النفقه على الزوجه

[السيد سعد الموسوي]

بسم الله الرحمان الرحيم :

الحمد لله رب العالمين :
النفقه على الزوجه : ان من الحقوق الزوجيه على الزوج ان ينفق على زوجته وهو من اهم الحقوق ،وفي الكتاب العزيز ثمان أيات يمكن ألآستفاده منها في هذا المعنى :ألآيه الآولى ـ قوله تعالى (:لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما ءاتاه الله لايكلف الله نفساً الا ما ءاتاها سيجعل الله بعد عسر يسرا ):
الآستفاده من الايه الكريمه يكون الانفاق عالى الاهل حسب القدره والاستطاعه وهو أمر على اصحاب السعه ان يوسعوا على زوجاتهم . نسأل هل ان هذا الامر يختص بالنساء اللواتي يقومن برضاعة اطفالهن بعد التفرقه والطلاق ،او في اثناء العده ،او اعم من ذالك ،الظاهر ان المعنى الاخير انسب وأقرب ،وقسم من المفسرين أعتبرها خاصه بالنساء المرضعات لا غير علماً ان الايات التي أطلقت هذا الامر تعبير (اجر ) وليس (نفقه ) فأن الذين لديهم المقدره والاستطاعه ويبخلون بها فهم يستحقون اللوم والتقريع ،غير الذين لايملكون شيئا .وفي النهايه يسرهم الله تعالى بقوله سيجعل الله بعد عسر يسرا ).
اي لاتخافوا ولا تجزعوا ،ولا تخرجوا عن الطريق السوي بسبب ضيق المعيشه ، فأن للدنيا احوال متقلبه لن تبقى على حال واحد ،فلا تقطع صبركم المشاكل العابره ،حيث ان هذه الآيه المباركه بمثابة البشرى الابديه للمسلمين الذين يعيشون عوزاً مادياً فيما تحتاحه الحياة اليوميه فهي تجعل الامل في نفوس هؤلاء الناس المحتاجين الاطمئنان وتبشر الصابرين .روايه عن بعض اصحاب نوح ابن شعيب ،عن ابي عبد الله (عليه السلام ) قال :سألته عن الرجل ميسور الحال يشتري الملابس الكثيره الجياد والقمصان االكثيره يصون بعضها ويتجمل بالبعض الاخر ايكون مسرفاً ،قال .لا.لآن الله عزوجل يقول لينفق ذو سعة من سعته ) /الكافي /,ج 6 /ص443:

,وكذالك قوله تعالى والوالدات يرضعن اولادهن حولين كاملين لمن اراد أن يتم الرضاعه وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لاتكلف نفس الآ وسعها لاتضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذالك ).والمراد بهذه الايه المباركه نفقة الزوجه والمولود على الزوج وان التعبير:ت(المولود له ) بدلاً من الآب يلف النضر والربما جاء لاستثارة عواطف ألآب للحث على أداء واجبه .
.فهذه الايه الكريمه تقول ان نفقة الام في الباس والطعام ـحتى بعد الطلاق اثناء فترة الرضاعه فهي على والد الطفل لغرض تمكن الآم من ألآنصراف بعناية الطفل وأرضاعه براحة البال والخلو من القلق وأما بقيد (المعروف )في ألآيه ألكريمه يدل على أن يكون اطعام الام ولباسها مما يليق بها وبشأنها المتعارف عليه ، فلا يمكن التفريط في ذالك ولا الاسراف .ولوضوح ما تشير اليه الايه هو على كل اب أن يؤدي واجبه على قدر طاقته .لايكلف ألله نفساً إلا وسعها .وكذالك في قوله تعالى ألرجال قوامون على ألنساء بما فضل ألله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافضات للغيب بما حفظ الله ). /ألنساء /34

. وكذا تدل هذه ألآيه في ثبوت نفقة ألزوجه على ألزوج .والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وأله الطاهرين .