بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
ما الشفاعة ؟؟
في اللغة شَفَعَ شفعاً، الشيء صيّره شفعاً أي زوجاً بأن يضيف إليه مثله، يقال كان وتراً فشفعهُ بآخر «أي قرنهُ به» .وتقول «شُفِعَ لي الاَشخاص» أي أرى الشخص شخصين لضعف بصري، وشَفَعَ شفاعةً لفلان، أو فيه إلى زيد : طلب من زيد أن يعاونه وشفعَ عليه بالعداوة : أعان عليه وضادّهُ .وتشفّع لي وإليَّ بفلان أو في فلان : طلب شفاعتي جاءت الشفاعة من مادة الشفع وما يضم الى الفرد ويقابله الوتر بمعنى الفرد وقد اطلق على ضم فرد قوي الى فرد اخر ضعيف لمساعدته بالشفع قال( الراغب في المفردات ص 263 ) الشفع : ضم الشيَء إلى مثله ويقال للمشفوع شفع. والشفع والوتر : قيل الشفع المخلوقات من حيث إنها مركبات كما قال : ومن كل شيء خلقنا زوجين...
إذ الشفاعة هي : «السؤال في التجاوز عن الذنوب» أو هي : «عبارة عن طلبه من المشفوع إليه أمراً للمشفوع له "التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة"
وحقيقة الشفاعة وفائدتها : طلب إسقاط العقاب عن مستحقه ، وإنما تستعمل في طلب إيصال المنافع مجازاً وتوسعاً ، ولا خلاف في أن طلب إسقاط الضرر والعقاب يكون شفاعة على الحقيقة.( الشريف المرتضى في رسائله ج 1 ص 150)
موقف علماء الاسلام من الشفاعة ؟
إنّ الشفاعة من المعارف القرآنية التي لا يصح لأحد من المسلمين إيجاد الخلاف والنقاش في أصلها وقد أجمع علماء الأُمة الإسلاميّة على أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أحد الشفعاء يوم القيامة مستدلّين على ذلك بقوله سبحانه: {ولسوف يعطيك ربّك فترضى} (الضحى/5) والذي أُعْطي هو حقّ الشفاعة الذي يُرضيه، وبقوله سبحانه: {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} (الإسراء/79) واتّفق المفسّرون على أنّ المقصود من المقام المحمود، هو مقام الشفاعة.
في سؤال الى الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن الشفاعة اجاب "(( ....والشفاعة نوعان
النوع الأول: شفاعة ثابتة صحيحة، وهي التي أثبتها الله تعالى في كتابه، أو أثبتها رسوله صلى الله عليه (واله )وسلم ولا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص؛ لأن أبا هريرة (..) قال: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: "من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه". وهذه الشفاعة لها شروط ثلاثة: الشرط الأول: رضا الله عن الشافع .الشرط الثاني: رضا الله عن المشفوع له. الشرط الثالث: إذن الله تعالى للشافع أن يشفع...... ثم إن الشفاعة الثابتة ذكر العلماء رحمهم الله تعالى أنها تنقسم إلى قسمين: القسم الأول: الشفاعة العامة، ومعنى العموم أن الله سبحانه وتعالى يأذن لمن شاء من عباده الصالحين أن يشفعوا لمن أذن الله لهم بالشفاعة فيهم، وهذه الشفاعة ثابتة للنبي صلى الله عليه (واله)وسلم ولغيره من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وهي أن يشفع في أهل النار من عصاة المؤمنين أن يخرجوا من النار القسم الثاني: الشفاعة الخاصة: التي تختص بالنبي صلى الله عليه (واله) وسلم......
النوع الثاني: الشفاعة الباطلة التي لا تنفع أصحابها، وهي ما يدَّعيه المشركون من شفاعة آلهتهم لهم عند الله عز وجل، فإن هذه الشفاعة لا تنفعهم كما قال الله تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين}، وذلك لأن الله تعالى لا يرضى لهؤلاء المشركين شركهم، ولا يمكن أن يأذن بالشفاعة لهم؛ لأنه لا شفاعة إلا لمن ارتضاه الله عز وجل والله لا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد، فتعلق المشركين بآلهتهم يعبدونها ويقولون: {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} تعلقٌ باطلٌ غير نافع، بل هذا لا يزيدهم من الله تعالى إلا بُعداً، على أن المشركين يرجون شفاعة أصنامهم بوسيلة باطلة وهي عبادة هذه الأصنام، وهذا من سفههم أن يحاولوا التقرب إلى الله تعالى بما لا يزيدهم منه إلا بعداً. ))" مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الحادي عشر - باب اليوم الآخر.
التصنيف: الدار الآخرة
وتقريبا من ناحية الاصل يتفق معنا في ونتفق معه فيما قال
قال الشيخ الطوسي (538 ـ 046 هـ): حقيقة الشفاعة عندنا أن يكون في إسقاط المضار دون زيادة المنافع، والمؤمنون عندنا يشفع لهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فَيشفِّعه الله تعالى ويسقط بها العقاب عن المستحقين من أهل الصراط لما روي من قوله (عليه السلام): إدّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي، والشفاعة ثبت عندنا للنبي، وكثير من أصحابه ولجميع الأئمة المعصومين وكثير من المؤمنين الصالحين ( التبيان للشيخ الطوسي)
الشفاعة في القرآن
ان الشفاعة وردت في القرآن الكريم تقريبا في ثلاثين اية ووردت تارة في النفي واخرى في الاثبات كما هي حقيقة الشفاعة فالشفاعة قسمان قسم ثابت كما بلا خلاف وقسم اخر غير ثابت بل هو من الاقاويل وهو شفاعة الاصنام والاله المزيفة لمن يعكف لها ليس النفي هنا للمسلمين بل كل الايات التي وردت في النفي هي مؤولة وتختص بغير المسلمين اي الشفاعة التي كانت تعتقدها اليهود الذين رفضوا كل قيد وشرط في جانب الشافع والمشفوع له، واعتقدوا أنّ الحياة الأُخروية كالحياة الدنيوية، حيث يُمكن التخلّص من عذاب الله سبحانه بالفداء. بعبارة اخرى الشفاعة الاستقلالية بغير اذن الله تعالى او شفاعة ليس بمستوى الشفاعة ولايمكن اخذ بعض القران وترك البعض بل على من يود ان يثبت حكم من القران الكريم عليه ان يجمع كل الآيات لان الآيات القرآنية يفسر بعضها بعضا
فمنها : {يا أيّها الذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خُلّة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون} (البقرة/254 فهذه الآية المباركة تنفي الشفاعة (والمقصود بالنفي للكافرين كما في ذيلها )
يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنّي فضّلتكم على العالمين * واتّقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون} (البقرة/47 ـ 48). وهذا يختص ببني اسرائيل فالكلام لهم
{يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نردّ فنعمل غير الذي كنّا نعمل قد خسروا أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} (الأعراف/53 والكلام هنا مع من نسى الله عز وجل اي الكافرين المنكرين له فليس لهم شفاعة
وكنّا نكذّب بيوم الدين * حتّى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين} (المدثر/46 ـ 48). ومن كان يكذب بيوم الدين الا الملحد الكافر وهنا ا تصور النفع ليس احد يشفع لهم فلا يشفع فيهم من قبل الله ولا يقبل الله شفاعته بل اساسا لا يشفع لهم احد بل شفاعة الشافعين لمن يستحقها من المسلمين
{ءأتّخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضرّ لا تغن عنّي شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون} (يس/23
.....الخ من الآيات التي تنفي الشفاعة الباطلة المزيفة التي هي بطرق فاسدة غير الطرق التي اقرها الشرع والدين الحنيف
والآيات التي تثبت الشفاعة كثيرة نشير الى بعضها فقط
{من ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه} (البقرة/255). وهو دليل صريح بالشفاعة والاذن هنا هو السبب فلا يوجد شيء مستقل في الكون عن الله تعالى
{ما من شفيع إلاّ من بعد إذنه} (يونس/3).اي بعد اذن الله توجد شفاعة اي لا توجد شفاعة علية بل معلوليه
لا يملكون الشفاعة إلاّ من اتّخذ عند الرحمن عهداً} (مريم/87) فلا يخفى مورد الشفاعة هنا
الشفاعة في الروايات ، ومن له حق الشفاعة ؟
في الحقيقة كثيرة هي الروايات ولا اقوى لها حصرا وجمعا التي تبين بشكل صريح وصحيح ثبوت الشفاعة ومن يشفع ومن يشفع له ولقد اطردت في مصادر المسلمين من الشيعة الاثني عشريه وغيرهم من فرق المسلمين وقد وضعتها من غير فصل فرأيتها في كثير من الاحوال متفقة ،ان الانبياء والائمة المعصومين واولياء الله يشفعون بأذن الله لبعض المذنبين ليشملهم العفو الالهي وهذا العفو الالهي فقط لمن لم يقطع اواصر علاقته بالله واوليائه فالشفاعة ليست مطلقة بل مقيدة بشروط ترتبط نوعا ما بأعمالنا ونياتنا الا انا –الشيعة- نرى خصوصية باهل البيت الطاهرين فهم الشفعاء الحقيقيين واكثر الشفاعة انما تحصل عن طريقهم وبسببهم واحد اهم الامور في الشفاعة ان لا يكون الباحث عنها ناصبي ومبغض لهم عليهم السلام والا لما نال الشفاعة حتى لو شفع له جميع الانبياء والمرسلين فالشفاعة على مراتب اهم واكبر واكثر هذه المراتب هي لأهل البيت الطاهرين عليهم السلام لأنه وكما سنعرض من خلال الروايات توجد شفاعة للأنبياء والاولياء والعلماء والشهداء والقران و.... لكن ليس كشفاعتهم بل كلها كما ذكرنا متوقفة ومرتبطة بهم
روى عن جابر بن عبد الله أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : (أنا قائد المرسلين ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر، وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر) . راجع هذه الأحاديث كتاب (الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة للبيهقي
في العيون عن الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن ابائه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم( من لم يؤمن بحوضي فلا لورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا اناله الله شفاعتي ،...))
وفي رواية عن الامام الباقر عليه السلام قال: ان لرسول الله الشفاعة في امته ولنا شفاعة في شيعتنا ولشيعتنا شفاعة في اهاليهم ثم قال: وان المؤمن يشفع في مثل ربيعة ومضر ، وان المؤمن ليشفع حتى لخادمه )
ورد عن الامام الصادق عليه السلام كما في البحار8 ((ما من احد من الاولين الا وهو يحتاج الى شفاعة محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) يوم القيامة
روي عن النبي صلى الله عليه واله كما في كنز العمال الحديث39041 ( ( الشفعاء خمسة : القرآن والرحم والامانة ونبيكم واهل بيت نبيكم ))
وفي البحار عن الامام الصادق عليه السلام ج8 ص56 اذا كان يوم القيامة بعث الله العالم والعابد فإذا وقفا بين يدي الله عز وجل قيل للعابد انطلق الى الجنة وقيل للعالم قف تشفع للناس بحسن تأديبك لهم ))
عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم " إدّخرتُ شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي (سنن ابن ماجة)
" فإذا التَبَست عليكم الفتنُ كقطع الليل المظلم فعليكُم بالقرآن فإنّه شافعٌ مشفَّع وماحِل مصدَّق، ومن جَعَلَه أمامَه قاده إلى الجنّة، ومن جعله خلفَه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبرهان " الكليني: الكافي: 2/238.
قال (ص) : (أول من يشفع يوم القيامة الانبياء ثم العلماء ثم الشهداء) , كنز العمال للمتقي الهندي 10/151 ح 28770 ط مؤسسة الرسالة بيروت
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : (تعلموا أن الله يشفّع المؤمنين يوم القيامة بعضهم في بعض) . الدر المنثور للسيوطي
وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قوله : «لنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة»ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «شفاعتي نائلة إن شاء الله من مات ولا يشرك بالله شيئاً» مسند أحمد 2
الحاكم عن جابر (رض) : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) تلا قول الله (( ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى )) فقال : (إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) ـ الدر المنثور للسيوطي في تفسير قوله ولا يشفعون
ـ وروى في بحار الاَنوار ج 7 ص 335 عن تفسير فرات الكوفي :
شفاعة يوم القيامة عامة لجميع أهل البيت (عليهم السلام)، بل ان المؤمن ليشفع يوم القيامة حتى روي أن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين انسانا. ومن الروايات التي تشير الى شفاعة أهل البيت (عليهم السلام) ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) من قوله: (ألزموا مودتنا أهل البيت فانه من لقي الله وهو يودنا أهل البيت دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله الا بمعرفة حقنا).
عن الاِمام جعفر الصادق عليه السلام عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال النبي صلىاللهعليه وآله : إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود ، وهو وافٍ لي به. إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر له ألف درجة فأصعد حتى أعلو فوقه فيأتيني جبرئيل عليه السلام بلواء الحمد فيضعه في يدي ويقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى ، فأقول لعلي : إصعد فيكون أسفل مني بدرجة ، فأضع لواء الحمد في يده ، ثم يأتي رضوان بمفاتيح الجنة فيقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى ، فيضعها في يدي فأضعها في حجر علي بن أبي طالب ، ثم يأتي مالك خازن النار فيقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى هذه مفاتيح النار أدخل عدوك وعدو أمتك النار ، فآخذها وأضعها في حجر علي بن أبي طالب ، فالنار والجنة يومئذ أسمع لي ولعلي من العروس لزوجها ، فهي قول الله تعالى : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد
وبينما انا حاضر في الجلسة الاسبوعية لسماحة الشيخ السند التي يلقي من خلالها بحوث عقائدية من مرقد الامام ابي الفضل العباس عليه السلام وبينما كان الكلام حول مقام ابو طالب علبه السلام ذكر هذه الرواية المباركة
عن ابي عبد الله عليه السلام عن ابائه عليه السلام ((ان امير المؤمنين عليه السلام كان ذات يوم جالسا في الرحبة والناس حوله مجتمعون فقام اليه رجل فقال : يا امير المؤمنين انك بالمكان الذي انزلك الله به وابوك يعذب بالنار فقال عليه السلام له : مه فض الله فاك والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع ابي في كل مذنب على وجه الارض لشفعه الله تعالى فيهم ،أأبي يعذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار ؟ ...)) الشيخ الطوسي الامالي الاحتجاج للطبرسي الطبري في بشارة المصطفى
شروط الشفاعة
1- اذن الله بالشفاعة (...من ذا الذي يشفع عنده الا بإذنه ...)
2- ان يشهد الشفيع بالحق يوم القيامة {ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلاّ من شهد بالحقّ وهم يعلمون} (الزخرف/86)
3- ان يكون المشفوع له مرضيا في ايمانه بالله وصفاته وانبيائه وكتبه قال صلى الله عليه واله ((شفاعتي نائلة ان شاء الله من مات ولم يشرك بالله شيئا )) مسند احمد بن حنبل
4- مودة اهل البيت ع فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) من قوله: (ألزموا مودتنا أهل البيت فانه من لقي الله وهو يودنا أهل البيت دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله الا بمعرفة حقنا).
5- ان لا يكون مشرك او من الكافرين او من الظالمين من المنافقين ان لا يكون ناصبا العداء لأهل البيت عليهم السلام
6- عدم التكذيب بشفاعة النبي صلى الله عليه واله وسلم
7- الاتيان بالصلاة وعدم الاستخفاف بها فعن الائمة الطاهرين " إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة "
8- ان لا ينقطع عن الدين وعن ربالعالمين والصالحين وان كان يدعي انه من المؤمنين بل له صلة بهم
ولكن مع كل ما ذكرنا من الادلة وغيرها الكثير الاكثر الذي لا يسع له المجال فقد اتهم اتباع اهل البيت بالشرك والزندقة بسبب دعاء التوسل وطلب الشفاعة من اهل البيت الطاهرين عليهم السلام فيا للعجب والغرابة مع انه في مصادرهم وكتبهم ما يثبت ذلك فنقل ((ان رجلا اعمى طلب من النبي دعاء يشفيه من عاهته ، فأمره النبي صلى الله عليه واله وسلم ان يدعو بهذا الدعاء اللهم اني أسئلك واتوجه اليك بنبيك نبي الرحمة ،يا محمد اني توجهت بك الى الله ربي في حاجتي لتقضي لي اللهم شفّعه فيًّ )) وفاء الوفاء السمهودي وهذا نوع من الشفاعة وهو التوسل الذي لا يروق- مع قطعه - للكثيرين
تنبيه
قد تحصل الشفاعة بعد دخول المسلم او المؤمن الى النار وبقائه فيها زمن كما يستفاد من هذه الادلة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون الجهنميين) (سنن ابن ماجه:1443,2), وقال الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام): (مذنبوا أهل التوحيد لا يخلّدون في النار ويخرجون منها والشفاعة جائزة لهم) (عيون اخبار الرضا:125,2), وقال الامام جعفر بن محمد الصادق: (يا معشر الشيعة فلا تعودون وتتوكلّون على شفاعتنا فو الله لاينال شفاعتنا اذا ركب الزنا حتى يصيبه ألم العذاب ويرى هول جهنم) (الكافي:469,5)
فائدة الشفاعة
إنّ تشريع الشفاعة، والاعتراف بها في النظام الإسلامي إنّما هو لأجل غايات تربوية تترتب على ذلك التشريع والاعتقاد به، ذلك لأنّ الاعتقاد بالشفاعة المقيّدة بشروط معقولة، من شأنه بعث الأمل في نفوس العصاة وأفئدة المذنبين، يدفعهم إلى العودة عن سلوكهم الإجراميّ، وإعادة النظر في منهج حياتهم .فهي وسيلة مهمة لتربية الافراد واعادة العاصين الى الطريق القويم والتشجيع على التقوى واحياء الامل في القلوب لان مسألة الشفاعة ليست فوضوية وانما تشمل من يستحقها بمعنى ان معاصيه لم تبلغ الحد الذي تنقطع فيه العلاقة نهائيا بين العاصي والشفيع وعليه فالشفاعة تعتبر بمثابة تحذير للمذنبين من ان يهدموا كافة الجسور من خلفهم ولا يتركوا طريقا للعودة لكيلا يفقدوا صلاحية الشفاعة فهي من رحمة الله تعالى علينا وانعامه التي لاتعد ان فتح لنا باب الشفاعة نسال الله ان لا يحرمنا من شفاعة الشافعين واخص محمد واله الطاهرين عليهم الصلاة والسلام اجمعين وان يحشرنا بزمرتهم وان لايفرق بيننا وبينهم في الدنيا والاخرة
والحمد لله رب العالمين
-ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
المصادر
1-الشفاعة في الكتاب والسنّة الشيخ جعفر السبحاني دام ظله
2-الشفاعة حقيقة اسلامية
3- عقائدنا اية الله العظمى مكارم الشيرازي دام ظله
4-دروس تمهيدية في اصول العقائد صادق الساعدي
5- كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد
6- معارج الافهام الى علم الكلام
7-عقائد الامامية الاثني عشرية للزنجاني
8- مركز الابحاث العقائدية
اللهم صل على محمد وال محمد
ما الشفاعة ؟؟
في اللغة شَفَعَ شفعاً، الشيء صيّره شفعاً أي زوجاً بأن يضيف إليه مثله، يقال كان وتراً فشفعهُ بآخر «أي قرنهُ به» .وتقول «شُفِعَ لي الاَشخاص» أي أرى الشخص شخصين لضعف بصري، وشَفَعَ شفاعةً لفلان، أو فيه إلى زيد : طلب من زيد أن يعاونه وشفعَ عليه بالعداوة : أعان عليه وضادّهُ .وتشفّع لي وإليَّ بفلان أو في فلان : طلب شفاعتي جاءت الشفاعة من مادة الشفع وما يضم الى الفرد ويقابله الوتر بمعنى الفرد وقد اطلق على ضم فرد قوي الى فرد اخر ضعيف لمساعدته بالشفع قال( الراغب في المفردات ص 263 ) الشفع : ضم الشيَء إلى مثله ويقال للمشفوع شفع. والشفع والوتر : قيل الشفع المخلوقات من حيث إنها مركبات كما قال : ومن كل شيء خلقنا زوجين...
إذ الشفاعة هي : «السؤال في التجاوز عن الذنوب» أو هي : «عبارة عن طلبه من المشفوع إليه أمراً للمشفوع له "التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة"
وحقيقة الشفاعة وفائدتها : طلب إسقاط العقاب عن مستحقه ، وإنما تستعمل في طلب إيصال المنافع مجازاً وتوسعاً ، ولا خلاف في أن طلب إسقاط الضرر والعقاب يكون شفاعة على الحقيقة.( الشريف المرتضى في رسائله ج 1 ص 150)
موقف علماء الاسلام من الشفاعة ؟
إنّ الشفاعة من المعارف القرآنية التي لا يصح لأحد من المسلمين إيجاد الخلاف والنقاش في أصلها وقد أجمع علماء الأُمة الإسلاميّة على أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أحد الشفعاء يوم القيامة مستدلّين على ذلك بقوله سبحانه: {ولسوف يعطيك ربّك فترضى} (الضحى/5) والذي أُعْطي هو حقّ الشفاعة الذي يُرضيه، وبقوله سبحانه: {عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} (الإسراء/79) واتّفق المفسّرون على أنّ المقصود من المقام المحمود، هو مقام الشفاعة.
في سؤال الى الشيخ محمد بن صالح العثيمين عن الشفاعة اجاب "(( ....والشفاعة نوعان
النوع الأول: شفاعة ثابتة صحيحة، وهي التي أثبتها الله تعالى في كتابه، أو أثبتها رسوله صلى الله عليه (واله )وسلم ولا تكون إلا لأهل التوحيد والإخلاص؛ لأن أبا هريرة (..) قال: يا رسول الله من أسعد الناس بشفاعتك؟ قال: "من قال: لا إله إلا الله خالصاً من قلبه". وهذه الشفاعة لها شروط ثلاثة: الشرط الأول: رضا الله عن الشافع .الشرط الثاني: رضا الله عن المشفوع له. الشرط الثالث: إذن الله تعالى للشافع أن يشفع...... ثم إن الشفاعة الثابتة ذكر العلماء رحمهم الله تعالى أنها تنقسم إلى قسمين: القسم الأول: الشفاعة العامة، ومعنى العموم أن الله سبحانه وتعالى يأذن لمن شاء من عباده الصالحين أن يشفعوا لمن أذن الله لهم بالشفاعة فيهم، وهذه الشفاعة ثابتة للنبي صلى الله عليه (واله)وسلم ولغيره من النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين، وهي أن يشفع في أهل النار من عصاة المؤمنين أن يخرجوا من النار القسم الثاني: الشفاعة الخاصة: التي تختص بالنبي صلى الله عليه (واله) وسلم......
النوع الثاني: الشفاعة الباطلة التي لا تنفع أصحابها، وهي ما يدَّعيه المشركون من شفاعة آلهتهم لهم عند الله عز وجل، فإن هذه الشفاعة لا تنفعهم كما قال الله تعالى: {فما تنفعهم شفاعة الشافعين}، وذلك لأن الله تعالى لا يرضى لهؤلاء المشركين شركهم، ولا يمكن أن يأذن بالشفاعة لهم؛ لأنه لا شفاعة إلا لمن ارتضاه الله عز وجل والله لا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد، فتعلق المشركين بآلهتهم يعبدونها ويقولون: {هؤلاء شفعاؤنا عند الله} تعلقٌ باطلٌ غير نافع، بل هذا لا يزيدهم من الله تعالى إلا بُعداً، على أن المشركين يرجون شفاعة أصنامهم بوسيلة باطلة وهي عبادة هذه الأصنام، وهذا من سفههم أن يحاولوا التقرب إلى الله تعالى بما لا يزيدهم منه إلا بعداً. ))" مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الحادي عشر - باب اليوم الآخر.
التصنيف: الدار الآخرة
وتقريبا من ناحية الاصل يتفق معنا في ونتفق معه فيما قال
قال الشيخ الطوسي (538 ـ 046 هـ): حقيقة الشفاعة عندنا أن يكون في إسقاط المضار دون زيادة المنافع، والمؤمنون عندنا يشفع لهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فَيشفِّعه الله تعالى ويسقط بها العقاب عن المستحقين من أهل الصراط لما روي من قوله (عليه السلام): إدّخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي، والشفاعة ثبت عندنا للنبي، وكثير من أصحابه ولجميع الأئمة المعصومين وكثير من المؤمنين الصالحين ( التبيان للشيخ الطوسي)
الشفاعة في القرآن
ان الشفاعة وردت في القرآن الكريم تقريبا في ثلاثين اية ووردت تارة في النفي واخرى في الاثبات كما هي حقيقة الشفاعة فالشفاعة قسمان قسم ثابت كما بلا خلاف وقسم اخر غير ثابت بل هو من الاقاويل وهو شفاعة الاصنام والاله المزيفة لمن يعكف لها ليس النفي هنا للمسلمين بل كل الايات التي وردت في النفي هي مؤولة وتختص بغير المسلمين اي الشفاعة التي كانت تعتقدها اليهود الذين رفضوا كل قيد وشرط في جانب الشافع والمشفوع له، واعتقدوا أنّ الحياة الأُخروية كالحياة الدنيوية، حيث يُمكن التخلّص من عذاب الله سبحانه بالفداء. بعبارة اخرى الشفاعة الاستقلالية بغير اذن الله تعالى او شفاعة ليس بمستوى الشفاعة ولايمكن اخذ بعض القران وترك البعض بل على من يود ان يثبت حكم من القران الكريم عليه ان يجمع كل الآيات لان الآيات القرآنية يفسر بعضها بعضا
فمنها : {يا أيّها الذين آمنوا أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خُلّة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون} (البقرة/254 فهذه الآية المباركة تنفي الشفاعة (والمقصود بالنفي للكافرين كما في ذيلها )
يا بني إسرائيل اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم وأنّي فضّلتكم على العالمين * واتّقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون} (البقرة/47 ـ 48). وهذا يختص ببني اسرائيل فالكلام لهم
{يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نردّ فنعمل غير الذي كنّا نعمل قد خسروا أنفسهم وضلّ عنهم ما كانوا يفترون} (الأعراف/53 والكلام هنا مع من نسى الله عز وجل اي الكافرين المنكرين له فليس لهم شفاعة
وكنّا نكذّب بيوم الدين * حتّى أتانا اليقين * فما تنفعهم شفاعة الشافعين} (المدثر/46 ـ 48). ومن كان يكذب بيوم الدين الا الملحد الكافر وهنا ا تصور النفع ليس احد يشفع لهم فلا يشفع فيهم من قبل الله ولا يقبل الله شفاعته بل اساسا لا يشفع لهم احد بل شفاعة الشافعين لمن يستحقها من المسلمين
{ءأتّخذ من دونه آلهة إن يردن الرحمن بضرّ لا تغن عنّي شفاعتهم شيئاً ولا ينقذون} (يس/23
.....الخ من الآيات التي تنفي الشفاعة الباطلة المزيفة التي هي بطرق فاسدة غير الطرق التي اقرها الشرع والدين الحنيف
والآيات التي تثبت الشفاعة كثيرة نشير الى بعضها فقط
{من ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه} (البقرة/255). وهو دليل صريح بالشفاعة والاذن هنا هو السبب فلا يوجد شيء مستقل في الكون عن الله تعالى
{ما من شفيع إلاّ من بعد إذنه} (يونس/3).اي بعد اذن الله توجد شفاعة اي لا توجد شفاعة علية بل معلوليه
لا يملكون الشفاعة إلاّ من اتّخذ عند الرحمن عهداً} (مريم/87) فلا يخفى مورد الشفاعة هنا
الشفاعة في الروايات ، ومن له حق الشفاعة ؟
في الحقيقة كثيرة هي الروايات ولا اقوى لها حصرا وجمعا التي تبين بشكل صريح وصحيح ثبوت الشفاعة ومن يشفع ومن يشفع له ولقد اطردت في مصادر المسلمين من الشيعة الاثني عشريه وغيرهم من فرق المسلمين وقد وضعتها من غير فصل فرأيتها في كثير من الاحوال متفقة ،ان الانبياء والائمة المعصومين واولياء الله يشفعون بأذن الله لبعض المذنبين ليشملهم العفو الالهي وهذا العفو الالهي فقط لمن لم يقطع اواصر علاقته بالله واوليائه فالشفاعة ليست مطلقة بل مقيدة بشروط ترتبط نوعا ما بأعمالنا ونياتنا الا انا –الشيعة- نرى خصوصية باهل البيت الطاهرين فهم الشفعاء الحقيقيين واكثر الشفاعة انما تحصل عن طريقهم وبسببهم واحد اهم الامور في الشفاعة ان لا يكون الباحث عنها ناصبي ومبغض لهم عليهم السلام والا لما نال الشفاعة حتى لو شفع له جميع الانبياء والمرسلين فالشفاعة على مراتب اهم واكبر واكثر هذه المراتب هي لأهل البيت الطاهرين عليهم السلام لأنه وكما سنعرض من خلال الروايات توجد شفاعة للأنبياء والاولياء والعلماء والشهداء والقران و.... لكن ليس كشفاعتهم بل كلها كما ذكرنا متوقفة ومرتبطة بهم
روى عن جابر بن عبد الله أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : (أنا قائد المرسلين ولا فخر، وأنا خاتم النبيين ولا فخر، وأنا أول شافع ومشفع ولا فخر) . راجع هذه الأحاديث كتاب (الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة للبيهقي
في العيون عن الامام الثامن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن ابائه عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم( من لم يؤمن بحوضي فلا لورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا اناله الله شفاعتي ،...))
وفي رواية عن الامام الباقر عليه السلام قال: ان لرسول الله الشفاعة في امته ولنا شفاعة في شيعتنا ولشيعتنا شفاعة في اهاليهم ثم قال: وان المؤمن يشفع في مثل ربيعة ومضر ، وان المؤمن ليشفع حتى لخادمه )
ورد عن الامام الصادق عليه السلام كما في البحار8 ((ما من احد من الاولين الا وهو يحتاج الى شفاعة محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) يوم القيامة
روي عن النبي صلى الله عليه واله كما في كنز العمال الحديث39041 ( ( الشفعاء خمسة : القرآن والرحم والامانة ونبيكم واهل بيت نبيكم ))
وفي البحار عن الامام الصادق عليه السلام ج8 ص56 اذا كان يوم القيامة بعث الله العالم والعابد فإذا وقفا بين يدي الله عز وجل قيل للعابد انطلق الى الجنة وقيل للعالم قف تشفع للناس بحسن تأديبك لهم ))
عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم " إدّخرتُ شفاعتي لأهل الكبائر من أُمتي (سنن ابن ماجة)
" فإذا التَبَست عليكم الفتنُ كقطع الليل المظلم فعليكُم بالقرآن فإنّه شافعٌ مشفَّع وماحِل مصدَّق، ومن جَعَلَه أمامَه قاده إلى الجنّة، ومن جعله خلفَه ساقه إلى النار، وهو الدليل يدل على خير سبيل، وهو كتاب فيه تفصيل وبرهان " الكليني: الكافي: 2/238.
قال (ص) : (أول من يشفع يوم القيامة الانبياء ثم العلماء ثم الشهداء) , كنز العمال للمتقي الهندي 10/151 ح 28770 ط مؤسسة الرسالة بيروت
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن قتادة إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال : (تعلموا أن الله يشفّع المؤمنين يوم القيامة بعضهم في بعض) . الدر المنثور للسيوطي
وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قوله : «لنا شفاعة ولأهل مودتنا شفاعة»ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «شفاعتي نائلة إن شاء الله من مات ولا يشرك بالله شيئاً» مسند أحمد 2
الحاكم عن جابر (رض) : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله ) تلا قول الله (( ولا يشفعون إلاّ لمن ارتضى )) فقال : (إن شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي) ـ الدر المنثور للسيوطي في تفسير قوله ولا يشفعون
ـ وروى في بحار الاَنوار ج 7 ص 335 عن تفسير فرات الكوفي :
شفاعة يوم القيامة عامة لجميع أهل البيت (عليهم السلام)، بل ان المؤمن ليشفع يوم القيامة حتى روي أن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين انسانا. ومن الروايات التي تشير الى شفاعة أهل البيت (عليهم السلام) ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) من قوله: (ألزموا مودتنا أهل البيت فانه من لقي الله وهو يودنا أهل البيت دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله الا بمعرفة حقنا).
عن الاِمام جعفر الصادق عليه السلام عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : قال النبي صلىاللهعليه وآله : إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود ، وهو وافٍ لي به. إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر له ألف درجة فأصعد حتى أعلو فوقه فيأتيني جبرئيل عليه السلام بلواء الحمد فيضعه في يدي ويقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى ، فأقول لعلي : إصعد فيكون أسفل مني بدرجة ، فأضع لواء الحمد في يده ، ثم يأتي رضوان بمفاتيح الجنة فيقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى ، فيضعها في يدي فأضعها في حجر علي بن أبي طالب ، ثم يأتي مالك خازن النار فيقول : يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله تعالى هذه مفاتيح النار أدخل عدوك وعدو أمتك النار ، فآخذها وأضعها في حجر علي بن أبي طالب ، فالنار والجنة يومئذ أسمع لي ولعلي من العروس لزوجها ، فهي قول الله تعالى : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد
وبينما انا حاضر في الجلسة الاسبوعية لسماحة الشيخ السند التي يلقي من خلالها بحوث عقائدية من مرقد الامام ابي الفضل العباس عليه السلام وبينما كان الكلام حول مقام ابو طالب علبه السلام ذكر هذه الرواية المباركة
عن ابي عبد الله عليه السلام عن ابائه عليه السلام ((ان امير المؤمنين عليه السلام كان ذات يوم جالسا في الرحبة والناس حوله مجتمعون فقام اليه رجل فقال : يا امير المؤمنين انك بالمكان الذي انزلك الله به وابوك يعذب بالنار فقال عليه السلام له : مه فض الله فاك والذي بعث محمدا بالحق نبيا لو شفع ابي في كل مذنب على وجه الارض لشفعه الله تعالى فيهم ،أأبي يعذب في النار وابنه قسيم الجنة والنار ؟ ...)) الشيخ الطوسي الامالي الاحتجاج للطبرسي الطبري في بشارة المصطفى
شروط الشفاعة
1- اذن الله بالشفاعة (...من ذا الذي يشفع عنده الا بإذنه ...)
2- ان يشهد الشفيع بالحق يوم القيامة {ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلاّ من شهد بالحقّ وهم يعلمون} (الزخرف/86)
3- ان يكون المشفوع له مرضيا في ايمانه بالله وصفاته وانبيائه وكتبه قال صلى الله عليه واله ((شفاعتي نائلة ان شاء الله من مات ولم يشرك بالله شيئا )) مسند احمد بن حنبل
4- مودة اهل البيت ع فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) من قوله: (ألزموا مودتنا أهل البيت فانه من لقي الله وهو يودنا أهل البيت دخل الجنة بشفاعتنا، والذي نفسي بيده لا ينتفع عبد بعمله الا بمعرفة حقنا).
5- ان لا يكون مشرك او من الكافرين او من الظالمين من المنافقين ان لا يكون ناصبا العداء لأهل البيت عليهم السلام
6- عدم التكذيب بشفاعة النبي صلى الله عليه واله وسلم
7- الاتيان بالصلاة وعدم الاستخفاف بها فعن الائمة الطاهرين " إنّ شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة "
8- ان لا ينقطع عن الدين وعن ربالعالمين والصالحين وان كان يدعي انه من المؤمنين بل له صلة بهم
ولكن مع كل ما ذكرنا من الادلة وغيرها الكثير الاكثر الذي لا يسع له المجال فقد اتهم اتباع اهل البيت بالشرك والزندقة بسبب دعاء التوسل وطلب الشفاعة من اهل البيت الطاهرين عليهم السلام فيا للعجب والغرابة مع انه في مصادرهم وكتبهم ما يثبت ذلك فنقل ((ان رجلا اعمى طلب من النبي دعاء يشفيه من عاهته ، فأمره النبي صلى الله عليه واله وسلم ان يدعو بهذا الدعاء اللهم اني أسئلك واتوجه اليك بنبيك نبي الرحمة ،يا محمد اني توجهت بك الى الله ربي في حاجتي لتقضي لي اللهم شفّعه فيًّ )) وفاء الوفاء السمهودي وهذا نوع من الشفاعة وهو التوسل الذي لا يروق- مع قطعه - للكثيرين
تنبيه
قد تحصل الشفاعة بعد دخول المسلم او المؤمن الى النار وبقائه فيها زمن كما يستفاد من هذه الادلة قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ليخرجن قوم من أمتي من النار بشفاعتي يسمون الجهنميين) (سنن ابن ماجه:1443,2), وقال الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام): (مذنبوا أهل التوحيد لا يخلّدون في النار ويخرجون منها والشفاعة جائزة لهم) (عيون اخبار الرضا:125,2), وقال الامام جعفر بن محمد الصادق: (يا معشر الشيعة فلا تعودون وتتوكلّون على شفاعتنا فو الله لاينال شفاعتنا اذا ركب الزنا حتى يصيبه ألم العذاب ويرى هول جهنم) (الكافي:469,5)
فائدة الشفاعة
إنّ تشريع الشفاعة، والاعتراف بها في النظام الإسلامي إنّما هو لأجل غايات تربوية تترتب على ذلك التشريع والاعتقاد به، ذلك لأنّ الاعتقاد بالشفاعة المقيّدة بشروط معقولة، من شأنه بعث الأمل في نفوس العصاة وأفئدة المذنبين، يدفعهم إلى العودة عن سلوكهم الإجراميّ، وإعادة النظر في منهج حياتهم .فهي وسيلة مهمة لتربية الافراد واعادة العاصين الى الطريق القويم والتشجيع على التقوى واحياء الامل في القلوب لان مسألة الشفاعة ليست فوضوية وانما تشمل من يستحقها بمعنى ان معاصيه لم تبلغ الحد الذي تنقطع فيه العلاقة نهائيا بين العاصي والشفيع وعليه فالشفاعة تعتبر بمثابة تحذير للمذنبين من ان يهدموا كافة الجسور من خلفهم ولا يتركوا طريقا للعودة لكيلا يفقدوا صلاحية الشفاعة فهي من رحمة الله تعالى علينا وانعامه التي لاتعد ان فتح لنا باب الشفاعة نسال الله ان لا يحرمنا من شفاعة الشافعين واخص محمد واله الطاهرين عليهم الصلاة والسلام اجمعين وان يحشرنا بزمرتهم وان لايفرق بيننا وبينهم في الدنيا والاخرة
والحمد لله رب العالمين
-ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ
المصادر
1-الشفاعة في الكتاب والسنّة الشيخ جعفر السبحاني دام ظله
2-الشفاعة حقيقة اسلامية
3- عقائدنا اية الله العظمى مكارم الشيرازي دام ظله
4-دروس تمهيدية في اصول العقائد صادق الساعدي
5- كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد
6- معارج الافهام الى علم الكلام
7-عقائد الامامية الاثني عشرية للزنجاني
8- مركز الابحاث العقائدية