تويت
بسم الله الرحمن الرحيـــم
وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
تطرقنا في الجزء الرابع من المبحث الموجز " قف وتأمل في خطبة الزهراء -عليها السلام-" محاور متنوعة ومتعددة من خطبة السيدة الزهراء عليها السلام ، وهنا في هذا الجزء الخامس سنتطرق إلى محاور أخرى ، وسنحلل سلسلة من العبارات النفيسة الواردة في خطبة السيدة الزهراء عليها السلام ، والتي ألقتها في مسجد ابيها رسول الله صلى الله عليه وآله في مجلس الحاكم آنذاك ابي بكر ، وبحضور الأنصار والمهاجرين.
وقد وصل بنا المقام الى قولها عليها السلام: (والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، وبرّ الوالدين وقاية من السخط، وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة، وترك السرقة إيجاباً للعفّة، وحرّم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية).
ولو تدبرنا جيدا -عزيزي القارىء- وتأملنا معا لنستنتج ابرز المحاور العملية والمعرفية والفكرية التي أوصلتها لنا السيدة الزهراء عليها السلام لوجدنا أمور كثيرة ولعل أبرزها-بتحليلي القاصر- مايلي :
الأولى فيما يخص الأمر بالمعروف :-
فتؤكد السيدة الصديقة فاطمة الزهراء أن الله تعالى جعل الأمر بالمعروف وفرضه على المسلم لمافيه تحقيق المصلحة العامة للمجتمع ، فقطعا المعروف هو سبيل الخير وسلّم السعادة ، ودستور الكمال ، وللأمر بالمعروف مصاديق كثيرة وانه يمكننا القول ان كل عمل خير هو معروف ، وأن كل أمر بكل عمل خير هو أمر بمعروف ، فالأمر بأداء الصلاة هو أمر بمعروف ، والأمر بالصيام هو أمر بمعروف ، وكذلك الامر بصلة الرحم هي أمر بمعروف ، وأن احترام الجار والصبر على أذاه هو امر بمعروف ، وقطعا أن كل ذلك ماهو الاسبيل وحيد لاثاني له ولامعه لتحيقيق المصلحة العامة للمجتمع.
الثانية بخصوص بر الوالدين :-
فإن الزهراء عليها السلام تبين للأجيال ان بر الوالدين يعني احترمها وتلبية حوائجهما وعدم ايذائهما ولو بنظرة مقت ولا بكلمة أفّ، وإن كان الابوان هما اللذين ظلما ابنهما او بنتهما ، وانما الابن او البنت يأخذ حقه بالنقاش المؤدب والمطالبة وفق الخلق النبيل ، وأن يتذكر الابن او البنت ان للوالدين الحق الاكبر بما تحملاه في سبيل حياته من المحن والمصاعب والمتاعب ، وان كل ماتوصل اليه الابن او البنت انما مصدره الوالدان لانه لولاهما لما كان لك وجود ولاشأن ولاذكر ، فالنتيجة ان بر الوالدين أمان من سخط الله تعالى على الانسان.
الثالثة بخصوص صلة الأرحام :-
فإن السيدة الزهراء عليها السلام تريد منا مجتمعا متواصلا محافظا على صلة الأرحام ، وان الفرد عليه ان يصل كل من بينه قرابه ، فكل ماهو متعارف فيه الاحسان الى ذي الرحم يجب ذلك ، وكل بحسب العرف ، وأن الله تعالى جعل احدى اكبر ثمار صلة الأرحام هي طول العمر وهذا من الخيرات والبركات التي تعود على الانسان بسبب صلته لأرحامه رجالا كانوا او نساء، كما أن صلة الارحام هي نماء في العدد ، ولا أعلم بالقطع مالمراد بالعدد فأرى أن هناك عدة وجوه فوجه يقول أي نماء في عدد النسل ووجه أخر يقول نماء في عدد الأموال ووجه ثالث يقول كلاهما صحيح ولايخلو من قوة .
الرابعة بخصوص القصاص :-
من المعلوم أن الزهراء عليها السلام تريد تثقيف الفرد المسلم على النظام القرآني بأن القصاص هو الحل الأمثل لما يحدث من اعتداء من قبل البعض على البعض الآخر ، وهاهو القرآن الكريم يقول : (ولكم في القصاص حيوة ياأولي الألباب) ، وان نظام القصاص إنما جعله الله تعالى ليكفل حق المظلوم ويحقن دماء الناس من الهدر بسبب العصبيات والأمور الأخرى.
الخامسة بخصوص الوفاء بالنذر :-
فإن الزهراء عليها السلام تعلم الفرد المسلم على ان يفي بنذره إذا نذر ، وأنه متى ما نذر فعليه الوفاء بالنذور ، وأن وفائك أيها المسلم بالنذر الذي نذرته سيعرضك الى مغفرة الله تعالى وهو الغفور الرحيم ، ومن هنا فقد يكون الوفاء بالنذر بابا من ابواب التعرض لمغفرة الله ورحمته وعنايته.
فما أسمى وأرقى تلك المعاني والمضامين القيمة ، والتي وردت في بين طيات خطبة الزهراء عليها السلام ، ولو تدبرنا أكثر لحصلنا على معاني ومضامين أكثر وأكبر ، فكلام أهل البيت عليهم السلام من مصادر العلم الواسع الشامل .
والى هنا ينتهي الجزء الخامس من المبحث الموجز_قف وتأمل في خطبة الزهراء-عليها السلام- - والذي يتناول تحليل مبسط عن مضامين تلك الخطبة الجليلة ، آملين التوفيق لإكمال ونشر الجزء السادس.
والحمد لله رب العالمين...
وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين
*********
بقلم المحقق
**********
وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
تطرقنا في الجزء الرابع من المبحث الموجز " قف وتأمل في خطبة الزهراء -عليها السلام-" محاور متنوعة ومتعددة من خطبة السيدة الزهراء عليها السلام ، وهنا في هذا الجزء الخامس سنتطرق إلى محاور أخرى ، وسنحلل سلسلة من العبارات النفيسة الواردة في خطبة السيدة الزهراء عليها السلام ، والتي ألقتها في مسجد ابيها رسول الله صلى الله عليه وآله في مجلس الحاكم آنذاك ابي بكر ، وبحضور الأنصار والمهاجرين.
وقد وصل بنا المقام الى قولها عليها السلام: (والأمر بالمعروف مصلحة للعامة، وبرّ الوالدين وقاية من السخط، وصلة الأرحام منسأة في العمر ومنماة للعدد، والقصاص حقناً للدماء، والوفاء بالنذر تعريضاً للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغييراً للبخس، والنهي عن شرب الخمر تنزيهاً عن الرجس، واجتناب القذف حجاباً عن اللعنة، وترك السرقة إيجاباً للعفّة، وحرّم الله الشرك إخلاصاً له بالربوبية).
ولو تدبرنا جيدا -عزيزي القارىء- وتأملنا معا لنستنتج ابرز المحاور العملية والمعرفية والفكرية التي أوصلتها لنا السيدة الزهراء عليها السلام لوجدنا أمور كثيرة ولعل أبرزها-بتحليلي القاصر- مايلي :
الأولى فيما يخص الأمر بالمعروف :-
فتؤكد السيدة الصديقة فاطمة الزهراء أن الله تعالى جعل الأمر بالمعروف وفرضه على المسلم لمافيه تحقيق المصلحة العامة للمجتمع ، فقطعا المعروف هو سبيل الخير وسلّم السعادة ، ودستور الكمال ، وللأمر بالمعروف مصاديق كثيرة وانه يمكننا القول ان كل عمل خير هو معروف ، وأن كل أمر بكل عمل خير هو أمر بمعروف ، فالأمر بأداء الصلاة هو أمر بمعروف ، والأمر بالصيام هو أمر بمعروف ، وكذلك الامر بصلة الرحم هي أمر بمعروف ، وأن احترام الجار والصبر على أذاه هو امر بمعروف ، وقطعا أن كل ذلك ماهو الاسبيل وحيد لاثاني له ولامعه لتحيقيق المصلحة العامة للمجتمع.
الثانية بخصوص بر الوالدين :-
فإن الزهراء عليها السلام تبين للأجيال ان بر الوالدين يعني احترمها وتلبية حوائجهما وعدم ايذائهما ولو بنظرة مقت ولا بكلمة أفّ، وإن كان الابوان هما اللذين ظلما ابنهما او بنتهما ، وانما الابن او البنت يأخذ حقه بالنقاش المؤدب والمطالبة وفق الخلق النبيل ، وأن يتذكر الابن او البنت ان للوالدين الحق الاكبر بما تحملاه في سبيل حياته من المحن والمصاعب والمتاعب ، وان كل ماتوصل اليه الابن او البنت انما مصدره الوالدان لانه لولاهما لما كان لك وجود ولاشأن ولاذكر ، فالنتيجة ان بر الوالدين أمان من سخط الله تعالى على الانسان.
الثالثة بخصوص صلة الأرحام :-
فإن السيدة الزهراء عليها السلام تريد منا مجتمعا متواصلا محافظا على صلة الأرحام ، وان الفرد عليه ان يصل كل من بينه قرابه ، فكل ماهو متعارف فيه الاحسان الى ذي الرحم يجب ذلك ، وكل بحسب العرف ، وأن الله تعالى جعل احدى اكبر ثمار صلة الأرحام هي طول العمر وهذا من الخيرات والبركات التي تعود على الانسان بسبب صلته لأرحامه رجالا كانوا او نساء، كما أن صلة الارحام هي نماء في العدد ، ولا أعلم بالقطع مالمراد بالعدد فأرى أن هناك عدة وجوه فوجه يقول أي نماء في عدد النسل ووجه أخر يقول نماء في عدد الأموال ووجه ثالث يقول كلاهما صحيح ولايخلو من قوة .
الرابعة بخصوص القصاص :-
من المعلوم أن الزهراء عليها السلام تريد تثقيف الفرد المسلم على النظام القرآني بأن القصاص هو الحل الأمثل لما يحدث من اعتداء من قبل البعض على البعض الآخر ، وهاهو القرآن الكريم يقول : (ولكم في القصاص حيوة ياأولي الألباب) ، وان نظام القصاص إنما جعله الله تعالى ليكفل حق المظلوم ويحقن دماء الناس من الهدر بسبب العصبيات والأمور الأخرى.
الخامسة بخصوص الوفاء بالنذر :-
فإن الزهراء عليها السلام تعلم الفرد المسلم على ان يفي بنذره إذا نذر ، وأنه متى ما نذر فعليه الوفاء بالنذور ، وأن وفائك أيها المسلم بالنذر الذي نذرته سيعرضك الى مغفرة الله تعالى وهو الغفور الرحيم ، ومن هنا فقد يكون الوفاء بالنذر بابا من ابواب التعرض لمغفرة الله ورحمته وعنايته.
فما أسمى وأرقى تلك المعاني والمضامين القيمة ، والتي وردت في بين طيات خطبة الزهراء عليها السلام ، ولو تدبرنا أكثر لحصلنا على معاني ومضامين أكثر وأكبر ، فكلام أهل البيت عليهم السلام من مصادر العلم الواسع الشامل .
والى هنا ينتهي الجزء الخامس من المبحث الموجز_قف وتأمل في خطبة الزهراء-عليها السلام- - والذي يتناول تحليل مبسط عن مضامين تلك الخطبة الجليلة ، آملين التوفيق لإكمال ونشر الجزء السادس.
والحمد لله رب العالمين...
وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين
*********
بقلم المحقق
**********
تعليق