بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى في اية الكريمة
(يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية )
ان الحياة وما فيها من مصاعب ومشاكل تنعكس على نفسية الانسان تؤثر على اعصابه وتجعله سيء الخلق حتى مع اهله وجيرانة ، فالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية تؤثر
على الانسان وتنعكس عليه الى درجة التغيير في سلوكه واخلاقه وحتى على صحته وان حسن النفس تحب العلاقات قد تتحول الى اخوة دائمة اذا احسن الانسان التصرف وقد تتحول
الى صراع دائم نتيجة الافق الضيق والنفسية الضيقة وعدم سعة الصدر قال مولى الموحدين
امير المؤمنين عليه السلام (اذا رغبت في صلاح نفسك فعليك بالاقتصاد والنوع )
والايمان عالج نفسية المؤمن ، واعتبرها الخطر الاول الذي يداهم الانسان لجنوح النفس ، و
ميولها دائماً الى الهوى والشر ، ففي ظل الخلق الشريف يتم تطهيرها من السلبيات النفسية التي تؤثر على حياته ، فصلاح الباطن الانسان ينعكس على ظاهره ، فوضع الدين مجموعة
قواعد نفسية تجنبه الاصطدام بمشاكل الحياة وتعكر عليه مزاجه وصفو عيشه ، وتجعله يعيش
حالة الضحر والملل دائماً ، لقد ارادت الشريعة للانسان ان يكون طيب الخاطر ، راضي بقضاء الله وقدره ، وان ما اصابه قد كتبه الله عليه ، والقناعة بما في يده ، وان لا ينظر الى الناس نظرة حسد ، فان الحسد قاتل ، بل ينظر اليهم نظرة غبطة فيتمنى من الله ان يعطيه الله
من خيره وفي مواجهة الحياة لا يكون متطرفاً ولا تاخذه الحدية والعصبية ويكون سيده الحلم
والحياء حتى يستطيع ان يتجاوز ذلك بنفسية هادئة رزينة تتصف بالسكينة والوقار ويصبر بحبس نفسه وكتم غيظه عن الجزع فبه ينتصر على عدوه ،
ومن لايصبر تنهار قواه وتضعف عزيمته ومصيره يكون الفشل ،عن ابي عبد
الله عليه السلام قال (ينبغي للمؤمن ان يكون فيه ثماني خصال وقوراً عند الهزاهز ، صبوراً عند البلاء ، شكوراً عند الرخاء ، قانعاً بما رزقه الله ، لا يظلم الاعداء ، ولا يتحامل على الاصدقاء ،بدنه منه في تعب ، والناس منه في
راحة ....ان العلم خليل المؤمن ، والحلم وزيره ، والعقل امير جنوده ، والرفق
اخوه ، والبر والده)
ولعل البساطة في الحياة عند المؤمن وعدم التكلف والتصنع هي من الامورالتي
يستعين بها على حل عقدالحياة وتجاوز كثير من الصعاب ،فالحياة البسيطة تبعد
بافق الانسان الى التفكير الواسع في الامور الكبيرة ذات الاهداف النبيلة حينما
يترفع عن الصغائر ويكون خفيف المؤنة والزاد كريم النفس لين ليس من الصعب التعامل معه عن الرسول صلى الله عليه واله وسلم (المؤمنؤن هينون
لينون ،كجمل الانف اذا قيد انقاد وان انيخ على صخرة استناخ)
عن امير المؤمنين عليه السلام (المؤمنون انفسهم عفيفة ، وحاجاتهم خفيفة، وخيراتهم مامولة وشرورهم مامونة)
وان نفاءس المؤمن كما كانت في الدنيا قد اطمانت الى الله وتوكلت عليه وسلمت
الامراليه ولقضاء وقدره ، ولم تهزمهم مصاعب الحياة ومشاكلها ، فحين اللقاء
مع الله يرضيها بنعمه الدائم ويؤنسها بجنته .
والحمد الله