آية الولاية ( انما وليكم )

[الحسيني العاشق]

بسم الله الرحمن الرحيم

***********************************

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين

قال الله تعالى في كتابه الكريم {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [المائدة: 55] .

سبب نزول الآية

********************

وقع الخلاف بين الفريقين بشان نزول الآية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ} فيمن كانت , فالشيعة الامامية يقولون بانها نزلت في علي عليه السلام وهذه الآية من الآيات التي يستدل بها الشيعةعلى إمامة أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليه السلام , حيث اجمعت الشيعةالامامية بانها نزلت في علي عليه السلام عندما كان يصلي في المسجد فدخل سائل يسال فأشاراليه امير المؤمنين بيده وهو راكع واعطاه خاتمه فنزلت الآية {إِنَّمَاوَلِيُّكُمُ}. ومن جملة من روى في سبب نزول هذه الآية العلامة المجلسي في بحار الأنوار - ج22 قال : ( عن علي بن محمد الكاتب، عن الحسن بن علي الزعفراني عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن علي، عن العباس بن عبد الله العنزي عن عبدالرحمن بن الاسود اليشكري، عن عون بن عبيد الله، عن أبيه عن جده أبي رافع قال: دخلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله)يوما وهو نائم وحية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظ النبي (صلى الله عليه وآله) فظننت أنه يوحى إليه، فاضطجعت بينه وبين الحية، فقلت: إن كان منها سوء كان إلي دونه، فمكثت هنيئة فاستيقظ النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يقرء: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا } حتى أتى على آخرالآية، ثم قال: (الحمد لله الذي أتم لعلي نعمته، وهنيئا له بفضل الله الذي آتاه ).

اسناد خبر نزول آية الولاية في علي عليه السلام

************************************************** ****

في تفسير ابن ابي حاتم في الحديث رقم 6551 قال : حدثنا أبو سعيد الاشج ثنا الفضل بن دكين أبونعيم الاحوال ، ثنا موسى بن قيس الحضرمي عن سلمة بن كهيل قال : تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون .ومن الملفت للنظر ان ابن تيمية عندما يذكر تفسير ابن ابي حاتم يقول عنه انه من اصح التفاسيروليس فيه اي خبر موضوع مما يعني ان خبر نزولها في علي عليه السلام خبر صحيح عندهم.ورجال هذا الحديث ثقاة عند العامة وكما يأتي :
· أبو سعيد الاشج ( وثقه ابن حجر).
· الفضل بن دكين (قال عنه ابن حجر ثقة ثبت , وقال عنه الذهبي بانه الحافظ).
· موسى بن قيس الحضرمي ( قال عنه ابن حجر صدوق رمى بالتشيع, والذهبي قال ثقة شيعي).
· سلمة بن كهيل (قال عنه ابن حجر ثقة , وقال الذهبي عنه ثقة ، من علماء الكوفة).

و نقل الحاكم النيسابوري في كتابه معرفة علوم الحديث في سبب نزول هذه الآية هذا الحديث : حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار قال ثنا أبو يحيى عبد الرحمن بن محمد بن سلام الرازي بإصبهان قال ثنا يحيى بن الضريس قال ثنا عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن علي بن أبي طالب قال ثنا عن أبيه عن جده عن علي قال : [ نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه و سلم { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم ودخل المسجد والناس يصلون بين راكع وقائم فصلى فإذا سائل قال : يا سائل أعطاك أحد شيئا ؟ فقال : لا إلا هذا الراكع لعلي أعطاني خاتما ]. نقل ابن جرير الطبري في تفسيره في سبب نزول الآية قال : حدثنا إسماعيل بن إسرائيل الرملي قال، حدثنا أيوب بن سويد قال، حدثنا عتبة بن أبي حكيم في هذه الآية:"إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا"، قال: علي بن أبي طالب.

تواتر حديث الولاية

***********************

حديث الولاية من الاحاديث المتواترة عندالفريقين وقد نقل تواتر الحديث ونزول الآية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ} في امير المؤمنين عدد من علماء اهل السنة فقد قال ابن تيمية في كتابه مجموع الفتاوى الجزء(18) ص (50) في سياق الحديث عن التواتر قال: (وَالصَّحِيحُ الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ : أَنَّ التَّوَاتُرَ لَيْسَ لَهُ عَدَدٌ مَحْصُورٌ وَالْعِلْمُ الْحَاصِلُ بِخَبَرِ مِنْ الْأَخْبَارِ يَحْصُلُ فِي الْقَلْبِ ضَرُورَةً كَمَا يَحْصُلُ الشِّبَعُ عَقِيبَ الْأَكْلِ وَالرِّيِّ عِنْدَ الشُّرْبِ وَلَيْسَ لَمَّا يَشْبَعُ كُلُّ وَاحِدٍ وَيَرْوِيه قَدْرٌمُعَيَّنٌ ؛ بَلْ قَدْ يَكُونُ الشِّبَعُ لِكَثْرَةِ الطَّعَامِ وَقَدْ يَكُونُ لِجَوْدَتِهِ كَاللَّحْمِ وَقَدْ يَكُونُ لِاسْتِغْنَاءِ الْآكِلِ بِقَلِيلِهِ ؛وَقَدْ يَكُونُ لِاشْتِغَالِ نَفْسِهِ بِفَرَحِ أَوْ غَضَبٍ ؛ أَوْ حُزْنٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ . كَذَلِكَ الْعِلْمُ الْحَاصِلُ عَقِيبَ الْخَبَرِ تَارَةًيَكُونُ لِكَثْرَةِ الْمُخْبِرِينَ وَإِذَا كَثُرُوا فَقَدْ يُفِيدُ خَبَرُهُمْ الْعِلْمَ وَإِنْ كَانُوا كُفَّارًا) , وبهذا القول لابن تيمية يقرر ان التواتر لايقتضي عددا معين.ويقول ابن حزم في كتاب المحلى (ج2/ص 135) : فهؤلاء أربعة من الصحابة، فهو نقل تواتر لا تحل مخالفته, ويفهم من كلام ابن حزم ان الخبرلو نقله اربعة فقط فهو خبر متواتر.اماالسيوطي في الدر المنثور(ج3/ ص404) عندما يذكر الآية {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ} ينقل خمسة من الاخبار عن خمسة من الصحابة هم (امير المؤمنين ,عمار بن ياسر , ابن عباس , ابو رافع, سلمة ابن كهيل) فقد قال السيوطي في هذا الكتاب :
(1) وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله{إنما وليكم الله ورسوله . . . } الآية . قال : نزلت في علي بن أبي طالب .
(2) وأخرج الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر قال « وقف بعلي سائل وهو راكع في صلاة تطوّع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلمه ذلك ، فنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } فقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ، ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه » .(3) وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب قال « نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته { إنما وليكم الله ورسوله والذين } إلى آخر الآية . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد ، جاء والناس يصلون بين راكع وساجدوقائم يصلي ، فإذا سائل فقال : يا سائل ، هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال : لا ، إلا ذاك الراكع - لعلي بن أبي طالب - أعطاني خاتمه » .(4) وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل قال : تصدق علي بخاتمه وهوراكع ، فنزلت { إنما وليكم الله } الآية .(5) وأخرج الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم عن أبي رافع قال « دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نائم يوحى إليه ، فإذا حية في جانب البيت ، فكرهت أن أبيت عليها ،فأوقظ النبي صلى الله عليه وسلم ، وخفت أن يكون يوحى إليه ، فاضطجعت بين الحية وبين النبي صلى الله عليه وسلم ، لئن كان منها سوء كان فيَّ دونه ، فمكثت ساعةفاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول { إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنواالذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون } الحمد لله الذي أتمَّ لعلي نعمه ،وهيأ لعلي بفضل الله اياه » .فنلاحظ هذه الاخبار من جهتين :
الجهة الاولى ان جملة من اعلام اهل السنة يقرون بان آية الولاية قد نزلت في علي عليه السلام وان الحديث بشان نزولها فيه عليه السلام حديث متواتر نقله عدد من اعلامهم والجهة الثانية ان التواتر عندهم لا حصرله بعدد الاخبار كما قال ابن تيمية , وان الخبر لو رواه اربعة اصحاب فهو حديث متواتركما قال ابن حزم في كتاب المحلى , ولاحظنا ان الخبر قد رواه اكثر من هذا العدد .
اذن الحديث متواتر عند الفريقين وان الآية نزلت في امير المؤمنين عليه السلام وهو الولي بعد النبي صلى الله عليه وآله بنص الآية (انما وليكم ) فقد حصرت الولاية لله وللرسول وللذين يؤتون الزكاة وهم راكعون وهو علي عليه السلام .

وصلى الله على محمد وآله الاطهار

[مولى الحسنين]

حياك الله اخي اكريم الحسيني العاشق

بوركت اناملك ووفقت للخير كله

لقد ذكرتم في اثبات نزول اية ( انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) لامير المؤمنين علي عليه السلام كما في تفسير ابن ابي حاتم وذكرتم في سند هذا الحديث ابو سعيد الاشج وهو ثقة لان ابن حجر قد وثقه

أبو سعيد الاشج ( وثقه ابن حجر).

فما هي مكانة ابن حجر كي يعول عليه في توثيق الرجال

[الحسيني العاشق]

بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد وآل محمد

السلام عليك اخي مولى الحسنين اولا اشكرك على مرورك على موضوعي المتواضع

وثانيا لو تلاحظ اخي اننا قد اثبتنا نزول الآية في امير المؤمنين من طرقنا حيث اوردنا الحديث من كتاب

بحار الانوار ، فهذا الحديث وغيره عندنا كثير هو من الاحاديث التي نستدل بها على الفريق الآخر على امامة الائمة عليهم السلام بعد

النبي صلى الله عليه وآله ، ولكن الطرف الآخر لا يؤمن بذلك ، فجئنا باحاديث من طرقهم تؤكد نزولها في امير المؤمنين وهي من

الاحاديث التي وثقها علمائهم ومنهم ابن حجر فقد وثق رجال الحديث الذي اوردناه سابقا .

وهذا لا يعني ان ابن حجر وتوثيقه للرجال يعول عليه عندنا نحن الشيعة . ولكن من باب الزموهم بما الزموا انفسهم .

ارجوا ان يكون بياني واضحا لديك اخي العزيز

وصلى الله على محمد وآل محمد