((بسم الله الرحمن الرحيم))
قال الامام الحسن بن علي العسكري(عليه السلام).قال الله عز وجل(اهدنا الصراط المستقيم)اي:أدم لنا توفيقك الذي به أطعناك في ماضي أيامنا حتى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا .و(الصراط المستقيم)هو صراطان:صراط في الدنيا ،وصراط في الاخرة.
فأما الطريق :المستقيم في الدنيا فهو ما قصر عن العل، وارتفع عن التقصير واستقام فلم يعدل الى شيء من الباطل.
والطريق الآخر:طريق المؤمنين الى الجنة الذي هو مستقيم، لا يعدلون عن الجنة الى النار، ولا إلى غير النار سوى الجنة.
[قال:و]قال جعفر بن محمد الصادق(عليهالسلام)في قوله عز وجل(اهدنا الصراط المستقيم)يقول: أرشدنا للصراط المستقيم، أرشدنا للزوم الطريق المؤدي الى محبتك، والمبلغ الى جنتك والمانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب، أو أن نأخذ بآرائنا فنهلك
ثم قال (عليه السلام)فإن من اتبع هواه، وأعجب، برأيه كان كرجل سمعت غثاء العامة تعظمه وتصفه، فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني لأنظرمقداره ومحله فرأيته في موضع قد أحدق به خلق من غثاء العامة، فوقفت منتبذاً عنهم، متغشياً بلثام أنظر إليه وإليهم، فما زال يراوغهم حتى خالف طريقهم ففارقهم، ولم يعد فتفرقت العامة عنه لحوائجهم.
وتبعته أقتفي أثره، فلم يلبث أن مر بخباز فتغفله، فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة، فتعجبت منه، ثم قلت في نفسي:لعله معاملة
ثم مر بعده بصاحب رمان، فما زال به حتى تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة فتعجبت منه، ثم قلت في نفسي لعله معاملة، ثم أقول:وماحاجته الى المسارقة؟!
ثم لم أزل أتبعه حتى مر بمريض، فوضع الرغيفين والرمانتين بين يديه ومضى، وتبعته حتى استقر في بقعة من صحراء.
فقلت له:يا عبد الله لقد سمعت بك خيراً وأحببت لقائك، فلقيتك، لكني رأيت منك ما شغل قلبي، وإني سائلك عنه، ليزول به شغل قلبي.قال:ما هو؟
قلت:رأيتك مررت بخبازفسرقت منه رغيفين، ثم مررت بصاحب الرمان فسرقت منه رمانتين!
قال: فقال لي:قبل كل شيء حدثني من أنت؟ قلت له :رجل من ولد آدم من أمة محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) قال:حدثني ممن أنت؟ قلت:رجل من أهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
قال:أين بلدك؟ قلت:المدينة قال لي:فما ينفعك شرف أهلك وأصلك مع جهلك بما شرفت به، وتركك علم جدك وأبيك لئلا تنكر ما يجب أن تحمد وتمدح فاعله!قلت:وما هو؟ قال:القرآن كتاب الله.
قلت:وما الذي جهلت منه؟ قال:قول الله عز وجل (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها)سورة الانعام[160]
وإني لما سرقت رغيفين كانت سيئتين، ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين فهذه أربع سيئات، فلما تصدقت بكل واحدة منها كانت أربعين حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربع(حسنات بأربع سيئات)بقي لي ست وثلاثون حسنة.
قلت:ثكلتك أمك أنت الجاهل بكتاب الله تعالى،أما سمعت قول الله تعالى(إنما يتقبل الله من المتقين)سورة المائدة[27]إنك لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين، ولمادفعتهما الى غير صاحبهما، بغير أمر صاحبهما، كنت إنما أضفت أربع سيئات الى أربع سيئات، لم تضف أربعين حسنة الى اربع سيئات.فجعل يلاحظني،فتركته وانصرفت.
قال الصادق(عليه السلام)"بمثل هذا التأويل القبيح المستنكر يَضلون ويُضلون ."
"والى يومنا هذا هم يفسرون كلام الله على هواهم ألا لعنة الله عليهم الى يوم الدين"
ودمتم بخير..........
قال الامام الحسن بن علي العسكري(عليه السلام).قال الله عز وجل(اهدنا الصراط المستقيم)اي:أدم لنا توفيقك الذي به أطعناك في ماضي أيامنا حتى نطيعك كذلك في مستقبل أعمارنا .و(الصراط المستقيم)هو صراطان:صراط في الدنيا ،وصراط في الاخرة.
فأما الطريق :المستقيم في الدنيا فهو ما قصر عن العل، وارتفع عن التقصير واستقام فلم يعدل الى شيء من الباطل.
والطريق الآخر:طريق المؤمنين الى الجنة الذي هو مستقيم، لا يعدلون عن الجنة الى النار، ولا إلى غير النار سوى الجنة.
[قال:و]قال جعفر بن محمد الصادق(عليهالسلام)في قوله عز وجل(اهدنا الصراط المستقيم)يقول: أرشدنا للصراط المستقيم، أرشدنا للزوم الطريق المؤدي الى محبتك، والمبلغ الى جنتك والمانع من أن نتبع أهواءنا فنعطب، أو أن نأخذ بآرائنا فنهلك
ثم قال (عليه السلام)فإن من اتبع هواه، وأعجب، برأيه كان كرجل سمعت غثاء العامة تعظمه وتصفه، فأحببت لقاءه من حيث لا يعرفني لأنظرمقداره ومحله فرأيته في موضع قد أحدق به خلق من غثاء العامة، فوقفت منتبذاً عنهم، متغشياً بلثام أنظر إليه وإليهم، فما زال يراوغهم حتى خالف طريقهم ففارقهم، ولم يعد فتفرقت العامة عنه لحوائجهم.
وتبعته أقتفي أثره، فلم يلبث أن مر بخباز فتغفله، فأخذ من دكانه رغيفين مسارقة، فتعجبت منه، ثم قلت في نفسي:لعله معاملة
ثم مر بعده بصاحب رمان، فما زال به حتى تغفله فأخذ من عنده رمانتين مسارقة فتعجبت منه، ثم قلت في نفسي لعله معاملة، ثم أقول:وماحاجته الى المسارقة؟!
ثم لم أزل أتبعه حتى مر بمريض، فوضع الرغيفين والرمانتين بين يديه ومضى، وتبعته حتى استقر في بقعة من صحراء.
فقلت له:يا عبد الله لقد سمعت بك خيراً وأحببت لقائك، فلقيتك، لكني رأيت منك ما شغل قلبي، وإني سائلك عنه، ليزول به شغل قلبي.قال:ما هو؟
قلت:رأيتك مررت بخبازفسرقت منه رغيفين، ثم مررت بصاحب الرمان فسرقت منه رمانتين!
قال: فقال لي:قبل كل شيء حدثني من أنت؟ قلت له :رجل من ولد آدم من أمة محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) قال:حدثني ممن أنت؟ قلت:رجل من أهل بيت رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم)
قال:أين بلدك؟ قلت:المدينة قال لي:فما ينفعك شرف أهلك وأصلك مع جهلك بما شرفت به، وتركك علم جدك وأبيك لئلا تنكر ما يجب أن تحمد وتمدح فاعله!قلت:وما هو؟ قال:القرآن كتاب الله.
قلت:وما الذي جهلت منه؟ قال:قول الله عز وجل (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها)سورة الانعام[160]
وإني لما سرقت رغيفين كانت سيئتين، ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين فهذه أربع سيئات، فلما تصدقت بكل واحدة منها كانت أربعين حسنة، فانتقص من أربعين حسنة أربع(حسنات بأربع سيئات)بقي لي ست وثلاثون حسنة.
قلت:ثكلتك أمك أنت الجاهل بكتاب الله تعالى،أما سمعت قول الله تعالى(إنما يتقبل الله من المتقين)سورة المائدة[27]إنك لما سرقت الرغيفين كانت سيئتين ولما سرقت الرمانتين كانت سيئتين، ولمادفعتهما الى غير صاحبهما، بغير أمر صاحبهما، كنت إنما أضفت أربع سيئات الى أربع سيئات، لم تضف أربعين حسنة الى اربع سيئات.فجعل يلاحظني،فتركته وانصرفت.
قال الصادق(عليه السلام)"بمثل هذا التأويل القبيح المستنكر يَضلون ويُضلون ."
"والى يومنا هذا هم يفسرون كلام الله على هواهم ألا لعنة الله عليهم الى يوم الدين"
ودمتم بخير..........
تعليق