إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ميراث الزهراء (عليها السلام)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ميراث الزهراء (عليها السلام)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهمَّ صلِّ على محمد وآل محمدالطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى يوم قيام يوم الدين .
    الدفاع عن ميراث الزهراء (عليهاالسلام )
    مسألة الإرث والتوارث مسألة طبيعيةمنطقية جداً , فكما أن الآباء والأمهات ينقلون قسماً من صفاتهم الجسمية والروحيةإلى أبنائهم حسب قانون الوراثة الطبيعي , فلماذا يستثنى من ذلك أموالهم فلا تنتقل إلى أبنائهم ؟؟ هذا مضافاً إلى أن الأموال المشروعة هي نتاج جهود الإنسان وسعيه وأتعابه , فهي في الحقيقة طاقاته المتجسدة في صورة المال وهيئة الثروة , ولهذا لابد من الاعتراف أن كل شخص هو المالك الطبيعي لنتاج جهوده وثمرة أتعابه وهذا حكم فطري أقرته الديانات السماوية جميعاً, فمن حقنا أن نتساءل لماذا لا يكون لفاطمة(عليها السلام ) ميراث أبيها بعد وفاته , فهل خرجت فاطمة (عليها السلام ) عن الحكم الطبيعي الفطري .
    الشبهة الأولى : رواية " نحن معشر الأنبياء لا نورث " ...
    نقل أهل السنة في كتبهم المختلفةحديثاً عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مضمونه انه قال : " نحن معاشرالأنبياء لا نورث , ماتركناه صدقة " ونقل الحديث في بعض الكتب بحذف الجملةالأولى والاكتفاء بعبارة ( ما تركناه صدقة ) وسند هذا الحديث ينتهي في كتب أهل السنة المشهور إلى أبي بكر غالباً إذ تولى بعد النبي ( صلى الله عليه وآل وسلم )زمام أمور المسلمين وحين طلبت منه سيدة النساء فاطمة ( عليها السلام ) أو بعض أزواج النبي ميراثها منه امتنع عن دفع ميراث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم )إليها استناداً إلى الحديث آنف الذكر .
    وقد نقل هذا الحديث البخاري في صحيحه الجزء الثامن من كتاب الفرائض صفحة 185 ومسلم في صحيحه الجزء الثالث كتاب الجهاد والسير صفحة 1379 وجماعة آخرون في كتبهم .
    مما يلفت النظر أن البخاري نقل في صحيحه حديثاً عن عائشة أنها قالت : إن فاطمة والعباس أتيا أبا بكر يلتمسان ميراثهما من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهما حينئذٍ يطلبان أرضيهما من فدك وسهمهما من خيبر , فقال أبو بكر : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم )يقول : لا نورث , ما تركناه صدقة , إثماً يأكل آل محمد من هذا المال . قال أبو بكر: والله لا ادع أمراً رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يصنعه فيه إلاصنعته . قال فهجرته فاطمة ( عليها السلام) فلم تكلمه حتى ماتت ( عليها السلام ) .
    وبالطبع فإن هذا الحديث فيه مجال للنقد والطعن من جهات متعددة إلا أننا نقتصر على ذكر الجهات التالية :
    الجهة الأولى : إن هذا الحديث لاينسجم مع نصوص القرآن . ووفقاً للقواعد الأصولية التي عندنا , أن كل حديث لا يوافق كتاب الله (عزوجل ) ساقط الاعتبار , ولا يمكن التعويل على أنه حديث شريف من أحاديث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) .
    ففي قوله تعالى في الآيات التالية : (وورث سليمان داود ) والآية ( يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضيا ) . وقوله تعالى : ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ).
    وظاهر الآيات الآنفة الذكر مطلق يشمل حتى الأموال ولا سيما ما يخص زكريا فإن كثيراً من المفسرين أكدوا على الأمورالمالية , إضافة إلى ذلك فإن ظاهر آيات الإرث في القرآن المجيد في سورة النساء عام ويشمل جميع الوارد .
    الجهة الثانية : أن احتجاج فاطمة(عليها السلام ) بعموم قوله تعالى ( للذكر مثل حظ الانثيين ) وكأنها أشارت إلى أن عموم القرآن لا يجوز تخصيصه بخبر واحد , وإنما بالمتواتر .
    الجهة الثالثة : في قوله تعالى : (وورث سليمان داود ) وقوله تعالى حكاية عن زكريا : ( يرثني ويرث من آل يعقوب ).
    لا يمكن حمل ذلك على وراثة العلم والنبوة لأن ذلك لا يكون وراثة في الحقيقة , وإنما التوريث لا يتحقق إلافي المال على سبيل الحقيقة هذا إذا كانت كلمة (يرثني ) مجردة عن القرائن , وهنا مجردة عن القرائن هذاما قاله الرازي في تفسير الآية 11 من سورة النساء , إضافة إلى ذلك فإن النبوةاصطفاء وتعيين من قبل الله وليست ميراثاً وكذا العلم لا يورث وإنما يكتسب .
    الجهة الرابعة : أن الرواية المتقدمةتعارض رواية أخرى تدل على أن أبا بكر صمم على إعادة فدك إلى فاطمة (عليها السلام ), إلا أن الآخرين مانعوه , كما نقرأ في سيرة الحلبي : إن فاطمة ( عليها السلام )قالت له : من يرثك ؟ قال : أهلي وولدي ! فقالت : فما لي لا أرث أبي ؟ وفي كلام سبط بن الجوزي ! إنه كتب لها بفدك ودخل عليه عمر فقال : ماهذا ؟ فقال : كتاب كتبته لفاطمة (عليها السلام ) بميراثها من أبيها . فقال : فماذا تنفق على المسلمين وقد حاربتك العرب كما ترى ؟ ثم أخذ عمرالكتاب فشقه .
    ترى كيف يمنع النبي موضوع الإرث وينهى عنه بصراحة , ويجرؤ أبو بكر على مخالفته ؟ ولم يستند إلى الروية , فلو كانت معروفة لذكرها عمر أمام أبي بكر .
    إن التحقيق الدقيق في الرواية الآنفة الذكر يدل على أن الموضوع لم يكن موضوع نهي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) عن الإرث , كما أثاره أبو بكر , بل المهم هنا المسائل السياسية انئذٍ , وهذه المسائل هي ما تدعونا إلى أن نتذكر مقالة ابن أبي الحديد المعتزلي إذ يقول : سألت أستاذي(علي بن الفارقي ) أكانت فاطمة ( عليها السلام ) صادقة ؟ يقول المعتزلي فتبسم أستاذي الفارقي ثم قال كلاماً لطيفاً مستحسناً مع ناموسه وحرمته وقلة دعابته , قال: لو أعطاها اليوم فدكاً بمجرد دعواها لجاءت إلية غداً وادعت لزوجها الخلافة ولم يمكنه الاعتذار بشيء , لأنه يكون قد سجل على نفسه أنها صادقة فيما تدعي كائناً ما كان من غير حاجة إلى بينة ولا شهود .
    الجهة الخامسة : اختلف المفسرون في معنى ( يرثني ويرث من آل يعقوب ) قيل يرثني مالي ومال آل يعقوب عن أئمة أهل البيت( عليهم السلام ) وعن إبن عباس وكثير من المفسرين . وقيل يرث نبوتي ونبوة آل يعقوب عن الحسن ومجاهد , واستدل أصحابنا بالآية على أن الأنبياء يورثون المال , وان المراد بالإرث المذكور فيها المال دون العلم والنبوة بأن قالوا : إن لفظ الميراث في اللغة العربية و الشريعة لا يطلق إلا على ما ينتقل من الموروث كالأموال ولايستعمل في غير المال إلا على نحو طريق المجاز ولا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز بغيردلالة أيضا , فإن زكريا(عليه السلام ) قال في دعائه : واجعله رب رضيا أي اجعل يارب ذلك الولي الذي يرثني مرضياً عندك ممتثلاً لأمرك , ومتى حملنا الإرث على النبوة لم يكن لذلك معنى وكان لغواً وعبثاً, ألا ترى انه لا يحسن أن يقول أحد : اللهم ابعث لنا نبياً واجعله عاقلاً مرضياً في أخلاقه لأنه إذا كان نبياً قد دخل الرضا حينئذٍ ويقوي ما قلناه أن زكريا (عليه السلام ) صرح بأنه يخاف بني عمه بعده إذ كانوا من أهل الفساد بقوله : " وإني خفت الموالي من ورائي " وإنما يطلب وارثاً لأجل خوفه ولا يليق خوفه منهم إلا بالمال دون النبوة والعلم , هذا لو سلمنا أن أرض فدك ميراث لفاطمة ( عليها السلام) , وإنما الصحيح في إخبارنا هي نحلة نحلها الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآلهوسلم ) إياها في حياته وقبضتها وأرباحها بيد زوجها علي ( عليه السلام ) . لكنها حرمت منها بعد وفاة أبيها كما حرمت من ميراثها من دار أبيها بالحديث المدعى والمذكور أعلاه , والحمد لله رب العالمين .
    التعديل الأخير تم بواسطة علاء حسن ; الساعة 15-04-2014, 10:46 PM. سبب آخر:

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد



    فاطمة هي بنت الرسول الوحيدة التي وهبها الرسول (صلى الله عليه واله ) ارض فدك- وكانت بحوزتها بضع سنوات قبل موت الرسول (ص
    لى الله عليه واله). فبالرغم من ان فدك كانت ارض خصبة وافرة الغلات وتدر ربحا كبيرا وتجعل من مالكها اغنى الاغنياء، لم يتغيرعيش فاطمة (عليها السلام) ونمط حياتها ولم تبتعد عن حياة الزهد التي اوصاها بها ابوها سيد الكائنات (صلى الله عليه واله) فقد كانت تنفق من محصول ارض فدك على الفقراء والمحتاجين. وكل ذلك تذكره كتب التاريخ المعتبرة. ولكن لم يمض عشرة أيام على تولى الخليفة أبي بكر الخلافه حتى وضع يده على فدك بدعوى ان الانبياء لايورثون وانه لايوجد اثبات على ملكية فدك. مع ان فدكا كانت هبة منحولة من الرسول (صلى الله عليه واله) لابنته في حياته. وما دامت الزهراء عليها السلام قد قبضت فدكا قبل موت ابيها (صلى الله عليه واله) فقد صحت هبته لها وليس لأحد النقاش فيها. فتصرف فاطمة في فدك اثناء حياة ابيها وامضاء الرسول (صلى الله عليه واله) لفعلها وهو الرسول الصادق الامين الذي كان يطلع على ادق تفاصيل افعال المسلمين لهو بحد ذاته اثبات على ملكية ارض فدك لفاطمة في حياة ابيها (صلى الله عليه واله) وبعده. ان غصب ارض فدك وباقي الارث من رسول الله (صلى الله عليه واله) كان الأمر الذى أثار غضب الزهراء عليها السلام فتوجهت الى مسجد ابيها رسول الله (صلى الله عليه واله) ودافعت عن حقها كما تنقل كتب التاريخ لنا الخطبة:
    (أيها المسلمون! أأغلب على أرثيه ـ الميراث ـ ؟ يا ابن أبي قحافة، أفي كتاب الله أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت شيئاً فريّاً على الله ورسوله! أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم؟ إذ يقول: (وورث سليمان داوود) ـ النمل: 16 ـ وقال فيما اقتصّ من خبر يحيى (عليه السلام) إذ قال: (فهب لي من لدنك وليّاً يرثني ويرث من آل يعقوب) وزعمتم أن لا حظوة لي ولا إرث من أبي ولا رحم بيننا، أفخصّكم الله بآية من القرآن أخرج أبي محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) منها؟ أم هل تقولون: إن أهل الملتين لا يتوارثان؟ أو لست أنا وأبي من أهل ملّة واحدة؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي؟ فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله، و الزعيم محمد ـ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم ما قلتم إذ تندمون، ولكل نبأ مستقرّ، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحلّ عليه عذاب مقيم).من هذا يعلم مدى مظلومية و تألم الزهراء عليها السلام من قضية غصب حقها سواء في ارثها او في ارض فدك. والظاهر والله العالم ان فاطمة (عليها السلام) عنما اشارت الى قضية الميراث مع ان فدكا كانت هبة من الرسول الى ابنته هو اصرار الخليفة على ان فدك لم توهب وعدم تصديقه لفاطمة عليها السلام بكون فدكا هبة الرسول (صلى الله عليه واله) لابنته. وهنا جادلته الزهراء (عليها السلام) بانه حتى في هذه الحاله فان فدكا هي ارث من الرسول (صلى الله عليه واله) وهي لي بحكم القران. فان كنت تقبل بكونها هبة كان بها وان لم تقبل فهي ارث وانا وريثة الرسول (صلى الله عليه واله) الوحيدة في ارض فدك. اضف الى ذلك ان فاطمة عليها السلام ايضا طالبت في خطبتها الانفة بباقي ارثها من الرسول (صلى الله عليه واله) مثل بيته و التي لم تنل منها شيئا ولم يصير حتى للحسن وللحسين (عليهما السلام) من بعدها ومنع الحسن عليه السلام من الدفن فيه مع ان البيت له مناصفة مع اخيه الحسين (عليها السلام) بعد امهما الزهراء عليها السلام. علما ان حصة ازواج الرسول (صلى الله عليه واله) جميعهن من الارث يبلغ الثمن والباقي لفاطمة عليها السلام. وعليه فان مطالبتها عليها السلام بارثها لايناقض مطالبتها بارض فدك وهي هبة كانت من الرسول الاعظم صلى الله عليه واله لابنته. فكلاهما غصبا منها بعد وفاة النبي (صلى الله عليه واله).
    sigpic

    تعليق

    يعمل...
    X