إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

*****خير نساء النبي صلى الله عليه واله أم المؤمنين خديجة عليها السلام *****

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • *****خير نساء النبي صلى الله عليه واله أم المؤمنين خديجة عليها السلام *****



    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وحبيب اله العالمين محمد واله الطاهرين.
    وبعد :
    كان رسول الله ( صلى الله عليه واله ) يفضل خديجة على كافة أزواجه من جهات عديدة توجب عليه ذلك التفضيل وهي كونها أم أولاده ، ومنها انحصر بقاء ذريته بالإضافة إلى كونها أول امرأة آمنت به وصدَّقته وصلّت معه كما مر تحقيقه .

    ثم ما كانت تقوم به من تفريج همومه وتسليته حتى قال ابن إسحاق : كان رسول الله ( صلى الله عليه واله ) لا يسمع شيئاً يكرهه من ردٍ عليه ، وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله عنه بخديجة ( رضي الله عنها ) إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه ، وتهون عليه أمر الناس ، وما زالت على ذلك حتى لحقت بربها . ([1])
    ثراؤها وبذلها الأموال لنشر الدعوة الإسلامية
    ثم ما بذلته من أموالها الطائلة في سبيل نشر دعوته الحقة ، الأمر الذي أشار إليه القرآن المجيد وجعله نعمة عظمى أنعم الله بها عليه بقوله مخاطباً له " وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى " [ الضحى / 8 ] . فقد ذكر الكثير من المفسرين أن المراد من هذه الآية الكريمة : أي وجدك فقيراً فأغناك بأموال خديجة أولاً ، وبالغنائم الكثيرة وغيرها ، ثانياً وحتى ورد أنه : إنما قام الإسلام بأموال خديجة وسيف علي بن أبي طالب .([2])
    مكانتها عند النبي ( صلى الله عليه واله )
    ولذلك وغير ذلك كان رسول الله ( صلى الله عليه واله ) يرى لخديجة المكانة العظمى والمنزلة السامية ويظهر لها ذلك في حياتها ، وأظهر ذلك بعد وفاتها مما لم يظهر تلك المنزلة لواحدة من أزواجه .
    حتى روت الصحاح والسنن والمسانيد والمؤرخون والمحدثون عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت : كان رسول الله ( صلى الله عليه واله ) لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت : هل كانت إلا عجوزاً ، فقد أبدلك الله خيراً منها ، فغضب حتى أهتز مقدم شعره من الغضب ، ثم قال : لا والله ما أبدلني خيراً منها ، آمنت
    بي إذ كفر الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء .
    ووردت بهذا المعنى عن عائشة ، وعن غيرها أحاديث كثيرة تؤيد بعضها بعضاً . ( [3])
    مكانتها عند الله تعالى
    وما كانت هذه المنزلة السامية لخديجة عند رسول الله ( صلى الله عليه واله ) لمجرد عاطفة ، وميلان نفسي ، بل إنما كانت باستحقاق لتفردها عن جميع نساء زمانها في اتصافها بكل فضل وفضيلة .
    إذ من المعلوم أن النبي ( صلى الله عليه اله) لا يحابي أحداً ، ولا يعطي المنزلة السامية إلا لمن يستحقها ، ومنزلتها هذه عند النبي ( صلى الله عليه واله ) الصادق الأمين مستمدة من منزلتها الرفيعة عند الله تعالى وعظيم مقامها لديه ، حتى أن الله تعالى بعث إليها سلاماً خاصاً على لسان النبي ( صلى الله عليه واله ) . فقد روى العياشي في تفسيره من طرق عديدة عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) أنه قال : حدث أبو سعيد الخدري أن رسول الله ( صلى الله عليه واله ) قال : إن جبرئيل قال لي ليلة الإسراء حين رجعت وقلت يا جبرئيل هل لك من حاجة ؟ قال : حاجتي أن تقرأ على خديجة من الله ومني السلام ، وأنها قالت حين أبلغها رسول الله ( صلى الله عليه واله ) السلام من الله وجبرئيل : إن الله هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام وعلى جبرئيل السلام . ( [4])
    رب العزة يبعث السلام مراراً إلى خديجة
    ويظهر من الأخبار أن الله بعث إليها السلام مراراً عديدة لا مرة واحدة ، فقد روى ابن حجر العسقلاني في ( الإصابة ) نقلاً عن ( صحيح مسلم ) من حديث أبي زرعة عن أبي هريرة أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه واله ) أتاني جبرئيل فقال يا رسول الله هذه خديجة أتتك ومعها إناء فيه طعام وشراب فإذا هي أتتك فأقرأ عليها من ربها السلام ومني .
    وروى العسقلاني أيضاً بمعناه عن أبي السني عن خديجة نفسها وقال : أخرجه النسائي ، والحاكم من حديث أنس . ([5])
    وقال ابن عبد البر في ( الاستيعاب ) وروي من وجوه أن النبي ( صلى الله عليه واله ) قال يا خديجة أن جبرئيل يقرؤك السلام ، ثم قال : وبعضهم يروي هذا الخبر أن جبرئيل قال : يا محمد أقرأ على خديجة من ربها السلام . فقال النبي ( صلى الله عليه واله ) يا خديجة هذا جبرئيل يقرؤك السلام من ربك . فقالت خديجة : الله هو السلام ، ومنه السلام ، وعلى جبرئيل السلام .
    بيتها في الجنة وصفته
    ومن عظيم منزلتها عند الله تعالى أنه بشرها على لسان رسوله ( صلى الله عليه واله ) فيما أوحاه إليه ببشارة خاصة ببيت لها في الجنة .
    وقد اشتهر ذلك واستفاض ، وجاء مروياً في الصحاح ، والسنن والمسانيد ، واللغة من طرق الفريقين عن عدة من الصحابة والقرابة عن
    عائشة وعن خديجة نفسها رضوان الله عليها، وعن أبي هريرة ، وعن عبد الله بن جعفر الطيار ، وعن عبد الله بن أبي أوفى ، وأكثرهم أرسلوه إرسال المسلمات . قال ابن حجر في ( الإصابة ) : وفي الصحيحين عن عائشة أن رسول الله ( صلى الله عليه واله ) بشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب .
    ورواه من طريق آخر عن خديجة نفسها . وقال : أخرجه ابن السني بسند له ، كما رواه أحمد بن حنبل في ( مسنده ) بسنده من طرق منها عن عبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن أبي أوفى ، أنهما قالا : قال رسول الله ( صلى الله عليه واله ) : أمرت أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب . ( [6] )
    وجاء في تفسير الحديث : القصب ما كان مجوفاً كالأنابيب ، ومستطيلاً مكوناً من ذهب ومرصعاً بالجوهر والدر الرطب والزبرجد الرطب ، أو يكون من الجوهر ومرصع بأنواع الدر والزبرجد والياقوت .
    والصخب : هو شدة الصوت من الضجة واضطراب الأصوات والتصايح ، والنصب هو العناء والتعب . ولقد نظم الحديث الحر العاملي صاحب ( الوسائل ) في منظومته حيث قال :
    أبان عنه بذلها وفعلها لا صخب فيه لها ولا نصب عن النبي المصطفى المطهر .
    زوجاته خديجة وفضلها لها من الجنة بيت من قصب وهذه صورة لفظِ الخبر .
    وبالإجماع خديجة كما عبر عنها النبي ( صلى الله عليه واله ) بقوله : خير نسائها خديجة بنت خويلد ، وخير نسائها مريم بنت عمران . ( [7] )
    وهذا الحديث روته الصحاح والسنن ، ويقول بعض الشراح : إن الضمير في قوله ( خير نسائها ) يعود إلى الأرض ( أي خير نساء الأرض ) وفسروه بأن كلاً من مريم وخديجة هي خير نساء الأرض في زمانها وعصرها .
    وفاتها ووصاياها
    وما زالت خديجة قائمة في شؤون رسول الله ( صلى الله عليه واله ) باذلة له كل ما تقدر عليه من الخدمة ، ومشاركة له في جهاده وجهوده في الدعوة إلى الله تعالى وإلى دينه القويم ، ومواسية له في كافة المحن والنوائب حتى لحقت بربها صابرة مجاهدة ومؤازرة مواسية . وكانت وفاتها في السنة العاشرة من البعثة في اليوم العاشر من شهر رمضان .
    على ما نص عليه السيد محسن العاملي في كتابه ( مفتاح الجنات ) ج 3 ص 256 .
    روى أخطب خوارزم الحنفي في كتابه ( مقتل الحسين ) ج 1 ص 28 بسنده حديثاً طويلاً يتضمن دخول رسول الله ( صلى الله عليه واله ) على خديجة حينما حضرتها الوفاة وما بشرها به ( صلى الله عليه واله ) من البشائر العديدة التي ستقدم عليها ونحن نذكره مختصراً ، قال : دخل رسول الله ( صلى الله عليه واله ) على خديجة بنت خويلد امرأته وهي في حال الموت : فشكت إليه شدة كرب الموت فبكى رسول الله ( صلى الله عليه واله) ودعا لها ، ثم
    قال لها : أقدمي خير مقدم يا خديجة أنت خير أمهات المؤمنين وأفضلهن وسيدة نساء العالمين إلا مريم ، وآسية امرأة فرعون ، أسلمتك يا خديجة على كره مني وقد جعل الله للمؤمنين بالكره خيراً كثيراً ، إلحقي يا خديجة بأُمك حواء في الجنة ، وبأُختك سارة أُم إسحاق التي آمنت بالله جل جلاله . . . أقدمي يا خديجة على أختك أم موسى وهارون التي ربط الله على قلبها بالصبر لتكون من المؤمنين ، وأوحى الله إليها كما أوحى إلى الأنبياء والمرسلين . . . وأقدمي على أختك كلثم بنت عمران أخت موسى وهارون . . . وأقدمي على أختيك يا خديجة على آسية ومريم لا مثيل لهما من نساء العالمين ، وقد جعلهما الله مثلاً للذين آمنوا من الرجال والنساء يقتدي بهما كل مؤمن ومؤمنة . وإن ربي زوجنيهما ليلة أسري بي عند سدرة المنتهى فهما ضراتك يا خديجة . . . فضحكت خديجة وهي ثقيلة بالموت وقالت له : هنيئاً لك يا رسول الله بارك الله لهما فيك وبارك الله لك فيهما ، الحمد لله الذي أقر عينيك بهما ، وما هما ضرتاي يا رسول الله لأنه لا غيرة بيننا ولكنهما أختاي فقال النبي ( صلى الله عليه واله ) : هذا والله الحق المبين وتمام اليقين والفضل في الدين . . . الخ .
    وروى المازندراني الحائري في كتابه ( شجرة طوبى ) ص 22 ج 2 مرسلاً قال : ولما أشتد مرض خديجة قالت : يا رسول الله إسمع وصاياي : أولاً فإني قاصرة في حقك فأعفني يا رسول الله ، قال ( صلى الله عليه واله ) حاشا وكلا ما رأيت منك تقصيراً فقد بلغت جهدك وتعبت في داري غاية التعب ولقد بذلت أموالك وصرفت في سبيل الله جميع مالك . ثم قالت يا رسول الله الوصية
    الثانية أوصيك بهذه وأشارت إلى فاطمة فإنها غريبة من بعدي فلا يؤذيها أحد من نساء قريش .
    وأما الوصية الثالثة فإني أقولها لابنتي فاطمة وهي تقول لك فإني مستحية منك يا رسول الله ، فقام النبي ( صلى الله عليه واله) وخرج من الحجرة ، فدعت فاطمة وقالت لها : يا حبيبتي وقرة عيني قولي لأبيك : إن أمي تقول أنا خائفة من القبر . أريد منك رداءك الذي تلبسه حين نزول الوحي عليك تكفنني فيه فقالت ذلك لأبيها فسلم النبي ( صلى الله عليه واله ) الرداء إلى فاطمة وجاءت به إلى أمها فاسترت به سروراً عظيماً .
    فلما توفيت خديجة أخذ رسول الله ( صلى الله عليه واله ) في تجهيزها وغسلها وحنطها فلما أراد أن يكفنها هبط عليه الأمين جبرئيل وقال : يا رسول الله إن الله يقرؤك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك : إن كفن خديجة من عندنا فإنها بذلت مالها في سبيلنا ، ودفع إليه كفناً جاء به من الجنة ، فكفنها رسول الله ( صلى الله عليه واله ) بردائه الشريف أولاً وبما جاء به جبرئيل ثانياً . فكان لها كفنان كفن من الله وكفن من رسول الله ( صلى الله عليه واله ) .
    فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا .....


    [1] - راجع ( الإصابة ) ج 4 ص 273 وكتاب ( أهل البيت ) لتوفيق أبو علم ص 102 و ( الاستيعاب ) ج 4 ص 275 و ( البحار ) ج 16 ص 10 و ( كشف الغمة ) لعلي بن عيسى الأربلي ج 2 ص 137

    [2] -
    ( 1 ) راجع ( أعيان الشيعة ) للسيد محسن الأمين ج 2 ص 14 و ( شجرة طوبى ) للمازندراني ج 2 ص 20 وقد نسبه إلى النبي ( ص ) أنه قال : ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين مال خديجة وسيف علي ابن أبي طالب .

    [3] - اجع ( الاستيعاب ) لابن عبد البر في أحوال خديجة ج 4 ص 278 ، و ( الإصابة ) لابن حجر العسقلاني ج 4 ص 275 ، وفي معناه أحاديث كثيرة أخرجها البخاري في ( صحيحه ) ج 5 ص 48 ط مصر مصطفى البابي الحلبي ، ومسلم في ( صحيحه ) باب فضائل خديجة .

    [4] - راجع ( البحار ) ج 23 باب أن من اصطفاه الله من عباده وأورثه كتابه هم الأئمة ( ع ) ص 212 - 228

    [5] - راجع ( الإصابة ) ج 4 ص 274 وص 275 نقلاً عن ( صحيح مسلم ) ج 2 باب فضائل خديجة ونقلاً عن أبي السني والنسائي والحاكم .

    [6] - راجع ( الإصابة ) ج 4 ص 274 و ( كشف الغمة ) للأربلي ج 2 ص 133 وص 134 و ( البحار ) ج 16 ص 7 - 8 نقلاً عن الصحيحين البخاري ومسلم في صحيحه ج 2 ص 370 باب فضائل خديجة ، ومسند أحمد بن حنبل ج 3 ص 197 وابن السني والجواهري ، والطريحي في ( مجمع البحرين ) ص 128 و ( القاموس ) ج 1 ص 117 ، و ( شجرة طوبى ) للمازندراني ج 2 ص 20 ورواه البخاري في صحيحه ج 5 ص 48 ط الحلبي بمصر من طرق عديدة عن عائشة ، وعن أبي هريرة ، وعن عبد الله بن أبي أوفى . ورواه أخطب خوارزم الحنفي ج 1 ص 26 في ( مقتل الحسين ).

    [7] - الإصابة ) ج 4 ص 274 - 275 نقلاً عن ( صحيح البخاري ) ج 5 ص 47 ، و ( صحيح مسلم ) ج 2 ص 370 باب فضائل خديجة . وراجع ( كشف الغمة ) للأربلي ج 2 ص 133 نقلاً عن ( مسند أحمد بن حنبل ) وتجده في ( مسنده ) ط دار المعارف بمصر سنة = 1366 ه‍ 1947 م ج 2 ص 56 رقم 640 وص 938 ، وص 251 رقم 1109 وص 289 رقم 1211 بشرح أحمد محمد شاكر . و ( البحار ) للمجلسي ج 16 ص 7 .



    التعديل الأخير تم بواسطة سيد علاء العوادي ; الساعة 22-04-2014, 11:19 AM. سبب آخر:
    قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله)
    {
    من كنتُ مولاه فهذا عليٌ مولاه اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله }


  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد

    الاخ الفاضل ( خالد الاسدي ) احسنتم في ميزان اعمالكم
    ...عظيمة طاهرة نقية ، سيدة ارتبط اسمها باسم أعظم العظماء وسيد المرسلين والأنبياء , أشرف الخلق وأحبّهم إلى الله تعالى محمّد (صلّى الله عليه وآله) , فكانت له شريكاً بالحب والمعاناة , خفّفت عنه الآلام والمواجع , ساندته في تبليغ شرائع الرحمن وإعلان رسالة التوحيد , فاستحقّت أن تكون اُمّ المؤمنين الذين تفاخروا بها وبعظمتها , سيدة أعطت ما أعطت فاستحقت أن يخلّدها التاريخ ويذكر تضحياتها , ويكتب اسمها بكلمات من ذهب برّاق ؛ لتكون طريقاً وقدوة لكلِّ المؤمنات , تلك هي اُمّ المؤمنين وزوجة سيد المرسلين (صلّى الله عليه وآله) خديجة بنت خويلد (عليها السّلام)
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وال محمد
    رحم الله من يهدي ثواب الفاتحة الى اهل البيت وشيعتهم
    لا خير في لذة من بعدها النار

    تعليق

    يعمل...
    X