اعوذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اما الكبرى وهو كل من كان كذلك أي كل ما كان عالم بقبح القبيح وهو غني عنه لأن في بعض الاحيان انا اعلم بالقبيح ولكن اضطر الى العمل به من باب التزاحم اما اذا كان الله تعالى عالم بقبح القبيح وغني عنه فهو لا يفعل لقبيح لماذا نقول لان الله تعالى قادر وقد تم اثبت ذلك في مبحث القدرة وكل قادر لابد له من داعي اذن الله تعالى لابد له من داعي وهذا جزء من دليل الكبرى وهو يسمى بالقياس المركب ودليل ان الله تعالى قادر قد ثبت في المسائل السابقة و كل قادر لابد له من داعي اذا اخذنا على الاصل الموضوعي على نحو القضية المسلمة لان ان شاء الله تعالى في المسألة الثالثة سوف يثبت ان الله تعالى لابد له من غرض
وكل قادر لابد له من غرض أي داعي يدعوا الى فعل ما قدر عليه اذن الله تعالى لابد له من داعي اذن ما هو الداعي الى فعل الله تعالى اما انه تعالى يجهل بقبح هذا الفعل او حسنه وهذا منتفي لان نحن فرضنا انه تعالى عالم اذن الداعي الاول وهو الجهل قد انتفى او انه تعالى عالم بقبحه ولكن مفتقر ومحتاج اليه فيكون الداعي هو الحاجه لا الجهل بقبح القبيح ولكن محتاج اليه فيفعله وهذا ايضاً منتفي لانا قد فرضنا انه تعالى غني فيبقى الاحتمال الثالث وهو الاخير وهو ان الداع هو حكمةُ وهو علموا تعالى وهذا يقتضي ان لا يفعل القبيح اذن الداعي هو لا يخلو اما الجهل او الحاجه او الحكمة فالجهل منتفي لأنه عالم بقبحه والحاجه منتفي لأنه غني والحكمة وهو ان لا يفعل قبيح ولا يخل بالواجب هل تدعو لفعل القبيح اما تصرفه عن فعل القبيح وتدعو الى فعل الحسن اذن الله تعالى لديه صرف عن فعل القبيح وهي الحكمة
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهري
والعنة على اعدائهم اجمعين الى يوم الدين