بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطااهرين :
وبعد :
العقل والارادة هما جوهر الانسان وبهما يصنع وجوده على هذه الارض والانسان مسؤول ان يستمل فكره وعقله وارادته الواعية بكل حرية ليكون قوة حرة منطلقة بناءه يبني بها حياته على اساس العقل والتفكير والارادة الحرة ،
وردة في الكافي الشريف باب العقل(( لما خلق الله تعالى العقل استنطقه ثم قال له اقبل فاقبل ثم قال له ادبر فادبر فقال : وعزتي وجلالي ماخلقت خلقا احسن منك ، ولا اكملك الا فيمن احب فأياك امر واياك انهى واياك اثيب واياك اعاقب)) .
وقد جاء في الحديث : ان لله على الناس حجتين ، حجة ظاهرة وحجة باطنة ، فاما الظاهرة : فالرسل والانبياء والأئمة عليهم السلام وأما الباطنة ، فالعقول .
ورويه عن امامنا الرضا عليه السلام ، انه قال لأبن السكيت العقل يعرف به الصادق على الله فيصدقه ، والكاذب على الله فيكذبه ،
وقيل : الدين هوالعقل ومن لا دين له لا عقل له [1].
قال تعالى (( ان في خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لأيات لأولي الألباب [2]))
بل العقل يسعد الانسان في الدارين دار الدنيا ودار الاخرة وانما يدرك الخير بالعقل ، وبالعقل ينتخب الانسان الدين الصحيح والطريق السليم والصراط المستقيم .
قيل لكل شيء مطية ومطية المرأ العقل ، ولكل قوم راع وراع العابدين العقل ، ولكل تاجر بضاعة وبضاعة المجتهدين العقل ، ولكل خراب عمارة ولعمارة الاخرة العقل ، والعاقل من وحد الله ،
رويه انه قدم المدينة رجل نصراني من اهل نجران وكان فيه بيان وله وقار وهيبة ، فقيل : يارسول الله ما اعقل هذا النصراني ، فزجر اقائل وقال له : مه ان العاقل من وحد الله وعمل بطاعته[3] .
وبعد ان عرفنا الله تبارك وتعالى بالعقل السليم ، وانه واحد احد لا شريك له لم يلد ولم يولد لابد لنا ان نؤمن بالانبياء والرسل والاوصياء الذين بعثهم الله تعالى للناس وليقربونهم الى الله زلفى ،
وقد حمل الانبياء والرسل من قبل الله تعالى الرسالات والكتب السماوية ليبلغونها الى الناس وقد بلغوها بالشكل المطلوب والصحيح ولكن مع كل الاسف البعض من كبار الناس وعلمائهم ورهبانهم حرفوا هذه الكتب والديانات السماوية حسب ما تقتضية مصالحهم الشخصية والمادية واختلفوا وتفرقوا مذاهب واديان ما انزل الله بها من سلطان ،
ولهذا نجد ان فرقة من فرق المسلمين بل يضنون ان نفسهم ينتسبون الى الاسلام بلا عقول الّا وهم الوهابيون الذين خربوا البلاد والعباد فهم بعيدين عن القل السليم فهم لايفرقون بين العبادة والشرك ولا يعرفون حتى اصول دينهم بل ان عقائدهم مبنية على تكفير المسلمين وحليت دمائهم فهم خوارج العصر !!!....
فاين عقولكم يا اوباش ....
[1] - ميزان الحكمة ج6 ص399
[2] - ال عمران 190
[3] - ميزان الحكمة ج6ص419
تعليق