بسم الله الرحمن الرحيم
الابعاد المعرفية في زيارة الجامعة الكبيرة
مقدمـــة
الحمد لله ربي العالمين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين ..الابعاد المعرفية في زيارة الجامعة الكبيرة
مقدمـــة
( اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك ، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك ، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني ) .
فالنتوكل على الله في بحثنا هذا لنقف على مضامين الزيارة الجامعة ، وما ورد عنهم في بيان قدسية ومقام ومنزلة آل محمد عليهم افضل الصلاة والسلام في القرآن والسنة ، ولعلّ الزيارة الجامعة الكبيرة التي علّمها الإمام علي الهادي عليه أفضل الصلاة والسلام للشيعة ، كان لها الدور الكبير لمعرفة الأئمة الابرار عليهم السلام ، ولأجل هذا اهتمّ بها علماؤنا الكبار رحم الله الماضين وحفظ الله الباقين من دراستها والحث على قرائتها والتمعن في معانيها وما تحتوي من اساسيات الايمان وترسيخ عقيدة الولاء لآل محمد عليهم الصلاة والسلام ، و سنتعرض لأبعاد هذه الزيارة المباركة في بحثنا هذا ان شاء الله تعالى .
والله ولي التوفيق
ــــ 1 ــــ
تـمهـيـــد
معنى الزيــارة لغويـــاً
اصل الزيــارة بالقــران
[*] { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }[1]
اختلف المفسرون في المراد من الشعائر في الآية المباركة ، قال الطبرسي:{ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّه} أي معالم دين الله والأعلام التي نصبها لطاعته.
وقال السيد عبد الأعلى السبزواري في تفسير قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ }[2] :
والشعائر جمع شعيرة ، وهي العلامة ، تطلق تارة: على معالم الحج ومشاعره ، وهي أعلامه الظاهرة المعدة للنسك والعبادة ، ومشاعر الله: كل ما يتعبد فيه لله عز وجل.
وأخرى: على العبادة والنسك من صلاة وصوم ودعاء وقراءة القرآن وغير ذلك مما يصح أن تكون عبادة.
وقال الشيخ النمازي الشاهرودي:
"فالشعائر مطلق العلامات ، فإذا أضيفت إلى الله تكون العلامات الراجعة إلى أمور الله ، وذلك قوله تعالى: { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } يعني علامات طاعة الله وأعلام دينه "[3] .
أن المراد بـ (شعائر الله) يحتمل وجوها أربعة:
الأول : البدن خاصة.
الثاني: مناسك الحج وأعماله كلها.
الثالث: مواضع مناسكه ومعالمه.
الرابع: علامات طاعة الله وأعلام دينه.
والمعنى الصالح للتمسك بالآية في وجوب تعظيم شعائر الله على ما يستدل به القوم هو الرابع ، دون غيره من الثلاثة الأول ، فالتمسك بها يتوقف على تعيين ذلك المعنى ، ولا دليل على تعيينه إلا عموم اللفظ من حيث كونه جمعا مضافا [4] .
[*]{ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[5] .
أخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله : ( لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ، أنْ تحفظوني في أهل بيتي وتودّوهم بي ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
[1] ( الحج 32 ) .
[2] (المائدة 2) .
[3] (مستدرك سفينة البحار ج5 ص416) .
[4] (من خطب الجمعة / بعنوان الشعائر الحسينية وتعظيم شعائر الله للسيد هاشم الهاشمي ) .
[5] (الشورى/ 23).
ــــ 3 ــــ
أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم والطبراني ، من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت هذه الآية : ( ... قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ ... ) الآية...قالوا : يا رسول الله مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودّتهم ؟ قال: ( عليّ ، وفاطمة ، وولداها ) .وسيأتي لاحقاً التفاصيل بالاحاديث المسندة في محبة أهل البيت عليهم صلوات الله وسلامه ، وجزاء اعدائهم ومبغضيهم ان شاء الله .
[*] { وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ }[1]
من كتاب بحار الانوار/24 ، باب 59/ ص 238
دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه السلام فقال : ياقتادة أنت فقيه أهل البصرة ؟ فقال : هكذا يزعمون ، فقال أبوجعفر عليه السلام : بلغني أنك تفسر القرآن ، قال له قتادة : نعم ، فقال له أبو جعفر عليه السلام : بعلم تفسره أم بجهل ؟ قال : لا ، بعلم ، فقال له أبوجعفر عليه السلام : فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت ، وأنا أسألك ، قال قتادة : سل ، قال : أخبرني عن قول الله عزوجل في سبأ : ( وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ) فقال قتادة : ذلك من خرج من بيته ، بزاد وراحلة و كراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله ، فقال أبوجعفر عليه السلام : نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه ؟ [2] قال قتادة : اللهم نعم ، فقال أبوجعفر عليه السلام : ويحك ياقتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ، ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم [3] هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه ، كما قال الله عزوجل : ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) [4] ولم يعن البيت فيقول : ( إليه ) [5] فنحن والله دعوة إبراهيم عليه السلام التي من هوانا قلبه قبلت حجته ، وإلا فلا ، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة قال قتادة : لاجرم والله ولافسرتها إلا هكذا ، فقال أبوجعفر عليه السلام : ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به[6] .بيان : آي لا افسرها بعد إلا كما ذكرت .
[*] { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ }[7]
جاء في التفسير .. (في بيوت): علينا أن نرجع الى القرآن أولا لتفسير هذه الكلمة ؛ لان القرآن يفسر بعضه بعضا ، ثم نرجع الى الاحاديث الشريفة من كتب الفريقين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
[1] سبأ 18
[2] اى فيه استئصاله وهلاكه .
[3] رام الشئ : اراده .
[4] ابراهيم : 37.
[5] اى قال فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم ، ولم يقل : إليه ، حتى يكون المراد هو ابيت .
[6] روضة الكافى : 311 و 312 .
[7] النور 36 .
تـمهـيـــد
معنى الزيــارة لغويـــاً
الظاهر أن " الزيارة " مصدر " الزوْر " بمعنى الميل ورغبة اللقاء إلى الطرف الآخر والعدول عن غيره ، فقد ذكر لأبي الحُسَين أحمَد بن فارِس في كتابه (معجم مقاييس اللغة) ما نصّه:
(( الزاء والواو والراء ، أصل واحد يدل على الميل والعدول )) .
والزَّوَر: الميل. يقال ازورَّ عن كذا ، أي مالَ عنه .
ومن الباب : الزائر، لأنّه إذا زارَك فقد عدَلَ عن غيرك[1].
ومن هنا جاءت كلمة " الزائر " ، لأنّ من زار أحداً فقد مال إليه وعدل عن غيره .
من هنا ندرك ان الزيارة تكون أهميتها حسب المُزار ، فعلى الزائر ان يقدر من هو المُزار(لكل مقام مقال) ، أحياناً تكون الزيارة بالبدن ، او تكون الزيارة بالقلب او بالروح وبعض الاحيان لتلبية نداء ؛ ويعتمد على أهمية المُزار ...
فأذا كان من أولياء الله له طقوس وقدسية وله خطوات سنذكرها لا حقاً ان شاء الله .
واذا كان من المقربين او الاقربين كزيارة الوالدين او الاقارب والمعارف فلها خاصيتها ..
وبحثنا بصدد الابعاد المعرفية في زيارة الجامعة الكبيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] معجم مقاييس اللغة (ج3 / ص 38) لأبي الحُسَين أحمَد بن فارِس بن زكَريّا،طبعة اتحاد الكتّاب العرب 1423 هـ
ــــ 2 ــــ(( الزاء والواو والراء ، أصل واحد يدل على الميل والعدول )) .
والزَّوَر: الميل. يقال ازورَّ عن كذا ، أي مالَ عنه .
ومن الباب : الزائر، لأنّه إذا زارَك فقد عدَلَ عن غيرك[1].
ومن هنا جاءت كلمة " الزائر " ، لأنّ من زار أحداً فقد مال إليه وعدل عن غيره .
من هنا ندرك ان الزيارة تكون أهميتها حسب المُزار ، فعلى الزائر ان يقدر من هو المُزار(لكل مقام مقال) ، أحياناً تكون الزيارة بالبدن ، او تكون الزيارة بالقلب او بالروح وبعض الاحيان لتلبية نداء ؛ ويعتمد على أهمية المُزار ...
فأذا كان من أولياء الله له طقوس وقدسية وله خطوات سنذكرها لا حقاً ان شاء الله .
واذا كان من المقربين او الاقربين كزيارة الوالدين او الاقارب والمعارف فلها خاصيتها ..
وبحثنا بصدد الابعاد المعرفية في زيارة الجامعة الكبيرة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] معجم مقاييس اللغة (ج3 / ص 38) لأبي الحُسَين أحمَد بن فارِس بن زكَريّا،طبعة اتحاد الكتّاب العرب 1423 هـ
اصل الزيــارة بالقــران
[*] { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }[1]
اختلف المفسرون في المراد من الشعائر في الآية المباركة ، قال الطبرسي:{ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّه} أي معالم دين الله والأعلام التي نصبها لطاعته.
وقال السيد عبد الأعلى السبزواري في تفسير قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ }[2] :
والشعائر جمع شعيرة ، وهي العلامة ، تطلق تارة: على معالم الحج ومشاعره ، وهي أعلامه الظاهرة المعدة للنسك والعبادة ، ومشاعر الله: كل ما يتعبد فيه لله عز وجل.
وأخرى: على العبادة والنسك من صلاة وصوم ودعاء وقراءة القرآن وغير ذلك مما يصح أن تكون عبادة.
وقال الشيخ النمازي الشاهرودي:
"فالشعائر مطلق العلامات ، فإذا أضيفت إلى الله تكون العلامات الراجعة إلى أمور الله ، وذلك قوله تعالى: { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } يعني علامات طاعة الله وأعلام دينه "[3] .
أن المراد بـ (شعائر الله) يحتمل وجوها أربعة:
الأول : البدن خاصة.
الثاني: مناسك الحج وأعماله كلها.
الثالث: مواضع مناسكه ومعالمه.
الرابع: علامات طاعة الله وأعلام دينه.
والمعنى الصالح للتمسك بالآية في وجوب تعظيم شعائر الله على ما يستدل به القوم هو الرابع ، دون غيره من الثلاثة الأول ، فالتمسك بها يتوقف على تعيين ذلك المعنى ، ولا دليل على تعيينه إلا عموم اللفظ من حيث كونه جمعا مضافا [4] .
[*]{ قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}[5] .
أخرج أبو نعيم والديلمي من طريق مجاهد ، عن ابن عبّاس قال : قال رسول الله : ( لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى ، أنْ تحفظوني في أهل بيتي وتودّوهم بي ) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
[1] ( الحج 32 ) .
[2] (المائدة 2) .
[3] (مستدرك سفينة البحار ج5 ص416) .
[4] (من خطب الجمعة / بعنوان الشعائر الحسينية وتعظيم شعائر الله للسيد هاشم الهاشمي ) .
[5] (الشورى/ 23).
أخرج ابن المنذر ، وابن أبي حاتم والطبراني ، من طريق سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس قال : لمّا نزلت هذه الآية : ( ... قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ ... ) الآية...قالوا : يا رسول الله مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودّتهم ؟ قال: ( عليّ ، وفاطمة ، وولداها ) .وسيأتي لاحقاً التفاصيل بالاحاديث المسندة في محبة أهل البيت عليهم صلوات الله وسلامه ، وجزاء اعدائهم ومبغضيهم ان شاء الله .
[*] { وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ }[1]
من كتاب بحار الانوار/24 ، باب 59/ ص 238
دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه السلام فقال : ياقتادة أنت فقيه أهل البصرة ؟ فقال : هكذا يزعمون ، فقال أبوجعفر عليه السلام : بلغني أنك تفسر القرآن ، قال له قتادة : نعم ، فقال له أبو جعفر عليه السلام : بعلم تفسره أم بجهل ؟ قال : لا ، بعلم ، فقال له أبوجعفر عليه السلام : فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت ، وأنا أسألك ، قال قتادة : سل ، قال : أخبرني عن قول الله عزوجل في سبأ : ( وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ ۖ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ) فقال قتادة : ذلك من خرج من بيته ، بزاد وراحلة و كراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله ، فقال أبوجعفر عليه السلام : نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه ؟ [2] قال قتادة : اللهم نعم ، فقال أبوجعفر عليه السلام : ويحك ياقتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت ، وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ، ويحك يا قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم [3] هذا البيت عارفا بحقنا يهوانا قلبه ، كما قال الله عزوجل : ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) [4] ولم يعن البيت فيقول : ( إليه ) [5] فنحن والله دعوة إبراهيم عليه السلام التي من هوانا قلبه قبلت حجته ، وإلا فلا ، يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة قال قتادة : لاجرم والله ولافسرتها إلا هكذا ، فقال أبوجعفر عليه السلام : ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به[6] .بيان : آي لا افسرها بعد إلا كما ذكرت .
[*] { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاَصَالِ }[7]
جاء في التفسير .. (في بيوت): علينا أن نرجع الى القرآن أولا لتفسير هذه الكلمة ؛ لان القرآن يفسر بعضه بعضا ، ثم نرجع الى الاحاديث الشريفة من كتب الفريقين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
[1] سبأ 18
[2] اى فيه استئصاله وهلاكه .
[3] رام الشئ : اراده .
[4] ابراهيم : 37.
[5] اى قال فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم ، ولم يقل : إليه ، حتى يكون المراد هو ابيت .
[6] روضة الكافى : 311 و 312 .
[7] النور 36 .
ــــ 4 ــــ
وعند الرجوع الى القرآن نجد أن فيه آيات توضح المراد من البيوت في هذه الآية الشريفة { إنّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }[1] .
فالآية لم تقل: ليذهب عنكم الرجس آل رسول الله ؛ ولعل واحد من الحكم في تغيير التعبير هو أن في هذه الآية تفسير الآية{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ.... } وكذلك قوله تعالى: { رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ }[2] حيث تشير الآية الى بيوت الانبياء .
في القرآن المجيد يشير الى ان من مصاديق بيوت الله الكعبة المشرفة قال تعالى: { إِنَّ أَوَّلَ بَيْت وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً الآيتان}[3] .
وعليه فالمصداقان الواضحان بتصريح القرآن لـ (البيوت) هما: اولا: البيت الحرام ، ويلحق به المساجد كافة , ثانيا: بيوتات الانبياء ، وبيت رسول الله صلى الله عليه وآله خاصة .
هناك روايات كثيرة من الفريفين تصرح بأن المراد بهذه البيوت ، بيوت الانبياء وأن بيت علي وفاطمة سلام الله وصلواته عليهم من أفضلها ..
جاء في تفسير الدر المنثور وتفسير روح العاني - أخرج ابن مردويه ، عن أنَس بن مالك وبريدة قال : قرأ رسولُ الله هذه الآية ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ...) ، فقام إليه رجل فقال : أيّ بيوتٍ هذهِ يا رسول الله ؟ قال : ( بيوتُ الأنبياء ) .
فقام إليه أبو بكر فقال : يا رسول الله ، هذا البيت منها ، وأشار الى بيتُ عليّ وفاطمة ؟ قال : ( نعم ، مِن أفاضلها ) .
[*]{ قُل لِّلَّذِينَ آمَنُواْ يَغْفِرُواْ لِلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَ ٱللَّهِ...}[4] .
من المتيقّن أنّ كلّ الأيّام هي أيّام الله ، كما أنّ كلّ الأماكن متعلّقة بالله جلّ وعلا ، وإذا كانت هناك نقطة خاصّة تسمّى (بيت الله) فذلك بدليل ميزاتها ، كذلك أيّام الله تشير إلى أيّام مميّزة لها خصائص منقطعة النظير.
ولهذا السبب إختلف المفسّرون في تفسيرها: قال البعض:
إنّها تشير إلى أيّام النصر للأنبياء السابقين واُممهم والأيّام التي شملتهم النعم الإلهيّة فيها على أثر إستحقاقهم لها.
وقال البعض الآخر: إنّها تشير إلى العذاب الإلهي الذي شمل الأقوام الطاغين والعاصين لأمر الله.
وقال آخرون: إنّها تشير إلى المعنيين السابقين معاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
[1] (الاحزاب: 33).
[2] (هود 73).
[3] (آل عمران 96).
[4] (الجاثية 14).
ــــ 5 ــــ
فأيّام الله هي جميع الأيّام العظيمة في تاريخ الإنسانيّة. فكلّ يوم سطعت فيه الأوامر الإلهيّة وجعلت بقيّة الأُمور تابعة لها ، هي من أيّام الله ، وكلّ يوم يُفتح فيه فصل جديد من حياة الناس فيه درس وعبرة ، أو ظهور نبي فيه ، أو سقوط جبّار وفرعون " أو كلّ طاغ " ومحوه من الوجود. خلاصة القول: كلّ يوم يُعمل فيه بالحقّ والعدالة ...... ، هو من أيّام الله.
وليس هذا المورد خاصّ ببني إسرائيل ، بل في جميع الاُمم والأقوام . فإنّ يوم الوصول إلى الإستقلال والحرية وقطع أيدي الطواغيت يوم من أيّام الله الذي يجب أن نتذكّره دوماً حتّى لا نعود إلى ما كنّا عليه في الأيّام الماضية. [1]
ولا شك ان محمد وآل محمد صلواة الله وسلامه عليهم وفي طليعة احداثهم وقضاياهم هي نهضة ابي عبد الله الحسين عليه الصلاة والسلام هم من مصاديق هذه الآية المباركة .
أحاديث في فضل زيارة أهل البيت عليهم صلواة الله وسلامه
قال تعالى: { وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى(4)}[2]
قال تعالى: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا }[3]
هذه آيتين كريمتين وهناك آيات أخرى من كتاب الله العزيز تعصم النبي (ص) من كل خطأ ، وتوصي كل ما يخرج من فمه الشريف (ص وآله) ما هو إلا الحق ، فمن هنا نستخلص بأن القرآن الكريم والحديث النبوي مكملان للشريعة الشريفة ، وتوجد كثير من العبادات في الكتاب المقدس اشارةً فقط ، مثلاً "" أقم الصلاة "" ، ولكن تفاصيل الصلاة أخذناها من السنة النبوية ، وكذلك بالنسبة للحج وغيرها من العبادات ، فلا نستطيع ان نترك السنة النبوية او نترك كتاب الله الكريم .
وفي بحثنا هذا نعززه ونتبرك بـ الاحاديث المباركة التي صرح بها رسول الله صلى الله عليه وآله حول فضل الزيارة وتوصياته العظيمة في زيارة القبور ولاسيما قبور آل محمد عليهم السلام واستلهام منها الدروس والعبر وكذلك التقرب الى اصحاب القبور إلا وهم أولياء الله الذي لهم الفضل على الانسانية جمعاء وأُمرنا بالتمسك بحبلهم كما جاء في حديث الثقلين ، وكذلك أوصنا الامام الصادق (ع) بـ "" رحم الله من أحيا أمرنا "" والنبدأ على بركت الله تعالى :
أن الزيارة للعتبات المقدسة بصورة عامة ، وقبور الاموات وكذلك زيارية الوالدين الذي أوصانا الباري ببرهم وزيارتهم وايضاً الإخوان (صلة الرحم) ، والجيران فقال (ص وآله): جارك ثم جارك ثم أخاك .. والأصدقاء ، والأقارب تقرُبنا الى الله جل جلاله ، وحرصاً على بقاء المودة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
[1] تفسيرالأمثل / الجزء السابع / صفحة 457 و 458 (C:UsersIsawiAppDataLocalTempTemp1_Tefsirul_Emsal.z ipTefsirul_Emsalhtmlalamsal07a01.htm)
[2] النجم
[3] الحشر 7
ــــ 6 ــــ
والمحبة ، وعلى صلة الرحم من أفضل القربات ، ومن أفضل الطاعات ، وقد صح عن رسول الله - عليه الصلاة والسلام وعلى آله - أنه قال: " يقول الله عز وجل: وجبت محبتي للمتزاورين فيّ ، والمتجالسين فيّ ، والمتحابين فيّ ، والمتباذلين في "[1]
(*) روى الدار قطني في سننه بسنده إلى ابن عمر قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (من زار قبري وجبت له شفاعتي)[2] .
(*) ورواه البيهقي أيضاً في سننه [3] ، والماوردي: في الأحكام السلطانية [4] .
(*) روى الطبراني في المعجم الكبير[5] ، والغزالي في إحياء العلوم [6] ، عن عبد الله بن عمر مرفوعاً عن النبي(صلى الله عليه وآله): (من جاءني زائراً لا تحمله حاجة إلا زيارتي كان حقّاً عليّ أن أكون له شفيعاً يوم القيامة) .
(*) قال الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السلام لرسول الله صلى الله عليه وآله: "" يا أبتاه ما جزاء من زارك ، فقال رسول الله (ص وآله): يا بُنيّ من زارني حيّاً أو ميتاً أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقّاً عليّ أن أزوره يوم القيامة وأخلصه من ذنوبه "" [7]
(*) حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، نا أبو ربيع الزهروي ، نا حفص بن أبي داود ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه (وآله) وسلم : " من حج فزار قبري بعد وفاتي ، فكأنما زارني في حياتي "[8] .
(*) وقال الامام الصادق عليه السلام: "" إن الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظرالى زوّار قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام عشيّة عرفة ، قيل له: قبل نظرة الى أهل الموقف ؟ قال: نعم ، قيل له وكيف ذاك ؟ قال: لأنَّ في أُولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا ""[9] .
(*) وسأله زيدالشحّام فقال له: "" ما لمن زار واحداً منكم ؟ قال: كمن زار رسول الله (ص وآله) "" [10] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
[1] شرح الزرقاي على موطأ مالك [*] موطأ مالك (ح 1779) [*] رواه أحمد بسند صحيح والطبراني والحاكم والبيهقي
[2] الدار قطني، السنن ج2: ص278 ، باب المواقيت ، الحديث 194، ط دار المحاسن ، القاهرة .
[3] البيهقي ، السنن ج5: ص245.
[4] أبو الحسن الماوردي ، الأحكام السلطانية: ص105.
[5] الطبراني، المعجم الكبير.
[6] الغزالي، إحياء العلوم ج1: ص306، وفيه ( لا يهمّه إلا زيارتي) مكان قوله: ( لا تحمله) - وقد نقله الإمام السبكي، في شفاء السقام: ص16- والسمهودي، في وفاء الوفا ج4: ص1340- ونقله العلاّمة الأميني عن ستة عشر مصدراً حديثياً وفقهياً في الغدير ج5: ص97 و 98 .
[7] (3159) من لا يحضره الفقيه / ج2 ص360 ، الطبعة الاولى 1406هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان .
[8] (سنن الدار قطني - - كناب الحج باب المواقيت ح 2656 ص 192) .
[9] (3171)(من لا يحضره الفقيه / ج2 ص362 ، الطبعة الاولى 1406هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان) .
[10] (3175)(نفس المصدر ) .
ــــ 7 ــــ
يتبع لطفاً
نسألكم الدعـــاء
يتبع لطفاً
نسألكم الدعـــاء
تعليق