بسم الله الرحمن الرحيمبماذ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين .
وبعد :
من الروايات التي تشير الى اهتمام النبي صلى الله عليه واله بالامام علي عليه السلام وأنه هو المكلف الوحيد لحفظ هذه الامة من الضياع وهو مستودع هذه الامة الوصي الذي يحمل اعبائها ، هذه الرواية التي تشير الى ان النبي صلى الله عليه واله حمّل الامام علي عليه السلام هذا العهد الإلهي العظيم ، فهي تقول ان هناك : « سبعين عهداً لم يعهدها إلى غيره »
وقد وردة هذه الرواية في كتب العامة وهي من الروايات المقبولة عندهم فهي حسنة رجالها ثقاة فهل عملوا بها ؟؟؟
:::: قال ابن أبي عاصم : حدثنا أحمد بن الفرات ، حدثنا سهل بن عبدويه ، حدثنا عمرو بن أبي قيس ، عن مطرف ، عن المنهال ، عن التميمي ، عن ابن عباس قال : كنا نتحدث أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عهد إلى علي ( عليه السلام ) سبعين عهداً لم يعهده إلى غيره . !!!!!
مرتبة الرواية :
سند حسنٌ ، رجاله ثقات .
* أحمد بن الفرات : هو بن خالد الضبي ، أبو مسعود الرازي ، مجمع على حفظه ووثاقته ، قال أحمد : ما تحت أديم السماء أحفظ لاخبار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من أبي مسعود ، وقال الذهبي : أحمد بن الفرات ، أبو مسعود الرازي ، الحافظ الثقة ، ذكره ابن عدي فأساء ، فإنه ما أبدى شيئاً غير أن ابن عقدة روى عن ابن خراش - وفيهما رفض وبدعة - قال : إن ابن الفرات يكذب عمداً ، وقال ابن عدي : لا أعرف له رواية منكرة ، قلت - الذهبي - : فبطل قول ابن خراش ، قال أبو الشيخ : توفى سنة 258 ، من الحفاظ الكبار
صنف المسند والكتب الكثيرة ( [1] ) .
* سهل بن عبدويه : هو السندي بن عبدويه ، ويقال : عبد ربه ، قال الحافظ ابن حجر : من أهل الري ، روى عنه محمد بن حماد الطهراني ، وأخرج له أبو عوانة في صحيحه ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال يغرب ، وذكره ابن أبي حاتم وقال : يقال اسم أبيه عبد الرحمان ويكنى هو أبا الهيثم ، وكان قاضياً على همدان ، قال : رأيته ولم أكتب عنه ، قال - أبو حاتم - : قال أبو الوليد الطيالسي : لم أر بالري أعلم بالحديث من رجلين : من قاضيكم يحيى بن الضريس ، ومن الزائد الأصبع السندي بن عبدويه ( [2]) .
* عمرو بن أبي قيس : هو الرازي الأزرق ، قال عبد الصمد المقرئ : دخل الرازيون على الثوري ، فسألوه الحديث ، فقال : أليس عندكم الأزرق ، ووثقه ابن معين ، وقال أبو داود : لا بأس به ، في حديثه خطأ ! وقال البزار : مستقيم الحديث ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الذهبي وابن حجر : صدوق له أوهام ، استشهد به البخاري ورى عنه الأربعة ( [3]) .
* مطرف : هو بن طريف الحارثي ، أبو عبد الرحمان الكوفي ، وثقه أحمد وأبو حاتم وابن معين وابن سفيان ، وقال العجلي : صالح الكتاب ، ثقة في الحديث ما يذكر عنه إلا خير في المذهب ، وقال يعقوب بن شيبة : ثقة
ثبت ، وقال ابن حجر في التقريب : ثقة فاضل ، مات سنة 143 ( [4] ) .
* المنهال : هو بن عمرو الأسدي ، الكوفي ، قال أحمد : ترك شعبة المنهال على عمد ، قال ابن أبي حاتم : لأنه سمع من داره صوت قراءة بالتطريب ! ! ! قال وهب عن شعبة : أتيت منزل منهال فسمعت منه صوت الطنبور ، فرجعت ولم أسأله ، قلت : فهلا سألته عسى كان لا يعلم ، وثقه ابن معين والنسائي والعجلي ، وقال الدارقطني : صدوق ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال ابن حجر : صدوق ربما وهم ، روى له البخاري والأربعة ( [5] ) .
* التميمي : هو أربد البصري ، صاحب التفسير ، كان يجالس ابن عباس ، قال العجلي : تابعي كوفي ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وظلمه الحافظ ابن حجر بقوله : « صدوق » ( [6] ) ، لعدم جرحه أصلا ، ومن قال بأنه مجهول ، أي مجهول الاسم لا الحال ، إذ يكفي توثيق العجلي له ، وذكر ابن حبان له في الثقات .
تخريج الرواية :
قال الطبراني : حدثنا محمد بن سهل الصباح الصفار الأصبهاني ، حدثنا أحمد بن الفرات الرازي ، حدثنا سهل بن عبد ربه . . . الحديث ( [7] ) .
والسند كسابقه : محمد بن سهل الصباح ، ذكره ابن حبان فقال : يكنى أبا
جعفر ، وكان معدلاً ، أروى الناس عن أبي مسعود ، عنده المسند والمصنفات ، وكان أبو مسعود موجباً له ، عرض علينا يوماً مسند بن عمر بخط أبي مسعود كتبه له ، توفي سنة 313 ( [8] ) .
قال أبو نعيم : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، حدثنا أحمد بن محمد الحمال ، حدثنا أبو مسعود - أحمد بن الفرات - حدثنا سهل بن عبد ربه ، حدثنا عمرو بن أبي قيس . . . الحديث ( [9] ) .
مع الألباني
قال الألباني تعليقاً على الرواية : إسناده فيه ضعف وجهالة ! ! ! ، والحديث منكر ، كما قال الذهبي ، وفي الصحيحين ما يخالفه من رواية علي نفسه - رضي الله عنه - ( [10] ) .
وجوابه : روى مسلم بعدة أسانيد عن عبيدة عن علي ( عليه السلام ) قال : ذكر الخوارج ، فقال فيهم رجل مخدج اليد أو مودن اليد ، أو مثدون اليد ، لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد الله الذين يقتلونهم على لسان محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : قلت : أنت سمعته من محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، قال : إي ورب الكعبة ، أي ورب الكعبة ، أي وربّ الكعبة ( [11])
وروى مسلم في بسنده عن زر قال : قال علي : والذي فلق الحبة وبرأ
النسمة إنه لعهد من النبي الأمي ( صلى الله عليه وآله ) إليّ : أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ( [12] ) .
قلت : والاصرار وبذل الجهد العلمي في تضعيف والخدشة في الأسانيد التي تروي فضائل الإمام علي عليه السلام ، هو أمارة على عدم حبّه عليه السلام ومتابعته .
وعليه : فتضعيف الألباني للسند كما ترى ! ! ! وحكمه تقليداً للحافظ الذهبي - المعروف بنصبه - أن الحديث منكر ، لما روي في صحيح البخاري ومسلم . . . أيضا كما ترى ! ! ! إذ ما أكثر ما عهده النبي الأمي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) ، وليخسأ النواصب الذين يضعفون هذه الروايات الصحيحة الصريحة بانهم منافقون حقيقة حاقدون ولاننسى بانهم خريجي تلك المدرسة التي حاربة الدين قرابة ثلاثة وعشرين سنة ثم دخلوا الى الدين وقد تعاهدوا ما ان مات النبي صلى الله عليه واله اخذوا هذا الأمر من اهل بيته ، ألا وهم بني امية قساة القلوب ومنافقوا هذه الأمة ....
[1] - تهذيب الكمال : 1 / 422 رقم 88
[2] - لسان الميزان : 3 / 116 رقم 392 * الجرح والتعديل : 4 / 318 رقم 1388
[3] - تهذيب الكمال : 22 / 203 رقم 443
[4] - تهذيب الكمال : 28 / 68 رقم 6000 .
[5] - تهذيب الكمال : 28 / 568 رقم 6210
[6] - تهذيب الكمال : 2 / 310 رقم 297 * تقريب التهذيب : 1 / 73 رقم 297
[7] - لمعجم الصغير : 2 / 69 * ذكر أخبار إصبهان للحافظ الأصبهاني : 2 / 255 ، عن الطبراني * تاريخ دمشق : 42 / 391 عن الطبراني .
[8] - طبقات المحدثين بأصبهان : 3 / 603 * ذكر أخبار إصبهان للحافظ الأصبهاني : 2 / 255 .
[9] - حلية الأولياء : 1 / 68 * موضح أوهام الجمع والتفريق : 2 / 139
[10] - كتاب السنة لابن أبي عاصم : 550 رقم 1186 .
[11] - صحيح مسلم : 3 / 114
[12] - صحيح مسلم : 1 / 60 .