إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المبحث الموجز " قف وتأمل في خطبة الزهراء -عليها السلام-" الجزء السابع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المبحث الموجز " قف وتأمل في خطبة الزهراء -عليها السلام-" الجزء السابع

    بسم الله الرحمن الرحيـــم

    وصلى الله على نبيه صاحب الخلق الكريم

    نبي الرحمة محمد و على اله الميامين









    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :


    لقد تطرقنا في
    الجزء السادس من المبحث الموجز " قف وتأمل في خطبة الزهراء -عليها السلام-" محاور متنوعة ومتعددة من خطبة السيدة الزهراء عليها السلام ـ ، وتناولنا فقرات متنوعة فمنها مايخص توفية المكيال والميزان ، ومنها ما اجتناب شرب الخمر ، ومنها ما اختص باجتناب القذف ، ومنها اختص بترك السرقة ومنها ما اختص بترك الشرك بالله تعالى، وهنا في هذا الجزء السابع سنتطرق إلى محاور أخرى ، وسنحلل سلسلة من العبارات النفيسة الواردة في خطبة السيدة الزهراء عليها السلام ، والتي ألقتها في مسجد ابيها رسول الله صلى الله عليه وآله في مجلس الحاكم آنذاك ابي بكر ، وبحضور الأنصار والمهاجرين.


    وقد وصل بنا المقام الى قولها عليها السلام:
    (( فاتّقوا الله حقّ تقاته، ولا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون، وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه، فإنّه إنّما يخشى اللهَ من عباده العلماء )).



    ولو تدبرنا جيدا -عزيزي القارىء- وتأملنا معا لنستنتج ابرز المحاور العملية والمعرفية والفكرية التي أوصلتها لنا السيدة الزهراء عليها السلام لوجدنا أمور كثيرة ولعل أبرزها-بتحليلي القاصر- مايلي :



    الأولى فيما يخص التقوى ( فاتّقوا الله حقّ تقاته ):-


    فإن الزهراء عليها السلام بخطبتها تحث وتدعوا المسلمين الى لزوم التقوى وهو الذي يعني طاعة الله تعالى في كل أمر ، سواء كان الأمر بأداء واجب أو ترك محرم ، فإن التقوى سبيل الخير وراية الهدى ، ولو كانت المجتمعات الانسانية متصفة بالتقوى لوجدت أنها مجتمعات محافظة على حقوق بعضها البعض ، ومتراحمة فيما بينها ، فتجد صغير السن يحترم الكبير ، وتجد كبيرهم يحن ويرحم صغيرهم ، وتجدهم متماسكين متآلفين تسود بينهم المودة والمحبة ، لأن التقوى الموجود لديهم صار حجابا عن الظلم وعن سوء الخلق ، وحثهم على اتباع خطوات الخير ، وتحقيق الأهداف النبيلة ، وصولا الى درجة الكمال الائقة بالإنسان ، وقد قال تعالى في كتابه الكريم ( إن للمتقين مفازا )).



    الثانية فيما يخص ( ولا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون) :-


    فإن الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام تحث الفرد المسلم على ان ييكون شديد التمسك بتعاليم دينه ، وان يحافظ عليه في كل لحظات حياته وأنتكون علاقته بدينه السمح علاقة متلازمة مستمرة ، لا أن تكون علاقة منفصلة متقطعة آنية ، وأن لايموت إلا وهو عارف بدينه ومتمسك به أيما تمسك ، وان يكون على نهجه القويم.




    الثالثة فيما يخص (وأطيعوا الله فيما أمركم به) :-



    فإن الزهراء عليها السلام تدعو المسلمين كافة الى طاعة الله تعالى في كل ما أمر به ، من الأمور العقائدية ، والأمور العبادية كيفية التعاملات بين افراد المجتمع ، وما أمر به من أداء الصلاة والصيام والحج والزكاة والخمس ، وصلة الأرحام وبر الوالدين واحتررام الجار والصبر على أذاه ، وأداء الأمانة والمحافظة على حقوق الناس ، والتعاون على البر والتقوى والأمر بالمعروف ، وأداء الحقوق كافة ، وطاعته وطاعة رسوله الخاتم صلى الله عليه واله ، ومعرفة الإمام المعصوم المفترض الطاعة والإقتداء به والسير على نهجه الوضاء اليانع.




    الرابعة فيما يخص (ونهاكم عنه) :-



    لقد دعت السيدة الزهراء عليها السلام بقولها ذلك المسلمين وعلى مر السنين الى طاعة الله تعالى فيما نهى ، فلايطاع الله تعالى من حيث يعصى ، فعلى المسلم ان يتجنب كل ماحرم الله تعالى عليه من المحرمات والتي تؤدي الى فساد الحرث والنسل وضياع الحقوق ، والى الضرر والى الضرار ، كالقتل والغيبة والزنا والسرقة والإعتداء والبهتان والقذف والربا وشرب الخمر وإيذاء الآخرين والتكبر والتعالي على الآخرين والاسراف والبذير والاستهزاء بكلام الله تعالى وأوامر نبيه والاستخفاف بأوصياء النبي أهل بيت العصمة صلى الله عليه وعليهم .





    الخامسة فيما يخص(فإنّه إنّما يخشى اللهَ من عباده العلماء) :-




    لقد علمت السيدة الزهراء عليها السلام الأجيال درسا قيما في معفرفة الخالق والخشية منه مما يؤدي الى صياغة توجهات الانسان في درب الخير والصلاح وتجنب درب الرذيلة ، فإن الخشية من الله تعالى لايملكها الكثير من الناس وذلك لأنهم يجهلون معرفة الله تعالى كما هو عرّف نفسه في كتابه الكريم وكما عرّفه أهل البيت عليهم السلام ، أو لأنهم يعتقدون بعقائد زائفة خرافية مخجلة كالمجسمة والمفوضة ومن سار على فكرهم المنحرف عن الفكر العقائدي الاسلامي الأصيل ،فإن الزهراء عليها السلام تؤكد وجود تلازم بين العلم وبين معفة الخالق لأن العلم يدل على واجب الوجود ولأن الأثر يدل على المؤّثر ، فاهل البيت عليهم السلام هم أكثر الناس خشية من الله تعالى رغم أنهم أحبائه والمقربون اليه إلا أن علمهم ومعرفتهم به يدفعهم للخوف والخشية منه ، ومن ثم الأنبياء وأوصيائهم ومن ثم العلماء من شيعة أهل البيت عليهم السلام ثم بقية شيعتهم وكل بحس مقدار معرفته وعلمه بالله تعالى فإنه ( إنما يخشى الله من عباده العلماء).



    فما أسمى وأرقى تلك المعاني والمضامين القيمة ، والتي وردت في بين طيات خطبة الزهراء عليها السلام ، ولو تدبرنا أكثر لحصلنا على معاني ومضامين أكثر وأكبر ، فكلام أهل البيت عليهم السلام من مصادر العلم الواسع الشامل .


    والى هنا- أعزائي القراء- ينتهي الجزء
    السابع من المبحث الموجز_قف وتأمل في خطبة الزهراء-عليها السلام- - والذي يتناول تحليل مبسط عن مضامين تلك الخطبة الجليلة ، آملين التوفيق لإكمال ونشر الجزء الثامن.

    والحمد لله رب العالمين...

    وصلى الله على نبيه محمد واله الميامين


    *********
    بقلم المحقق
    **********






    وقـــــــــــــل ربِّ زدني عــِـــــــــــلماً







يعمل...
X