بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمد واله الطاهرين
السلام عليكم اخوتي الكرام ورحمة الله وبركاته
مما ورد في كتاب نهج البلاغة في الخطبة 192 عن امير المؤمنين قوله:-
اءَيُّها النَّاسُ، إِنَّما يَجْمَعُ النَّاسَ الرِّضا وَالسُّخْطُ؛ وَ إِنَّما عَقَرَ ناقَةَ ثَمُودَ رَجُلٌ واحِدٌ فَعَمَّهُمُ اللَّهُ بِالْعَذابِ لَمَّا عَمُّوهُ بِالرِّضَا، فَقالَ سُبْحانَهُ:
فَعَقَرُوها فَاءَصْبَحُوا نادِمِينَ
فَما كانَ إِلا اءَنْ خارَتْ اءَرْضُهُمْ بِالْخَسْفَةِ خُوارَ السِّكَّةِ الْمُحْماةِ فِي الْاءَرْضِ الْخَوارة.
قاسم مشترك
لا يخفى على احد منا ان الكثير من الناس او الاحداث تبدو لأول وهلة متباينة فيما بينها وغير متجانسة ،الا اننا لو دققنا النظر فيها جيدا لوجدنا فيها قاسما مشتركا واحدا أو ربما اكثر من ذلك .فانك ترى الكثير من الناس غير متفقين في آرائهم وما يعتقدون وما يفعلون ،ونتيجة لذلك تراهم متباعدين عن بعضهم البعض او ربما تنشب بينهم الخلافات الشديدة التي تصل احيانا حد القتال. وعلى العكس تماما فانهم لو اتفقوا على امر ويرضون به فانهم يجتمعون فيما بينهم ويشكلون جماعة تعرف بما اتفقوا عليه من امر.
وقد يكون الرضا بأمر او السخط عليه بعد مضي زمان بعيد عن الجماعة الاولى التي اتفقت على ذلك الامر او افترقت عنه، ولا يضر بُعد الزمن من نسبة هؤلاء الى أولئك، فانهم أمة واحدة مجتمعة على الرضا أو السخط على ذلك الامر.
نقل في كتاب نهج البلاغة عن الامام علي (عليه السلام) :
الرَّاضِي بِفِعْلِ قَوْمٍ كَالدَّاخِلِ فِيهِ مَعَهُمْ، وَ عَلَى كُلِّ دَاخِلٍ فِي بَاطِلٍ إِثْمَانِ: إِثْمُ الْعَمَلِ بِهِ، وَ إِثْمُ الرِّضَا بِهِ.
وعليه فيكون المرتكب للجريمة والراضي بها ولو بعد حين سيان في الجرم والعقوبة وإن تباعدت بينهم الاماكن والازمنة.
حقيقة قرأنية
كما ان القران وفي سورة آل عمران ينسب لليهود الذين كانوا معاصرين للرسول الكريم انهم قتلوا الانبياء السابقين وما ذلك الا لمرضاتهم بما فعل اجدادهم
لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (181)
ورد في منهاج البراعة عن العيون و العلل بهذا الاسناد عن الرّضا عليه السّلام قال : قلت له : لأىّ علّة أغرق اللّه عزّ و جلّ الدّنيا كلّها في زمن نوح عليه السّلام و فيهم الأطفال و من لا ذنب له ؟ فقال : ما كان فيهم الأطفال لأنّ اللّه عزّ و جلّ أعقم أصلاب قوم نوح و أرحام نسائهم أربعين عاما فانقطع نسلهم فغرقوا و لا طفل فيهم ، ما كان اللّه ليهلك بعذابه من لا ذنب له ، و أمّا الباقون من قوم نوح فاغرقوا بتكذيبهم لنبيّ اللّه نوح عليه السّلام و سائرهم اغرقوا برضاهم بتكذيب المكذّبين ، و من غاب عن أمر فرضي به كان كمن شهده و أتاه .
قتلة الحسين موجودون بيننا!!
أخرج العياشي في تفسيره
165 - عن محمد بن الارقط عن أبى عبدالله عليه السلام قال لى تنزل الكوفة ؟ قلت :نعم قال : فترون قتلة الحسين عليه السلام بين أظهركم ؟ قال : قلت جعلت فداك ما رأيت منهم أحدا قال : فاذا أنت لا ترى القاتل الا من قتل أو من ولى القتل ، ألم تسمع إلى
قول الله " قل قد جاءكم رسل من قبلى بالبينات وبالذى قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين " فأى رسول قبل الذى كان محمد صلى الله عليه واله بين أظهركم ، ولم يكن بينه وبين عيسى رسول ، انما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلين.
المهدي يقتل ذراري قتلة الحسين
ورد في كتاب منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة عن العيون و العلل باسناده عن عبد السّلام بن صالح الهروى قال قلت لأبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليهما السّلام يا ابن رسول اللّه ما تقول في حديث روى عن الصّادق عليه السّلام قال :
إذا خرج القائم عليه السّلام قتل ذرارى قتلة الحسين عليه السّلام بفعال آبائها فقال :
هو كذلك ، فقلت : قول اللّه عزّ و جلّ و لا تزر وازرة وزر اخرى ما معناه ؟
قال : صدق اللّه في جميع أقواله ،
و لكن ذرارى قتلة الحسين يرضون بفعال آبائهم و يفتخرون بها ، و من رضي شيئا كان كمن أتاه ، و لو أنّ رجلا قتل بالمشرق فرضي بقتله رجل بالمغرب لكان الرّاضي عند اللّه شريك القاتل ، و إنما يقتلهم القائم عليه السّلام إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم .
اللهم عجّل لوليك الفرج والنصر والغلبة على الاعداء ومكن له في الارض حتى ينتقم لجميع انبياء الله والائمة المعصومين المظلومين وفي مقدمتهم امامنا المظلوم الغريب العطشان الحسين الشهيد،انك على كل شيئ قدير بحق محمد واله الطاهرين..
تعليق