تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
____________________
____________________
عندما نتحدث عن الانتظار فاننا لا بد ان نتصور قبل ذلك مفردتين الا وهما المنتظَر والمنتظِر , ومنهما ننتزع المفردة الثالثة وهي الانتظار , ومما لا شك فيه ان المراد من المفردة الاولى(المنتظَر) هوالامام الثاني عشر من ائمة الهدى عليهم السلام الذي ينتظره المؤمنون باحر من الجمر, وهو الذي وعدنا الله تعالى به ليبسط العدل الالهي في ارجاء المعمورة ,وهو الذي ياخذ بايدينا نحو الصلاح في دنيانا واخرانا , وكلنا شوق للقائه عليه السلام.
وهنا ياتي السؤال ما هو المطلوب من المنتظِرفي زمن غياب المنتظَر عليه السلام عنا, وهل كل من يؤمن بالمهدي عليه السلام يسمى منتظِرا. من المؤكد ان من اهم مقومات واساسيات الانتظار والمنتظِر هو الايمان بالامام الثاني عشر وهو الحجة ابن الحسن والاعتقاد بانه غاب عن الانظار لحكمة الهية قد غابت عنا . هذا من الجانب الاعتقادي اما من الجانب العملي فالمطلوب من المنتظِر ان يترجم ايمانه الى سلوك عملي من خلال الالتزام بكل ما امرنا به ائمتنا عليهم السلام سواء على الصعيد العبادي او الاخلاقي , وان يكون انتظاره لا لاجل المصالح الدنيوية الضيقة بل لاجل المصلحة العامة بان يسود العدل في كل ارجاء المعمورة وهذا ما يريده منا ائمتناعليهم السلام فقد ورد في تحف العقول عن المفضل بن عمرعن أبي عبد الله عليه السلام قال : افترق الناس فينا على ثلاث فرق : فرقة أحبّونا انتظار قائمنا ليصيبوا من دنيانا فقالوا، وحفظوا كلامنا وقصروا عن فعلنا فسيحشرهم الله الى النار، وفرقة أحبّونا وسمعوا كلامنا ولم يقصروا عن فعلنا، ليستأكلوا الناس بنا فيملأ الله بطونهم ناراً يسلط عليهم الجوع والعطش، وفرقة أحبّونا وحفظوا قولنا وأطاعوا أمرنا ولم يخالفوا فعلنا فاولئك منّا ونحن منهم.
فالانتظار ليس كلمة تقال على شخص وحسب بل الانتظار فلسفة غرسها فينا ائمتنا عليهم السلام , تعني التمسك بالامل الموعود فقدورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال (أفضل أعمال أمّتي انتظار الفرج من الله عزّ وجلّ) ,ومن المؤكد ان الانتظار الحقيقي هو بالقول والفعل وليس لقلقة على لسان احدهم .
جعلنا واياكم من المنتظرين لقيام الموعود بالوعد الصادق انه سميع مجيب.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمدوآله الطاهرين
تعليق