بسم الله الرحمن الرحيم
********************************
اجمعين من الان الى قيام يوم الدين .
من الاحاديث التي يستدل بها ابناء العامة على امامة الاول والثاني هو هذا الحديث الذي يرويه الحاكم في المستدرك على الصحيحين قال :
(عن حذيفة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر) ورواه الترمذي في صحيحه
قال : (عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر) ، وغيرهم من اعلام اهل السنة .
ولكننا لو دققنا في هذه الاحاديث نجد ان الاسانيد التي اعتمدت في هذا الحديث اسانيد ضعيفة ، فقد ضعف هذه الاسانيد جملة من اكابر علمائهم
وينصون على ضعف كثير من رجال هذا الحديث ، فهذا عالمهم ابن حجر الاندلسي يقول ان هذا الحديث لا يصح وكذلك أبو بكر البزّارفي
كتاب فيض القدير شرح الجامع الصغير 2 / 56 قال (لا يصح)، والدار قطني في لسان الميزان 5 / 237 يقول ان هذا الحديث لا يثبت .
وقد ضعفه كل من المنّاوي في شرح هذا الحديث في فيض القدير في شرح الجامع الصغير والترمذي و الهيثمي في مجمع الزوائد والحافظ
الذهبي في ميزان الاعتدال وغيرهم من اعلام اهل السنة كثير وبما نقلناه من اعلامهم يكفي .
اذن هذا الحديث لا يمكن ان يكون دليلا على امامة الاول والثاني وخلافتهم لما راينا من تضعيه من قبل الكثير من العلماء المنتمين الى مدرسة
اهل السنة .
هذا من جهة الحديث وسنده و اما من جهة مضمون الحديث نقول للذين يستدلون على هذا الحديث على امامة ابو بكر وعمر نقول لهم كيف
يمكن ان يأمر النبي صلى الله عليه وآله المسلمين بالاقتداء بهما مع انهما قد اختلفا في كثير من الامور؟ وباختلافهم هذا سوف يبقى المسلمون
في حيرة من امرهم ، أيقتدون بالأول ام بالثاني ؛ لان النبي صلى الله عليه وآله قد امرهم بالاقتداء بهما لا بواحد منهما على سبيل الاختيار
وحاشا النبي صلى الله عليه وآله ان يأمر بشيء ويُبقي المسلمين في حيرة من امرهم ، وهناك شاهد آخر على ان الحديث غير صحيح وان
النبي صلى الله عليه وآله لم يقله ، هو ان صحابة النبي صلى الله عليه وآله قد خالفوا ابو بكر وعمر في كثير من الموارد ومع ذلك فان احدا
من العلماء لم ينكر عليهم ذلك الخلاف الواقع بينهم وبين الشيخين مع ان اللازم من خلافهم للشيخين هو مخالفة النبي صلى الله عليه وآله وهذا
دليل على ان الحديث اكذوبة وغير صحيح .
وصلى الله على محمد وآل محمد
تعليق