إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بيان اية الامامة الابراهيمية(الحلقة الثانية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بيان اية الامامة الابراهيمية(الحلقة الثانية)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على محمد وآلة الطيبين الطاهرين


    قال الله تعالى ((وَ إِذِ ابْتَلى إِبْرَهِيمَ رَبّهُ بِكلِمَتٍ فَأَتَمّهُنّ قَالَ إِنى جَاعِلُك لِلنّاسِ إِمَاماً قَالَ وَ مِن ذُرِّيّتى قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِى الظلِمِينَ ))


    نذكر هنا دلالة الاية على عصمة الامام وما هي صفاته


    ولتقريب دلالتها على عصمة الإمام
    نقول: أن الناس بحسب القسمة العقلية على أربعة أقسام: من كان ظالما في جميع عمره، و من لم يكن ظالما في جميع عمره، و من هو ظالم في أول عمره دون آخره، و من هو بالعكس هذا.
    و إبراهيم (عليه السلام) أجل شأنا من أن يسأل الإمامة للقسم الأول و الرابع من ذريته، فبقي قسمان و قد نفى الله أحدهما، و هو الذي يكون ظالما في أول عمره دون آخره، فبقي الآخر، و هو الذي يكون غير ظالم في جميع عمره .


    مواصفات الامام :

    ثم إن هذا المعنى أعني الإمامة، على شرافته و عظمته، لا يقوم إلا بمن كان سعيد الذات بنفسه، إذ الذي ربما تلبس ذاته بالظلم و الشقاء، فإنما سعادته بهداية من غيره، و قد قال الله تعالى: "أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى": يونس - 35.

    و قد قوبل في الآية بين الهادي إلى الحق و بين غير المهتدي إلا بغيره، أعني المهتدي بغيره، و هذه المقابلة تقتضي أن يكون الهادي إلى الحق مهتديا بنفسه، و أن المهتدي بغيره لا يكون هاديا إلى الحق البتة.

    و يستنتج من هنا أمران: أحدهما: أن الإمام يجب أن يكون معصوما عن الضلال و المعصية، و إلا كان غير مهتد بنفسه، كما مر كما، يدل عليه أيضا قوله تعالى: "و جعلناهم أئمة يهدون بأمرنا و أوحينا إليهم فعل الخيرات و إقام الصلوة، و إيتاء الزكوة و كانوا لنا عابدين": الأنبياء - 73 فأفعال الإمام خيرات يهتدي إليها لا بهداية من غيره بل باهتداء من نفسه بتأييد إلهي، و تسديد رباني و الدليل عليه قوله تعالى: "فعل الخيرات" بناء على أن المصدر المضاف يدل على الوقوع، ففرق بين مثل قولنا: و أوحينا إليهم أن افعلوا الخيرات فلا يدل على التحقق و الوقوع، بخلاف قوله "و أوحينا إليهم فعل الخيرات" فهو يدل على أن ما فعلوه من الخيرات إنما هو بوحي باطني و تأييد سماوي.

    الثاني: عكس الأمر الأول و هو أن من ليس بمعصوم فلا يكون إماما هاديا إلى الحق البتة.

    و بهذا البيان يظهر: أن المراد بالظالمين في قوله تعالى، "قال و من ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين" مطلق من صدر عنه ظلم ما، من شرك أو معصية، و إن كان منه في برهة من عمره، ثم تاب و صلح.

    و قد ظهر مما تقدم من البيان أمور:

    الأول: إن الإمامة لمجعولة.

    الثاني: أن الإمام يجب أن يكون معصوما بعصمة إلهية.

    الثالث: أن الأرض و فيه الناس، لا تخلو عن إمام حق.

    الرابع: أن الإمام يجب أن يكون مؤيدا من عند الله تعالى.

    الخامس: أن أعمال العباد غير محجوبة عن علم الإمام.

    السادس: أنه يجب أن يكون عالما بجميع ما يحتاج إليه الناس في أمور معاشهم و معادهم.

    السابع: أنه يستحيل أن يوجد فيهم من يفوقه في فضائل النفس.

    فهذه سبع مسائل هي أمهات مسائل الإمامة: تعطيها الآية الشريفة بما ينضم إليها من الآيات .


    اللهم عجل لوليك الفرج
يعمل...
X