إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحسين (عليه السلام)يتجلى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحسين (عليه السلام)يتجلى

    الحسين ( عليه السلام ) يتجلى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلِّ على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم إلى قيام يوم الدين .
    كل قراءة لثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) مهما كانت هي قراءةقاصرة بالنظر إلى العطاء الكبير الذي قدمه سيد الشهداء ( عليه السلام ) فلقد أعطى الحسين ( عليه السلام ) كل شيء في سبيل الإنسانية , لقد علمنا دروساً بالغة الدقةوالأهمية .
    فقط علينا أن ننظر بعين فاحصة وسريرة طاهرة همها الوحيد الوصول إلى الحقيقة .
    من خلال ذلك فقط يتجلى الحسين ( عليه السلام ) لنا بكبريائه وشهامته ونبله الذي لا يضاهى , كيف به وهو يموت من أجل الإنسانية ليعلمنا كيف نموت لنحيى وكيف نضحي ,أليس الحسين ( عليه السلام ) مصباح الهدى وسفينة النجاة ؟!
    ماذا يراد من المصباح غير كشف الدجى وماذا يراد من السفينة غير نجاةالأمة وسلامتها من كل المخاطر .
    من خلال هذا الحدث التاريخي الهام الذي يتجدد عندنا كل لحظة , ماأحوجنا اليوم أكثر من كل يوم , في ظل ظروف سياسية واجتماعية تتهدد الأمة بكل كياناتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها إن الخطر الداهم اليوم لا يمكن التصدي له إلا من خلال إستحضار الحسين ( عليه السلام ) بيننا إنه فلك النجاةالوحيد لنا , فعلينا التمسك بالحسين كي يتمسك الحسين ( عليه السلام ) بنا وعلينا ألا نضيع الحسين ( عليه السلام ) كي لا يضيعنا الحسين ( عليه السلام ) من هنا اود طرح بعض النقاط المهمة التي تتجلى من خلال ثورة الحسين ( عليه السلام ) .
    مع العلم أننا نستطيع أن نستخلص من هذه الثورة العظيمة نقاطاً مضيئةكثيرة .
    أقول أولاً : المستفاد الكبير والواضح من هذه الثورة هو : مقاومة الظلم, وقضية مقاومة الظلم هي قضية أقرتها قوانين السماء وحتى القوانين الوضعية أعطت الحق الشخصي لكل فرد وكذلك أقرت حقوق المجتمعات في الدفاع عن نفسها وحماية حقوقها وقد تكفلت قوانين الأمم المتحدةفي عصرنا الراهن بحماية كل الأمم والشعوب والأفراد في الدفاع عن نفسها ويكفي قوله تعالى في هذا الإطار : ( لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ) .
    ثانياً : عادة ما تنتابنا الخشية والهيبة من القوي مما يجعلنا نضعف ونتراجع عن المطالبة بحقوقنا المشروعة , في حين إن ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام ) علمتنا أن الحق أقوى من القوة مهما بلغت وعلمنا أيضاً أنه مهما بلغ القوي من قوة وإمكانات إلا وله نقاط ضعف علينا أن نبحث عنها ونستفيد منها في تحقيق مقاومتنا المشروعة .
    ومن هنا كانت ثورة الإمام أمام الطاغوت الأموي المسلح بكل أنواع القوةالعسكرية منها والبشرية والإعلامية وسلطةالمال .
    ثالثاً : قد تكون القضية ذات شأن كبير كقضية الرسالة التي قام من أجلهاالحسين ( عليه السلام ) حيث أن القارئ في أحداث معركة الطف وما ترتب عليها لا يرى لها نصيراً ملموساً وآنياً ولكن النصر المستقبلي هو المهم , وها نحن الآن بعدأربعة عشرة قرن من الزمن نعيش الحالة الدينية الصحيحة المستوحاة من واقعة الطف ,مما يعني أننا لا ننثني عن مقاومة الظلم بمجرد أن المكاسب الآنية معدومة , وهذا لايمكن أن يكون مبرراً للتقاعس والكسل , فالحسين ( عليه السلام ) علمنا أن ننتصر للحق ولو بعد حين وهذا ما جرى في كربلاء .
    رابعاً : في الفكر الشيعي السياسي وجهتا نظر أحدهما تتبنى موقف الإمام الحسن ( عليه السلام ) المتمثلة في الصلح مع معاوية والأخرى تتبنى موقف الحسين (عليه السلام ) في ثورته الخالدة .
    ومن هنا يتوجب علينا أن نقرأ الأحداث بشكل دقيق وصحيح دون أن نملي مواقفنا النفسية مسبقاً حول الحدث بحيث من خلال القراءة الموضوعية للواقع يجعلنا نتخذ الموقف المناسب سواء تمثل ذلك صلح الحسن ( عليه السلام ) أو شهادة الحسين ( عليه السلام ) .
    خامساً : ربما القارئ غير المنصف يرى الحسين ( عليه السلام ) في عمله البطولي قد خاض عملاً انتحارياً بناء على موازين القوى غير المتكافئة لكن الناظر بإنصاف للحسين ( عليه السلام ) على انه سليل الرسالة ووليد بيت الوحي وما جاء فيه من المدح والثناء من جده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يجعله فوق الشبهات , حتى لولم يقر بالعصمة وإلا لو أخذنا بنظر الاعتبار العصمة كانت بمثابة صمام الأمان لكل مواقفه ( عليه السلام ) .
    وبغض النظر عن ذلك يكون موقف الحسين بطولياً واستشهادياً كبيراً وإذاكان نظرنا غير مقتصر على نتائج الحرب الآنية وإنما النظر المستقبلي يجعل من الحسين( عليه السلام ) ثائراً نبيلاً في قمة العطاء والتضحية , بحيث جعل رسالة جده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خالدة كما أرادها الله , وصدق من قال : الإسلام محمدي الوجود حسيني الخلود " أو البقاء "
    سادساً : هل ينتافى عمل الحسين ( عليه السلام ) مع قواعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا نظرنا إلى القواعد التي تقوم هذه الشعيرة المغيبة دائماً . أعتقد أن الإلقاء في التهلكة وما يدور حول هذا المضمون في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة , هو متعلق بالعمل العبثي وهو ذلك العمل الذي لا تؤيده النصوص الدينية ولا أظن أحداً أعرف بالنصوص الدينية من الحسين ( عليه السلام ) إذ العمل المشروع حتى وإذا افتقد لمقومات القوة المتكافئة هو عمل جهادي مشروع يخرج عن دائرةالعبثية .
    مصداقاً لقول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " من مات دون ماله فهو شهيد , من مات دون عرضه فهو شهيد "
    وغيرها من النصوص ..
    وعلينا أن ننظر إلى الحسين في ثورته من جهة أخرى وهي أن الحسين ( عليه السلام ) لو جلس في بيته دون أن يقاوم الظلم مع محدودية إمكاناته مع ما يترتب علىذلك من مخاطر تهدد كيان الأمة الإسلامية ما كان الحسين ( عليه السلام ) في جلوسه ملوماً بالنظر إلى فارق مقومات القوة بينه وبين خصمه , ومع ذلك كله آثر الحسين (عليه السلام ) الموت في سبيل الدين مع قلة العدة والعدد على الحياة .
    ألا يستحق الحسين ( عليه السلام ) كل الاحترام والتقدير ألا يتجلى الحسين في شهادته بكل أباء وعنفوان وشهامة .
    وختاماً أقول :
    قتلوا الحسين ( عليه السلام ) ليحيوا فماتوا وبقي الحسين ( عليه السلام) .
    والسلام على من اتبع الهدى وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ..
    التعديل الأخير تم بواسطة علاء حسن ; الساعة 26-04-2014, 04:02 AM. سبب آخر:
يعمل...
X