بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين , و الصلاة والسلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين , واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين
إنَّ ضرورة البحث عن بر الوالدين يوجبها العقل و الشرع ، فأمَّا العقل فإنَّه يدفع الإنسان لشكر مَن أحسن إليه و تحمَّل العناء لأجل تهيئة لوازم الحياة له منذ نعومة أظفاره بل كان السبب في وجوده ، فيستقلّ العقل بلزوم شكر الوالدين وبرهم، وأمَّا الضرورة الشرعية فقد أوجب الشرع لزوم شكر الوالدين وبرهم حتى قرن القرآن الكريم شكر الله تعالى مع شكر الوالدين فقال: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ
لقمان : 14 وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً
لا شك أنّنا إِذا لاحظنا ودققنا في المشقات والمتاعب التي تتقبلها وتتحملها الأُم من حين الحمل إِلى الوضع ، وفي مرحلة الرضاعة إِلى أن يكبر الطفل ، وكذلك العذاب والأتعاب والسهر في الليالي ، والتمريض والرعاية ، كل ذلك تقبلته بكل رحابة صدر وأنس في سبيل ولدها .. إِذا لاحظنا ذلك فسنرى أن الإِنسان مهما سعى وجدّ في هذا الطريق ، فإِنّه سيبقى مديناً للام.
والجميل في الأمر نطالع في حديث ، أن أُم سلمة قالت: يا رسول الله ، ذهب الرجال بكل خير، فأي شيء للنساء؟ قال: النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم): بلى ، إِذ حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ، فإِذا وضعت كان لها من الأجر ما لا يدري أحد ما هو لعظمه ، فإِذا أرضعت كان لها بكل مصة كعدل عتق محرر من ولد إِسماعيل ، فإِذا فرغت من رضاعه ضرب ملك كريم على جنبها وقال: استأنفي العمل فقد غفر لك وكأن صحيفة عملك ستبدأ من جديد
وقال الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام: فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحدٌ أحداً ، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً ، وأنها وَقَتْكَ بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها ، مستبشرة بذلك فرحة موبلة محتملة لما فيه مكروهها وألمه وثقله وغمه ، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض فرضيت أن تشبع وتجوع هي وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ ، وتظلك وتضحى، وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها ، وكان بطنها لك وعاء ، وحجرها لك حواء، وثديها لك سقاء ، ونفسها لك وقاء ، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك ، فتشكرها على قدر ذلك ، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه
شرح رسالة الحقوق
الوسائل، الجزء 15، ص 175
تفسير الأمثل الجزء 9 ص 44
الحمد لله ربّ العالمين , و الصلاة والسلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين , واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين من الآن إلى قيام يوم الدين
إنَّ ضرورة البحث عن بر الوالدين يوجبها العقل و الشرع ، فأمَّا العقل فإنَّه يدفع الإنسان لشكر مَن أحسن إليه و تحمَّل العناء لأجل تهيئة لوازم الحياة له منذ نعومة أظفاره بل كان السبب في وجوده ، فيستقلّ العقل بلزوم شكر الوالدين وبرهم، وأمَّا الضرورة الشرعية فقد أوجب الشرع لزوم شكر الوالدين وبرهم حتى قرن القرآن الكريم شكر الله تعالى مع شكر الوالدين فقال: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ
لقمان : 14 وبراً بوالدتي ولم يجعلني جباراً شقياً
لا شك أنّنا إِذا لاحظنا ودققنا في المشقات والمتاعب التي تتقبلها وتتحملها الأُم من حين الحمل إِلى الوضع ، وفي مرحلة الرضاعة إِلى أن يكبر الطفل ، وكذلك العذاب والأتعاب والسهر في الليالي ، والتمريض والرعاية ، كل ذلك تقبلته بكل رحابة صدر وأنس في سبيل ولدها .. إِذا لاحظنا ذلك فسنرى أن الإِنسان مهما سعى وجدّ في هذا الطريق ، فإِنّه سيبقى مديناً للام.
والجميل في الأمر نطالع في حديث ، أن أُم سلمة قالت: يا رسول الله ، ذهب الرجال بكل خير، فأي شيء للنساء؟ قال: النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم): بلى ، إِذ حملت المرأة كانت بمنزلة الصائم القائم المجاهد بنفسه وماله في سبيل الله ، فإِذا وضعت كان لها من الأجر ما لا يدري أحد ما هو لعظمه ، فإِذا أرضعت كان لها بكل مصة كعدل عتق محرر من ولد إِسماعيل ، فإِذا فرغت من رضاعه ضرب ملك كريم على جنبها وقال: استأنفي العمل فقد غفر لك وكأن صحيفة عملك ستبدأ من جديد
وقال الإمام زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام: فحق أمك أن تعلم أنها حملتك حيث لا يحمل أحدٌ أحداً ، وأطعمتك من ثمرة قلبها ما لا يطعم أحد أحداً ، وأنها وَقَتْكَ بسمعها وبصرها ويدها ورجلها وشعرها وبشرها وجميع جوارحها ، مستبشرة بذلك فرحة موبلة محتملة لما فيه مكروهها وألمه وثقله وغمه ، حتى دفعتها عنك يد القدرة وأخرجتك إلى الأرض فرضيت أن تشبع وتجوع هي وتكسوك وتعرى، وترويك وتظمأ ، وتظلك وتضحى، وتنعمك ببؤسها وتلذذك بالنوم بأرقها ، وكان بطنها لك وعاء ، وحجرها لك حواء، وثديها لك سقاء ، ونفسها لك وقاء ، تباشر حر الدنيا وبردها لك ودونك ، فتشكرها على قدر ذلك ، ولا تقدر عليه إلا بعون الله وتوفيقه
شرح رسالة الحقوق
الوسائل، الجزء 15، ص 175
تفسير الأمثل الجزء 9 ص 44
تعليق