بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد البشر محمد وآله الطاهرين
عن الرضا (عليه السلام )قال : ((إن أوحش مايكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد ويخرج من بطن امه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا))
ان القوانين التشريعية الالهية هي كالقوانين التكوينية في هذا العالم تنتهي مع انتهاء الدنيا ،وتنتهي بذلك دار الدنيا التي هي دار التكليف وينقرض البشر ولا يعود هناك مكان للاحكام الدينية والقوانين التشريعية التي توضح الاحكام الدينية التي كلف بها البشر ،وتبين ما يقع على عاتق كل انسان في هذه الدنيا من واجبات ومسؤوليات (تجاه الاخرين من ابناء البشر وتجاه الله سبحانه وتعالى ،
ومن القوانين التي لم يرى مثلها هي محاسبة النا على اساس العدل فان المسلمون الحقيقيون الذين يؤمنون بيوم الجزاء استنادا الى التعاليم والمفاهيم الدينية ويرون انفسهم مسؤولين امام الله فانهم يراقبون باستمرار اعمالهم وتصرفاتهم ويؤدون الواجبات التي يامرهم بها الله ويجتنبون ما ينهاهم عنه رب العالمين ويبذلون ما في وسعهم لكي لاينجرفوا نحو الذنوب والمعاصي والاثام لانهم على يقين بان اي عمل يقومون به في هذه الدنيا حسنا كان او سيئا صغيرا كان او كبيرا سوف يسجل في صحيفة اعمالهم يوم القيامة ويحاسبون على اعمالهم في ذلك اليوم وينالون جزاءهم ان هؤلاء المؤمنين بالله المعتقدين بيوم القيامة ويوم الحساب يتغلبون على غرائزهم وشهواتهم بقوة الايمان والعقل ولا يتجاوزون حدود القانون الالهي ولا يرتكبون المعاصي والذنوب ولا يعتدون على حقوق الاخرين وذلك بسبب التزامهم بالقيم المعنوية واعتقادهم بيوم الجزاء والحساب وبمبدا الثواب والعقاب الالهي ،
وعن موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: ((يا هشام رحم الله من استحيا من
الله حق الحياء: فحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وذكر الموت والبلى وعلم أن
الجنة محفوفة بالمكاره، والنار محفوفة بالشهوات.
قال : بعضهم في بيان مفردات الحديث يحتمل على ما في هذا الخبر أن يكون المراد حفظ البطن عن
الحرام، وحفظ ما وعاه البطن من القلب عن الاعتقادات الفاسدة والاخلاق الذميمة،
ويحتمل أن يكون المراد بما وعاه ما جمعه واحيط به من الفرجين، وسائر الاعضاء:
كاليدين والرجلين، أو يكون المراد بالبطن ما عدا الرأس مجازا بقرينة المقابلة. قوله
(عليه السلام): والجنة محفوفة بالمكاره. أي لا تحصل إلا بمقاساة المكاره في الدنيا.