إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

موت الإنسان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • موت الإنسان

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    موت الإنسان
    بقلم /خالد غانم الطائي
    من المعلوم ان العوالم التي يمر بها الإنسان هي ستة أولها عالم الذر (وهو عالم خلق الأرواح) ثم يليه عالم الأجنة فعالم الدنيا فعالم البرزخ(القبر) فعالم القيامة فعالم الجزاء (الجنة أو النار) , ففي عالم الأجنة فأن الله سبحانه وتعالى يقذف الروح بالجنين بعد مرور أربعة أشهر وعشرة أيام قال تعالى (يتربص بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً ...) سورة البقرة الآية 234 فهنالك شراكة بين البدن والروح (أو بتعبير أخر اتحاد) فإذا ما خرجت الروح من البدن انقضت تلك الشراكة أو الاتحاد لذلك يعبر عن البدن الخالي من الروح بـ (الجنازة) , والموت هو انتقال للروح وليس باندثار لها فالبدن مرجعه إلى الأرض (إلى عالم الخلق وهو المادة) لأنه خلق منها , قال العلي العظيم (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى) سورة طه الآية 55 اما الروح فأنها ترجع الى عالمها وهو عالم الأمر (وهو معنوي) والموت خلق قبل الحياة قال عز وجل (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً...) سورة الملك الآية 2
    ويقسم الموت الى قسمين اثنين هما
    أ‌-الموت الحتمي: وهو ما كان مقدراً من الله سبحانه كأن يمرض الله امُرءاً بمرض فتكون نهايته الموت.
    ب‌-الموت الخرمي: وهو ما كان بافتعال سبب يخرج الروح من البدن كأن يقتل الإنسان نفسه بعيار ناري في رأسه اي بطريق الانتحار وهو محرم شرعاً قال تعالى (ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيماً) سورة النساء الآية 29 وقتل الآخرين عمداً وهو محرم ايضاً (ومن قتل نفساً بغير نفسٍ او فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)سورة المائدة الآية 32 وقتل الغير بغير عمد وحكمه دفع الدية قال عز من قائل (... ومن قتل مؤمناً خطئاً فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة الى أهله) سورة النساء الآية 92 ولا بد من الإشارة الى ان الإنسان بإمكانه الانتقال من عالم الدنيا الى عالم البرزخ بإرادته بصورة قتل نفسه أو الخروج الى الجهاد في سبيل الله ففي حال نيله الشهادة وقد رغب فيه الشارع المقدس بقوله (... وفضل الله المجاهدين على القاعدين اجراً عظيماً) سورة النساء الآية 95 فأنه سينتقل الى عالم البرزخ ومن الجدير بالذكر ان القبر يقسم الى قسمين اثنين هما : اولهما القبر المادي وهو تلك الحفرة التي يوارى فيها الجسد ويوجه فيها الى القبلة).
    والنوع الثاني هو القبر المعنوي أو الكلامي فالإنسان الذي تأكله الوحوش أو تحرقه النار أو تتناثر اشلاوئه بانفجار مثلاً فلا يضمه القبر المادي بل يضمه القبر المعنوي فيشعر بالنعيم او الجحيم لقول النبي الأقدس (صلى الله عليه واله) (القبر أما روضة من رياض الجنة وأما حفرة من حفر النيران) إضافة الى ان عمل المرء يتجسد له في قبره حسب ما قدم في دنياه قال جل شأنه (وان ليس للإنسان الا ماسعى وان سعيه سوف يرى ..) سورة النجم الآية 40 فالبدن مطية الروح والروح والعقل وجهان لعملة واحدة فالهناء والعذاب يكون للعقل قال البارئ سبحانه في الحديث القدسي مخاطباً العقل عندما خلقه : ( قال له : اقبل فاقبل ثم قال له أدبر فأدبر قال فوعزتي وجلالي بك أثيب وبك أعاقب (.
    فالتكليف الشرعي ساقط عن فاقد الأهلية العقلية(اي المجنون) , وهنالك قبر كنائي أو مجازي جاء ذكره في سياق الايه الشريفة التي خاطب بها الله عز وجل نبيه المصطفى (صلى الله عليه واله) (.. وما أنت بمسمع من في القبور) سورة فاطر الآية 22 فهذه القبور تشمل الذين يغلب هوى أنفسهم على سلطان عقولهم فالنبي لم يبعثه الله سبحانه وتعالى لنشر دعوة التوحيد في المقابر فكأن هؤلاء قد قبروا أنفسهم في ابدأنهم فقد وظفوا عقولهم لخدمة شهواتهم ونزواتهم وملا ذاتهم ورغباتهم فأصبحت عقولهم خاضعة لهوى النفس فهم يتصفون بحيوانية الطباع وان كانت صورهم إنسانية وقد جاء وصفهم في القرآن المجيد (ان هم الا كالإنعام بل هم أضل سبيلاً) سورة الفرقان الآية 44 فقد أصبحوا برتبة اقل من البهائم لتعطيلهم وتجميدهم سلطان العقل الموصل الى مرضاة الله جل وعلا فهم بمثابة قبور متحركة قال تعالى ( لينذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين) سورة يس الآية 70 فالمقصود بكلمة (حياً اي ان يكون المرء حي القلب وحياته بالإيمان بالله المقتضي فعل الطاعات وأداء العبادات وتحقيق القربات بإخلاص للمولى سبحانه يقابل ذلك الحياة الروحية الخالدة للذين بذلوا النفس والنفيس لله تعالى فقد وهبهم الله ذلك الخلود المعنوي قال عز اسمه ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) سورة آل عمران الآية 169 وقد قال الإمام الحسين (عليه السلام) (إني لا أرى الموت إلا سعادةً ولا أرى الحياة مع الظالمين إلا برماً ) وباستشهاده (سلام الله عليه) فأنه نال الحياة الروحية بجوار الله المعنوي فأنه أعطى كل شيء لله فأعطاه الله تقدس اسمه كل شيء وكما قال الزعيم الهندي الراحل الهندوسي المعتقد (غاندي): (مات الحسين ليعيش).
    التعديل الأخير تم بواسطة خالد غانم الطائي ; الساعة 03-04-2014, 06:15 PM. سبب آخر:
يعمل...
X