تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا ونبينا ابي
القاسم محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين...
عمران يا ابن عمران لاتحسدن الناس على مااتيتهم من فضلي ولاتمدن عينيك الى ذلك ولا
تتبعه نفسك ، فان الحاسد ساخط لنعمي صادٌ لقسمي الذي قسمت بين عبادي ومن يك ذلك
فلست منه وليس مني )
ان الحسد حالة نفسية يتمنى صاحبها سلب الكمال والنعمة التي يتصورهما عند الاخرين سواء كان عنده مثلها أو لا وسواء أرادها لنفسه أم لم يردها.
وإنما ذكرنا انها نعمة يتصورها عند الاخرين لأن الانسان كثيرا مايقع في الوهم ويظن
النقمة نعمة والنقصان كمال . وكثيرا ما يتمنى أمر ايظنه نعمة وهو نقمة ويطلب أمرا يظنه
كمال وهو نقص فبعض الصفات كمالاً للحيوان ويكون الحاسد في مرتبة الحيوانية فيراها
كمالاً مثلاً اشخاص يحسبون الفتك بالغير وسفك الدماء يعتبره بعض الناس موهبة عظيمة
ويحسبون بذاءة اللسان من الكمالات فيحسدون صاحبها!
وليس كل تمني هو حسد لان الغبطة هو التمني الانسان لحصول على نعم الله الذي يراها
عند الغير ولكنه لا يتمنى زوالها عن الغيرو
وان اسباب الحسد كما ذكر العلامة المجلسي (قدس سره ) هي العداوة أوالتعزز او التكبر اوحب الرئاسة او خبث الطينة..... والحسد يرجع الى سبب واحد هو الاساس وهو رؤية
ذل ٌالنفس فان الانسان عندما يرى وجود الكمال في غيره تنتابه حالة من الذل والانكسار
وسينتج عن هذه الحالة الحسد حتماً وان الحسد تحبط الاعمال و تهلك الانسان وعن الامام
الصادق عليه السلام (آفة الدين الحسد والعجب والفخر) وفي رواية عن أبى جعفر عليه السلام (إن الرجل ليأتي بأي بادرة فيكفر ، وإن الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب
إن الايمان هو نور الهي اذا دخل قلب الانسان جعله مكان تجليات وفيض الحق جل جلاله ،
كما جاء في الاحاديث القدسية (لا يسعني ارضي ولا سمائي بل يسعني قلب عبدي المؤمن)
فهذا النور الالهي الذي يجعل القلب اوسع الموجودات تاتي رذيلة الحسد لتجعل مكان الواسعة ضيقاً ومكان النور ظلاما.ويوثر ذلك على كل كيان الانسان باطنه وظاهره
فتصيب القلب بالحزن والكدر والصدر بالاختناق والضيق والوجه بالعبوس والغضب وكلما
اشتدت ازداد ضعف الايمان حتى تصل الى مرحلة تطفئ نور الايمان وتميت قلب الانسان
لقد جاء في الحديث الشريف (إن المؤمن لايتمنى السوء للمؤمنين ، بل هم أعزاء عنده والحسود بعكس )
والمؤمن لاىيغلبه حب الدنيا والحسود انما هو مبتلى بشدة حبه للدنيا وان انشغالنا في هذه الدنيا قد اعمى اعيننا وا صم اذاننا فلا ندري اننا ضيق القبر او اتساعه بضيق الصدر وضيق القلب وكدره الذي سببه الحسد وقال تعالى (من ذا الذي يشفع عنده الاباذنه)
ومن سيتقدم ليشفع لمن يسخط عليه الله وخرج من حصن ولايته ولم يزل الانبياء والاولياء
ينادوننا وينصحوننا في اذاننا ليوقظونا من النوم ولكننا نزداد غفله وشقاء يوم بعد يوم الا
المتقين الذين يتبعون الله ورسوله واهل البيت عليهم السلام.
تعليق