تويت
اعوذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
نستكمل لكم شرح التجريد للشيخ الاستاذ
وبطريقة اخرى لو قال لأكذبنا غداً فهو اما ان يصدق بالوعد او يكذب بالوعد فاذا صدق بالوعد يعنى هذا انه كذب ويستلزم ان يكون ان يكون هذا الكذب حسن لأنه توقف على امر حسن وهو الصدق بالوعد فيلزم ان يكون الكذب حسن فنفك القبح عن الكذب
فاذا كذب بالوعد وخالف الوعد فيستلزم ان يكون الصدق قبيح لأنه توقف على مقدمة قبيحة وهي الكذب بالوعد فأيضاً انفك الحسن عن الصدق
اذن انتم تقولون ان الحسن والقبح ذاتيان للأفعال والذاتي لا يتخلف ولا ينفك ونحن وجدننا رئين في هذين المثالين انفكت عن الافعال الصدق المستلزم لقتل الانبياء والشبهة الثانية لأكذبنا غداً
الجواب:
جواب واحد لكلا الشبهتان
الكذب يبقى قبيح دائماً والصدق يبقى دائماً حسن ولكن يكون في بعض الاحيان تزاحم فيقدم اهون القبيحان
ففي مثالكم السابق في قضية قتل النبي ارتكاب الكذب قبيح حتى وان كان لأنجاء الانبياء من القتل ليس حسن فحتى النافع منه هو قبيح وعلى هذا المبنى سلمنا ان الحسن والقبح ذاتي لكن هذا قبيح واذا صدقنا فانه سوف يستلزم قتل النبي وهو اقبح فالأمر دائر بين فعل قبيح وفعل قبيح اخرى فنختار اهون القبيحان وهو الكذب المهم ان الكذب لم ينفك عن القبح وهذا هو المهم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهري
والعنة على اعدائهم اجمعين الى يوم الدين