تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء
والمرسلين سيدنا ونبينا ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
عن الامام الصادق عليه السلام قال
(قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من كان في قلبه حبة من خردل
من عصبية بعثه الله يوم القيامة مع اعراب الجاهلية)
والعصبية هي واحدة من سجايا النفس وصفاتها وميولها ويكون اثرها الدفاع عن الاقرباء وحمايتهم
بل وجميع المرتبطين به بشكل من الاشكال بما في ذلك الارتباط الديني او المذهبي اوالمسلكي و
الارتباط بالوطن والتربه وبالاستاذ و...وما الى ذلك
والعصبية من الاخلاق الفاسدة والسجايا غير الحميدة وهي مذمومة وقبيحة حتى لو كانت في طريق
الحق او من اجل امر ديني مادامت لاتستهدف الاتفوقه ومسلك عصبته ومادام هدفه ليس الدفاع عن
الحق واما اظهار الحق والحقيقة واثبات الامورالصحيحة والدفاع عنها فاما انه لايمكن تسميته بالتعصب او اذا سميناه تعصبا فهو ليس من التعصب القبيح اذا تعصب لاقربائه اواحبته ودافع عنهم وكان بقصد اظهار الحق ودحض الباطل فهو تعصب محمود والدفاع عن الحق من افضل
الكمالات الانسانية واما اذا تحرك بدفع قوميته وعصبيته بحيث اخذ يدافع عن قومه في باطلهم
وسايرهم فيه ودافع عنهم فهذا شخص تجلت فيه سجية العصبية الخبيثة وصار في زمرة اعراب
الجاهلية الذين كانوا يعيشون في البوادي قبل الاسلام بل ان هذه الصفة توجد في معظم اهل البوادي
وعن امير المؤمنين عليه السلام (ان الله سبحانه يعذب طوائف ستة بامور ستة اهل البوادي بالعصبية واهل القرى بالكبر والامراء بالظلم ، والفقهاء بالحسد ، والتجار بالخيانة ، وهل الرساتيق
بالجهل ) ان العصبية من المهلكات ، تتسبب بسوء العاقبة والخروج من الايمان وعن ابي عبد الله
عليه السلام (من تعصب او تعصب له فقد خلع ربق الايمان من عنقه ) اي ان المتعصب بتعصبه
يكون قد خرج من ايمانه ، واما المتعصب له ، فبما انه قد رضي بعمل المتعصب ، يصبح شريكاً
له في العقاب وجاء في حديث شريف (ومن رضىي بعمل قوم حشر معهم اما اذالم يرض به واستنكره فلن يكون منهم)وعن الامام الصادق عليه السلام (من تعصب عصبه الله بعصابة من النار)وعنه عليه السلام (لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب وذلك حين اسلم
غضباً للنبي ) ان الايمان هو من خلع الغيبية الالهية ، التي يمن بها الله تعالى على المخلصين من
عباده ، والعصبية تتنافى مع الاخلاص فهي تدوس الحقائق وتخالف الصدق والاستقامة ان القلب
اذا غطاه صدا حب الذات والارحام والتعصب القومي الجاهلي فلن يبقى فيه مكان لنور الايمان ،
ولا موضع للاختلاء مع الله ذي الجلال فالمؤمن هو الملتزم بقواعد الدين والعقل ولا يتحرك الا
بامر من العقل والشرع ،فلا يهتز موقفه باي عادة من العادات السقيمة او خلق من الاخلاق السيئة
ان الذي يد عى الاسلام والايمان هو الذي يستسلم للحقائق ويخضع لها ويرى اهدافه فانية في اهداف ولي نعمته ويضحي بنفسه وارادته في سبيل ارادة مولاه .
وان جميع الارتباطات والعلاقات والعصبيات زائلة إلا العلاقة بين الخالق والمخلوق وتلك هي العصبية الحقيقة التي هي امر غير قابل للزوال وهو اوثق من كل ارتباط واقوى من كل حسب
واسمى من كل نسب وفي الحديث الشريف ان رسول الله صلى الله عليه واله قال
(كل حسب ونسب منقطع يوم القيامة الا حسبي ونسبي)
فان حسب رسول الله روحاني وباق وبعيد عن جميع العصبيات الجاهلية وان علاقتنا باهل البيت
هي الوسيله الى الله لانهم باب رحمته الى العباده.
والحمد الله
تعليق