بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
نكمل بأذن الله تعالى شرح معنى حديث الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله)((حسين مني وانا من حسين ))وصل كلامنا الى استغلال ابي سفيان الفرص لكي ينتقم الاسلام الذي اذلة جبروته وطغيانه الذي كان يمارسه على قومه في قريش واول فرصة حاول الأنتقام بها عندما جاء الى الامام علي (عليه السلام )وقال له انا امدك بالخيل والرجال لكي تأخذ القيادة وهو كان يقصد الفتنة لشق الاسلام والانتقام لنفسه وغروره الذي اهلكه الى جهنم ان شاء الله لكن امير المؤمنين يعلم ان ابي سفيان لا يحب الاسلام بل يكرهه لانه في احدى المرات في حديثه مع ابي طالب عم النبي محمد ( صلى الله عليه واله ) قال له ابي سفيان لقد امرة محمد صبيك عليك ويقصد هنا امير المؤمنين لانه كان في بداية دعوة الاسلام صغير فان ابي سفيان كان حاقدا على امير المؤمنين منذ بدء الاسلام .اللهم صل على محمد وال محمد
وتشاء الظروف كما هو مخطط لها أو كما جرت انذاك بأن يتسلَّم معاوية خلافة المسلمين، وهو من هو، يحمل ثارات رهطه ضد الإسلام ويتحين الفرصة تلو الفرصة للوصول إلى ذلك، وقد لاحت أمامه فتلقَّفها وتمسَك بها وشرع يستغل كل إمكانيات الدولة الإسلامية من أجل تحقيق الهدف الذي لم يستطع أبوه بلوغه من قبل، فقتل أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) من أمثال حجر بن عدي وابنه وغيرهما وشرد الاخرين في بلاد المسلمين خائفين على أنفسهم من الموت والقتل، ولاحق كل أتباع أمير المؤمنين (عليه السلام) في كل مكان، وابتدع سب أمير المؤمنين (عليه السلام) من على منابر الإسلام لتركيز ذلك في أذهان الأجيال الإسلامية، كل ذلك كمقدّمات ضرورية لنيل مراده الأقصى وهو إعادة الناس إلى الجاهليَّة وزمن عبادة الأوثان والأصنام وإعادة أمجاد بني أميَّة الغابرة.
ويصل معاوية عليه العنة الى الهلاك لكنه لم يحقق هدف ابائه من النيل من الاسلام رغم مافعل من حربه على الامام الحسن بن علي (عليه السلام)وأتبعها بمؤامرته ضد الصلح مع الإمام الحسن عليه السلام حيث اعتبره لاغياً، وأغرى زوجته بالمال والزواج من ولده "يزيد" عليه اللعنة فدست السم للإمام الحسن( عليه السلام) فمات منه، وأخذ البيعة من رؤوس الصحابة والتابعين لولده الفاسق الفاجر ليطمئن إلى الخليفة الذي يكمل تنفيذ المخطط الشيطاني الجهنمي الذي قطعوا شوطاً بعيداً للوصول إليه.
وهكذا قد تسلم اللعين يزيد الفاسق الفاجر شارب الخمر الخلافة الاسلامية لينشر الفساد والفجور ويشوه الاسلام كما خطط ابه وجده والمسلمين يرون ويسمعون دون كلام وتدخل لانقاذ الاسلام من يد هذا الفاجر اللعين وعلى عكس والده الذي كان يراعي ولو جزئياً بعض المظاهر التي توحي للمسلمين بأنه لا يخالف حكم الإسلام.
الى هنا وصلت الأمور، فالخطر على الإسلام كبير جداً وهو قريب، والمجال للمناورة صار ضيقاً لأن يزيداً كان يشعر بأن الإمام الحسين (عليه السلام) ما زال العقبة الكبيرة التي ينبغي التخلص منها لكي تستتب له الأمور توصُّلاً إلى هدف الاباء والأجدادوبدء اللعين الماكر شارب الخمر بعد العدة لكي يتخلص من الحسين (عليه السلام) واول شئ سعى اليه اخذ البيعة من الامام الحسين (عليه السلام ) وقال الى عامله في المدينة اذا امتنع الحسين من البيعة اقتله وبدء الحسين (عليه السلام ) يعد العدة
لكي يقارع ويقاتل هذا الفاسق الذي حرف الدين عن مجراه .
والحمد لله ان شاء الله نكمل الموضوع في الحلقة الثالثة ونسئل الله التوفيق للجميع .