بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمد واله الطاهرين .
وبعد :
.وجود النبي صلى الله عليه واله من اشرف النعم وافضلها ، والمسلمون كفروا بهذه النعمة ((ومن كفر فان الله غني عن العالمين ))
والكفر يعني الستر ، والانسان الكافر هو الذي يستر عقله ويخفيه بحجب الضلال والجهل والعناد ، وعلى هذا فالكافر مقصر لأنه لا يستفيد من عقله بالصورة الصحيحة ، رغم انه يفعّل طاقة عقله وذكائه وذاكرته في القضايا غير الدينية
بشكل جيد وكبير قد ازاح عقله عن المسائل العقائدية والمعنوية ،
ومن هنا نقول ، لقد اكرم الله تعالى الناس في عصر النبي صلى الله عليه واله أن أوجدهم في ذلك الزمان وهي نعمة ربانية لا تضاهيها أي نعمة ، نعمة وجود النبي صلى الله عليه واله من افضل النعم الألهية على الاطلاق ،
ولكن يعسر الامتحان بتعاظم النعمة فإن المعاصرين للحقبة النبوية كانوا يعيشون في وضع حرج للغاية ،
فمثلا : ترى المنافقين الذين كانوا على عهد النبي صلى الله عليه واله وسلم واختاروا طريق النفاق اصبحوا موضع غضب ولعن ، ولو انهم عاشوا في غير زمن النبي صلى الله عليه واله واختاروا النفاق ايضاً ، لكان خسرانهم اقل درجة !!
ان وجود النبي صلى الله عليه واله يعد مصدر بركة وإلهام لجميع الامم على مر العصور ، فهو نور هداية وبشارة ،
قال الله تعالى (( وما ارسلناك إلّا رحمة للعالمين ))
اخوتي الاعزاء ان كثيراً من الناس قد اهتدوا الى الصراط السوي عبر تعاليم نبينا الأكرم محمد صلى الله عليه واله ، الفذّه ونصائحه القيّمة وان شعاع نور وجوده صلى الله عليه واله المباركة كان اكثر وهجاً لمن كان يعيش في تلك الحقبة ،
أما اختيار طريق الضلال في تلك الفترة الزمنية التي كان يعيشها النبي الاكرم صلى الله عليه واله يعتبر خسراناً كبيراً لا يعوضه شي أبدا،
ان العيش في ظل النعم امتحان يصل عبر من يصل الى جنان الخلد بينما يقع من خلاله بعض اخر في مهاوي الضياع وحضيض جهنم .
قال النبي صلى الله عليه واله وهو يوصي الصحابي الجليل أبو ذر رحمة الله عليه (( يا ابا ذر : أحفظ ما اوصيك به تكن سعيداّ ، في الدنيا والآخرة ،
يا ابا ذر ، نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ ،
يا أبا ذر ، اغتنم خمساً قبل خمس ، شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك ، وحياتك قبل موتك ...))
اللهم احشرنا مع نبيك المصطفى واهل بيته الطاهرين وصحبه المنتجبين يارب العالمين :::::::