ، الطبعة الاولى 1406هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان .
    [8] (سنن الدار قطني - - كناب الحج باب المواقيت ح 2656 ص 192) .
    [9] (3171)(من لا يحضره الفقيه / ج2 ص362 ، الطبعة الاولى 1406هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان) .
    [10] (3175)(نفس المصدر ) .



    ــــ 7 ــــ

    يتبع لطفاً

    نسألكم الدعـــاء
    التعديل الأخير تم بواسطة m_ali ; الساعة 20-03-2014, 03:40 AM. سبب آخر:
    sigpic

  • #2
    (*) عن الحسن ابن علي الوشاء قال: قلت للرضا عليه السلام ما لمن زار قبر أحد من الأئمة عليهم السلام قال: له مثل من أتى قبر أبي عبد الله عليه السلام قلت: وما لمن زار قبر أبي عبد الله عليه السلام قال: الجنة والله ، وبإسناده عن عبد الرحمن بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: من زارنا في مماتنا فكأنما زارنا في حياتنا ومن جاهد عدونا فكأنما جاهد معنا ومن تولى لمحبنا فقد أحبنا ومن سر مؤمنا فقد سرنا ومن أعان فقيرنا كان مكافاته على جدنا محمد صلى الله عليه وآله .

    (*)
    عن الامام الصادق عليه السلام قال: من زارنا بعد مماتنا فكأنما زارنا في حياتنا الحديث قال وقال: من زار اماماً مفترض الطاعة وصلى عنده أربع ركعات كتب الله له حجة وعمرة .

    (*) البحار وجدت في بعض مؤلفات متأخري أصحابنا قال: في كتاب تحرير العبارة روي عن الامام أبي جعفر عليه السلام أنه قال: من نوى من بيته زيارة قبر امام مفترض طاعته واخرج لنفقته درهماً واحدا كتب الله جل ذكره له سبعين الف حسنة ومحا عنه سبعين الف سيئة وكتب اسمه في ديوان الصديقين والشهداء أسرف في تلك النفقة أو لم يسرف .

    (*) الصدوق في (المجالس والاخبار) عن الحسين بن إبراهيم القزويني عن محمد بن وهبان عن علي بن حبشي عن العباس بن محمد بن الحسين عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن الحسين بن أبي غندر عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال قال أمير المؤمنين عليه السلام ( زارنا رسول الله صلى الله عليه وآله) وقد أهدت لنا أم أيمن لبناً وزبداً وتمراً فقدمناه فأكل منه ثم قام النبي صلى الله عليه وآله إلى زاوية البيت فصلى ركعات فلما ان كان في آخر سجوده بكى بكاء شديدا فلم يسأله أحد منا اجلالاً له فقام الحسين عليه السلام فقعد في حجره وقال له يا أبت وقد دخلت بيتنا فما سررنا بشئ كسرورنا بدخولك ثم بكيت بكاء غممنا فلم بكيت فقال يا بني اتاني جبرئيل آنفا فأخبرني انكم قتلى ومصارعكم شتى فقال له يا أبه فما لمن يزور قبورنا على تشتتنا فقال يا بني أولئك طوائف من أمتي يزورونكم يلتمسون بذلك البركة وحقيق علي ان آتيهم يوم القيامة فأخلصهم من أهوال الساعة من ذنوبهم ويسكنهم الله الجنة.

    (*) السيد علي بن طاووس في مصباح الزائر عن الامام الصادق عليه السلام قال: من زار اماماً مفترض الطاعة بعد وفاته وصلى عنده أربع ركعات كتب له حجة وعمرة وجدت بخط الفاضل الخبير الأميرزا عبد الله الأصفهاني قال: روى بعض أصحابنا في كتاب تذكرة الفقهاء والواعظين وتبصرة العلماء والمتعظين عن الامام الصادق عليه السلام انه قيل لأبي عبد الله عليه السلام ما لمن زار أحدا منكم قال: كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله وقال الصادق عليه السلام من زار اماماً مفترضا طاعته وصلى أربع ركعات كتب الله له حجة مبرورة وعمرة وقال: عليه السلام من زار واحدا منا كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله[1] .

    (*) عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) قال: ستدفن بضعة منّي بأرض خراسان لا يزارها مؤمن إِلاّ أوجب الله له الجنة وحرّم جسده على النار. [2]

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

    [1] جامع أحاديث الشيعة السيد البروجردي ج 12، ص290 و291 .
    [2] (3194)(من لا يحضره الفقيه / ج2 ص366 ، الطبعة الاولى 1406هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي بيروت – لبنان) .


    ــــ 8 ــــ




    (*) روي بسند معتبر عن موسى بن جعفر (صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ) قال: من زار قبر ولدي علي (عليه السلام) كان له عند الله عزَّ وجلَّ سبعون حجّة مبرورة . قال الراوي مستبعداً سبعين حجة مبرورة ؟ قال: نعم سبعين ألف حجة .
    [3186] وروي عنه (عليه السلام) قال: ضمنت لمن زار قبر أبي بطوس عارفاً بحقّه الجنة على الله عزَّ وجلَّ [1] .

    (*) حديث من المخالفين ، عن عائشة أنها قالت:
    " كلما كان ليلتها من رسول الله (ص) يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول:
    "" السلام عليكم دار قوم مؤمنين .... الخ ""[2]

    (*) و جاء عن أئمة أهل البيت (ع) فيما رووه عن فعل رسول الله (ص وآله) فمن ذلك ما رواه ابن قولويه في كامل الزيارة عن أبي عبد الله (ع) :
    "" كان رسول الله (ص وآله) يخرج في ملأ من الناس من أصحابه كل عشية خميس إلى بقيع المدنيين فيقول: " السلام عليكم يا أهل الديار" ثلاثا، " رحمكم الله" ثلاثا ""[3]

    (*) عن الامام الصادق (عليه السلام) أنه قال: "" زيارة الحسين بن علي (عليه السلام) واجبة على كل من يقرّ للحسين بالامامة من الله عزّوجلّ ""[4] .

    (*) جاءت روايات كثيرة في فضل زيارة الامام الحسين (عليه السلام) بل في وجوبها ، منها: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): "" من زار الحسين (عليه السلام) بعد موته فله الجنّة "" [5] .

    (*) وروي: أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كان ذات يوم جالساً وحوله عليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) فقال لهم: "" كيف بكم إذا كنتم صرعى وقبوركم شتّى؟ فقال له الحسين (عليه السلام): أنموت موتاً أونقتل؟ فقال: بل تقتل يا بني ظلماً، ويقتل أخوك ظلماً، وتشرّد ذراريكم في الارض. فقال الحسين (عليه السلام): ومن يقتلنا يا رسول الله؟ قال: شرار الناس، قال: فهل يزورنا بعد قتلنا أحد؟ قال: نعم، طائفة من أمتي يريدون بزيارتكم برّي وصِـلـَتي، فإذا كان يوم القيامة جئتهم الى الموقف حتى آخذ (باعضادهم فأخلصهم) من أهواله وشدائده ""[6] .


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

    [1] نفس المصدر ص364 ، بهامش رواه في العيون ص 362 باسناده عن القمي عن أبيه عن عبد العظيم الحسيني عنه عليه السلام .
    [2] صحيح مسلم ج3 ص63 .
    [3] الوسائل ج3 ص224 ح3 ط آل البيت .
    [4] كامل الزيارات: 121 .
    [5] تهذيب الاحكام 6: 40/84
    [6] الارشاد: 1/131



    ــــ 9 ــــ




    الاعتقاد بحياة رسول الله والائمة المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم


    قال تعالى:{ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا }[1]

    تمرّ في تأريخ الشعوب أيام تحدق الأخطار فيها بتلك الأمم والشعوب، ولا يمكن دفع هذه الأخطار والحفاظ على الأهداف المقدّسة العظيمة إلاّ بالتضحية والفداء وتقديم القرابين الكثيرة ، وهنا يجب أن يتوجّه المؤمنون المضحّون إلى ساحات القتال ، ليحفظوا دين الحق بسفك دمائهم ، ويسمى هؤلاء الأفراد في منطق الإسلام بـ "" الشهداء"" .

    إنّ إطلاق كلمة الشهيد ـ من مادة الشهود ـ على هؤلاء ، إمّا لحضورهم في ميدان الجهاد ضد أعداء الحق ، أو لأنّهم يشاهدون ملائكة الرحمة لحظة شهادتهم ، أو لمشاهدتهم النعم العظيمة التي أُعدّت لهم ، أو لحضورهم عند الله ، كما جاء في الآية الشريفة: { ولا تحسبنّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربّهم يرزقون } .

    وقلّ من يصل إلى درجة الشهيد في الإسلام.. أُولئك الشهداء الذين يذهبون ساحة الحرب بين الحق والباطل عن وعي وخلوص نيّة ، ويقدّمون آخر قطرة من دمائهم الزكية في هذا السبيل.
    جاء في متاب البحار:عن أبي جعفر عليه السلام قال: أتى رجل رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: إني راغب نشيط في الجهاد ، قال: فجاهد في سبيل الله فانك إن تقتل كنت حيا عند الله ترزق، وان مت فقد وقع أجرك على الله، وإن رجعت خرجت من الذنوب إلى الله، هذا تفسير " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا [2]"

    وتلاحظ في المصادر الإسلامية روايات عجيبة حول مقام الشهداء ، تحكي عظمة عمل الشهداء ، وقيمته الفذّة .
    فتقرأ في حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "" إنّ فوق كلّ بر براً حتى يقتل الرجل شهيداً في سبيل الله ""[3] .
    وجاء في حديث آخر روي عنه (صلى الله عليه وآله وسلم): "" المجاهدون في الله قوّاد أهل الجنّة ""[4].
    ونطالع في حديث آخر عن الإمام الباقر (عليه السلام): "" ما من قطرة أحبّ إلى الله من قطرة دم في سبيل الله ، أو قطرة من دموع عين في سواد الليل من خشية الله ، وما من قدم أحبّ إلى الله من خطوة إلى ذي رحم ، أو خطوة يتمّ بها زحفاً في سبيل الله ""[5].


    قال تعالى: { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ ِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[6] .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    [1] آل عمران، الآية 169.
    [2] بحار الانوار للعلمة المجلسي مؤسسة الوفاء بيروت – لبنان ، الطبعة الثانية المصححة 1403هـ - 1983م: المجلد 97 ، صفحة 14
    [3] المصدر السابق صفحة 15.
    [4] المصدر السابق
    [5] بحار الأنوار، المجلد 97 ، صفحة 14.
    [6] التوبة 111 .


    ــــ 10 ــــ



    نبذة بسيطة من كتاب "" تفسير الامثل "" حول تفسير هذه الآية : ولما كانت كل معاملة تتكون في الحقيقة من خمسة أركان أساسية ، وهي عبارة عن: المشتري ، والبائع، والمتاع ، والثمن ، وسند المعاملة أو وثيقتها ، فقد أشار الله سبحانه إِلى كل هذه الأركان ، فجعل نفسه مشترياً ، والمؤمنين بائعين ، وأموالهم وأنفسهم متاعاً وبضاعة ، والجنّة ثمناً لهذه المعاملة.

    غاية ما في الأمر أنّه بيّن طريقة تسليم البضاعة بتعبير لطيف ، فقال: (يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون) وفي الواقع فإنّ يد الله سبحانه حاضرة في ميدان الجهاد لتقبل هذه البضاعة ، سواء كانت روحاً أم مالا يبذل في أمر الجهاد[1] .

    جاء في حديث عن الأئمة الأطهار عليهم السلام " ما منا إلاّ مسموم أو مقتول "

    *)
    من هنا نستنتج ان رسول الله والائمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم أحياء لمصداق الآيتين الكريمتين ، ومن خلال قرائتنا للتاريخ وسيرة آل محمد وجدناهم مظلومين مقهورين مغتصبين الحقوق وايضاً قتّلوا بالسيف او بالسم .. وكان السبب هو الدفاع عن الدين والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وقتّلوا نتيجة الاحقاد والحسد لما فضلهم الله تعالى وأفاض عليهم من رحمته وجعلهم باب الله الذي منه يُأتى ، وجعلهم سفينة النجاة التي بها يصلوا الى شاطىء الامان ، وجعلهم باب رحمته ، وجاء في السنة النبوية أحاديث كثيرة جداً تثبت أنهم أحياء يسمعون من يسلم عليهم ويردون السلام ، وسبب عدم سمعنا لسلامهم لكثرة الذنوب ، وأكل المال المشبوه , فالذي سريرته مع الله نظيفة كـ سلمان المحمدي في أيامه الاخيرة عندما دخل الجبانة ، سلّم على أهل القبور فرد عليه السلام وأخذ يسأل الميت والميت يرد عليه الجواب ...

    فلا عجب من أنهم أحياء ؛ ألم نسلّم في ختام الصلاة اليومية : " السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته " ؟! فجعل امتداده (ص وآله) بأهل بيته عليّ وأولاده ، وحمّلهم اعباء الرسالة ، فقتّلوا من أجلها هم وشيعتهم . وأكثر من ضحى من أجل الاسلام هم آل أبي طالب ، وفيما يلي احاديث تثبت صحة سماع الميت لصوت الحي :

    (*) جاء في البخاري / كتاب الجنائز / باب الميت يسمع خفق النعال (عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين )[2][*] .

    (*) عن أبي هريرة قال: "" إن الميت إذا وضع في قبره لإنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه ،... ".[3]

    (*) علي بن حمشاد العدل ، ثنا : إبراهيم بن إسحاق الحربى ، ثنا : موسى بن إسماعيل ، ثنا : حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي (ص) قال : والذى نفسي بيده إنه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه ، ثم ذكر الحديث بنحوه ألا إن حديث سعيد بن عامر أتم[4]

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

    [1] تفسير الامثل ص 229
    [2] رقم الحديث ( 1338) فتح الباري شرح صحيح البخاري/ 67 باب الميت يسمع خفق النعال : ج3 ص 205 .
    [*]صحيح البخاري ، الإمام أبي عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري ـ طبعةٌ جديدةٌ مظبوطةٌ ومصححةٌ ومفهرسةٌ دار ابن كثير، الطبعة الأولى: 1423هـ - 2002م ؛ باب الجنائز 67 – باب الميت يسمع خفق النعال : حديث [1338] ص322 و حديث [1374] ص332 .
    [3] [3113](صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ، الطبعة الثانية: 1414هـ ــ 1993م ، مؤسسة الرسالة بيروت ــ لبنان: ج7 ص380
    [4] [1353]هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه .


    ــــ 11 ــــ





    [1444] (*)مستدرك الحاكم - كتاب الجنائز - الميت يسمع خفق نعالهم .

    (*)
    صحيح البخاري / باب غزوة بدر وباب الجنائز - وكتاب (مختصر سيرة النبي) لمحمد بن عبد الوهاب في باب عزوة بدر: قال عمر يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها؟! قال: (ما أنتم بأسمع لما أقول منهم) غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا علي شيئا... [1] .

    (*)
    في صحيحي البخاري ومسلم ومسند أحمد وغيرهما: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه حتى أنه ليسمع قرع نعالهم[2] .

    وإليكم ما أخترت لكم من احاديث تفيد بحثنا :

    روى الشيخ ابن قولويه في كتاب كامل الزيارات عن الصّادق عليه السّلام في حديث له حول سيدنا أبي عبدالله الحسين عليه السّلام قال:
    وإنه لينظر إلى زوّاره ، فهو أعرف بهم وبأسمائهم وأسماء آبائهم وما في رحالهم ، من أحدهم بولده ، وإنه لينظر إلى من يبكيه فيستغفر له ويسأل أباه الاستغفار له ويقول له: أيها الباكي ، لو علمت ما أعدّ الله لك لفرحت أكثر مما حزنت ؛ وإنه ليستغفر له من كلّ ذنب وخطيئة[3] .

    وهذه عقيدة سائر الفرق من المسلمين أيضاً ، ولذا يزورون قبور الأنبياء والأولياء والصالحين من عباد الله ، وقد أفرد بعض علماء الجمهور كالحافظ جلال الدين السيوطي هذه المسألة بالتأليف ، ورووا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله فيها أحاديث صريحة:
    كقوله صلّى الله عليه وآله: من زارني بعد وفاتي ...[4] .

    وقوله صلّى الله عليه وآله: من سلّم عليّ من عند قبري سمعته ...[5] .

    (*) وعن الحافظ أبي سعيد السمعاني عن علي أبي طالب أنه قال: قدم علينا أعرابي بعدما دفنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بثلاثة أيام ، فرمى بنفسه على قبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحثا من ترابه على رأسه ، وقال: يا رسول الله ، قلت: فسمعنا قولك ، ووعيت عن الله سبحانه ووعينا عنك ، وكان فيما أنزل عليك (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله) الآية ، وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي ، فنودي من القبر: إنه قد غفر لك [6] .

    (*( أبو عيسى الترمذي: وذكر أحمد بن زيني دحلان أيضا أن العلامة السيد محمد طاهر بن محمد بن هاشم باعلوي ذكر في كتابه مجمع الأحباب في ترجمة الإمام أبي عيسى الترمذي صاحب السنن أنه رأى في المنام أنه سأل الله عما يحفظ عليه الإيمان حتى يتوفاه وهو عليه. قال: فقال لي: قال بعد ركعتي صلاة الفجر قبل صلاة فرض الصبح ( إلهي بحرمة الحسن وأخيه وجده وبنيه وأمه وأبيه نجني من الغم الذي أنا فيه يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام يا أرحم الراحمين) ، فكان الإمام الترمذي يقول ذلك دائما ويأمر أصحابه به ويحثهم على فعله والمواظبة عليه.

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

    [1] كذلك في صحيح مسلم في باب الجنة وصفة نعيمها وأهلها في الحديث 76 و 77. وكذلك في مسند أحمد (في مسند عبد الله بن عمر) ج 2 ص 131.
    [2] (صحيح البخاري في كتاب جنائز في باب الميت يسمع خفق النعال. صحيح مسلم في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها - الحديث 70 - 71، مسند أحمد في مسند أبي هريرة ج 2 ص 347 - 445 في مسند أنس ج 3 ص 233، في مسند البراء بن عازب ج 4 ص 296) .
    [3] كامل الزيارات: 206، أمالي الطوسي: 55.
    [4] كامل الزيارات: 13.
    [5] بحار الأنوار 10 / 441
    [6] وفاء الوفاء للسمهودي ج 2 / ص 1361 عن أبي سعيد السمعاني .


    ــــ 12 ــــ




    هذا ايضاً دليل على سماع الاموات اصوات من يتكلم معهم ، ونستفاد من هذا أنه على كل مسلم أينما كان ان يسلم في صلاته على النبي الاكرم صلى الله عليه وآله كأنه أمامه حاضر فيسلم عليه ويخاطبه بالدعاء ويتضرع له بفنون التوسل والخضوع .
    ما هو الهدف او الغاية من زيارة المراقد المقدسة :

    هو اولاً التقرب الى الله تعالى كما جاء في أدبيات آداب الزيارة للمراقد الطاهرة لأهل البيت (عليهم السّلام ) والواردة في كتب الأدعية والزيارات كقول الزائر مخاطباً ربّه جلّ وعلا:
    "" اللهم إنك أكرم مقصود ، وأكرم مأتيٍّ ، وقد أتيتك متقرّباً إليك بابن بنتِ نبيّك ""[1] .

    فالهدف الثاني من هذه الزيارات هو التوجّه إلى الرسول وآل بيته صلواة الله عليهم / والحضور في ساحاتهم المقدّسة حضوراً قلبياً ، وعقليا ، وجسدياً ، والتأييد والإقرار لهم بالسّير على خطاهم والتمسك بهم والالتزام بتعاليمهم ، وأن تنصرهم وتحبهم لساناً وقلباً . ومن زارهم فقد زار الله كما جاء في الحديث من كتاب من لا يحضره الفقيه ؛ (زيارة الله تعالى زيارة أنبياءه وحُجَجِهِ ، مَن زارهم فقد زار الله عزّ وجلّ)[2].

    فأصبحت لدينا قناعة على أهمية زيارة أهل البيت عليهم السلام ، لان فيها رضاً لله ولرسوله .
    ان أهل البيت الاطهار هم رجالات الله الذي اختارهم لحكم الارض وإخراج البشر من الظلمات الى النور ، فقد جعلهم الله خلفاء في الارض والوسيلة إليه والتوسل بهم (صلواة الله عليهم) وهم الشفعاء ، وأعطاهم من الفضل والكرامة الكثير وأورثهم مواريث الانبياء والمرسلين ، لما ضحوا وبذلوا الغالي والنفيس من أجل إعلاء كلمة "" لا اله إلا الله محمداً رسول الله "" ونقول في دعاء التوسل: ( اَللّـهُمَّ اِنّي اَسْاَلُكَ وَاَتَوَجَّهُ اِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا اَبَا الْقاسِمِ يا رَسُولَ اللهِ يا اِمامَ الرَّحْمَةِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا اِنّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ اِلَى اللهِ وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا يا وَجيهاً عِنْدَ اللهِ اِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ ..)[3]

    ويؤيد ما قلناه بشكل أوضح ، العبارة التالية التي وردت في طلب إذن الدخول للسرداب والمراقد الطاهرة:
    " اللهم إن هذه بقعة طهرتها وعقوة شرفتها ، ومعالم زكيتها ، حيث أظهرت فيها أدلة التوحيد ، وأشباح العرش المجيد ، الذين اصطفيتهم ملوكا لحفظ النظام ، واخترتهم رؤساء لجميع الانام وبعثتهم لقيام القسط في ابتداء الوجود إلى يوم القيامة ، ثم مننت عليهم باستنابة أنبيائك لحفظ شرائعك وأحكامك ، فأكملت باستخلافهم رسالة المنذرين كما أوجبت رياستهم في فطر المكلفين . فسبحانك من إله ما أرءفك ولا إله إلا أنت من ملك ما أعدلك ، حيث طابق صنعك ما فطرن عليه العقول ، ووافق حكمك ما قررته في المعقول والمنقول فلك الحمد على تقديرك الحسن الجميل ، ولك الشكر على قضائك المعلل بأكمل التعليل ، فسبحان من لا يسئل عن فعله ولا ينازع في أمره ، وسبحان من كتب على نفسه الرحمة قبل ابتدآء خلقه ، والحمد لله الذي من علينا بحكام يقومون مقامه لو كان حاضرا في المكان ، ولا إله إلا الله الذي شرفنا بأوصياء يحفظون الشرائع في كل


    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    [1] بحار الأنوار ج 99 / ص 14
    [2] من لا يحضره الفقيه 2 / 93
    [3] (دعاء التوسل / كتاب مفاتيح الجنان)


    ــــ 13 ــــ



    الازمان ، والله أكبر الذى أظهر هم لنا بمعجزات يعجز عنها الثقلان ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم الذي أجرانا على عوائده الجميلة في الامم السالفين . اللهم فلك الحمد والثناء العلي ، كما وجب لوجهك البقاء السرمدي ، و كما جعلت نبينا خير النبيين ، وملوكنا أفضل المخلوقين ، واخترتهم على علم على العالمين ، وفقنا للسعي إلى أبوابهم العامرة إلى يوم الدين ، واجعل أرواحنا تحن إلى موطن أقدامهم ، ونفوسنا تهوى النظر إلى مجالسهم وعرصاتهم ، حتى كأننا نخاطبهم في حضور أشخاصهم . فصلى الله عليهم من سادة غائبين ، ومن سلالة طاهرين ، ومن أئمة معصومين . اللهم فأذن لنا بدخول هذه العرصات ، التي استعبدت بزيارتها أهل الارضين والسموات ، وأرسل دموعنا بخشوع المهابة ، وذلل جوارحنا بذل العبودية ، و فرض الطاعة ، حتى نقر بما يجب لهم من الاوصاف ، ونعترف بأنهم شفعاء الخلايق إذا نصبت الموازين في يوم الاعراف ، والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين . "[1] .

    والهدف الآخر اعتراف لهم بالولاية والامامة وبمنزلتهم عند الله تعالى ، والتقرب الى رسول الله (ص) حيث كان (ص) يردد هذه الآية الكريمة: { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى }[2] ، وقال (ص): {إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل ، وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني بهما أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما}[3] .

    ان لرسول الله الفضل الكبير والعظيم على الخلق ، تحمّل الكثير من أعباء وظلم لكي يحقق لهم دولة العدل الهي ورسم لهم الخطوط العريضة ، ونصب الخلفاء من بعده " اثنا عشر خليفة كلهم من قريش " ، واصرار رسول الله (ص) على الاستمرار على زيارة المراقد المقدسة ولاسيما زيارة الامام الحسين (ع) ، فبالزيارة يتحقق التفكر الى مضامين هذه الزيارة وما لها من مردود إيجابي للزائر حينما يستشعر بنهضة الحسين (ع) وما بذله من تضحيات ولولا هذه التضحيات لرجعنا الى عبادة فرعون أموي وتركنا هذا النبع الصافي ، وأيضاً نلبي ما أمرونا عليهم الصلاة والسلام " رحم الله من أحيا أمرنا " ؛ وحين نزورهم نقول : "" السلام عليكم يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة وخزان العلم ومنتهى الحلم وأصول الكرم وقادة الأمم وأولياء النعم وعناصر الأبرار ودعائم الأخيار وساسة العباد وأركان البلاد وأبواب الإيمان وأمناء الرحمن وسلالة النبيين وصفوة المرسلين وعترة خيرة رب العالمين ورحمة الله وبركاته "

    وبالمواظبة على زيارات آل البيت ولا سيما زيارة الامام الحسين عليه السلام ، وزيارة غريب طوس الامام علي بن موسى الرضا عليهما السلام ، تترسخ مبادىء الدين الحنيف ، وتكبر مكانة ومنزلة الائمة (ع) وتزدياد معرفة آل رسول الله ، وبهذا نتقرب الى الله تعالى وتصبح قريب لجلالته .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    [1] بحار الأنوار ج 99 / ص 115 ، بهامش مصباح الكفعمي ص 548.
    [2] (الشورى/ 23) .
    [3] ج 3 - ص 17 .أخرج أحمد بن حنبل في مسنده ( 2 ) عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل ، وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني بهما أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ) .

    ــــ 14 ــــ

    يتبع لطفاً

    نسألكم الدعـــاء

    sigpic

    تعليق


    • #3

      وهذا حديث معتبر ؛ عن جابر، قال: سمعت أبا جعفر عليه السّلام يقول:
      "" إنما يعرف الله عزّ وجلّ ويعبده من عرف الله وعرف إمامه منّا أهل البيت. ومن لا يعرف الله عزّ وجلّ ولا يعرف الإمام منّا أهل البيت ، فإنما يعرف ويعبد غير الله ""[1] .

      فالزيارة واجبة على كل موالي اثني عشري ، وأيضاً الزيارة هي أمر من أئمتنا الاطهار (ع) كما جاء في هذه الاحاديث الشريفة:
      (*) وروي الحسن بن عليّ الوشاء عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام قال: "" إن لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته ، وإن من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم ، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمّتهم شفعائهم يوم القيامة ""[2]

      (*) وروي الحسن بن عليّ بن فضّال ، عن أبي أيوب الخزّار ، عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر محمّد بن عليٍّ عليهما السلام قال: "" مروا شيعتنا بزيارة الحسين بن عليّ عليهما السلام فإن زيارته تدفع الهدم والغرق والحرق وأكل السبع وزيارته مفترضة على من أقرّ للحسين عليه السلام بالإمامة من الله عزَّ وجلَّ "" [3] .
      (*) وقال أبي عبد الله عليه السلام: "" موضع قبر الحسين عليه السلام تُرعة من تُرَع الجنَّة "" [4] .

      جاء في الكافي عن الإمام الباقر عليه السّلام يقول فيها: "" إنكم لا تكونوا صالحين حتى تعرفوا ، ولا تعرفوا حتى تصدّقوا ، ولا تصدّقوا حتى تسلّموا ""[5] .

      اذن يجب معرفة الأئمة (ع) وبمعرفة الأئمة تتحقق عبادة الله تعالى. والزيارة هي مقدمة لمعرفتهم ، وبتكرارها تتعمق معرفتهم صلواة الله السلامه عليهم .

      ورود هذا المعنى في كتب أهل السنّة بطرقهم ، فقد روى الحافظ الطبراني بسنده عن الإمام الحسن السبط عليه السّلام عن رسول الله صلّى الله عليه وآله أنه قال: والذي نفسي بيده لا ينفع عبد عمله إلاّ بمعرفة حقّنا [6] .




      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
      [1] الكافي 1 / 181
      [2]
      [3160](من لا يحضره الفقيه / ج2 ص360 ، الطبعة الاولى 1406هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان) .
      [3]
      [3177](من لا يحضره الفقيه / ج2 ص363 ، الطبعة الاولى 1406هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان) .
      [4]
      [3166](من لا يحضره الفقيه / ج2 ص361 ، الطبعة الاولى 1406هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان) .
      [5] الكافي 1 / 182
      [6] المعجم الأوسط 3 / 122



      ــــ 15 ــــ





      طلــب الشـفاعــــة

      بحثنا ليس بصدد الشفاعة ولا ندخل في تفاصيها ، ولكن نمر عليها بشكل وجيز .. لقد جاءت آيات قرآنية حول الشفاعة فقد اخترت لكم آيتين :

      الله تعالى يقول: { يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَٰنُ }[1]
      قال تعالى: { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ }[2] .

      الشفاعة هي التوسل بالوسيلة الى الله عزوجل .

      ))فإذا أراد الانسان أن ينال كمالا وخيرا ماديا أو معنويا وليس عنده ما يستوجب ذلك بحسب ما يعينه الاجتماع ، ويعرف به لياقتة ، أو اراد ان يدفع عن نفسه شرا متوجها إليه من عقاب المخالفة وليس عنده ما يدفعه ، أعني الامتثال والخروج عن عهدة التكليف ، وبعبارة واضحة إذا أراد نيل ثواب من غير تهيئة أسبابه ، أو التخلص من عقاب من غير إتيان التكليف المتوجة إليه فذلك مورد الشفاعة[3] ((

      قال تعالى: { وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةِ }[4] .
      لماذا هذه الوسيلة ؟
      هنا المقصود بالوسيلة هو رسول الله وأهل بيته صلواة الله عليهم .
      الرحمة الإهية تهبط على جميع البشر بواسطة محمد (صلى الله عليه وآله) ليست في الدنيا فقط وانما في الآخرة

      *) قال الامام الصادق (ع) " ما من أحدٍ من الاولين والآخرين إلا وهو يحتاج الى شفاعة محمدٍ صلى الله عليه وآله يوم القيامة " .

      *) قال ابو الحسن الكاظم عليه السلام: إذا كانت لك حاجة الى الله فقل: " اللهم اني أسألك بحق محمدٍ وعلىٍّ صلواة الله عليهم ، فأن لهما عنك شأناً من الشأن وقدراً من القدر ، فبحق ذلك الشأن وذلك القدر ان تصلِّ على محمد وآل محمد وان تفعل بي كذا وكذا وتطلب حاجتك .."

      اذا كان يوم القيامة لم يبقى ملكٌ مقرب ولا نبيٌ مرسل ولا مؤمنٌ ممتحن (لعله امتحن قلبه للايمان) إلا وهو يحتاج إليهما في ذلك اليوم (محمدً وعليًّ) .

      *)
      نحن نعلم ان النبي (ص) يشفع للمؤمنين فلماذا عليٌ (ع) يشفع مع الرسول ؟
      الجواب: لانه نفس النبي بنص القرآن الكريم ؛ قال الله تعالى في آية المباهلةفَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ}[5] .

      *)
      عبد الله بن أحمد بن حنبل يسأل أباه وكما هو منقول في كتاب العلل : عن الرجل يمس منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتبرك بمسه وتقبيله ، ويفعل بالقبر ذلك رجاء ثواب الله ؟
      فقال: لا بأس به[6] .

      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ

      [1] (طه 106) .
      [2] (البقرة 255) .
      [3] الشفاعة / الميزان / الجزء الاول ص 158
      [4] [ المائدة : 35 ] .
      [5] (سورة آل عمران ، الآية : 61) .
      [6] كتاب العلل ج2 ص492

      ــــ 16 ــــ





      *) جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية ، حول مشروعية التوسل بالنبي (ص وآله) بعد وفاته: فقد ذهب جمهور الفقهاء المالكية والشافعية ومتأخرو الحنفية وهو المذهب عند الحنابلة إلى جواز هذا النوع من التوسل سواء في حياة النبي أو بعد وفاته.

      واستشهدت الموسوعة بحادثة وقعت ، وقد رواها أبو الحسن علي بن فهر في فضائل مالك بإسناد لابأس به، وأخرجها القاضي عياض في الشفاء من طريقه عن شيوخ عدة من ثقات مشايخه ، تقول الحادثة أن المنصور الدوانيقي سأل ( مالكاً ) :
      فقال له مالك: ولمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم (ع) إلى الله عز وجل؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله[1] .

      فبالشفاعة يوجب نيل الثواب ، أو التخلص من العقاب ... نكتفي بهذا القدر حول الشفاعة



      من أدبيات زيارة المعصومين :


      قبل الدخول في التفاصل اود ان اقول:
      ان زيارة الائمة المعصومين في رأي القاصر "" واجب "" لـ قول: { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى }، فمودتنا لأهل البيت عليهم السلام هي مودة و تواصل مع رسول الله (ص) .

      أن لزيارتهم هي العلاقة في حصول المعرفة ، وأنها تتدرج في الخضوع لهم والتوسّل بهم الى الله تعالى صلواة الله وسلامه عليهم .

      الكل يعلم ان لأداء الصلاة مقدمات كـ الوضوء والاستحضار ، وأيضا لأداء فريضة الحج او العمرة المفردة فلها مقدمات تقوم بتنفيذها حتى تتهيأ لأدائها ، فـ زيارة الأئمة المعصومين فلها مقدمات تنفذها قبل قيامك بمراسيم الزيارة ، فمنها:

      1] الغسل قبل السفر، واذا كان السفر بعيد غسل آخر مع نية الغسل.
      وتقول وأنت تغسل: (بِسْمِ الله وَبِالله وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللهِ ، اللّهُمَّ اغْسِلْ عَنِّي دَرَنَ الذُّنُوبِ وَوَسَخَ العُيُوبِ وَطَهِّرْنِي بِماءِ التَّوْبَةِ وَأَلْبِسْنِي رِدآَ العِصْمَةِ وَأَيِّدْنِي بِلُطْفٍ مِنْكَ يُوَفِّقُنِي لِصالِحِ الاَعْمالِ إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ) .

      2]
      ترك المخالفات الشرعية كـ الكلام بالباطل والجدال والخصام في مدّة السفر للزيارة .

      3] إرتداء الملابس النظيفة والطاهرة .

      4] رش بعض الطيب .

      5] نية الزيارة مفصلة .

      6] قصر الخطى في المسير للدخول الى حضرة المعصوم .

      7] استغلال مدة الزيارة بالصلاة والتسبيح وقراءة القرآن والادعية والاذكار.


      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
      [1] الموسوعة الفقهية الكويتية ج14 ص 156 .


      ــــ 17 ــــ



      الابعاد المعرفية من الزيارة :



      ذكرنا سابقاً ان الفائدة من الزيارة هي التقرب الى رسول الله (ص) ، وتنفيذاً لرغبته ، وشعورك بالوقوف امام صاحب المرقد المطهر ، وهل انت بحواسك وعقلك وقلبك حاضر لهذا اللقاء الكبير ؟ ام هو اسقاط فرض كما يقولون ؟

      فـ عندما تدخل الى الحضرة الشريفة ليكون احاسيسك وشعورك كأنما صاحب الحضرة جالس أمامك ، فعليك ان تستأذن للدخول فتقول:

      "" الحَمْدُ للهِ الَّذِي وَفَّقَنِي لِقَصْدِ وَلِيِّهِ وَزِيارَةِ حُجَّتِهِ وَأَوْرَدَنِي حَرَمَهُ وَلَمْ يَبْخَسْنِي حَظِّي مِنْ زِيارَةِ قَبْرِهِ وَالنُّزُولِ بِعَقْوَةِ مُغَيَّبِهِ وَساحَةِ تُرْبَتِهِ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَسِمْنِي بِحِرْمانِ ماأَمَّلْتُهُ وَلا صَرَفَ عَنِّي ما رَجَوْتُهُ وَلا قَطَعَ رَجائِي فِيما تَوَقَّعْتُهُ بَلْ أَلْبَسَنِي عافِيَتَهُ وَأَفادَنِي نِعْمَتَهُ وَآتانِي كَرامَتَهُ ""

      وأنت تدخل الحرم المطهر في هدوء وسكينة ووقار ، ويكون احساسك منصب على هذا اللقاء ، وانت ضيفه فـ تقول:

      "" السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ المُؤْمِنِينَ وَسادَةَ المُتَّقِينَ وَكُبَراءَ الصِّدِّيقِينَ وَأُمَراءِ الصَّالِحِينَ وَقادَةَ المُحْسِنِينَ وَأَعْلامَ المُهْتَدِينَ وَأَنْوارَ العارِفِينَ وَوَرَثَةَ الأَنْبِياءِ وَصَفْوَةَ الأَوْصِياء وَشُمُوسَ الأَتْقِياءِ وَبُدُورَ الخُلَفاء وَعِبادَ الرَّحْمنِ وَشُرَكاءَ القُرْآنِ وَمَنْهَجَ الإيْمانِ وَمَعَادِنَ الحَقائِقِ وَشُفَعاء الخَلائِقِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَبْوابُ الله وَمَفاتِيحُ رَحْمَتِهِ وَمَقالِيدُ مَغْفِرَتِهِ وَسَحائِبُ رِضْوانِهِ وَمَصابِيحُ جِنانِهِ وَحَمَلَةُ فُرْقانِهِ وَخَزَنَةُ عِلْمِهِ وَحَفَظَةُ سِرِّهِ وَمَهْبِطُ وَحْيِهِ وَعِنْدَكُمْ أَماناتُ النُّبُوَّةِ وَوَدائِعُ الرِّسالَةِ ؛ أَنْتُمْ أُمَناءُ اللهُ وَأَحِبّاؤُهُ وَعِبادُهُ وَأَصْفِياؤُهُ وَأَنْصارُ تَوْحِيدِهِ وَأَرْكانُ تَمْجِيدِهِ وَدُعاتُهُ إِلى كُتُبِهِ وَحَرَسَةُ خَلائِقِهِ وَحَفَظَةُ وَدائِعِهِ لايَسْبِقُكُمْ ثَناءُ المَلائِكَةِ فِي الاِخْلاصِ وَالخُشُوعِ وَلا يُضادُّكُمْ ذُو ابْتِهالٍ وَخُضُوعٍ "" .

      من المؤكد سوف يقشعر بدنك وتشعر "" أنك من الموالين "" وتزداد فخراً وعزاً لانك تمسك بهذا النبع الصافي فتقول وانت ترتعش:

      "" بأبي أنتم وأمي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم وأحصي جميل بلائكم وبكم أخرجنا الله من الذل وفرّج عنا غمرات الكروب وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار بأبي أنتم وأمي ونفسي بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا وأصلح ما كان فسد من دنيانا وبموالاتكم تمت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة وبموالاتكم تُقبل الطاعة المفترضة ولكم المودة الواجبة والدراجات الرفيعة والمقام المحمود والمكان المعلوم عند الله عز وجل والجاه العظيم والشأن الكبير والشفاعة المقبولة ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمةً إنك أنت الوهاب سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولاً ""

      فيظهر امامك استعراض للذنوب وتراها كبيرة فكيف التخلص منها ، لابد من وسيلة ، لان الله تعالى أحنُ علينا من أمهتنا وآبائنا فلا يتركنا في مهب الريح نخوض ولا ندري ماذا سنفعل ، ولكنه سبحانه وتعالى جعل لنا وسيلةٌ إليه ، ونستطيع ان نبوح له بهذه الذنوب لكون باب رحمة الله وسفينة نجاته ، ولا سيما أمامنا المفدى الحسين الشهيد عليه السلام "" ومن تربته يتم الشفاءُ ، وتحت قبته يستجاب الدعاءُ "" وأيضاً قال الامام الصادق صلواة الله وسلامه عليه: "" كلنا باب رحمة الله ، وباب الامام الحسين (ع) أوسع ، وكلنا سفن النجاة ، فسفينة الامام الحسين (ع) أوسع وأسرع "" ، فإن هذا ان استحضره قلبك وعقلك فتقول:



      ــــ 18 ــــ




      "" يا ولي الله (يا أولياء الله) إن بيني وبين الله عز وجل ذنوباً لا يأتي عليها إلا رضاكم فبحق من ائتمنكم على سره واسترعاكم أمر خلقه وقرن طاعتكم بطاعته لمّا استوهبتم ذنوبي وكنتم شفعائي فإني لكم مطيعٌ ، من أطاعكم فقد أطاع الله ومن عصاكم فقد عصى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن أبغضكم فقد أبغض الله ، اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب إليكم من محمدٍ وأهل بيته الأخيار الأئمة الأبرار لجعلتهم شفعائي فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تدخلني في جملة العافرين بهم وبحقهم وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم إنك أرحم الراحمين وصلى الله على محمدٍ وآله الطاهرين وسلّم تسليماً كثيراً وحسبنا الله ونعم الوكيل "" .

      اسناد الزيارة وسببها

      *)
      وعلى الرغم من وثوقنا وإطمئناننا بصدور هذه الزيارة عن الإمام الهادي (عليه السّلام) إلا أنّه لابدّ من إستيفاء البحث في صحة سندها وإثبات ذلك.
      وقد رواها شيخ المحدّثين ابن بابويه الصّدوق رحمه الله في كتابه (عيون أخبار الرضا عليه السّلام) قائلاً:

      حدثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق رضي الله عنه ، ومحمّد ابن أحمد السناني ، وعليّ بن عبدالله الورّاق ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتِّب ، قالوا: حدّثنا محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، وأبو الحسين الأسدي قالوا: حدّثنا محمّد بن إسماعيل المكي البرمكي قال: حدّثنا موسى بن عمران النخعي قال: قلت لعلي بن محمّد بن عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهم السّلام ـ علّمني يابن رسول الله...[1] .

      *) روى محمد بن إسماعيل البرمكي قال: " حدثنا موسى بن عبدالله النخعي قال: قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام علمني يا ابن رسول الله قولا أقوله ، بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم ، فقال: إذا صرت إلى الباب فقف وأشهد الشهادتين وأنت على غسل ، ..... ""[2]

      فالتصور أهمية الزيارة وقداستها التي تجعل اصحاب الأئمة يطلبون من الامام ان يتعلمون كيفية الزيارة وماذا يقولون (علمني يا ابن رسول الله قولا بليغاً كاملا إذا زرت واحد منكم ) ، من هنا نستشعر ان مخاطبة الامام لها قداسة لكونه خليفة الله في الارض وحجته على الخلق وكما قلنا سابقاً (لكل مقام مقال) ، لاننا جهلة بمعرفة الرسول وآل بيته عليهم صلواة الله ، قال رسول الله (ص) لعليّ (ع): { يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت ، ولا يعرفني إلا الله وأنت ، ولا يعرفك ألا الله وأنا } صدق رسول الله ..

      لهذا عندما تقرأ زيارة أو دعاء كأنما تحلق في عالم الملكوت ، ولا تشعر بملل ، اللهم ارزقنا في الدنيا زيارتهم ، وفي الآخرة شفاعتهم . برحمتك يا أرحم الراحمين ..


      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ

      [1] عيون أخبار الرضا (ج 2 ص 305 / منشورات الشريف الرضي)
      [2]
      [3231] (من لا يحضره الفقيه / ج2 ص385 ، الطبعة الاولى 1406هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان) .




      ــــ 19 ــــ




      الخاتمـــة


      فأختم بهذه الرواية ، ومقطع من الزيارة التي تلخص ما ورد في بحتنا انفاً ...

      *) فقام ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وآله: فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله متى قيام الساعة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ماذا أعددت لها إذ تسأل عنها؟ فقال ثوبان: يا رسول الله ما أعددت لها كثير عمل إلا أني أحب الله ورسوله.

      فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: وإلى ماذا بلغ حبك لرسول الله؟ قال: والذي بعثك بالحق نبيا إن في قلبي من محبتك مالو قطعت بالسيوف ، ونشرت بالمناشير، وقرضت بالمقاريض ، واحرقت بالنيران ، وطحنت بأرحاء[1] الحجارة كان أحب إليّ وأسهل عليّ من أن أجد لك في قلبي غشاً أو دغلاً[2] أو بغضاً أو لاحد من أهل بيتك وأصحابك[3] .
      وأحب الخلق إلي بعدك أحبهم لك ، وأبغضهم إليّ من لا يحبك (ويبغضك ويبغض أحدا ممن تحبه)[4] .

      يا رسول الله هذا ما عندي من حبك وحب من يحبك ، وبغض من يبغضك أو يبغض أحدا ممن تحبه ، فان قبل هذا مني فقد سعدت ، وإن أريد مني عمل غيره ، فما أعلم لي عملا أعتمده وأعتد به غير هذا ، وأحبكم جميعا أنت وأصحابك ، وإن كنت لا اطيقهم في أعمالهم.

      فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: أبشر فان المرء يحشر يوم القيامة مع من أحب.
      يا ثوبان لو أن عليك من الذنوب مل‌ء ما بين الثرى إلى العرش لا نحسرت وزالت عنك يهذه الموالاة أسرع من انحدار الظل[5] عن الصخرة الملساء المستوية إذا طلعت عليها[6] الشمس ، ومن انحسار الشمس[7] إذا غابت عنها الشمس[8] .

      المصدر :
      [259] تفسير العسكري – ثواب البكاء على الحسين عليه السلام ص 371








      ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

      [1] الرحا: التى يطحن بها.
      [2] " دخلا " أ.الدخل - بالخاء الساكنة - الريبة.أدغل الشئ: أدخل فيه ما يخالفه ويفسده.
      [3] " أصحابك ومن أهل بيتك ومن غيرهم " الاصل.وما في المتن من البحار.
      [4] " من أصحابك " س، ص، ق، د، والبحار.
      [5] " انحسار " س، ط، ق، د وهذا التشبيه الرائع يفسر ظاهرة فيزيائية تناولتها قوانين الضوء وسرعته بالتفصيل ومنها عكس الاجسام الصقيلة الضوء أسرع من غيرها، علما أن سرعة الضوء هى(300000) كم / ثانية.
      [6] " عليه " البحار.
      [7] أى ذهب شعاعها.
      [8] عنه البحار: 27 / 100 ح 61.



      ــــ 20 ــــ





      مقطع من الزيارة المباركة

      (السَّلاَمُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَ مَسَاكِنِ بَرَكَةِ اللَّهِ وَ مَعَادِنِ حِكْمَةِ اللَّهِ وَ حَفَظَةِ سِرِّ اللَّهِ وَ حَمَلَةِ كِتَابِ اللَّهِ وَ أَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللَّهِ وَ ذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَى الدُّعَاةِ إِلَى اللَّهِ وَ الاَْدِلاَّءِ عَلَى مَرْضَاةِ اللَّهِ وَ الْمُسْتَقِرِّينَ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَ التَّامِّينَ فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ وَ الْمُخْلِصِينَ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ وَ الْمُظْهِرِينَ لاَِمْرِ اللَّهِ وَ نَهْيِهِ وَ عِبَادِهِ الْمُكْرَمِينَ الَّذِينَ لاَ يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَى الاَْئِمَّةِ الدُّعَاةِ وَ الْقَادَةِ الْهُدَاةِ وَ السَّادَةِ الْوُلاَةِ وَ الذَّادَةِ الْحُمَاةِ وَ أَهْلِ الذِّكْرِ وَ أُولِي الاَْمْرِ وَ بَقِيَّةِ اللَّهِ وَ خِيَرَتِهِ وَ حِزْبِهِ وَ عَيْبَةِ عِلْمِهِ وَ حُجَّتِهِ وَ صِرَاطِهِ وَ نُورِهِ وَ بُرْهَانِهِ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ كَمَا شَهِدَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَ شَهِدَتْ لَهُ مَلاَئِكَتُهُ وَ أُولُو الْعِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ لاَ إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمُنْتَجَبُ وَ رَسُولُهُ الْمُرْتَضَى أَرْسَلَهُ بِالْهُدى وَ دِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ وَ أَشْهَدُ أَنَّكُمُ الاَْئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ الْمَهْدِيُّونَ الْمَعْصُومُونَ الْمُكَرَّمُونَ الْمُقَرَّبُونَ الْمُتَّقُونَ الصَّادِقُونَ الْمُصْطَفَوْنَ الْمُطِيعُونَ لِلَّهِ الْقَوَّامُونَ بِأَمْرِهِ الْعَامِلُونَ بِإِرَادَتِهِ الْفَائِزُونَ بِكَرَامَتِهِ اصْطَفَاكُمْ بِعِلْمِهِ وَ ارْتَضَاكُمْ لِغَيْبِهِ وَ اخْتَارَكُمْ لِسِرِّهِ وَ اجْتَبَاكُمْ بِقُدْرَتِهِ وَ أَعَزَّكُمْ بِهُدَاهُ وَ خَصَّكُمْ بِبُرْهَانِهِ وَ انْتَجَبَكُمْ لِنُورِهِ وَ أَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ وَ رَضِيَكُمْ خُلَفَاءَ فِي أَرْضِهِ وَ حُجَجاً عَلَى بَرِيَّتِهِ وَ أَنْصَاراً لِدِينِهِ وَ حَفَظَةً لِسِرِّهِ وَ خَزَنَةً لِعِلْمِهِ وَ مُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ وَ تَرَاجِمَةً لِوَحْيِهِ وَ أَرْكَاناً لِتَوْحِيدِهِ وَ شُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِهِ وَ أَعْلاَماً لِعِبَادِهِ وَ مَنَاراً فِي بِلاَدِهِ وَ أَدِلاَّءَ عَلَى صِرَاطِهِ عَصَمَكُمُ اللَّهُ مِنَ الزَّلَلِ وَ آمَنَكُمْ مِنَ الْفِتَنِ وَ طَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ وَ أَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَ طَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً فَعَظَّمْتُمْ جَلاَلَهُ وَ أَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ وَ مَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ وَ أَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ وَ وَكَّدْتُمْ مِيثَاقَهُ وَ أَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طَاعَتِهِ وَ نَصَحْتُمْ لَهُ فِي السِّرِّ وَ الْعَلاَنِيَةِ وَ دَعَوْتُمْ إِلَى سَبِيلِهِ بِالْحِكْمَةِ وَ الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَ بَذَلْتُمْ أَنْفُسَكُمْ فِي مَرْضَاتِهِ وَ صَبَرْتُمْ عَلَى مَا أَصَابَكُمْ فِي جَنْبِهِ وَ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَ آتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَ أَمَرْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَيْتُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ جَاهَدْتُمْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ حَتَّى أَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ وَ بَيَّنْتُمْ فَرَائِضَهُ وَ أَقَمْتُمْ حُدُودَهُ وَ نَشَرْتُمْ شَرَائِعَ أَحْكَامِهِ وَ سَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ وَ صِرْتُمْ فِي ذَلِكَ مِنْهُ إِلَى الرِّضَا وَ سَلَّمْتُمْ لَهُ الْقَضَاءَ وَ صَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضَى فَالرَّاغِبُ عَنْكُمْ مَارِقٌ وَ اللاَّزِمُ لَكُمْ لاَحِقٌ وَ الْمُقَصِّرُ فِي حَقِّكُمْ زَاهِقٌ وَ الْحَقُّ مَعَكُمْ وَ فِيكُمْ وَ مِنْكُمْ وَ إِلَيْكُمْ وَ أَنْتُمْ أَهْلُهُ وَ مَعْدِنُهُ وَ مِيرَاثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ وَ إِيَابُ الْخَلْقِ إِلَيْكُمْ وَ حِسَابُهُمْ عَلَيْكُمْ وَ فَصْلُ الْخِطَابِ عِنْدَكُمْ وَ آيَاتُ اللَّهِ لَدَيْكُمْ وَ عَزَائِمُهُ فِيكُمْ وَ نُورُهُ وَ بُرْهَانُهُ عِنْدَكُمْ وَ أَمْرُهُ إِلَيْكُمْ مَنْ وَالاَكُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ وَ مَنْ عَادَاكُمْ فَقَدْ عَادَى اللَّهَ وَ مَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ وَ مَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ وَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدِ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ أَنْتُمْ السَّبِيلُ الاَْعْظَمُ وَ الصِّرَاطُ الاَْقْوَمُ وَ شُهَدَاءُ دَارِ الْفَنَاءِ وَ شُفَعَاءُ دَارِ الْبَقَاءِ وَ الرَّحْمَةُ الْمَوْصُولَةُ وَ الاْيَةُ الْمَخْزُونَةُ وَ الاَْمَانَةُ الْمَحْفُوظَةُ وَ الْبَابُ الْمُبْتَلَى بِهِ النَّاسُ مَنْ أَتَاكُمْ فَقَدْ نَجَا وَ مَنْ لَمْ يَأْتِكُمْ فَقَدْ هَلَكَ إِلَى اللَّهِ تَدْعُونَ وَ عَلَيْهِ تَدُلُّونَ وَ بِهِ تُؤْمِنُونَ وَ لَهُ تُسَلِّمُونَ وَ بِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ وَ إِلَى سَبِيلِهِ تُرْشِدُونَ وَ بِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ سَعِدَ وَ اللَّهِ مَنْ وَالاَكُمْ وَ هَلَكَ مَنْ عَادَاكُمْ وَ خَابَ مَنْ جَحَدَكُمْ وَ ذَلَّ مَنْ فَارَقَكُمْ وَ فَازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ وَ أَمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ وَ سَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ وَ هُدِيَ مَنِ اعْتَصَمَ بِكُمْ مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالْجَنَّةُ مَأْوَاهُ وَ مَنْ خَالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْوَاهُ وَ مَنْ جَحَدَكُمْ كَافِرٌ وَ مَنْ حَارَبَكُمْ مُشْرِكٌ وَ مَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فِي أَسْفَلِ دَرْك مِنَ الْجَحِيمِ أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا سَابِقٌ لَكُمْ فِيمَا مَضَى وَ جَار لَكُمْ فِيمَا بَقِيَ وَ أَنَّ أَرْوَاحَكُمْ وَ نُورَكُمْ وَ طِينَتَكُمْ وَاحِدَةٌ طَابَتْ وَ طَهُرَتْ بَعْضُهَا مِنْ بَعْض خَلَقَكُمُ اللَّهُ أَنْوَاراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِينَ حَتَّى مَنَّ عَلَيْنَا بِكُمْ فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوت أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَ جَعَلَ صَلَوَاتِنَا عَلَيْكُمْ وَ مَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وَلاَيَتِكُمْ طِيباً لِخَلْقِنَا وَ طَهَارَةً لاَِنْفُسِنَا وَ تَزْكِيَةً لَنَا وَ كَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا فَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَلِّمِينَ بِفَضْلِكُمْ وَ مَعْرُوفِينَ بِتَصْدِيقِنَا إِيَّاكُمْ فَبَلَغَ اللَّهُ بِكُمْ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ وَ أَعْلَى مَنَازِلِ الْمُقَرَّبِينَ وَ أَرْفَعَ دَرَجَاتِ الْمُرْسَلِينَ حَيْثُ لاَ يَلْحَقُهُ لاَحِقٌ وَ لاَ يَفُوقُهُ فَائِقٌ وَ لاَ يَسْبِقُهُ سَابِقٌ وَ لاَ يَطْمَعُ فِي إِدْرَاكِهِ طَامِعٌ حَتَّى لاَ يَبْقَى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَ لاَ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَ لاَ صِدِّيقٌ وَ لاَ شَهِيدٌ وَ لاَ عَالِمٌ وَ لاَ جَاهِلٌ وَ لاَ دَنِيٌّ وَ لاَ فَاضِلٌ وَ لاَ مُؤْمِنٌ صَالِحٌ وَ لاَ فَاجِرٌ طَالِحٌ وَ لاَ جَبَّارٌ عَنِيدٌ وَ لاَ شَيْطَانٌ مَرِيدٌ وَ لاَ خَلْقٌ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ شَهِيدٌ إِلاَّ عَرَّفَهُمْ جَلاَلَةَ أَمْرِكُمْ وَ عِظَمَ خَطَرِكُمْ وَ كِبَرَ شَأْنِكُمْ وَ تَمَامَ نُورِكُمْ وَ صِدْقَ مَقَاعِدِكُمْ وَ ثَبَاتَ مَقَامِكُمْ وَ شَرَفَ مَحَلِّكُمْ وَ مَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ وَ كَرَامَتَكُمْ عَلَيْهِ ...... ) .

      اللهم اجعلنا وإياكم من الزائرين والمتمسكين بسفينة النجاة السريعة والواسعة والحافظين لشرعة رسول رب العالمين صلواة الله عليه وعلى آله .. اللهم اجعلنا من المنتظرين يا رب العالمين ..


      ــــ 21 ــــ



      اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	download.jpg  
مشاهدات:	2 
الحجم:	13.6 كيلوبايت 
الهوية:	159565


      نسألكم الدعـــاء للمؤمنين والمؤمنات
      ولي ولوالديً


      sigpic

      تعليق

      يعمل...
      X