بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
كثيرا ما يتهم مخالفي مذهب أهل البيت (عليهم الصلاة والسلام) أن الشيعة يتهمون زوجات النبي الاكرم ( صلى الله عليه واله ) بما لا يليق ولكن اذا دققنا النظر وجدنا أن تراث هؤلاء حافل بما يأباه طبع الغيور وينسبونه لزوجات النبي ومن مصاديق هذه الاشياء هو مسالة رضاع الكبير التي ينسبونها لعائشة فقد نسبوا اليها انها كانت تامر اخواتها وبناتهن ان يرضعن من الرجال من شاءت ان يدخل عليها فقد روى
ابو داود في سننه ج3 ص404
حقّقهُ وَضَبطَ نَصَّهُ وَخرَّجَ أَحَاديثهُ وَعَلَّقَ عَلَيه
شعَيب الأرنؤوط ومحَمَّد كامِل قره بللي
دار الرسالة العالمية
كانتْ عائشةُ تأمُرُ بناتِ أخواتِها وبناتِ إخوتها أن يُرْضِعْنَ مَنْ أحَبَّتْ عائشةُ أن يراها ويدخُلَ عليها، وإن كان كبيراً، خمسَ رضعاتٍ، ثم يدخل عليها.
وأبت أُمُّ سلمةَ وسائرُ أزواجِ النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلم - أن يُدْخِلْنَ عليهن بتلك الرَّضاعةِ أحداً من الناس حتى يُرْضَعَ في المهدِ، وقُلن لِعائشة: والله ما نَدْرِي لعلَّها كانَتْ رُخصةً مِن النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلم - لِسالمٍ دونَ الناسِ
والادهى من هذا أن بعض علماء المخالفين من المعاصرين ذكر ان عائشة كانت ترضع الرجال بنفسها فهل هناك توهين اكبر من هذا التوهين لعرض النبي الاكرم ( صلى الله عليه واله ) واما صاحب هذا الراي فهو العالم التونسي المعاصر
محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ) في كتابه
«تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد» ج4 ص297
الناشر : الدار التونسية للنشر - تونس
سنة النشر: 1984 هـ
رُوِيَ أَنَّ النَّبِيءَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ سَهْلَةَ بِنْتَ سُهَيْلٍ زَوْجَةَ أَبِي حُذَيْفَةَ أَنْ تُرْضِعَ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ لَمَّا نَزَلَتْ آيَةُ وَما جَعَلَ أَدْعِياءَكُمْ أَبْناءَكُمْ [الْأَحْزَاب: 4] إِذْ كَانَ يَدْخُلُ عَلَيْهَا كَمَا يَدْخُلُ الْأَبْنَاءُ عَلَى أُمَّهَاتِهِمْ، فَتِلْكَ خُصُوصِيَّةٌ لَهَا، وَكَانَتْ عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا أَرَادَتْ أَنْ يَدْخُلَ عَلَيْهَا أَحَدٌ الْحِجَابَ أَرْضَعَتْهُ، تَأَوَّلَتْ ذَلِكَ مِنْ إِذْنِ النَّبِيءِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَهْلَةَ زَوْجِ أَبِي حُذَيْفَةَ
، وَهُوَ رَأْيٌ لَمْ يُوَافِقْهَا عَلَيْهِ أُمَّهَاتُ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَبَيْنَ أَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ عَلَيْهِنَّ بِذَلِكَ، وَقَالَ بِهِ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ، بِإِعْمَالِ رَضَاعِ الْكَبِيرِ. وَقَدْ رَجَعَ عَنْهُ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ بَعْدَ أَنْ أَفْتَى بِهِ.
هل يرضى من روى هذه الرواية أن تعمل زوجته بمضمونها ؟!
تعليق