بسم الله الرحمن الرحيم
________________________
إذا أراد الإنسان أن يكون ناجحاً في حياته لابد أن يتحلى بمقومات وصفات هي التي تجعله ناجحاً , ومن اهم تلك المقومات وقد تكون هي المفتاح لذلك الا وهي الثقة بالنفس , فعندما ينطلق الإنسان في حياته اليومية نجد أن المتمتع بثقة عالية بنفسه يتخذ القرارات وهو واثق من أن قراره الذي اتخذه صحيح , حتى وان صدر من البعض نقد على ذلك القرار, فانه سيحاول ان يستثمرهذا النقد لصالحه , ولا يتردد في اتخاذ أي قرار سواء اكان هذا القرار يتعلق بعمله او في حياته الإجتماعية , على العكس من المتردد دائما في حياته الغيرواثق من نفسه , فانه يكون منطويا على نفسه خوفا من الخطوة التي خطاها وانها قد تكون خطوة خاطئة , وان المجتمع سوف يلومه على ذلك , فمثل هكذا شخص سوف يكون فاشلا في حياته , لان هناك قوة في داخله تدق ناقوس الخوف من الفشل و الهزيمة وتجعله يؤمن بذلك , فيؤمن بانه فاشل وقراراته التي يتخذها غير صحيحة وان جميع الناس افضل منه في كل شيء حتى تصبح حياته عبارة عن جحيم لا يطاق.
وللتخلص من روحية الانهزام لابد ان نسعى لاكتساب هذه الصفة , فنقول دائما باننا ناجحون ونحن جزء من المجتمع نكمله ويكملنا ولا نعيراهمية لما توسوس به القوى الإنهزامية الداخلية من اراء قد تكون هدامة لشخصية الإنسان.
وهذا ما اكده أحد علماء النفس في قوله حيث قال : ( ثق بانك قادر على الوصول الى ما تريد , فان الثقة تخفف عنك جهد العمل وتقطع لك نصف المسافة ).
فعلى الانسان ان يتعامل مع الاخرين من موقع الثقة بالنفس , وانه قادر على ايصال ما يريد ان يوصله الى الاخرين وبالشكل المطلوب دون خوف من فشل او احباط من راي معارض لرايه , وغير ذلك من الامور التي تجعل الانسان يسير الى الخلف عكس ما يريده المجتمع من السمو و التقدم نحو الافضل .
وخير مثال للثقة بالنفس مع التوكل على الله تعالى هو مولانا امير المؤمنين علي عليه السلام فمنذ صغره عليه السلام كان واثقا بنفسه مطمئنا بتوكله على الله , حيث نسمع دائما كيف برز سلام الله عليه لعمرو بن ود في حين تخوف جميع من كان مع الرسول صلى الله عليه وآله , فنادى رسول الله صلى الله عليه وآله: من منكم يبرز له ؟ فقام علي عليه السلام وقال : انا يا رسول الله , فقال له النبي : انه عمرو ! فقال وانا علي .
ولا ننسى ولن ننسى ابدا ام المصائب زينب بنت علي بن ابي طالب عليهما السلام والثقة التي ورثته من ابيها عليه السلام وكل خصال الشجاعة والاباء , حيث وقفت امام اعدى اعداء آل محمد صلى الله عليه وآله امام يزيد الملعون , عندما أخذ ينكث ثنايا ابي عبد الله الحسين ( عليه السلام ) بقضيب خيزران قامت له زينب في ذلك المجلس وكلها ثقة بنفسها فخطبت قائلة :( الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين : أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، وآفاق السماء ، فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء ، إن بنا هواناً على الله ، وبك عليه كرامة ، وإن ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك ونظرت في عطفك جذلان مسروراً ، أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء تخديرك حرائرك وإمائك وسوقك بنات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سبايا ، قد هَتكتَ ستورهنّ ، وأبدَيتَ وجُوههُن ، تحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد ) .
حيث تجسدت في مولاتنا زينب عليها السلام الثقة المطلقة والعزة والاباء كل ذلك ايمانا منها بالله تعالى , حيث وقفت امام الطاغية ولم تعر له اي اهمية تذكر سوى التنكير به , وهل موقفها هذا الا من التوكل على الله تعالى و بثقتها بنفسها وانها على الحق وان الله تعالى سينتقم من اعدائهم .
اذن لابد للانسان المؤمن ان يثق بنفسه وقدراته الذاتية ولكن ليس بمعزل عن الله سبحانه وتعالى, لان سر نجاح المؤمن هو التوكل على الله تعالى في كل شيء , فالثقة بالنفس دون التوكل على الله تعالى لا تنفع في شيء .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمدوعلى آل بيته الطيبين الطاهرين .
تعليق