بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
الشبهة التي عزمنا الرد عليها بأذن الله تعالى هي :ان الشيعة تقول النبوة لعلي (عليه السلام) دون النبي (صلى الله عليه وآله) لكن جبرائيل توهم الامر !!!
تعمد مثيري الفتن بطرح الشبهات بين اوساط الجهلة والسذج من الناس على الشيعة بشتى وسائر الكذب والافتراء لسبيل تشويه الوجه الناصع لهذا المذهب الحق لكن كما قال الله تعالى (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)سورة التوبة - آية 32.
إذ الفوا كثيرا من الافتراءات على الشيعة بعض منها اندثرت ولم يبقى لها باقي، وبعضها الاخر تعاد وتصاغ بعبائر مختلفة لبثها كل حين وزمان فأنها لم تمسح من أذهانهم بل تعيش فيهم، ومن السهل الخلاص منها والشبهة هي - أن الشيعة يعتقدون أن الوحي أراده الله تعالى لعلي بن أبي طالب ولكن جبرئيل خان أو أخطأ فذهب بالوحي إلى النبي ، هذا ملخص ما افتروا به على الشيعة وأول من وضع هذه الشبهة هو الشعبي عامر بن شراحيل, حيث قال فيها على ما رواه عنه عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن أبيه قال: قال لي الشعبي أحذركم هذه الأهواء المضلة وشرها الرافضة لم يدخلوا في الإسلام رغبة ولا رهبة ولكن مقتا لأهل الإسلام وبغيا عليهم –والكلام طويل الى ان قال- الرافضة يقولون غلط جبريل بالوحي على محمد صلى الله عليه وسلم- يريد في ذلك هذا المدعي ان الشيعة تنعت وحي الله بالكذب والخداع بل بالمخالفة امر الله تعالى بارسال الرسالة وتشخيص النبوة والعياذ به.
وقبل الرد نقول ان هذه الشبهة اصبحت في كتب اهل السنة دين يدينون بها لتكفير الشيعة, فقد ذكر الشبهةَ ابنُ حزم في كتابه الفصل بين الملل والنحل ج4 ص 183: فنسبها لفرقة من الغلاة سماهم الغرابية : لأنهم قالوا إن عليا أشبه بمحمد من الغراب بالغراب ، ولذلك غلط جبرئيل بالوحي فذهب به لمحمد وهو مبعوث لعلي ولا لوم عليه لأنه اشتبه ، وبعضهم شتمه وقال بل تعمد ذلك .
وذكرها ابن تيمية في منهاج السنة ج 1 ص 16 : نص ما ذكرناه في نص الشبه عن عبد الرحمن بن ملك .
وللرد عليه نقول :ان ما اوردوه (عليها السلام) في ذكره الشعبي بتسميت الشيعة بالرافضة يرد عليهم بان الشيعة ما عهد عليهم ان سموا بذلك الاسم في العهد الذي عاش به الشعبي حيث ان لقب الرافضة انما اصبح لقب اليهم بعد ان رفض زيد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) ان يذكر الشيخين بما يمجدوهما وذلك في عهد هشام بن عبد الملك الأموي في سنة 124 للهجرة ولم يدرك الشعبي هذه الحادث أو التسمية, إذ انه قد مات في اخر حكم يزيد بن عبدالملك سنة 105 للهجرة فلا يمكن لهم التعويل على ذلك , هذا من جانب ومن جانب اخر هو ضعف عبد الرحمن، ومع أن الظاهر كما قاله السيد علي الميلاني (دام ظله) في كتابه دراساتٌ في منهاج السنّة لمعرفة ابن تيميّة "أن هذا الكلام إنما هو نظم عبد الرحمن بن مالك بن مغول وتأليفه، وقد سمع طرفاً منه عن الشعبي".
وقد ذكر في كتب التراجم بأنه ضعيف ، وكذاب ، ووضاع ، ويقول عنه الدارقطني متروك ، ويقول عنه أبو داوود كذاب وضاع ، ويقول عنه النسائي ليس بثقة, كما ذكره صاحب لسان الميزان ج ص 427 .
واليك بعض الكتب في الرجال والتراجم التي تبين ضعفه وكذبه :
حدثنا محمد بن عيسى قال : حدثنا عباس قال : سمعت يحيى قال : عبد الرحمن بن مالك بن مغول قد رأيته ، ليس هو بثقة. لضعفاء الكبير للعقيلي: ج 5 ص 53.
عبد الرحمن بن مالك بن مغول البجلي أبو بهز منأهل الكوفة يروي عن عبد الله بن عمر روى عنه العراقيون كان ممن يروي عن الثقات المقلوبات وما لا أصل له عن الأثبات تركه أحمد بن حنبل.المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين , باب العين ج2ص61.
عبد الرحمن بن مالك بن مغول كوفي ثنا ابن حماد ثنا العباس سمعت يحيى يقول عبد الرحمن بن مالك بن مغول قد رأيته وهو بن أبي بهز ومالك بن مغول هو جد أبي بهز ثنا ابن حماد حدثني عبد الله بن أحمد سمعت أبي وذكر عبد الرحمن بن مالك بن مغول فقال خرقت حديثه منذ دهر من الدهر سمعت ابن حماد يقول قال السعدي عبد الرحمن بن مالك ضعيف الأمر جدا وقال النسائي فيما أخبرني محمد بن العباس عنه عبد الرحمن بن مالك بن مغول ليس بثقة. الكامل في ضعفاء الرجال ج4ص288.
عبد الرحمن بن مالك بن مغول روى عن عبد الله بن عمر والأعمش أحاديث موضوعة.المدخل الى الصحيح للحاكم النيسابوري ج1ص156.
عبد الرحمن بن مالك بن مغول قال أبو داود كذاب وقال مرة يضع الحديث.الكشف الحنيث باب العين ج1ص165.
اكتفي بإبطال هذه الشبهة بهذا القدر .
تعليق