
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أبي القاسم محمدوعلى آله الغر الميامين ولاسيما
مهديهم الموعود جعلنا الله وإياكم من خيار أنصاره وأصحابه وبعد فإن الصداقة بحر عميق وموجه
عظيم يغرق فيه السابح الماهر فليس كل من دخل
في هذا البحر استطاع الخروج منه لانه يحتاج الى
الكثير من التدريب والمهارة لكي ينجو منه فكم
من صداقة انقلبت الى عداوة وكم من صداقة كانت مبنية على امور دنيوية وكم من صداقة انقطعت
بعدة مدة وكل هذا بسبب عدم المعرفة الحقيقية لمعنى الصداقة والصديق ولو رجعنا الى المعنى
اللغوي لمعنى الصداقة لرأينا أنها: (المحبة بالصِدق
والصديق هو :الخل والحبيب وهو مشتق مِن صَدَقه
المودة والنصيحة وفي المثل (صديقك مَن صَدَقَكَ لا من صَدَّقَكَ )والصاحب هو :الملازم والموافق
والمعاشر )
وهذه المعاني اللغوية لمعنى الصديق والصاحب لوتمعنا النظر اليها لوجدناها لاتنطبق على الكثير
من الأصدقاء والأصحاب ولورجعنا الى الاحاديث الواردة عن الأْئِمة المعصومين لرأيناها لاتنطبق
على لأكثر الأصدقاء والأصحاب يقول رسول الله -
صلى الله عليه وآله وسلم -عندما سأله بعض أصحابه :يارسول الله ,أيُ الأصحاب خيرٌ فقال :
(صاحبٌ إذا ذكَرتَ الله تبارك وتعالى أعانك, وإذا نسيته ُ ذكّرك . قالوا يارسول الله دُلنا على خيارنا
نتخذهم أصحاباً وجلساء .قال : نعم الذين إذا رؤوا ذُكرَ الله .وهذا الإمام السجاد في رسالة الحقوق
يقول : ( وأما حق الصاحب :أن تصحبه بالفضل ما وجدت َ إليه سبيلاً, وإلاّ فلا أقل من الإنصاف
وأن تُكرمهُ كما يُكرمك , وتَحفظهُ لما يحفظك ولاتدعهُ يسبقُ إلى مكرمة ٍ , فإن سبقكَ كافأته ,
ولاتقصر به عمّا يستحق من المودة , تلزم نفسك نصيحته وحياطته
ومعاضدته على طاعة ربه ,ومعونته على نفسه فيما يهم به من معصية ربه ,ثم تكون عليه رحمة
ولاتكن عليه عذاباً , ولاقوة إلا بالله ).
وقال أمير المؤمنين -عليه السلام-: من لايصحبك معينا على نفسك فصحبته وبال عليك إن علمت )
وقال الإمام الصادق -عليه السلام- لاتسمِ الرجلَ صديقاً -سمة معرفة ٍ- حتى تختبره بثلاث :
تغضبه
فتنظرَ غضبه يخرجه من الحق الى الباطل , وعند
الدينار والدرهم , وحتى تسافر معه ) إلخ من
أقوال المعصومين فإنها لاتنطبق اغلبها على الاصدقاء وخصوصا في زماننا هذا يقول احد الشعراء:
لي صديقٌ ما مسني عدمٌ ....مذ وقعت عينه على عدمي
قام بعذري لما قعدتُ به ....ونمت عن حاجتي ولم ينم
أغنى وأقنى ولم يسم كرماً.... تقبيل كف له ولاقدم
الى غيره من هذه الاقوال نجد انها تخالف الواقع والحال ولكن هنالك أصحاب تجسدت فيهم كل تلك
المعاني والقيم والمثل فكانوا خير أصحاب وخير أخوان هم اصحاب قدموا كل ما يملكون من أجل
صاحبهم قدموا ارواحهم من اجل صاحبهم
ألاوهم أصحاب الحسين -عليه السلام-يقول
الإمام السجاد عليه السلام - سمعت ابي الحسين ليلة العاشر من المحرم وقد اجتمع باصحابه وخاطباً
إياهم : (...أما بعد فاني لا أعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ...ألاوإني قد أذنت لكم جميعاً
فانطلقوا في حلٍ ليس عليكم من حرج ولاذمام وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً وذروني وهولاء
القوم فانهم لايريدون غيري ولو اصابوني لذهلوا عن طلب غيري )فاجابوه بجواب كانت نتيجته
أن يقف الامام الصادق على قبورهم مخاطباً :بابي انتم وامي, فانظروا أي اصحابٍ كانوا .
وكذا يكون اصحاب الامام المهدي يفعلون كل ما يأمرهم به الامام ولايتاخرون عنه ويكونون مرافقين
له وملازمين ومتبعين له
ولذلك علينا أن نتامل جيدا ونحاول ان نكسب اصحابا يكونون لنا كما كان مالك لعلي
اللهم اجعلنا منهم واحشرنا معهم في الدنيا والاخرة
والحمد لله