بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد
هناك من اورد شبهة على عدم وجود وصية من قبل الرسول بامامة امير المؤمنين (عليه السلام )
نص الشبهة
"وهو -أي عدم وجود وصية من النبي لعلي بالخلافة- ما يفسر احجام الامام علي عن المبادرة الى اخذ البيعة لنفسه بعد وفاة الرسول ، بالرغم من الحاح العباس بن عبد المطلب عليه بذلك ، حيث قال له : " امدد يدك ابايعك ، وآتيك بهذا الشيخ من قريش - يعني ابا سفيان - فيقال :" ان عم رسول الله بايع ابن عمه " فلا يختلف عليك من قريش احد ، والناس تبع لقريش " . فرفض الامام علي ذلك .
وقد روى الامام الصادق عن ابيه عن جده : انه لما استخلف ابو بكر جاء ابو سفيان الى الامام علي وقال له : أرضيتم يا بني عبد مناف ان يلي عليكم تيم ؟ ابسط يدك ابايعك ، فوالله لأملأنها على ابي فصيل خيلا ورجالا ، فانزوى عنه وقال : ويحك يا ابا سفيان هذه من دواهيك ، وقد اجتمع الناس على ابي بكر. ما زلت تبغي للاسلام العوج في الجاهلية والاسلام ، ووالله ما ضر الاسلام ذلك شيئا … ما زلت صاحب فتنة." .
الرد على الشبهة
أحجم الإمام علي (عليه السلام) عن اخذ البيعة من العباس أو من أبي سفيان لان دافعهما في عرض النصرة والبيعة للإمام علي (عليه السلام) هو العصبية القبلية وليس النص ، مضافا الى ان الإمام علي (عليه السلام) ينظر في تصديه للحكم إلى بيعة ذوي السابقة من المهاجرين والأنصار ممن سمع النص ووعاه وان تكون في المسجد على مشهد من عامة الناس لا خفية .
أما الرواية التي نسبها إلى الإمام الصادق (عليه السلام) وهي قوله : (انه لما استخلف ابو بكر جاء ابو سفيان الى الامام علي(عليه السلام) وقال له : أرضيتم يا بني عبد مناف ان يلي عليكم تيم ؟ ابسط يدك ابايعك ، فوالله لأملأنها على ابي فصيل خيلا ورجالا ، فانزوى عنه وقال : ويحك يا ابا سفيان هذه من دواهيك ، وقد اجتمع الناس على ابي بكر . ما زلت تبغي للاسلام العوج في الجاهلية والاسلام ، ووالله ما ضر الاسلام ذلك شيئا … ما زلت صاحب فتنة) فهي رواية موضوعة رواها القاضي عبدالجبار المعتزلي في كتابه "المغني" ص 289 وذلك لان عرض أبي سفيان على علي (عليه السلام) إنما كان في بدء أمر السقيفة وامتناع بني هاشم مع عدد من المهاجرين في المدينة ، وآخرين خارج المدينة منهم مالك بن نويرة وقومه وليس بعد اجتماع الناس على ابي بكر .
أما مسلكه (عليه السلام) في البيعة لجهاد أهل السقيفة فهو ان يكون المبايعون له اربعين مجتمعين ذوي عزم أي ذوي ثبات وصبر في إيمانهم ولم يكن أبو سفيان منهم ، والعباس نفر واحد لا تتحقق به بيعة كهذه ، مضافا الى الأساس القبلي الذي انطلقا منه وعلي لا يقبله .