تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء
والمرسلين سيدنا ونبينا ابي القاسم محمد وعلى اله الطيبين
الطاهرين
عن معاوية بن وهب قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام
(اذا تاب العبد توبة بصوحاً احبه فستر عليه في الدنيا والاخرة ، فقلت وكيف يستر عليه ؟ قال ينسي ملكيه ما كتبا عليه من الذنوب ، ثم يوحي الى جوارحه اكتمي عليه ذنوبه ويوحي الى بقاع الارض اكتمي عليه ما كان يعمل عليك من
الذنوب فيلقي الله حين يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من الذنوب )
التوبة من الامور المهمة والصعبة ، وهي عبارة عن الرجوع من الظلمات الى نور النفس وروحانيتها التي كانت قد حجبتها الذنوب وغطتها غشاوة من المعاصي .
ان الصفحه البيضاء والفطرة الانسان التي ترسم توجهه على الاستقامة ولها النور الذاتي ، وعندما يبداء الانسان بارتكاب المعاصي والسيئات يبدأ الظلام والسواد بالظهور في صفحة القلب فكلما زادت الذنوب والمعاصي كلما اتسعت رقعة السواد والظلام الى ان تحتل القلب وينطفئ نور الفطرة التي اودعها الله تعالى فية ويبلغ مرتبة الشقاء الابدي ولكن اذا استيقظ الانسان قبل مرحلة
الشقاء الابدي ثم اجتاز منزل اليقضة ودخل على منزل التوبة مستوفياً شروطها فسيزول هذا الظلام
من نفسه وسيعود الى نور الفطرة
وان التوبة يجب الشعور بالندم القلبي على ما ارتكبه من الذنوب والمعاصي والعزم على عدم العودة الى الذنوب وتذكر عواقب المعاصي في عالم البرزخ ويوم القيامة والتعذيب الانسان المذنب
في نار جهنم وحرقه وتعذيبه وعن اميرالمؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة ان قائلاً قال بحضرته
أستغفر الله فقال له (أتدري ما الاستغفر ان الاستغفار درجة العليين وهو اسم وقع على ستة معان
اولها الندامة على ما مضى ، الثاني العزم على ترك العود اليه أبداً ، والثالث ان تؤدي الى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله سبحانه املس ليس عليك تبعة , الرابع ان تعمد الى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها ، والخامس ان تعمد الى اللحم الذي نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم جديد، والسادس ان تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته
حلاوة المعصية فعند ذلك تقول استغفرالله )وعليك ان لاتيأس من رحمة الله ولطفه ولا تسمح للشيطان والنفس الامارة بالهيمنة والوسوسة في قلبك ، فيصور ان التوبة امراً شاقاً وصعباً ويصرفك عنها ، حتى وان كانت الذنوب كثيرة فان الله تعالى يسهل عليك الطريق ، وياخذ بيدك ان
بدأت السير ولو كانت بدايتك بخطوات قليلة حسب اسطاعتك ، واعلم ان الياس من رحمة الله تعالى من اعظم الذنوب وليس المطلوب في التوبة بداية الحصول على مراتب الكمل التي ذكرناها ، فهي
من متممات التوبة ولكنها قد تصعب على البعض ، ان هذه التوبة ستنقل الانسان من الشقاء الابدي
الى السعادة المطلقة ، فاذا كان الهدف عظيماً الى هذا المستوى ، فلا باس بالمعاناة والتعب لايام قليلة .
والحمد الله
تعليق