بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم. اما بعد:
ورد عن الصادق (عليه السلام) عن ابائه عن علي (عليه السلام) قال (عقول النساء في جمالهن, وجمال الرجال في عقولهم) (الامالي للصدوق ص228 المجلس40 ح9) (بحار الانوار ج1 ص82 ح1)
ووجهت الفقرة الأولى منه بمعانٍ:
الأول:
ان المعنى ينبغي ان يراد من النساء الجمال فلا ينبغي ان يطلب منهن العقول فكأنه قيل: عقول النساء موجودة في جمالهن لان الجمال يغني عن العقل، وهو عوض عنه فلا ينبغي ان يراد منهن ما يراد من العقلاء من التدبير والرأي لندرة العقل فيهن. وقد استظهر هذا الوجه العلامة المجلسي رحمه الله في البحار.
الثاني:
ان يراد ان عقول النساء لازمة لجمالهن بحسب الغالب فالتي هي جميلة عاقلة وإذا كبرت وذهب جمالها ذهب عقلها، وقد قيل (من حَسُن خَلقه حَسُن خُلقه) والجمال يطلق على الحُسن والخَلق والخُلق.
الثالث:
ان يكون المعنى: النساء عقولهن مصروفة في جمالهن فان المرأة تصرف عقلها في تحسين نفسها وتجميلها من الخضاب والحناء والدهن والصبغ والطيب، فان همة النساء هذه الأشياء.
بخلاف الرجال فان جمالهم مصروف في عقولهم يعني: ان همتهم ليست في التجمل بل في كسب العقل وتحصيله وتكميله او في تحصيل العلم فان العقل يطلق عليه.
الرابع:
ان يراد: ان قول النساء مخفية في جمالهن لان جمالهن ظاهر للناس منظور العقلاء وعقولهن (لضعفها وندورها) لا تظهر بالنسبة الى الجمال فكأنه سترها وغطاها واخفاها والقول في جمال الرجال في عقولهم بالعكس.
الخامس:
ان يراد: ان عقول النساء كائنة في جمالهن بمعنى ان ذات الجمال منهن تميل النفوس اليها وتُقبل القلوب عليها ويرضى الناس عقلها وان كان ضعيفا فان زيادة الجمال تجبره وغير ذات الجمال لا تميل النفوس اليها وان كان عقلها أحسن من عقل الجميلة فكان عقل كل واحدة منهن كائن في جمالها والجمال يبديه ويقويه وان كان ضعيفا وعدمه يخفيه ويوهنه وان كان قويا بالنسبة الى ما دونه.
السادس:
ان يكون استفهاما استنكاريا في الفقرتين: أي
أتظنون ان عقول النساء في جمالهن فمن ثَم تميلون الى الجميلة ولا تسألون عن عقلها؟! ليس الامر كذلك بل العقل ينفك عن الجمال فيوجد كل منهما بدون الاخر فينبغي ان لا تكتفوا فيهن بالجمال بدون العقل بل يكون الغرض الأهم عندكم العقل، ويكون الجمال مقصودا بالتبعية لا بالأصالة.
ويؤيد ذلك ما ورد من النهي عن تزوج المرأة لأجل مالها او جمالها (انظر وسائل الشيعة ج20 ص35-49-53)
وفي الفقرة الثانية: كأنه يقول أتظنون ان جمال الرجال في عقولهم وحدها؟! ليس الامر كذلك بل لابد من وجود العلم والدين والصلاح والكرم والمروّة وغير ذلك من صفات الجمال.
والحمد لله رب العالمين.
(مصابيح الانوار في حل مشكلات الاخبار ج1 ص593)
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم يا كريم. اما بعد:
ورد عن الصادق (عليه السلام) عن ابائه عن علي (عليه السلام) قال (عقول النساء في جمالهن, وجمال الرجال في عقولهم) (الامالي للصدوق ص228 المجلس40 ح9) (بحار الانوار ج1 ص82 ح1)
ووجهت الفقرة الأولى منه بمعانٍ:
الأول:
ان المعنى ينبغي ان يراد من النساء الجمال فلا ينبغي ان يطلب منهن العقول فكأنه قيل: عقول النساء موجودة في جمالهن لان الجمال يغني عن العقل، وهو عوض عنه فلا ينبغي ان يراد منهن ما يراد من العقلاء من التدبير والرأي لندرة العقل فيهن. وقد استظهر هذا الوجه العلامة المجلسي رحمه الله في البحار.
الثاني:
ان يراد ان عقول النساء لازمة لجمالهن بحسب الغالب فالتي هي جميلة عاقلة وإذا كبرت وذهب جمالها ذهب عقلها، وقد قيل (من حَسُن خَلقه حَسُن خُلقه) والجمال يطلق على الحُسن والخَلق والخُلق.
الثالث:
ان يكون المعنى: النساء عقولهن مصروفة في جمالهن فان المرأة تصرف عقلها في تحسين نفسها وتجميلها من الخضاب والحناء والدهن والصبغ والطيب، فان همة النساء هذه الأشياء.
بخلاف الرجال فان جمالهم مصروف في عقولهم يعني: ان همتهم ليست في التجمل بل في كسب العقل وتحصيله وتكميله او في تحصيل العلم فان العقل يطلق عليه.
الرابع:
ان يراد: ان قول النساء مخفية في جمالهن لان جمالهن ظاهر للناس منظور العقلاء وعقولهن (لضعفها وندورها) لا تظهر بالنسبة الى الجمال فكأنه سترها وغطاها واخفاها والقول في جمال الرجال في عقولهم بالعكس.
الخامس:
ان يراد: ان عقول النساء كائنة في جمالهن بمعنى ان ذات الجمال منهن تميل النفوس اليها وتُقبل القلوب عليها ويرضى الناس عقلها وان كان ضعيفا فان زيادة الجمال تجبره وغير ذات الجمال لا تميل النفوس اليها وان كان عقلها أحسن من عقل الجميلة فكان عقل كل واحدة منهن كائن في جمالها والجمال يبديه ويقويه وان كان ضعيفا وعدمه يخفيه ويوهنه وان كان قويا بالنسبة الى ما دونه.
السادس:
ان يكون استفهاما استنكاريا في الفقرتين: أي
أتظنون ان عقول النساء في جمالهن فمن ثَم تميلون الى الجميلة ولا تسألون عن عقلها؟! ليس الامر كذلك بل العقل ينفك عن الجمال فيوجد كل منهما بدون الاخر فينبغي ان لا تكتفوا فيهن بالجمال بدون العقل بل يكون الغرض الأهم عندكم العقل، ويكون الجمال مقصودا بالتبعية لا بالأصالة.
ويؤيد ذلك ما ورد من النهي عن تزوج المرأة لأجل مالها او جمالها (انظر وسائل الشيعة ج20 ص35-49-53)
وفي الفقرة الثانية: كأنه يقول أتظنون ان جمال الرجال في عقولهم وحدها؟! ليس الامر كذلك بل لابد من وجود العلم والدين والصلاح والكرم والمروّة وغير ذلك من صفات الجمال.
والحمد لله رب العالمين.
(مصابيح الانوار في حل مشكلات الاخبار ج1 ص593)
تعليق