إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حديث السفينة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حديث السفينة

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

    الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
    وممّا يغوص بنا إلى الاتباع الحقيقي لأهل البيت (عليهم السلام) ويجعل المؤمن اكثر انقطاع وانصياعاً إليهم: قول رسول الله (صلى الله عليه وآله)واصفا اهل بيته بسفينة الانقاذ من الغرق المحتم حيث قال (صلى الله عليه وآله) : « ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق. أخرجه الحاكم بالأسناد إلى أبي ذرّ في مستدركه ،ج3 ص151 ».
    وقوله (صلى الله عليه وآله) : إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق ، وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له ».« أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي سعيد ، وهذا هو الحديث 18 من الأربعين ، الخامسة والعشرين من الأربعين أربعين للنبهاني ، ص216 من كتابه الأربعين أربعين حديثاً ».
    وإنّ من رواة حديث السفينة من كبار أئمّة حديثهم وحفاظهم كثيرون ، و أشهرهم :
    1 ـ أحمد بن حنبل ، إمام الحنابلة.
    2 ـ شمس الدين الذهبي ، في « الميزان » بترجمة : الحسن بن أبي جعفر الجفري.
    3 ـ ابن حجر العسقلاني ، في « المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية».
    4ـ أبو بكر الخطيب البغدادي ، في « تاريخ بغداد ».
    5 ـ الفخر الرازي ، في « تفسيره » الكبير ، بتفسير آية المودّة.
    6 ـ مسلم بن الحجّاج ، صاحب الكتاب « الصحيح » عندهم.
    7 ـ أحمد بن عبد الخالق البزّار ، في « المسند ».
    ومنهم من ينصّ على صحّة الحديث:
    قال الحاكم النيسابوري بعد أن أخرجه مستدركه على الصحيحين 2 : 343: « هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه »).
    وقال ابن حجر المكّي في الصواعق المحرقة : 234: « وجاء من طرق عديدة يقوّي بعضها بعضاً : إنّما مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح ، من ركبها نجا. وفي رواية مسلم : ومن تخلّف عنها غرق. وفي رواية : هلك. وإنّما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطّة في بني إسرائيل ، من دخله غفر له الذنوب ».
    وغيرهم كثيرين .
    (وقال العجيلي الشافعي في ذخيرة المآل): " المقرر أن مودة القربى وموالاتهم من العقائد اللازمة والاعتزاء إليهم والاقتداء بهم هو مذهب إمامي ( يعني الشافعي لأنه كان شافعيا ) الذي قلدته في شرائع دينه وبدائع فنونه ، فاندراجي في حلة الاتباع هو الشاهد لصدق التقليد عند النزاع ، وكيف وأنا أصلي عليهم في كل فرض فرضا لازما وأسأل الهداية إلى صراطهم المستقيم في كل يوم خمس مرات ، وهم حبل الاعتصام وسفينة النجاة ، فهل يحسن أن أوثر بهم أحدا ، أو أستبدل بهم ملتحدا كلا والله بل المزاحمة على هذا المورد العذب سبيلي ، والعض بالنواجد على تلك السنن اعتقادي وقيلي ".
    وقد جاء في ما هو رابط بين حديث الثقلين وحديث السفينة: حيث قال السمهودي وغيره ، فمن حفظ الحرمات الثلث ، حرمة الاسلام وحرمة النبي صلى الله عليه وآله وحرمة أهل بيته فقد ركب في سفينة النجاة ، ومن لم يحفظهن فقد تخلف عن سفينة النجاة ( قال ) ومحصل حديث السفينة : وإني تارك فيكم ( الحديث ) . الحث على التعلق بحبلهم وحبهم وعلمهم والاخذ بهدى علمائهم ، ومحاسن أخلاقهم وشيمهم فمن اخذ بذلك نجا من ظلمات المخالفة ، وأدى شكر النعمة ، ومن تخلف عنهم غرق في بحار الكفر وتيار الطغيان فاستوجب النيران ".
    وأما الجانب الادبي فله من الشواهد التي نص عليها. فان الادب الشعر منذُ العصر القديم والى يومنا هذا له الباع في رسم الصورة التاريخية للأحداث الجارية في مختلف المجالات من تلك الاحداث هو الحدث الاكبر والاهم بالنسبة لبناء كيان الامة بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله) حيث جسد كل ما ود من آيات وروايات لبيان المراد فيه الحقيقة.
    وقال عمرو بن العاص في مدح أمير المؤمنين عليه‌السلام :
    « هو النبأ العظيم وفلك نوح وباب الله وانقطع الخطاب »
    في قصيدة نسبها إليه جماعة من علماء أهل السنة ، منهم : أبو محمد الحسن ابن أحمد بن يعقوب الهمداني اليمني في كتاب ( الإكليل ) وجمال الدين المحدّث الشيرازي في ( تحفة الأحباء في مناقب آل العباء ).
    قال أبو محمد الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني اليمني : « روى أن معاوية بن أبي سفيان قال يوما لجلسائه : من قال في علي على ما فيه فله البدرة؟ فقال كل منهم كلاما غير موافق من شتم أمير المؤمنين إلاّ عمرو بن العاص ، فإنه قال أبياتا اعتقدها وخالفها بفعاله :
    بآل محمد عرف الصواب وفي أبياتهم نزل الكتاب
    وهم حجج الإله على البرايا بهم وبجدّهم لا يستراب
    ولا سيّما أبي حسن علي له في المجد مرتبة تهاب
    إذا طلبت صوارمهم نفوسا فليس بها سوى نعم جواب
    طعام حسامه مهج الأعادي وفيض دم الرقاب لها شراب
    وضربته كبيعته بخم معاقدها من الناس الرقاب
    إذا لم تبرّأ من أعداء علي فما لك في محبته ثواب
    هو البكّاء في المحراب ليلا هو الضحّاك إن آن الضرّاب
    هو النبأ العظيم وفلك نوح وباب الله وانقطع الجواب
    فأعطاه معاوية البدر وحرم الآخرين » لكنهم اختلفوا في هذا الاستشهاد هل ان القصيدة إلى عمرو بن العاص. أم انها إلى الناشئ الصغير المتوفى سنة ٣٦٥ وهي ٣٢ بيت ، قال صاحب الغدير : وهو الأصح.
    ومن الشواهد ايضا ما نقل عن الشافعي في خصوص هذا الحديث في أبيات له رواها العجيلي حيث قال :
    ولمّا رأيت الناس قد ذهبت بهم مذاهبهم في أبحر الغيّ والجهل
    ركبت على اسم الله في سفن النّجا وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل
    وأمسكت حبل الله وهو ولاؤهم كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل
    إذا افترقت في الدين سبعون فرقة ونيفا على ما جاء في واضح النقل
    ولم يك بناج منهم غير فرقة فقل لي بها ذا الرجاحة والعقل
    أفي الفرقة الهلاك آل محمد؟ أم الفرقة اللاتي نجت منهم؟ قل لي
    فإن قلت في الناجين فالقول واحد رضيت بهم لا زال في ظلهم ظلّي
    رضيت عليا لي إماما ونسله وأنت من الباقين في أوسع الحل .تذكرة الحفاظ ١ / ٣٢٩.
    قل للمغيب تحت أطباق الثرى إن كنت تسمع صرختي و ندائيا
    صبت علي مصائب لو أنها صبت على الأيام صرن لياليا
    ************
    السلام عليكِ يا أم أبيها
يعمل...
X