بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال عز من قائل في محكم كتابه الكريم
حم( 1 ) تَنْزِيلُ الْكِتَـبِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ( 2 ) غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِى الطَّوْلِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ( 3 )
سورةغافر
(سورة المؤمن)
نظرة مُختصرة في محتوى السورة:
سورة المؤمن هي طليعة الحواميم، والحواميم في القرآن الكريم سبع سور متتالية يلي بعضها بعضاً، نزلت جميعاً في مكّة، وهي تبدأ بـ «حم».
هذه السورة كسائر السور المكّية، تثير في محتواها قضايا العقيدة، وتتحدث عن أصول الدين الإسلامي ومبانيه وفي ذلك تلبي حاجة المسلمين في تلك المرحلة إلى تشييد وإقامة قواعد الدين الجديد.
ومحتوى هذه السورة يضم بين دفتيه الشدة واللطف، ويجمع في نسيجه بين الإنذار والبشارة... السورة ـ إذاً ـ مواجهة منطقية حادّة مع الطواغيت والمستكبرين، كما هي نداء لطف ورحمة ومحبة بالمؤمنين وأهل الحق.
وتمتاز هذه السورة أيضاً بخصوصية تنفرد بها دون سور القرآن الأُخرى، إذ تتحدّث عن «مؤمن آل فرعون» وهو مقطع من قصة موسى (عليه السلام)، وقصة مؤمن آل فرعون لم ترد في كتاب الله سوى في سورة «المؤمن».
إنّ قصة «مؤمن آل فرعون» هي قصة ذلك الرجل المؤمن المخلص الذي كان يتحلى بالذكاء والمعرفة في الوقت الذي هو من بطانة فرعون، ومحسوب ـ ظاهراً ـ من حاشيته. لقد كان هذا الرجل مؤمناً بما جاء به موسى(عليه السلام)، وقد احتل وهو يعمل في حاشية فرعون ـ موقعاً حساساً مميزاً في الدفاع عن موسى(عليه السلام) وعن دينه، حتى أنّه ـ في الوقت الذي تعرضت فيه حياة موسى(عليه السلام)
للخطر ـ تحرّك من موقعه بسلوك فطن وذكي وحكيم لكي يخلّص موسى من الموت المحقق الذي كان قد أحاط به.
إنّ اختصاص السورة باسم «المؤمن» يعود إلى قصة هذا الرجل الذي تحدّثت عشرون آية منها عن جهاده، أي ما يقارب ربع السورة.
يكشف الأفق العام أنّ حديث السورة عن «مؤمن آل فرعون» ينطوي على أبعاد تربوية لمجتمع المسلمين في مكّة، فقد كان بعض المسلمين ممّن آمن بالاسلام يحافظ على علاقات طيبة مع بعض المشركين والمعاندين، وفي نفس الوقت فإن إسلامه وانقياده لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ليس عليهما غبار.
لقد كان الهدف من هذه العلاقة مع المشركين هو توظيفها في أيّام الخطر لحماية الرسالة الجديدة ودفع الضر عن أتباعها، وفي هذا الإطار يذكر التاريخ أنّ أبا طالب(عليه السلام) عمّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كان من جملة هؤلاء، كما يستفاد ذلك من بعض الرّوايات الإسلامية المروية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)(1).
وبشكل عام يمكن النظر إلى محتوى السورة في إطار ما تثيره النقاط والأقسام الآتية:
القسم الأوّل: وهو يضم طليعة آيات السورة التي تتحدث عن بعض من أسماء الله الحسنى، خصوصاً تلك التي ترتبط ببعث معاني الخوف والرجاء في القلوب، مثل قوله تعالى: (غافر الذنب) و (شديد العقاب).
القسم الثّاني: تهديد الكفّار والطواغيت بعذاب هذه الدنيا الذي سبق وأن نال أقواماً اُخرى في ماضي التأريخ، بالإضافة إلى التعرّض لعذاب الآخرة، وتتناول بعض الصور والمشاهد التفصيلية فيه.
القسم الثّالث: بعد أن وقفت السورة على قصة موسى وفرعون، بدأت بالحديث ـ بشكل واسع ـ عن قصة ذلك الرجل المؤمن الواعي الشجاع الذي اصطلح عليه بـ «مؤمن آل فرعون» وكيف واجه البطانة الفرعونية وخلّص موسى(عليه السلام) من كيدها.
القسم الرّابع: تعود السورة مرّة اُخرى للحديث عن مشاهد القيامة، لتبعث في القلوب الغافلة الروح واليقظة.
القسم الخامس: تتعرض السورة المباركة فيه إلى قضيتي التوحيد والشرك، بوصفهما دعامتين لوجود الانسان وحياته، وفي ذلك تتناول جانباً من دلائل التوحيد، بالإضافة إلى ما تقف عليه من مناقشة لبعض شبهات المشركين.
القسم السّادس: تنتهي السورة ـ في محتويات القسم الأخير هذا ـ بدعوة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) للتحمل والصبر، ثمّ تختم بالتعرض إلى خلاصات سريعة ممّا تناولته مفصلا من قضايا ترتبط بالمبدأ والمعاد، وكسب العبرة من هلاك الأقوام الماضية، وما تعرضت له من أنواع العذاب الإلهي في هذه الدنيا، ليكون ذلك تهديداً للمشركين. ثمّ تخلص السورة في خاتمتها إلى ذكر بعض النعم الإلهية.
لقد أشرنا فيما مضى إلى أنّ تسمية السورة بـ «المؤمن» يعود إلى اختصاص قسم منها بالحديث عن «مؤمن آل فرعون». أما تسميتها بـ «غافر» فيعود إلى كون هذه الكلمة هي بداية الآية الثّالثة من آيات السورة المباركة.
فضيلة تلاوة السورة:
في سلسلة الرّوايات الإسلامية المروية عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وعن أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، نرى كلاماً واسعاً من فضل تلاوة سور «الحواميم» وبالأخص سورة «غافر» منها.
ففي بعض هذه الأحاديث نقرأ عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: «الحواميم تاج القرآن»
وعن ابن عباس ممّا يحتمل نقله عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أو عن أمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب(عليه السلام) قال: «لكل شيء لباب ولباب القرآن الحواميم»
وفي حديث عن الإمام الصادق نقرأ قوله(عليه السلام): «الحواميم ريحان القرآن، فحمدوا الله واشكروه بحفظها وتلاوتها، وإنّ العبد ليقوم يقرأ الحواميم فيخرج من فيه أطيب من المسك الأذفر والعنبر، وإنّ الله ليرحم تاليها وقارئها، ويرحم جيرانه وأصدقاءه ومعارفه وكلّ حميم أو قريب له، وإنّه في القيامة يستغفر له العرش والكرسي وملائكة الله المقربون»
وفي حديث آخر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «الحواميم سبع، وأبواب جهنّم سبع، تجيء كلّ «حاميم» منها فتقف على باب من هذه الأبواب تقول: الّلهم لا تُدخل من هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرأني».
وفي قسم من حديث مروي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «من قرأ «حاميم المؤمن» لم يبق روح نبيّ ولا صديق ولا مؤمن إلاّ صلّوا عليه واستغفروا له»
ومن الواضح أنّ هذه الفضائل الجزيلة ترتبط بالمحتوى الثمين للحواميم، هذا المحتوى الذي إذا واظب الإنسان على تطبيقه في حياته والعمل به، والإلتزام بما يستلزمه من مواقف وسلوك، فإنّه سيكون مستحقاً للثواب العظيم والفضائل الكريمة التي قرأناها.
وإذا كانت الرّوايات تتحدث عن فضل التلاوة، فإنّ التلاوة المعنية هي التي
تكون مقدمة للإعتقاد الصحيح، فيما يكون الإعتقاد الصحيح مقدمة للعمل الصحيح. إذاً التلاوة المعنية هي تلاوة الإيمان والعمل، وقد رأينا في واحد من الأحاديث ـ الآنفة الذكرـ المنقولة عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) تعبير «من كان يؤمن بي ويقرأني».(الأمثل)
ورد في تفسير الآيات الواردة في بداية سورة البقرة في قوله تعالى:
(الـم (1) ذَ لِكَ الكِتَـبُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ (2)
أن تسعا وعشرون سورة من سور القرآن تبدأ بحروف مقطعة، وهذه الحروف ـ كما هو واضح من اسمها ـ لا تشكل كلمة مفهومة.
هذه الحروف من أسرار القرآن، وذكر المفسرون لها تفاسير عديدة، وأضاف لها العلماء المعاصرون تفاسير جديدة من خلال تحقيقاتهم.
جدير بالذّكر أن التاريخ لم يحدثنا أنّ عرب الجاهلية والمشركين عابوا على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وجود هذه الحروف المقطعة في القرآن. ولم يتخذوا منها وسيلة للطعن والإستهزاء. وهذا يشير إلى أنّهم لم يكونوا جاهلين تماماً بأسرار وجود الحروف المقطعة.
اخترنا من التفاسير الكثيرة لهذه الحروف، عدداً من التفاسير باعتبار مسنديتها وانسجامها مع آخر الدراسات في هذا المجال. وسنذكر هذه التفاسير بالتدريج في بداية هذه السّورة، وسورة آل عمران، وسورة الأعراف، إن شاء الله.
ونبدأ الآن بأهمها
هذه الحروف إشارة إلى أن هذا الكتاب السماوي، بعظمته وأهميّته التي حيرت فصحاء العرب وغير العرب، وتحدت الجن والإنس في عصر الرسالة وكل العصور، يتكون من نفس الحروف المتيسرة في متناول الجميع.
ومع أنّ القرآن يتكون من هذه الحروف الهجائية والكلمات المتداولة، فإن ما فيه من جمال العبارة وعمق المعنى يجعله ينفذ إلى القلب والروح، ويملأ النفس بالرضا والإعجاب، ويفرض احترامه على الأفكار والعقول.
في القرآن من الفصاحة والبلاغة ما لا يخفى على أحد، وليس هذا مجرّد ادّعاء، فخالق الكون تحدّى بهذا الكتاب جميع (الجن والإنس)، ليأتوا بمثله (وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهيراً)، ولكنهم عجزوا جميعاً عن ذلك، وتلك دلالة على أن هذا الكتاب لم يصدر عن فكر بشر.
ويذكر أيضا صاحب تفسير الأمثل قوله:
حم( 1 ) تَنْزِيلُ الْكِتَـبِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ( 2 ) غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِى الطَّوْلِ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ( 3 )
سورةغافر
(سورة المؤمن)
نظرة مُختصرة في محتوى السورة:
سورة المؤمن هي طليعة الحواميم، والحواميم في القرآن الكريم سبع سور متتالية يلي بعضها بعضاً، نزلت جميعاً في مكّة، وهي تبدأ بـ «حم».
هذه السورة كسائر السور المكّية، تثير في محتواها قضايا العقيدة، وتتحدث عن أصول الدين الإسلامي ومبانيه وفي ذلك تلبي حاجة المسلمين في تلك المرحلة إلى تشييد وإقامة قواعد الدين الجديد.
ومحتوى هذه السورة يضم بين دفتيه الشدة واللطف، ويجمع في نسيجه بين الإنذار والبشارة... السورة ـ إذاً ـ مواجهة منطقية حادّة مع الطواغيت والمستكبرين، كما هي نداء لطف ورحمة ومحبة بالمؤمنين وأهل الحق.
وتمتاز هذه السورة أيضاً بخصوصية تنفرد بها دون سور القرآن الأُخرى، إذ تتحدّث عن «مؤمن آل فرعون» وهو مقطع من قصة موسى (عليه السلام)، وقصة مؤمن آل فرعون لم ترد في كتاب الله سوى في سورة «المؤمن».
إنّ قصة «مؤمن آل فرعون» هي قصة ذلك الرجل المؤمن المخلص الذي كان يتحلى بالذكاء والمعرفة في الوقت الذي هو من بطانة فرعون، ومحسوب ـ ظاهراً ـ من حاشيته. لقد كان هذا الرجل مؤمناً بما جاء به موسى(عليه السلام)، وقد احتل وهو يعمل في حاشية فرعون ـ موقعاً حساساً مميزاً في الدفاع عن موسى(عليه السلام) وعن دينه، حتى أنّه ـ في الوقت الذي تعرضت فيه حياة موسى(عليه السلام)
للخطر ـ تحرّك من موقعه بسلوك فطن وذكي وحكيم لكي يخلّص موسى من الموت المحقق الذي كان قد أحاط به.
إنّ اختصاص السورة باسم «المؤمن» يعود إلى قصة هذا الرجل الذي تحدّثت عشرون آية منها عن جهاده، أي ما يقارب ربع السورة.
يكشف الأفق العام أنّ حديث السورة عن «مؤمن آل فرعون» ينطوي على أبعاد تربوية لمجتمع المسلمين في مكّة، فقد كان بعض المسلمين ممّن آمن بالاسلام يحافظ على علاقات طيبة مع بعض المشركين والمعاندين، وفي نفس الوقت فإن إسلامه وانقياده لرسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) ليس عليهما غبار.
لقد كان الهدف من هذه العلاقة مع المشركين هو توظيفها في أيّام الخطر لحماية الرسالة الجديدة ودفع الضر عن أتباعها، وفي هذا الإطار يذكر التاريخ أنّ أبا طالب(عليه السلام) عمّ رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) كان من جملة هؤلاء، كما يستفاد ذلك من بعض الرّوايات الإسلامية المروية عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام)(1).
وبشكل عام يمكن النظر إلى محتوى السورة في إطار ما تثيره النقاط والأقسام الآتية:
القسم الأوّل: وهو يضم طليعة آيات السورة التي تتحدث عن بعض من أسماء الله الحسنى، خصوصاً تلك التي ترتبط ببعث معاني الخوف والرجاء في القلوب، مثل قوله تعالى: (غافر الذنب) و (شديد العقاب).
القسم الثّاني: تهديد الكفّار والطواغيت بعذاب هذه الدنيا الذي سبق وأن نال أقواماً اُخرى في ماضي التأريخ، بالإضافة إلى التعرّض لعذاب الآخرة، وتتناول بعض الصور والمشاهد التفصيلية فيه.
القسم الثّالث: بعد أن وقفت السورة على قصة موسى وفرعون، بدأت بالحديث ـ بشكل واسع ـ عن قصة ذلك الرجل المؤمن الواعي الشجاع الذي اصطلح عليه بـ «مؤمن آل فرعون» وكيف واجه البطانة الفرعونية وخلّص موسى(عليه السلام) من كيدها.
القسم الرّابع: تعود السورة مرّة اُخرى للحديث عن مشاهد القيامة، لتبعث في القلوب الغافلة الروح واليقظة.
القسم الخامس: تتعرض السورة المباركة فيه إلى قضيتي التوحيد والشرك، بوصفهما دعامتين لوجود الانسان وحياته، وفي ذلك تتناول جانباً من دلائل التوحيد، بالإضافة إلى ما تقف عليه من مناقشة لبعض شبهات المشركين.
القسم السّادس: تنتهي السورة ـ في محتويات القسم الأخير هذا ـ بدعوة رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) للتحمل والصبر، ثمّ تختم بالتعرض إلى خلاصات سريعة ممّا تناولته مفصلا من قضايا ترتبط بالمبدأ والمعاد، وكسب العبرة من هلاك الأقوام الماضية، وما تعرضت له من أنواع العذاب الإلهي في هذه الدنيا، ليكون ذلك تهديداً للمشركين. ثمّ تخلص السورة في خاتمتها إلى ذكر بعض النعم الإلهية.
لقد أشرنا فيما مضى إلى أنّ تسمية السورة بـ «المؤمن» يعود إلى اختصاص قسم منها بالحديث عن «مؤمن آل فرعون». أما تسميتها بـ «غافر» فيعود إلى كون هذه الكلمة هي بداية الآية الثّالثة من آيات السورة المباركة.
فضيلة تلاوة السورة:
في سلسلة الرّوايات الإسلامية المروية عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وعن أئمّة أهل البيت(عليهم السلام)، نرى كلاماً واسعاً من فضل تلاوة سور «الحواميم» وبالأخص سورة «غافر» منها.
ففي بعض هذه الأحاديث نقرأ عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: «الحواميم تاج القرآن»
وعن ابن عباس ممّا يحتمل نقله عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أو عن أمير المؤمنين علىّ بن أبي طالب(عليه السلام) قال: «لكل شيء لباب ولباب القرآن الحواميم»
وفي حديث عن الإمام الصادق نقرأ قوله(عليه السلام): «الحواميم ريحان القرآن، فحمدوا الله واشكروه بحفظها وتلاوتها، وإنّ العبد ليقوم يقرأ الحواميم فيخرج من فيه أطيب من المسك الأذفر والعنبر، وإنّ الله ليرحم تاليها وقارئها، ويرحم جيرانه وأصدقاءه ومعارفه وكلّ حميم أو قريب له، وإنّه في القيامة يستغفر له العرش والكرسي وملائكة الله المقربون»
وفي حديث آخر عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «الحواميم سبع، وأبواب جهنّم سبع، تجيء كلّ «حاميم» منها فتقف على باب من هذه الأبواب تقول: الّلهم لا تُدخل من هذا الباب من كان يؤمن بي ويقرأني».
وفي قسم من حديث مروي عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): «من قرأ «حاميم المؤمن» لم يبق روح نبيّ ولا صديق ولا مؤمن إلاّ صلّوا عليه واستغفروا له»
ومن الواضح أنّ هذه الفضائل الجزيلة ترتبط بالمحتوى الثمين للحواميم، هذا المحتوى الذي إذا واظب الإنسان على تطبيقه في حياته والعمل به، والإلتزام بما يستلزمه من مواقف وسلوك، فإنّه سيكون مستحقاً للثواب العظيم والفضائل الكريمة التي قرأناها.
وإذا كانت الرّوايات تتحدث عن فضل التلاوة، فإنّ التلاوة المعنية هي التي
تكون مقدمة للإعتقاد الصحيح، فيما يكون الإعتقاد الصحيح مقدمة للعمل الصحيح. إذاً التلاوة المعنية هي تلاوة الإيمان والعمل، وقد رأينا في واحد من الأحاديث ـ الآنفة الذكرـ المنقولة عن النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) تعبير «من كان يؤمن بي ويقرأني».(الأمثل)
ورد في تفسير الآيات الواردة في بداية سورة البقرة في قوله تعالى:
(الـم (1) ذَ لِكَ الكِتَـبُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ (2)
أن تسعا وعشرون سورة من سور القرآن تبدأ بحروف مقطعة، وهذه الحروف ـ كما هو واضح من اسمها ـ لا تشكل كلمة مفهومة.
هذه الحروف من أسرار القرآن، وذكر المفسرون لها تفاسير عديدة، وأضاف لها العلماء المعاصرون تفاسير جديدة من خلال تحقيقاتهم.
جدير بالذّكر أن التاريخ لم يحدثنا أنّ عرب الجاهلية والمشركين عابوا على رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وجود هذه الحروف المقطعة في القرآن. ولم يتخذوا منها وسيلة للطعن والإستهزاء. وهذا يشير إلى أنّهم لم يكونوا جاهلين تماماً بأسرار وجود الحروف المقطعة.
اخترنا من التفاسير الكثيرة لهذه الحروف، عدداً من التفاسير باعتبار مسنديتها وانسجامها مع آخر الدراسات في هذا المجال. وسنذكر هذه التفاسير بالتدريج في بداية هذه السّورة، وسورة آل عمران، وسورة الأعراف، إن شاء الله.
ونبدأ الآن بأهمها
هذه الحروف إشارة إلى أن هذا الكتاب السماوي، بعظمته وأهميّته التي حيرت فصحاء العرب وغير العرب، وتحدت الجن والإنس في عصر الرسالة وكل العصور، يتكون من نفس الحروف المتيسرة في متناول الجميع.
ومع أنّ القرآن يتكون من هذه الحروف الهجائية والكلمات المتداولة، فإن ما فيه من جمال العبارة وعمق المعنى يجعله ينفذ إلى القلب والروح، ويملأ النفس بالرضا والإعجاب، ويفرض احترامه على الأفكار والعقول.
في القرآن من الفصاحة والبلاغة ما لا يخفى على أحد، وليس هذا مجرّد ادّعاء، فخالق الكون تحدّى بهذا الكتاب جميع (الجن والإنس)، ليأتوا بمثله (وَلَوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْض ظَهيراً)، ولكنهم عجزوا جميعاً عن ذلك، وتلك دلالة على أن هذا الكتاب لم يصدر عن فكر بشر.
وكما إن الله تعالى خلق من التراب موجودات، كالإنسان بما فيه من أجهزة معقدة محيّرة، وكأنواع الطيور الجميلة الرائقة، والأحياء المتنوعة، والنباتات والزهور المختلفة، وكما إننا ننتج من هذا التراب نفسه ألوان المصنوعات، كذلك الله سبحانه خلق من هذه الحروف الهجائية المتداولة، موضوعات ومعان سامية، في قوالب لفظية جميلة، وعبارات موزونة، وأسلوب خاص مدهش معجز، وهذه الحروف الهجائية موجودة تحت تصرف الإنسان، لكنه عاجز عن صنع جمل وعبارات شبيهة بالقرآن.
(الأمثل)
ذكر صاحب تفسير من هدي القرآن أعلى الله مقامه أن(حم) من المقطعات القرآنية التي سبق تفسيرها في عدة مواضع و جاءت روايات بأن ( ح ) إشارة الى إسم الحميد و ( م ) إشارة الى إسم المجيد فيكون " حم " حينئذ قسما بحاكمية الله التي تقتضي حمده و مالكيته التي تقتضي مجدا على أن القرآن حق ، أوليست آيات القرآن تجليات لأسماء ربنا ، ولعل السور السبع التي تبتدئ بكلمة " حم " و أولها هذه السورة مظاهر لاسمي الحميد و المجيد00انته
(الأمثل)
ذكر صاحب تفسير من هدي القرآن أعلى الله مقامه أن(حم) من المقطعات القرآنية التي سبق تفسيرها في عدة مواضع و جاءت روايات بأن ( ح ) إشارة الى إسم الحميد و ( م ) إشارة الى إسم المجيد فيكون " حم " حينئذ قسما بحاكمية الله التي تقتضي حمده و مالكيته التي تقتضي مجدا على أن القرآن حق ، أوليست آيات القرآن تجليات لأسماء ربنا ، ولعل السور السبع التي تبتدئ بكلمة " حم " و أولها هذه السورة مظاهر لاسمي الحميد و المجيد00انته
ويذكر أيضا صاحب تفسير الأمثل قوله:
صفات تبعث الأمل في النفوس:
تواجهنا في مطلع السورة الحروف المقطعة وهي هنا من نوع جديد لم نعهده في السور السابقة، حيثُ افتتحت السورة بـ «حاء» و«ميم».
وبالنسبة للحروف المقطعة في مطلع السور كانت لنا بحوث كثيرة في معانيها ودلالاتها، تعرضنا إليها أثناء الحديث عن بداية سورة «البقرة»، وسورة «آل عمران» و «الأعراف» وسور اُخرى.
الشيء الذي تضيفه هنا، هو أنّ الحروف التي تبدأ به سورة المؤمن التي نحن الآن بصددها، تشير ـ كما يستفاد ذلك من بعض الرّوايات ومن آراء المفسّرين ـ إلى أسماء الله التي تبدأ بحروف هذه السورة، أي «حميد» و «مجيد» كما ورد ذلك
عن الامام الصادق(عليه السلام)
البعض الآخر ذهب إلى أنّ «ح» إشارة إلى أسمائه تعالى مثل «حميد» و «حليم» و «حنان»، بينما «م» إشارة إلى «ملك» و «مالك» و «مجيد».
وهناك احتمال في أن حرف «الحاء» يشير إلى الحاكمية، فيما يشير حرف «الميم» إلى المالكية الإلهية.
عن ابن عباس، نقل القرطبي «في تفسيره» أن «حم» من أسماء الله العظمى
ويتّضح في نهاية الفقرة أنّ ليس ثمّة من تناقض بين الآراء والتفاسير الآنفة الذكر، بل هي تعمد جميعاً إلى تفسير الحروف المقطعة بمعنى واحد.(الأمثل)
أعزائي يأتي تفسير آية 3 في موضوع مستقل ان شاء الله
ولاتنسون عند من يرغب في نقل الموضوع كتابة منقول تحته للأمانه العلمية
************************************************** ************************************************** ******************
تفسير الأمثل
تفسير من هدي القرآن
1ـ الغدير، المجلد الثامن، ص 388.
تواجهنا في مطلع السورة الحروف المقطعة وهي هنا من نوع جديد لم نعهده في السور السابقة، حيثُ افتتحت السورة بـ «حاء» و«ميم».
وبالنسبة للحروف المقطعة في مطلع السور كانت لنا بحوث كثيرة في معانيها ودلالاتها، تعرضنا إليها أثناء الحديث عن بداية سورة «البقرة»، وسورة «آل عمران» و «الأعراف» وسور اُخرى.
الشيء الذي تضيفه هنا، هو أنّ الحروف التي تبدأ به سورة المؤمن التي نحن الآن بصددها، تشير ـ كما يستفاد ذلك من بعض الرّوايات ومن آراء المفسّرين ـ إلى أسماء الله التي تبدأ بحروف هذه السورة، أي «حميد» و «مجيد» كما ورد ذلك
عن الامام الصادق(عليه السلام)
البعض الآخر ذهب إلى أنّ «ح» إشارة إلى أسمائه تعالى مثل «حميد» و «حليم» و «حنان»، بينما «م» إشارة إلى «ملك» و «مالك» و «مجيد».
وهناك احتمال في أن حرف «الحاء» يشير إلى الحاكمية، فيما يشير حرف «الميم» إلى المالكية الإلهية.
عن ابن عباس، نقل القرطبي «في تفسيره» أن «حم» من أسماء الله العظمى
ويتّضح في نهاية الفقرة أنّ ليس ثمّة من تناقض بين الآراء والتفاسير الآنفة الذكر، بل هي تعمد جميعاً إلى تفسير الحروف المقطعة بمعنى واحد.(الأمثل)
أعزائي يأتي تفسير آية 3 في موضوع مستقل ان شاء الله
ولاتنسون عند من يرغب في نقل الموضوع كتابة منقول تحته للأمانه العلمية
************************************************** ************************************************** ******************
تفسير الأمثل
تفسير من هدي القرآن
1ـ الغدير، المجلد الثامن، ص 388.