دور الفقيه في عصر الغيبة
العلماء هم حجة (الامام الحجة عج )على الخلق ولهم وظيفة خطرة في حفض الشريعة المحمدية ويمكن ان نقسم ادوار الفقيه في عصر الغيبة الى ثلاث ادوار وهي :
1 _ دور الفتوى، أي إنَّ فتواه حجّة على مقلّديه .
2 _ دور القضاء، أي إنَّ قضائه نافذ على الناس .
3 _ دور الولاية، وبعض الفقهاء يرى أنَّ الولاية خاصّة بالأمور النظامية، وبعضهم يرى أنَّ الولاية عامّة مطلقة .
فيكون دور الفقيه بشكل عام هو حفظ الشريعة ، وهو دور خطير جدّاً، وحفظ الشريعة له ثلاثة مراتب :
1 _ حفظ تشريعي.
2 _ حفظ تعليمي.
3 _ حفظ تطبيقي.
المرتبة الأولى: الحفظ التشريعي:
فالفقيه مسؤول عن رقابة الفكر طوال الوقت حتَّى يقوم بمسؤوليته في حفظ الشريعة من الناحية التشريعية، بأن يحافظ على أصولها وثوابتها وقطعياتها، وأن يترك المجال في النظريات لمائدة البحث، لذلك ورد في رواية معتبرة عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السلام)، أنَّ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (في كلّ خلف من أمّتي عدل من أهل بيتي، ينفي عن هذا الدين تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجهّال) .
المرتبة الثانية: الحفظ التعليمي:
إنَّ الهدف من تأسيس الحوزات العلمية هو حفظ الشريعة، لأنَّ الحوزات العلمية بترويج العلوم الشرعية عن طريق الدراسة والتدقيق، ولو لم تكن هناك حوزات لدرست هذه العلوم كلّها، ولتحوَّل الفكر الإمامي إلى فكر جامد على ما كان قبل ألف سنة لم يتغيَّر، لأنَّ الحوزات العلمية تديره بين فترة وأخرى، فهذا حفظ للفكر الإمامي حفظاً تعليمياً، قال تعالى: (فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة: 122).
المرتبة الثالثة: الحفظ التطبيقي:
وهو الحفظ العملي، أي إنَّ الفقيه يُفتي الناس بما يحفظ لهم دينهم ويحميهم عن الوقوع في الحرام، ومخالفة الواجب، إذن الفقيه دوره الحفظ بمراتبه الثلاث، مؤيَّداً ومسدَّداً من الإمام المنتظر (عليه السلام).
وبكلمة واحدة: إذا قرأنا قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون: 8)، فإنَّنا نستفيد من هذه الآية أنَّ عزّة الدين مطلوبة، فهي من جملة الأهداف القرآنية، وعزّة الدين والمذهب لا تحصل إلاَّ بالمرجعية العامّة، ولذلك نرى أنَّ السياسات العالمية كلّها تخطّط لتحطيم هذا المنصب بعبارات وبصور وبإطروحات مختلفة، لأنَّهم أدركوا أنَّ المرجعية العامّة عزّ للدين والمذهب، وهي تصون المذهب عن الدمار، وتعطي هيبة وقدسية لهذا الموقع، ولو لم يدركوا ذلك لما خطَّطوا لإزالة هذا الأمر الذي هو امتداد لعزّة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمّة الطاهرين (عليهم السلام).
فهذا الحسين (عليه السلام) ثار لأجل العزة، وقال: (ألا وإنَّ الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلّة والذلّة وهيهات منّا الذلّة، يأبى الله ذلك لنا ورسوله والمؤمنون) .
والحمد لله ربّ العالمين
المصدر بتصرف
الحقيقة المهدوية (دراسة وتحليل)
تأليف: السيّد منير الخبّاز
المصدر بتصرف
الحقيقة المهدوية (دراسة وتحليل)
تأليف: السيّد منير الخبّاز