مكانة الاسرة في الاسلام

[السيد سعد الموسوي]

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين واللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين الى قيام يوم الدين اللهم وفقنا وسائر العاملين للعلم والعمل الصالح بمحمد وآله الطاهرين :
مكانة الاسرة في القران
ابدى الاسلام عناية خاصه بالاسرة ،حيث وضع القواعد الاساسيه لتنظيمها وضبط شؤنها من حيث علاقات افرادها مع بعضهم وعلاقاتهم مع المجتمع الكبير الذي يعيشون فيه ومعظم الناس على درايه ومعرفه تامه بما للدين من تاثير فعال على سلوك افراد مجتمعاتنا وتكوين مجتمعاتهم وتكوين افكارهم واساليبهم في الحيات وتعاملهم مع دقائق الامور اليوميه .ان َاسس تكوين الروابط اللاشعوريه المعتمده على الدين والمستمده منه تبدأ من داخل الاسره الصغيره .الاب والام .فاي اختلال في تنظيم العلاقات والروابط داخل الجهاز الاسري يسهم في احداث الاضطرابات والمشكلات النفسيه والاجتماعيه لاحقا ،فالاسره تمتلك فاعليه قويه واسلوبا خاصا بها يحدد طبيعة اتصال افرادها ،وكيفية التعامل مع بعضهم البعض ،او مع الاخرين خارج نطاقها ،والاسلام هو الدين الوحيد الذي انفرد عن باقي الاديان ،وذالك لوضعه اسس التعامل والعلاقات والادوار .وعليه فهو ينظم سلوك الزوجين داخل الاسره الواحده على مستوى التربيه والتعامل واكتساب القيم ،واقامة العلاقات والروابط داخل الاسرة ،والعلاقات بين الاهل والمقربين .والعائله ليست عشا ًمادياً للاولاد فقط ،بل عشاً نفسيا ًايضاً يتعلمون فيه من الابوين ويتربون باخلاقهما وسلوكهما ،لذا وجب على الوالدين تحسين سلوكهما لكي لاينحرف الاولاد ،وكما ينبغي على رب الاسره حين يقدم على شراء طعام لاولاده التاكد من سلامة ذالك الطعام ،كذالك حين يقدم على شراء كتاب او مجله ليضعها في متناول ايدي اولاده فلابد ان ينتبه الى أنً تلك المجله وذالك الكتاب انما هو غذاء لآرواحهم ،فان كان فاسدً اصيبت الاسره بأجمعها بذالك التسمم الفكري ،فعن امير المؤمنين ،علىه السلام، أنه قال (مالي ارى الناس اذا قرب اليهم الطعام ليلا تكلفو انارة المصابيح ليبصروا ما يدخلون بطونهم ،ولايهتمون بغذاء النفس بان ينيروا مصابيح البابهم بالعلم ليسلموا من لواحق الجهاله والذنوب في اعتقادهم واعمالهم )/سفينة البحار للقمي ص 84
وقال الامام الحسن ابن علي (عليه السلام) (عجبت لمن يتفكر في مأكوله كيف لايتفكر في معقوله فيجنبب بطنه ما يؤذيه ويودع صدره ما يرديه / سفينة البحار للقمي/ص 84
ان َالذي يهتم بصحته لايتناول طعاماً من يد شخص مصاب بالسل اوالجدري ،لانه لايطمئن الى سلامة الطعام وانظافته .هناك افراد مصابون بلامراض الروحيه والخلقيه ،والذالك فان اقوالهم وكتاباتهم التي تعتبر بمثابت غذاء روحي للناس ليست مأمونه ،وان من الممكن ان يلوث فساد الفكر السنتهم واقلامهم ايضأ ،ويؤدي ذالك الى انتشار الانحراف والفساد في المجتمع .والى هذا يشير الامام الباقر والامام الصادق (عليهم السلام )في تفسير الايه: (فلينظر الانسان الى طعامه )/عبس :24 فعلى الانسان أن ينتبه الى علمه الذي هو غذاء روحه عمَن يأخذه ،فان كان المعلم منحرفاً وفاسداً فلا يمكن الآطمئنان الى سلامة اقواله وافعاله وتعاليمه جعلنا الله واياكم ممن يستمع القول فيتبع احسنه واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم والحمد لله رب العالمين .

[طالب الشفاعة]

اللهم صل على محمد وال محمد

احسنت سيدنا العزيز على ما بينت من اهمية التعامل الجيد والحسن داخل الاسرة وكذلك النظر الى الماكل والمشرب الذي هو البذرة الاساس لنمو جميع اجهزة البدن ومن ضمنها العقل

وكما ينبغي على رب الاسره حين يقدم على شراء طعام لاولاده التاكد من سلامة ذالك الطعام

هل تقصدون سلامة الاكل كونه ليس فاسداً ومضر بالصحة ام تقصدون انه يجب ان يكون من حلال ولم يكن مسروقاً او مغصوباً