تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
الشيخ قيس عليوي محمدعفتان المسعودي حينما ينتقض الغرض اللهم صل على محمد وال محمد
هناك مسألة مهمة ينتهجها الناس بحكم العقل في أمورهم الحياتية وهي مسألة عدم نقض الغرض فلانجد عاقلاً ينقض غرضه إلا ان يطرأ غرض أهم منه، فهل سمعتم بخرقاء مكة التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا أو رأيتم احدا يحمل مظلة ليتقي بها المطر فيرفعها امام رأسه بحيث لاتغطيه ، فقد زاد على نفسه المشقّة دونما فائدة وآخر قال لولده ضع هاتفي بالوضع الصامت كي انام وبعد ان نام الاب اتصل صديقه فجاء الولد ونبه أباه من نومه ليرد على المتصل! ونحوهذا ممالايرتضيه العقلاء ، لكن ما إن تصل النوبة الى الشرعيات حتى تجد الكثيرين يتنكرون لهذه القاعدة وينقضون مآربهم تبعا للأهواء والاغواء ومن أمثلة نقض الغرض الشرعي التي نبتلى بها هذه الأيام مايأتي
1ـ الحجاب لما كان الغرض من الحجاب هو عدم لفت أنظار الرجال الى النساء فإن ماترتديه نساء اليوم ــ حتى المذيعات المنتسبات للحجاب توهماً أوخداعا ــ ليس حجابا ولايمت اليه بـــ صلة وذلك لانه لايخلو من الزخارف والنقوش والمرصّعات الملفتة أوالالوان البارزة فحتى لو سميتموه حجاباً وشاع عليه هذا الاسم عند كل الناس فهذا لايجعله حجاباً شرعيا بل تبرجا ًشركيا كقلم الرصاص رغم اننا نسميه قلمَ رصاص لعشرات السنين الا أن هذا لايغير حقيقته المكوّنة من خشب وكرافيت لارصاص ،فحريٌ به ان يسمى قلم كرافيت لارصاص فشيوع الاسم لايـُغـيـّـر الحقيقة والنتيجة سينتقض الغرض بهذا اللبس السائد الآن
2ـ الزيارة ولما كان الغرض من زيارة المشاهد المشرفة اكتساب الثواب و تجديد العهد للالتزام التام فان ماتفعله الزائرات من الاحتكاك بالرجال في الزيارات المزدحمة ينقض هذا الغرض لحرمته المؤكدة فالستر والحشمة والحرص على تجنب الحرام أفضل من الزيارة المشوبة بهذه المحاذير . (فمن حيث يبدأ الحرام ينــتــهي المستحب) وهناك بدائل كثيرة كالوصول الى أقرب مكان الى الحرم بعيداً عن الزحام والزيارة منه أو المكث في المساجد أوالمواكب القريبة والزيارة منها أواختيار الايام الاعتيادية غير المزدحمة وإن لم يمكن كل هذا فالزيارة من البيت ، وكمايقول الحديث (مسجد المرأة بيتها) عسى أن تنظم الطرق والمداخل الى الاماكن المقدسة بشكل أوسع يجنبنا عن الاختلاط وكذلك ينقض بعض الرجال مآربهم للزيارة بمايفعلونه من تعمد النظر إلى النساء
3ـ المواليد كذلك ينتقض الغرض في المواليد والتوشيحات المسماة خطئاً بأنها دينية فإذا كان الغرض منها انها بديل عن الغناء يستمع اليها الشباب فراراً من حرمة الغناء فقد وقعوا فيما فرّوا منه بل بالاشد فهذه المواليد الخفيفة المشحونة بالطرب ــ حتى إن كانت كلماتها مملوءة بذكر الله والمعصومين ــ أخطر على الاسلام من الغناء لانها غناء مُــلـــــــثّـــم تغلغل إلينا باسم الدين
4ـ جمع المال وأيضاً من نواقض الغرض الاهتمام بجمع المال ، فالمال وسيلة للراحة لكن الكثيرين لايهنئون بالراحة لانّ هـمّـهم جمعَ المال فيصيرون مملوكين للمال لامالكين له وتكون العبادة عندهم ثانوية فالمال أولاً والدين ثانيا إن لم يكن ثالثاً أورابعا
5ـ مظاهر الحزن نحن نعلم بأن من يرتدي ثوب الحزن ليشارك في العزاء على سيد الشهداء يترك الزينة من عطور وملابس مزخرفة ونحوها مما يعد للافراح لاللاحزان اما مايفعله الكثيرون فهو نقض للغرض فإذا كان غرضه الحزن فقد عارضه بمظاهر الفرح ولاأدري كيف تجمع النساء بين الملابس السود والمطرزات التي عليها بين سواد الحزن وزخارف الفرح بين عطور السرور وحزن القبور
هذه النواقض ونحوها تقلب الموازين وتجعل المنكر معروفاً والمعروف منكراً كما أخبر المصطفى (ص) ولاتبقي للدين إلااسمه وللقرآن إلارسمه و معها تكون العبادة عبادة هوى لاعبادة العلي الاعلى وكما قيل ( اعبد الله كما يريد لاكماتريد ) وقد قلنا مقدماً لاينقض العاقل غرضه إلابغرض أهم ، وعليه ستكون هذه النواقض أهم من الله ورسوله هذا إن كان عالما متنبهاً لها أما اذاكان غافلا أوجاهلا فعلى الغافل أن يتنبه وعلى الجاهل أن يتعلم
ذوالحجة 1434 ـــــ 11/2013
تعليق