بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين
وردة شبهة على امير المؤمنين انه لم يحتج على غصب الخلافة منه
والصلاة والسلام على خير خلقه محمد واله الطيبين الطاهرين
وردة شبهة على امير المؤمنين انه لم يحتج على غصب الخلافة منه
نص الشبهة
قال البغدادي :
" والأغرب من ذلك كله .. ان الإمام علي (عليه السلام) لم يحتج لنفسه ـ فيما ثبت عنه ـ بأي قول يشير إلى هذا (التعيين) ".
الرد على الشبهة:
لقد ثبت تاريخيا ان الإمام علي (عليه السلام) قد احتج بحديث الغدير في اكثر من مناسبة كان اشهرها في المصادر التاريخية والحديثية الميسرة بين أيدينا هي مناشدته للناس في مسجد الكوفة بعد عودته من حرب الجمل .
قال عبد الحق الدهلوي البخاري في كتابه اللمعات في شرح المشكاة في تعليقه على حديث الغدير :
" وهذا حديث صحيح لا مرية فيه وقد أخرجه جماعة كالترمذي والنسائي واحمد وطرقه كثيرة جدا رواه ستة عشر صحابيا وفي رواية لاحمد انه سمعه من النبي (صلى الله عليه واله) ثلاثون صحابيا وشهدوا به لعلي (عليه السلام) لما نوزع أيام خلافته وكثير من أسانيده صحاح وحسان ولا التفات لمن قدح في صحته ولا إلى قول بعضهم (ان زيادة اللهم وال من والاه إلى آخره) موضوع فقد ورد ذلك من طرق صحح الذهبي كثيرا منها كذا قال الشيخ ابن حجر في الصواعق المحرقة ".
روى احمد بن حنبل عن عبد الله بن عمر الجشمي البصري عن عبيد الله بن عمر القواريري عن يونس بن أرقم عن يزيد بن زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال شهدت عليا في الرحبة قال :
" انشد الله رجلا سمع رسول الله وشهد يوم غدير خم إلا قام ولا يقوم إلا من رآه فقام اثنا عشر بدريا فقالوا نشهد انا سمعنا رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول يوم غدير خم (الست أولى بالمؤمنين من أنفسهموأزواجه أمهاتهم فقالوا بلى يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) " .
وفيه أيضا بسند آخر قال " واخذل من خذله " .
وفيه أيضا بسنده عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال :
" جمع علي (عليه السلام) الناس في الرحبة ثم قال لهم :
انشد الله كل امرئ سمع من رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول يوم غدير خم ما سمع لما قام فقام ثلاثون من الناس فشهدوا .
قال أبو واثلة فخرجت وكأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقمفقلت له إني سمعت عليا (عليه السلام) يقول كذا وكذا .
قال فما تنكر قد سمعت رسول (صلى الله عليه واله)الله يقول ذلك له "
وقوله (فخرجت وكأن في نفسي شيئا) يبدو منه ان أبا الطفيل استعظم النتائج المترتبة على حديث الغدير وهي هلاك وضلالة من خالف عليا أو خذله أو قاتله أو قدَّم نفسه عليه لذلك راح يستزيد عن القضية اكثر .
ومن الجدير ذكره هنا ان حديث الغدير الذي استنشده علي (عليه السلام) لم يكن يتضمن ذكر علي (عليه السلام) فقط بل تضمن أيضا ذكر أهل بيته ، وقد روى الحاكم النيسابوري الرواية كاملة عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : " خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه واله) حتى انتهينا إلى غدير خم عند شجيرات خمس ودوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجيرات ثم استراح رسول الله (صلى الله عليه واله) عشية فصلى ثم قام خطيبا فحمد الله واثنى عليه ثم قال :
أيها الناس إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا ان اتبعتموهما وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي ثم قال أتعلمون أني أولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات قالوا نعم فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) من كنت مولاه فعلي مولاه … "