إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف هو علم الائمه عليهم السلام هل هو بالشرعيات او بالتكوينيات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف هو علم الائمه عليهم السلام هل هو بالشرعيات او بالتكوينيات

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد رب العالمين ولصلاه على اشرف خلقه اجمعين البشير النذير والسراج المنيرابي القاسم محمد(ص)وعلى اله الطيبين اهل الجود والكرم .... اما بعد
    السؤال : عن كيفية علم الأئمة عليه السلام ، هل هو بالشرعيات فقط أو بها والتكوينيات .

    الجواب : أقول : لا شك ولا ريب من الفريقين أن الله عز وجل أودع في كتابه الكريم الذي هو أعظم معاجز نبينا صلى الله عليه وآله وسلم جميع علوم الأولين والآخرين من التكوينيات والتشريعيات ولا (رطب ولا يابس لا في كتاب مبين ) ، ( وفيه تفصيل كل شيء ) ، ( وتبيان كل شيء ) ، ( وكل شيء أحصيناه كتابا ) .
    ولا شك أن المعصومين الأربعة عشر عالمون بجميع ما في الكتاب من علومه الظاهرة والباطنية التكوينية والتشريعية ، ولا يعزب عنهم من علومه شيء كليها وجزئيها ، سمائيها وأرضيها ،ماضيها ومستقبلها وحالها . والأخبار المعتبرة المستفيضة مصرحة بذلك .
    في الكافي ، في آخر خبر سدير يقول الصادق عليه السلام ( علم الكتاب كله عندنا ) ، وفي الكافي أيضا ، عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال ( ما يستطيع أحد أن يدعي أن عنده جميع القرآن كله ظاهره وباطنه غير الأوصياء ، وفي الكافي أيضا عن أب عبدالله عليه السلام قال ( قد ولدني رسول الله وأنا أعلم كتاب الله وفيه بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفيه خبر السماء وخبر الأرض ، وخبر ما كان وخبر ما هو كائن ، أعلم ذلك كما انظر إلى كفي ، إن الله يقول ( فيه تبيان كل شيء .
    انظر إلى هذا الخبر الأخير الشريف كيف يحصره أبو عبد الله (ع) علم جميع الأشياء في الكتاب ، يقول ( فيه بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة ) ولا شك أن بدء الخلق وما هو كائن من التكوينيات ، ويقول ( وأنا أعلم كتاب الله ) يعني ما فيه من بدء الخلق وما هو كائن إلى يوم القيامة ، ويحصر أيضا مرة بعد أخرى بقوله ( وفيه خبر السماء وخبر الأرض وخبر ما كان وما هو كائن ) بحيث لا يشذ شيء من تحت شمول هذه الفقرات إذ كل ما يتصور من المعلومات سواء كانت تكوينية أم تشريعية لا تخلو ، أما هي من الأخبار السماوية أو الأرضية أو أخبار ما كان أو هو كائن ، ثم يقول بعد حصره جميع الأشياء بهذه الفقرات في كتاب الله ( اعلم ذلك - أي كتاب الله - كما أنظر إلى كفي) فهل بقي شيء بعد علم الكتاب لا يعلمونه حتى يقال أن علمهم بالشرعيات لا بالتكوينات ؟ هذا قول من كابر عقله وأطلق في ميدان العناد جهله.
    ثم أن عليه السلام كنس غبار الأوهام الضعيفة بقوله عليه السلام ( أعلم ذلك كما أنظر في كفي ) حتى لا يتوهم أحد أن علمهم بجميع الأشياء بسبب علمهم بالكتاب حصولي أي إذا أرادوا أن يعلموا شيئا علموا وإلا فلا ، بل صرح بقوله هذا بأن علمهم عليهم السلام بجميع الأشياء بطريق الحضور والقيومية والإحاطة بها والعيان لا الأخبار والإرادة والحصول كما توهم من لا حظ في المقام ولا اطلاع له بآثار سادات الأنام . فكأنه عليه السلام أراد من تشبيه علمه بالكتاب بالنظر إلى كفه يبين أن علمنا بجميع الأشياء كالنظر إلى كفنا ، فكما أن عند النظر إلى كفي لا يغيب شيء من جزئيات كفي من نظري ويكون بصري محيطا بكفي ويكون كفي جزئيا من جزئيات ما حاط به بصري فكذلك علمي بجميع الأشياء محيط بها كإحاطة بصري بكفي لا أحتاج إلى التفات أو مخبر يخبرني من الملائكة والرياح وغيرهما ، ولق أشبعنا الكلام في الكلام في هذا المقام بما لا مزيد عليه في كتابنا ( تنزيه الحق عن افتراءات الخلق ) .
    ثم أنه كيف ينحصر علمهم في الشرعيات ولا يعلمون الكونيات ؟ والحال أن الله جعلهم شهداء على خلقه فلا يغيب من أحوال العباد عنهم شيء ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) ويقول الصادق عليه السلام ( نحن المؤمنون ) ونصبهم علماء في خلقه فعندهم جميه ما يحتاجون إليه ، وكيف يكون العالم بما يحتاج إليه الخلق عالما بشيء وجاهلا بشيء ؟
    وفي( الكافي ) عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : لا والله لا يكون عالم جاهلا أبدا عالما بشيء جاهلا بشيء ثم قال ( ع9 أن الله أجل وأعز من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه . ثم قال : لا يحجب ذلك . انتهى
    فالأمام إذا كان عالما بشيء وجاهلا بشيء فما الفرق بينه وبين من جعله الله حجة عليه ؟ فالخلق كل واحد منهم بحسب حاله عالم بشيء وجاهل بشيء ، فمنتهى الفرق بينه ( ع )وبينهم التفاوت في العلم قلة وكثرة . فتساوى الرئيس و المرؤس والحجة و المحجوج والأمام والرعية والله عز وجل يقول على طريق الأنكار : (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون )
    الحاصل : فلأخبار المستفيضة صريحة بأن الأئمة ( عليهم السلام ) عالمون بجميع ما خلق الله وذرء وبرأ في جميع ( العوالم ) ، وجميع ما تعلقت به المشيئة وجرى عليه ( قلم الإيجاد )، وكلها حاضرة لديهم إذ العلم ـ كما حققنا في محله ـ حضور المعلوم لدى العالم وليسوا جاهلين بشيء ابد إذ الجهل نقص فيهم والله خلقهم كاملين من كل جهة لا يتطرق إلى ساحة عزهم غبار الجهل وآثاره .
    في ( صحيفة الأبرار ) عن كتاب تأويل الآيات للسيد شرف الدين النجفي عن مصباح الأنوار للشيخ الطوسي بإسناده عن رجاله مرفوعا إلى المفضل بن عمر قال : دخلت على الصادق ( عليه السلام ) ذات يوم فقال لي : يا مفضل هل عرفت محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين كنه معرفتهم ؟
    فقلت : يا سيدي وما كنه معرفتهم ؟
    قال : يا مفضل تعرف انهم في طرف عن الخلائق بجنب الروضة الخضراء فمن عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السنام الأعلى
    قال : قلت : عرفني ذلك يا سيدي .
    قال : يا مفضل تعلم انهم علموا ما خلق الله عز وجل وذرأه وبرأه وأنه كلمة التقوى وخزان السماوات والأرض والجنة والنار والجبال والرمال والبحار ، وعرفوا كم في السماء من نجم وملك ، ووزن الجبال وكيل البحار وأنهارها وعيونها ، وما تسقط من ورقة إلا علموها ، ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين وهو في علمهم وقد علموا ذلك .
    قلت : يا سيدي قد علمت وأقررت به وآمنت .
    قال : نعم يا مفضل ، نعم يا مكرم ، نعن يا محبور يا طيب طبت وطابت لك الجنة ولكل مؤمن بها انتهى .
    في ( صحيفة الأبرار ) عن مناقب بن شهر أشوب عن صفوان أبن يحي عن بعض رجاله ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : والله لقد اعطينا علم الأولين والآخرين
    فقال له رجل من اصحابه : جعلت فداك ، أعندكم علم الغيب ظ فقال له : ويحك أني لا علم ما في اصلاب الرجال وأرحام النساء ويحكم وسعوا صدوركم ولتبصر أعينكم ولتسع قلوبكم فنحن حجته في خلقه ولن يسع ذلك إلا صدر كل مؤمن قوي قوته كقوة جبال تهامة إلا بأذن الله ، والله لو أردت أن أحصي كل حصاة عليها لأخبرتكم والله لتباغضون بعدي حتى يأكل بعضكم بعضا أنتهى
    وفي (الكافي ) عن عبد الأعلى وأبو عبيدة وعبد الله بن بشر الخثعمي سمعوا عن الصادق يقول : أني لأعلم ما في السموات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار وأعلم ما كان وما يكون .
    قال : ثم مكث هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال : علمت ذلك من كتاب الله عز وجل يقول : ( فيه تبيان كل شيء )
    وبالجملة : فعلمهم ( عليهم السلام ) محيط بجميع الأشياء حضروا الجزئي منها والكلي والجوهري والعرضي والذات والصفة والأخبار مصرحة بذلك ، ولولا الموابع لأعطينا المقام حقه وأرخينا العنان لمن أراده وأستحقه .
    ومن أعتقد أن علمهم ( عليهم السلام ) منحصر في الشرعيات فهو من المقصرين المفرطين في حقهم الذين نقصوا ائمتهم عن المراتب التي رتبهم الله فيها ، وزهقوا في بر التفريط ولم يوفوا آل محمد حقهم فيما يجب على المؤمن من معرفتهم ، والأولى ترك ذكرهم وعدم التعرض لقولهم ، والحمد الله الذي هدانا لما وفقنا به حمدا يليق بعزه وجلاله .

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
    الشكر لك أخي الفاضل(السيد الشوكي ) على موضوعك القيم ومرحبا بك بين أخوتك سائلا الله لك دوام التوفيق وبإنتظار المزيد من إبداعك

    تعليق

    يعمل...
    X