إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحلقة الثالثة من اصول الخطابة الحسينية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحلقة الثالثة من اصول الخطابة الحسينية

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد ....
    عزيزي الخطيب نكمل الحلقة الثالثة من اصول الخطابة الحسينية :
    إعداد الخطبة:
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    1 كيف نكتب الخطبة
    2 الإيجاد
    3 الأدلة
    4 إثارة الأهواء والميول
    5 التفنيذ
    كيف نكتب الخطبة:
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    من أول الصعوبات التي تواجه الخطيب المبتديء ، عدم معرفته للنحو الذي تكتب به الخطبة، علاوة على عدم معرفته اختيار موضوع مناسب لها. ولتسهيل هذه المهمة نتبع الخطوات التالية:
    أولا: الإيجاد:
    «يراد من ذلك، اعمال الفكر لاستنباط الموضوع والوسائل التي من شأنها تقوي مضمون الموضوع واجتذاب اقناع السامع، وإثارة حماسه إلى ما يدعو إليه الخطيب.
    ان عمل الخطيب ان يقدم الحقائق، فعليه ان يكون عند تقديمها بحالٍ لا تمنع من قبول كلامه، بل يجب أن يكون بحال تجذب الناس إليه وتدفعهم إلى الانصاف له وتقبله بقبول حسن».
    أما كيف يختار موضوعه عند جولان فكرهِ؟
    ينبغي للخطيب أن يكون مثله مثل الطبيب بالنسبة إلى المريض، يشخص المرض الواقعي، ويعالجه علاجاً واقعياً، وخلاف ذلك يكون سبباً لانصراف المريض عنه. الخطيب كذلك، مهمته إصلاح الفاسد من أمور المسلمين، وتقوية الخير وتثبيته في نفوسهم، فينبغي ان يتوجه في اختار موضوع خطبته إلى المشاكل الواقعية في حياة المسلمين المخاطبين، المشاكل الاجتماعية، العقائدية، الاخلاقية وغيرها، يختار ذلك ويضع لها الحول الإسلامية، فانه ان فعل هذا كان داعياً إلى اقبال المخاطبين عليه.
    ثانياً: الأدلة:
    بعد ان وضع الخطيب تفكيره على الموضوع الواقعي فانه يلدأ إلى تنسيقه وترتيبه بإيجاد الشواهد والأدلية المقوية له، بحيث تكون هذه الوسائل باعثة على تقوية اعتقاد المخاطبين بالفكرة المطروحة في الخطبة، وهذه الوسائل التي يعبر عنها (بالمواضيع): هي المصادر التي يمكن للخطيب ان يتخذ منها ما يستدل به على دعواه وتنقسم إلى قسمين:
    أ المواضع الذاتية:
    وهي الوسائل أو الأدلة التي تكون من ذات الموضوع لا من شيء خارج عنه وهي على أنواع:
    1 التعريف:
    يلجأ الخطيب إلى التعريف في حالات:
    «1 لتحرير محل النزاع بين فريقين مختلفين في معرفة مفهوم الشيء.
    2 عند مدح شيء ، أو ذمه فيعرفه بصفاته. كقول أمير المؤمنين عليه السلام «أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم، مندحق البطن، يأكل ما يجد، ويطلب ما لا يجد، فاقتلوه، ولن تقتلوه ».
    3 عندما يريد ايضاح أمر أشكل فهمه على السامعين فيعمد إلى تعريفه لتجتذب القلوب إليه، ويوضح للسامعين ما أشكل عليهم أمره».
    وطرق التعرف كثيرة منها: بيان أهم خواصه كقول أمير المؤمنين عليه السلام «والمتقون هم أهل الفضائل، منطقهم الصواب وملبسهم الاقتصاد، ومشيهم التواضع...
    او بالاستعارات او التشبيه أو بيان أنواعه وأقسامه كقول أمير المؤمنين عليه السلام: الرزق رزقان، رزق تطلبه، ورزق يطلبك، فان لم تأته أتاك...» .
    2 المقابلة:
    «هو ان يعقد الخطيب المقابلة بين شيئين ليبين الحق فيهما فان الاشياء تتميز باضدادها وتعرف بنظائرها فالمقابلة أمر معين للاستدلال الخطابي وتعطي الكلام حلاوة ورونقاً، ويكون ذلك بأمرين:
    أ ان يذكر الخطيب الشيء ومقابله، ويذكر صفاتهما، ومن ذلك يتبين الحسن منهما. كما في قول أمير المؤمنين عليه السلام: للأشعث بن قيس في فضل الصبر، «ان صبرت جرى عليك القدر وأنت مأجور، وان جزعت جرى عليك القدر وأنت موزور».
    ب ان يبرهن على بطلان المقابل فيثبت الشيء المطلوب، كما فعل أمير المؤمنين عليه السلام عندما ناقشه الخوارج واعترضوا عليه بإباحة أموال أهل الجمل دون النساء والذرية فقد قال «إنما ابحت لكم أموالهم
    بدلاً عما كانوا اغاروا عليه من بيت مال البصرة قبل قدومي عليهم.
    والنساء والذرية لم يقاتلونا، وكان لهم حكم الاسلام بحكم دار الإسلام، ولم يكن منهم ردة عن الإسلام، ولا يجوز استرقاق من لم يكفر، وبعد لو ابحت لكم النساء أيُّكم يأخذ عائشة في سهمه؟ فخجل القوم.
    3 التشابه وضرب الأمثال:
    يعمد اليهما الخطيب لتقريب الأمور التي يدعو اليها من نفوس المخاطبين ليأخذوها قضية مسلمة لا يناقشون فيها، ولا ينظرون إليها نظرة فاحصة كاشفه، فيعقد صلة ومقارنه بين الفكر الجديدة وبين الأمر المعروف عند المخاطبين والمقبول عندهم، فيقبلوا الجديد بقبول القديم أو يلجأ إلى المقارنة بين الأمر الذي يدعو المخاطبين إليه والأمر الذي تسلم به جماعات أخرى ، وينبغي الترفع عن ضرب الأمثال العامية الساذجة.
    4 العلة والمعلول:
    التعليل روح الاستدلال، فالعلة الباعثة على الفعل، والغاية المنشودة منه طريق للحكم عليه بأنه خير أو شر، وبأنه صحيح أو باطل، وبأنه سائغ أو غير سائغ. لذلك يعمد الخطباء إلى ذكر الباعث على الأفعال، والدوافع إليها ليتخذ منها سنداً في الحكم عليها .
    كقول أمير المؤمنين عليه السلام «... هذا أخو غامدٍ قد وردت خيله الأنبار، وقتل حسان بن حسان البكري، وأزال خيلكم عن مسالحها، ولقد بلغني ان الرجل، كان يدخل على المسلمة والأخرى المعاهدة، فينتزع حجلها وقلائدها وقلبها ورعثها، ما تمنع منه الا بالإسترجاع والإسترحام ثم انصرفوا وآفرين، ما نال رجلاً منهم كلم، ولا أريق لهم دم، فلو كان به عندي جديراً، فيا عجباً عجبا والله يميت القلب ويجلب الهم من إجتمع هؤلاء القوم على باطلهم، وتفرقكم عن حقكم فقيحا لكم وَتَرحاً، حين صرتم غرضاً يُرمى، يُغار عليكم ولا تغيرون، وتغزون ولا تغزون، ويعصى الله وترضون»
    5 التعميم ثم التخصيص:
    «هو ان يبتديء الخطيب بقضية مسلم بها، أو في منزلة المسلم بها للتقرير، ثم يذكر بعض الجزئيات. مثال ذلك قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في خطبة الوداع:
    ...وإن ربا الجاهلية موضوع، وان أول ربا أبدأ به ربا عمي العباس بن عبد المطلب، وان دماء الجاهلية موضوعة وان أول دم أبدأ به دم عامر بن ربيعه بن الحارث بن عبد المطلب».
    فتراه (صلى الله عليه وآله وسلم) يبتدأ بحكم عام، فيسقط الربا كله ثم يخص ربا العباس بالإسقاط، ليبين للناس انه يبتدأ بتنفيذ الأحكام على أقرب الناس إليه فيكون ذلك اسوة حسنة، وهكذا في الدماء .
    6 التجزئة:
    وهذه مقابل للتعميم والتخصيص:
    وهي منهج خطابي يعمد اليه الخطيب عندما يريد المبالغ ة في إثبات الحكم، والحرص على تأكيده، وتقريره في النفوس السامعين. فالتجزئة لا يعمد إليها الا في مقام الاطناب. ولا يتجه إليها الخطيب في مقام الايجاز ولها طريقان:
    أ ان تُتبع الجزئيات ليستنبط منها جميعاً حكماً واحداً.
    ب ان تتبع الجزئيات ليخص واحداً من بينها بحكم لزيادة التنبيه على خصائصه وللحث على الأخذ به. أو التنفير منه .
    ب المواضع العرضية:

    وهي مصادر خارجة عن ذات الموضوع؛ وذلك لأن المخاطب احياناً لا يدرك ما في ذات الموضوع من خصائص ومزايا وثمرات فيصعب عليه ان يقتنع بادلة تستمد قوتها من تلك الخصائص، فيستعان على اقناعه بأمور خارجة عن ذات الموضوع. وهذه الأمور هي عند المخاطب صادقة وهو لها مذعن. قيبين الخطيب ان تلك الأمور تؤيده، وتحث على ما يدعو إليه فيسلم المخاطب بما قدم له من غير جدل، ويذعن لها من غير نقاش.
    وأكثر تلك المواضع قوةً وأثراً هي:
    1 الدين:
    وهو أكثر الأمور سيطرة على القلوب، خصوصاً قلوب العامة، فانه لهم المرشد الأمين والمربي للوجدان والموقظ للضمائر، والمسلي لمن نزلت بهم الهموم، والمتدينون لا يخضعون لشيء كما يخضعون لدينهم ولا يصدعون الا بحكمه. فاذا أيد الخطيب في جماعة نداء ه، ولبته في حماسة وقوة .
    2 العادات:
    لكل جماعة من الناس عادات تسودها، وتسيطر علهيا، وهي متمكنة من نفوسها، ومستولية عليها.
    فاذا كان لعادات الجماعة هذه القوة يجب على الخطيب ان يعتمد علهيا في مقام التأثير بأن يقرب ما يدعو إليه بما يالفون من عادات، وما اصطلحوا عليه من عرف ليسكنوا إلى الأمر، ويخضعوا له، ويطمأنوا إليه؛ لأن إقبال الناس يكون شديداً على الأمور التي تكون من جنس ما يألفون .
    3 اقوال النبي وأهل بيته عليهم السلام:
    وذلك باب واسع له روعة وهزة في النفوس، فان المخاطب يقبل أقوالهم بقوة، مسلما لها، من غير اعتراض. وهذه الأقوال تعطي للخطبة قوة في تأييد المعنى المراد إيصاله إلى المخاطبين.
    4 حوادث التاريخ:
    تحتل الحوادث التاريخية مكاناً مهماً في قلوب المخاطبين، فهي فرصة للخطيب ان يدفع عن نفوسهم الملل والتضجر، اضافة إلى هذا، فانها من المؤيدات القوية والشواهد المساعدة على تثبيت المدعى في قلوب السامعين وذلك بتصوير المدعى بأنه أمرٌ واقعي وليس ضرباً من المثالية والخيال، بأن له نظائراً من الواقع بحدث تأريخي
    5 المصادر والمواثيق:
    قد لا يكفي ذكر الشواهد والوسائل المؤيدة فقط بل تحتاج إلى ذكر المصادر التي استمد منها الخطي ما نقله من المؤيدات، ويكون ذلك خاصة إذا ما نقل من كتب ومصادر المخالفين، أو عند ذكر أمر لم يسبق للمخاطبين التعرف عليه، وانه مما يثير في نفوسهم التساؤلات.
    6 الشعر:
    فهو علاوة على امكانية الاستدلال به على تثبيت المدعى وتقويته في نفوس السامعين انه يفتح باباً عظيماً لانشراح صدورهم ويزيل عنهم الملل والتعب. وينشطهم على المواصلى والمتابعة لما يلقيه الخطيب.
    والى هنا عزيزي الخطيب نكمل الحلقة الثالثة وعلى امل التكملة بالحلقات القادمة ان شاء الله .
    http://alhussain-sch.org/forum/image...ine=1340628670

    السلام على الحسين وأولاد الحسين وأصحاب الحسين (عليهم السلام )
    خادم لتراب أقدام خدام الحسين (عليـــه الســـلام)
يعمل...
X