بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
فوائد البكاء على الإمام الحسين عليه السّلام:
البكاء.. الدموع.. هذا السائل السحري العجيب الذي يخرج من العيون نتيجة مشاعر وأحاسيس ما، قد تكون للفرح وقد تكون للحزن، وبلا شك لم يخلقها الله سبحانه وتعالى عبثاً فأبسط ما قد يقال فيها إنها أحد أنواع التعبير الإنساني لبني آدم وهذا أمر معروف لدى الجميع.
هذه الدموع يراها البعض ضعفا مهينا، ويراها آخرون تنفيساً وترويحاً ويحسبها البعض في عيون المسنين انكسارا وتسليما، هذه الدموع لعل بها أسراراً كثيرة اكتشفها العلماء وأسراراً أخرى مازالت طي الخباء تنتظر أن يطلقها المستقبل.
ومن الأخطاء الشائعة أن تكون الدموع مؤشرات لضعف شخصية الإنسان برغم من أنها عمليه طبيعية تحصل للإنسان نتيجة رده فعل تجاه أمر ما حالها حال أي عملية حيوية في الجسم.
كثيراً ما تكلم العلماء عن فوائد البكاء كعلاج، بل وينصح العلماء بالتعبير والإفصاح عن الأفعال وعدم كبتها، حيث وجدوا أن البكاء يريح الإنسان من الضغوط التي يتعرض لها،و يُخلِّص الجسم من الكيماويات السامة التي تكونت نتيجة الضغوط والانفعالات.
فالدموع تغسل العين وتنظفها من كل جسم غريب وضار بها، فهي تعمل كأحد أنظمة طرح النفايات خارج الجسم.
أما كبت الدموع وعدم إظهار الانفعالات فإنها تؤدى إلى الكثير من الأمراض... مثل الطفح الجلدي أو إصابة الجهاز التنفسي أو الجهاز المعوي أو المعدي مثل قرحة المعدة أو إصابة القولون.. ودعونا نقول من لا يعبر عن مشاعره بالبكاء لطرد الشحنات الضارة والطاقة السلبية من جسده نقول له أبشر بكثرة الأدوية والأمراض!
والخوف في ذلك على الرجال في مجتمعاتنا الذين تربوا وبل تبرمجوا على أن الرجل الذي يبكي هو ضعيف متشبه بالنساء فأصبح الرجال يصارعون من أجل أن لا يظهر بريق الدموع في عيونهم حتى لا تسقط دمعه ليبقوا أبطالاً.. وهذا وللأسف الشديد من الأخطاء الفادحة الذي يرتكبها الرجل في حق نفسه! فهل البكاء عيب!
ماعلاقة البكاء بإرتقاء الروح؟ وماعلاقه علاج الروح بالبكاء!
إنها حقيقة لاجدال فيها وهي إنه كلما ارتقى الإنسان بعباداته وتقربه لله عزوجل ازدات روحه رقياً، والتقرب من الله سبحانه وتعالى دليل الخشية منه سبحانه، دليل السمو النفسي.
وقد مدح الله تعالى البكائين من خشيته، وأشاد بهم في كتابه الكريم بقوله تعالى: ﴿ إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا • ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ﴾.
إن للبكاء من خشية الله فضلا عظيما، فهي سمة من سمات المؤمنين والخاشعين وتكسب القلب رقة وليناً وتعد طريقاً للفوز بجنات النعيم، وقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم: ﴿ إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا)
ومن فوائد البكاء هو على سيد الشهداء (عليه السلام)
1 ــ إنّ فيه نوع مواساة للنبيّ صلّى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السّلام، فإنّهم محزونون لقتل الحسين عليه السّلام بلا ريب.
ففي خبر مسمع بن عبد الملك البصري، عن الصّادق عليه السّلام أنّه قال له: ((أفما تذكر ما صنع به؟)) ــ يعني بالحسين عليه السّلام ــ قلت: نعم، قال: ((فتجزع؟)) قلت: إي والله، وأستعبر لذلك حتّى يرى أهلي أثر ذلك عليّ، فأمتنع من الطعام حتّى يستبين ذلك في وجهي، قال: ((رحم اللهدمعتك، أما إنّك من الّذين يعدّون من أهل الجزع لنا، والّذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا آمنا))(1).
وفي خبر أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهما السّلام، قال: ((نفس المهموم لظلمنا تسبيح، وهمّه لنا عبادة، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله))، ثمّ قال أبو عبد الله عليه السّلام: ((يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب))(2).
2 ــ إنّ فيه مودّة لأهل البيت عليهم السّلام، وهي أداء لأجر الرّسالة المحمّديّة الّتي فرضها الله على عباده بقوله تعالى: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمـَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى (3).
3 ــ إنّ فيه إحياء أمرهم، وقد ترحّموا عليهم السّلام على من أحيى أمرهم بقولهم: ((رحم اللَّه عبداً أحيا أمرنا))(4).
فعن الحسن بن علي بن فضّال، قال: قال الرّضا عليه السّلام: ((من تذكّرمصابنا، وبكى لما ارتكب منّا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكّر بمصابنا فبكى، وأبكى، لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب))(1).
وعن بكر بن محمّد، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهما السّلام، قال: سمعته يقول لخيثمة: ((يا خيثمة، أقرئ موالينا السّلام، وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأن يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإنّ لقياهم حياة أمرنا))، قال: ثمّ رفع يده عليه السّلام، فقال: ((رحم الله من أحيا أمرنا))(2).
4 ــ إنّ فيه تعظيماً لشعائر الدين، وتعظيماً لرسول الله، وترويجاً لشريعته صلّى الله عليه وآله؛ لأنّ الإمام الحسين عليه السّلام وأهل بيته وأصحابه من حرمات الله؛ لكونهم خرجوا لأجل حفظ الدين وحفظ قوائمه وبنيانه عن الزوال والاضمحلال، فهم المصداق الأكمل لحرمات الله، قال تعالى: وَمن يُعَظِّم حُرُماتِ الله فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّه(3)
، وقال تعالى: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ الله فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب(4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أمالي المفيد :303
2- أمالي المفيد: 338، المجلس 40، الحديث 3، وأمالي الطوسي: 115، المجلس 4، الحديث 32.
3- سورة الشورى، الآية: 23.
4- الكافي 2: 182، كتاب الإيمان والكفر، باب 263، الحديث 2، والخصال 1: 42، باب الواحد، الحديث 77.
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين
فوائد البكاء على الإمام الحسين عليه السّلام:
البكاء.. الدموع.. هذا السائل السحري العجيب الذي يخرج من العيون نتيجة مشاعر وأحاسيس ما، قد تكون للفرح وقد تكون للحزن، وبلا شك لم يخلقها الله سبحانه وتعالى عبثاً فأبسط ما قد يقال فيها إنها أحد أنواع التعبير الإنساني لبني آدم وهذا أمر معروف لدى الجميع.
هذه الدموع يراها البعض ضعفا مهينا، ويراها آخرون تنفيساً وترويحاً ويحسبها البعض في عيون المسنين انكسارا وتسليما، هذه الدموع لعل بها أسراراً كثيرة اكتشفها العلماء وأسراراً أخرى مازالت طي الخباء تنتظر أن يطلقها المستقبل.
ومن الأخطاء الشائعة أن تكون الدموع مؤشرات لضعف شخصية الإنسان برغم من أنها عمليه طبيعية تحصل للإنسان نتيجة رده فعل تجاه أمر ما حالها حال أي عملية حيوية في الجسم.
كثيراً ما تكلم العلماء عن فوائد البكاء كعلاج، بل وينصح العلماء بالتعبير والإفصاح عن الأفعال وعدم كبتها، حيث وجدوا أن البكاء يريح الإنسان من الضغوط التي يتعرض لها،و يُخلِّص الجسم من الكيماويات السامة التي تكونت نتيجة الضغوط والانفعالات.
فالدموع تغسل العين وتنظفها من كل جسم غريب وضار بها، فهي تعمل كأحد أنظمة طرح النفايات خارج الجسم.
أما كبت الدموع وعدم إظهار الانفعالات فإنها تؤدى إلى الكثير من الأمراض... مثل الطفح الجلدي أو إصابة الجهاز التنفسي أو الجهاز المعوي أو المعدي مثل قرحة المعدة أو إصابة القولون.. ودعونا نقول من لا يعبر عن مشاعره بالبكاء لطرد الشحنات الضارة والطاقة السلبية من جسده نقول له أبشر بكثرة الأدوية والأمراض!
والخوف في ذلك على الرجال في مجتمعاتنا الذين تربوا وبل تبرمجوا على أن الرجل الذي يبكي هو ضعيف متشبه بالنساء فأصبح الرجال يصارعون من أجل أن لا يظهر بريق الدموع في عيونهم حتى لا تسقط دمعه ليبقوا أبطالاً.. وهذا وللأسف الشديد من الأخطاء الفادحة الذي يرتكبها الرجل في حق نفسه! فهل البكاء عيب!
ماعلاقة البكاء بإرتقاء الروح؟ وماعلاقه علاج الروح بالبكاء!
إنها حقيقة لاجدال فيها وهي إنه كلما ارتقى الإنسان بعباداته وتقربه لله عزوجل ازدات روحه رقياً، والتقرب من الله سبحانه وتعالى دليل الخشية منه سبحانه، دليل السمو النفسي.
وقد مدح الله تعالى البكائين من خشيته، وأشاد بهم في كتابه الكريم بقوله تعالى: ﴿ إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا • ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا. ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ﴾.
إن للبكاء من خشية الله فضلا عظيما، فهي سمة من سمات المؤمنين والخاشعين وتكسب القلب رقة وليناً وتعد طريقاً للفوز بجنات النعيم، وقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم: ﴿ إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا)
ومن فوائد البكاء هو على سيد الشهداء (عليه السلام)
1 ــ إنّ فيه نوع مواساة للنبيّ صلّى الله عليه وآله وأهل بيته عليهم السّلام، فإنّهم محزونون لقتل الحسين عليه السّلام بلا ريب.
ففي خبر مسمع بن عبد الملك البصري، عن الصّادق عليه السّلام أنّه قال له: ((أفما تذكر ما صنع به؟)) ــ يعني بالحسين عليه السّلام ــ قلت: نعم، قال: ((فتجزع؟)) قلت: إي والله، وأستعبر لذلك حتّى يرى أهلي أثر ذلك عليّ، فأمتنع من الطعام حتّى يستبين ذلك في وجهي، قال: ((رحم اللهدمعتك، أما إنّك من الّذين يعدّون من أهل الجزع لنا، والّذين يفرحون لفرحنا، ويحزنون لحزننا، ويخافون لخوفنا، ويأمنون إذا آمنا))(1).
وفي خبر أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهما السّلام، قال: ((نفس المهموم لظلمنا تسبيح، وهمّه لنا عبادة، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله))، ثمّ قال أبو عبد الله عليه السّلام: ((يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب))(2).
2 ــ إنّ فيه مودّة لأهل البيت عليهم السّلام، وهي أداء لأجر الرّسالة المحمّديّة الّتي فرضها الله على عباده بقوله تعالى: قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمـَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى (3).
3 ــ إنّ فيه إحياء أمرهم، وقد ترحّموا عليهم السّلام على من أحيى أمرهم بقولهم: ((رحم اللَّه عبداً أحيا أمرنا))(4).
فعن الحسن بن علي بن فضّال، قال: قال الرّضا عليه السّلام: ((من تذكّرمصابنا، وبكى لما ارتكب منّا، كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومن ذكّر بمصابنا فبكى، وأبكى، لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومن جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا، لم يمت قلبه يوم تموت القلوب))(1).
وعن بكر بن محمّد، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليهما السّلام، قال: سمعته يقول لخيثمة: ((يا خيثمة، أقرئ موالينا السّلام، وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأن يشهد أحياؤهم جنائز موتاهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإنّ لقياهم حياة أمرنا))، قال: ثمّ رفع يده عليه السّلام، فقال: ((رحم الله من أحيا أمرنا))(2).
4 ــ إنّ فيه تعظيماً لشعائر الدين، وتعظيماً لرسول الله، وترويجاً لشريعته صلّى الله عليه وآله؛ لأنّ الإمام الحسين عليه السّلام وأهل بيته وأصحابه من حرمات الله؛ لكونهم خرجوا لأجل حفظ الدين وحفظ قوائمه وبنيانه عن الزوال والاضمحلال، فهم المصداق الأكمل لحرمات الله، قال تعالى: وَمن يُعَظِّم حُرُماتِ الله فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّه(3)
، وقال تعالى: وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ الله فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب(4).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أمالي المفيد :303
2- أمالي المفيد: 338، المجلس 40، الحديث 3، وأمالي الطوسي: 115، المجلس 4، الحديث 32.
3- سورة الشورى، الآية: 23.
4- الكافي 2: 182، كتاب الإيمان والكفر، باب 263، الحديث 2، والخصال 1: 42، باب الواحد، الحديث 77.