الخلافةعند اهل البيت عليهم السلام
بسمالله الرحمن الرحيم
قالسيدنا ومولانا أمير المؤمنين –عليه السلام –
(أماوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة , لولا حضور الحاضر , وقيام الحجة بوجود الناصر وماأخذ الله –تعالى – على العلماء : أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ,لألقيت حبلها على غاربها , ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أ زهدعندي من عفطة عنز ).
المتأملفي مقولة الإمام هذه , يخرج بنتيجة : أنه –عليه السلام – لم تكن غايته في يوم منالأيام تتلخص في الوصول إلى سدة الحكم .. بل كانت غايته أسمى وأبعد من ذلك .. كانتتتمثل في مرضاة الله –تعالى - , وتحقيق حكمه وإرادته سبحانه بخلاف كل الحاكمينالذين عرفهم التاريخ , واختبرتهم الأجيال الإسلامية إنهم جميعاً اشتركوا في هدفواحد , هو القبض على زمام الأمور , والارتقاء على كرسي الملك , وسدة الحكم ! يستخدمونكل الوسائل المشروعة منها وغير المشروعة , لتحقيق هذا الهدف , ونيل هذه الغاية .
بينماكان الإمام –عليه السلام – يرى في الخلافة (وسيلة لا غاية ) من وسائله لتحقيق حكمالله في الأرض , وقد ظهر ذلك جلياً في سلوكه العملي ومقولاته ونظرياته , خلالالفترة ما بين وفاة الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم – حتى شهادته هو –عليه السلام– في محراب مسجد الكوفة .
مبرراتقبول الخلافة عند الإمام :
ولنتأملما يقوله –عليه السلام – في خطبته المعروفة ب(الشقشقية ).
يقول
لولا حضور الحاضر ) ويطرح بذلك المبررات التي دعته لقبول الخلافة بعد أن أعرضعنها حيناً من الدهر , وكشح بوجهه عنها لأسباب لم تكن متوفرة حينذاك وقد توفرتوتهيأت اليوم مما دعته لقبول ما كان معرضاً عنه , منها حضور الحاضر , أوما يصطلحعليه اليوم –بالقاعدة الشعبية – والتي تشكل رأى الأغلبية وهو ماكان يفتقده الإمامبعيد وفاة الرسول – صلى الله عليه آله وسلم – أما اليوم فقد اجتمعت عليه الكلمة وبايعهأهل الحل والعقد ووفود الامصار التي حضرت المدينة بعد مقتل عثمان ومن ثم كان عليه أن يتحمل عبئ المسؤولية , لأنه مع حضورالحاضر لا يجد مندوحة عن قبول الأمر , فقد قامت عليه الحجة حينئذ ولا يجد عذراً فيرفض الخلافة وقد صرح –عليه السلام – بذلك في قوله : (وقيام الحجة بوجود الناصر ).هذا من الناحية الشرعية والأخلاقية , ويبقى سبب آخر وضعه الإمام في إطار المبرراتوالدواعي وهو ما عبر عنه بقوله : ( وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظةظالم ولا سغب مظلوم ) . وكظة الظالم كناية عن امتلاء بطنه ظلماً حتى التخمة , وسغبالمظلوم كناية عن جوعة الفقير وعوزه الذي نتج عن مظلوميته .. وقد أشار الإمام بهذهالعبارة إلى ظاهرة الغنى الفاحش في قبالة الفقير الفاحش الذي مني بها المجتمعالإسلامي قبل عصره –عليه السلام - , مما أدى إلى تجرؤ الناس على الخليفة وقتله ,وأحدث بونا شاسعاً وفجوة عميقة بين أفراد الأمة , وشرحاً غائراً في بنية المجتمعالإسلامي , فكان على الإمام –عليه السلام – أن يضع حداً لهذه الظاهرة المهلكة ,والتدهور الاجتماعي , وذلك من خلال قبوله للخلافة .
ولولاهذه المبررات لكان في غنى عن الخلافة والسلطان , ولكان ألقى حبلها على غاربها ,ولسقى آخرها بكأس أولها .. كناية عن الإعراض عن الخلافة , والانصراف إلى ما هو أهممنها , وهو توعيه الأمة وإرشادها , وتوجيه الناس عامة إلى الصواب والإيمان ... كماصنع منذ وفاة رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم – حتى هذا اليوم , وقد سبق أنصرح بهذا الإعراض عن الخلافة في قوله :
-فسدلتدونها ثوباً وطويت عنها كشحاً – وهو اليوم ينظر إلى الخلافة وإلى الدنيا كلها بنفسالنظرة السابقة –ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز – فالظروف الجديدة هيالتي حملته المسؤولية ليقيم حقاً ويدفع باطلاً ..بل هي عنده وسيلة لتحقيق الحقودرء الفساد والباطل ومنع الظلم , وتحقيق العدالة الإسلامية والاقتصاد السليم .
بسمالله الرحمن الرحيم
قالسيدنا ومولانا أمير المؤمنين –عليه السلام –
(أماوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة , لولا حضور الحاضر , وقيام الحجة بوجود الناصر وماأخذ الله –تعالى – على العلماء : أن لا يقاروا على كظة ظالم ولا سغب مظلوم ,لألقيت حبلها على غاربها , ولسقيت آخرها بكأس أولها ولألفيتم دنياكم هذه أ زهدعندي من عفطة عنز ).
المتأملفي مقولة الإمام هذه , يخرج بنتيجة : أنه –عليه السلام – لم تكن غايته في يوم منالأيام تتلخص في الوصول إلى سدة الحكم .. بل كانت غايته أسمى وأبعد من ذلك .. كانتتتمثل في مرضاة الله –تعالى - , وتحقيق حكمه وإرادته سبحانه بخلاف كل الحاكمينالذين عرفهم التاريخ , واختبرتهم الأجيال الإسلامية إنهم جميعاً اشتركوا في هدفواحد , هو القبض على زمام الأمور , والارتقاء على كرسي الملك , وسدة الحكم ! يستخدمونكل الوسائل المشروعة منها وغير المشروعة , لتحقيق هذا الهدف , ونيل هذه الغاية .
بينماكان الإمام –عليه السلام – يرى في الخلافة (وسيلة لا غاية ) من وسائله لتحقيق حكمالله في الأرض , وقد ظهر ذلك جلياً في سلوكه العملي ومقولاته ونظرياته , خلالالفترة ما بين وفاة الرسول –صلى الله عليه وآله وسلم – حتى شهادته هو –عليه السلام– في محراب مسجد الكوفة .
مبرراتقبول الخلافة عند الإمام :
ولنتأملما يقوله –عليه السلام – في خطبته المعروفة ب(الشقشقية ).
يقول

ولولاهذه المبررات لكان في غنى عن الخلافة والسلطان , ولكان ألقى حبلها على غاربها ,ولسقى آخرها بكأس أولها .. كناية عن الإعراض عن الخلافة , والانصراف إلى ما هو أهممنها , وهو توعيه الأمة وإرشادها , وتوجيه الناس عامة إلى الصواب والإيمان ... كماصنع منذ وفاة رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم – حتى هذا اليوم , وقد سبق أنصرح بهذا الإعراض عن الخلافة في قوله :
-فسدلتدونها ثوباً وطويت عنها كشحاً – وهو اليوم ينظر إلى الخلافة وإلى الدنيا كلها بنفسالنظرة السابقة –ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز – فالظروف الجديدة هيالتي حملته المسؤولية ليقيم حقاً ويدفع باطلاً ..بل هي عنده وسيلة لتحقيق الحقودرء الفساد والباطل ومنع الظلم , وتحقيق العدالة الإسلامية والاقتصاد السليم .
تعليق