بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف ألأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
قال الشيخ المفيد في بيان حقيقة عالم الذر :
أما الحديث في إخراج الذرية من صلب آدم ع على صورة الذر فقد جاء الحديث بذلك على اختلاف ألفاظه و معانيه و الصحيح أنه أخرج الذرية من ظهره كالذر فملأ بهم الأفق و جعل على بعضهم نورا لا يشوبه ظلمة و على بعضهم ظلمة لا يشوبها نور و على بعضهم نورا و ظلمة فلما رآهم آدم ع عجب من كثرتهم و ما عليهم من النور و الظلمة فقال يا رب ما هؤلاء قال الله عز و جل له هؤلاء ذريتك يريد تعريفه كثرتهم و امتلاء الآفاق بهم و أن نسله يكون في الكثرة كالذر الذي رآه ليعرفه قدرته و يبشره باتصال نسله و كثرتهم فقال آدم ع يا رب ما لي أرى على بعضهم نورا لا ظلمة فيه و على بعضهم ظلمة لا يشوبها نور و على بعضهم ظلمة و نورا فقال تبارك و تعالى أما الذين عليهم النور منهم بلا ظلمة فهم أصفيائي من ولدك الذين يطيعوني و لا يعصوني في شيء من أمري فأولئك سكان الجنة و أما الذين عليهم ظلمة لا يشوبها نور فهم الكفار من ولدك الذين يعصوني و لا يطيعوني في شيء من أمري فهؤلاء حطب جهنم و أما الذين عليهم نور و ظلمة فأولئك الذين يطيعوني من ولدك و يعصوني فيخلطون أعمالهم السيئة بأعمال حسنة فهؤلاء أمرهم إلي إن شئت عذبتهم فبعدلي و إن شئت عفوت عنهم فبفضلي فأنبأه الله تعالى بما يكون من ولده و شبههم بالذر الذي أخرجه من ظهره و جعله علامة على كثرة ولده و يحتمل أن يكون ما أخرجه من ظهره أصول أجسام ذريته دون أرواحهم و إنما فعل الله تعالى ذلك ليدل آدم ع على العاقبة منه و يظهر له من قدرته و سلطانه و عجائب صنعه و أعلمه بالكائن قبل كونه ليزداد آدم ع يقينا بربه و يدعوه ذلك إلى التوفر على طاعته و التمسك بأوامره و الاجتناب لزواجره. فأما الأخبار التي جاءت بأن ذرية آدم ع استنطقوا في الذر فنطقوا فأخذ عليهم العهد فأقروا فهي من أخبار التناسخية و قد خلطوا فيها و مزجوا الحق بالباطل. و المعتمد من إخراج الذرية ما ذكرناه دون ما عداه مما يستمر القول به على الأدلة العقلية و الحجج السمعية و إنما هو تخليط لا يثبت به أثر على ما وصفناه
المسائل السروية ص45 ـ 47
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف ألأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين
قال الشيخ المفيد في بيان حقيقة عالم الذر :
أما الحديث في إخراج الذرية من صلب آدم ع على صورة الذر فقد جاء الحديث بذلك على اختلاف ألفاظه و معانيه و الصحيح أنه أخرج الذرية من ظهره كالذر فملأ بهم الأفق و جعل على بعضهم نورا لا يشوبه ظلمة و على بعضهم ظلمة لا يشوبها نور و على بعضهم نورا و ظلمة فلما رآهم آدم ع عجب من كثرتهم و ما عليهم من النور و الظلمة فقال يا رب ما هؤلاء قال الله عز و جل له هؤلاء ذريتك يريد تعريفه كثرتهم و امتلاء الآفاق بهم و أن نسله يكون في الكثرة كالذر الذي رآه ليعرفه قدرته و يبشره باتصال نسله و كثرتهم فقال آدم ع يا رب ما لي أرى على بعضهم نورا لا ظلمة فيه و على بعضهم ظلمة لا يشوبها نور و على بعضهم ظلمة و نورا فقال تبارك و تعالى أما الذين عليهم النور منهم بلا ظلمة فهم أصفيائي من ولدك الذين يطيعوني و لا يعصوني في شيء من أمري فأولئك سكان الجنة و أما الذين عليهم ظلمة لا يشوبها نور فهم الكفار من ولدك الذين يعصوني و لا يطيعوني في شيء من أمري فهؤلاء حطب جهنم و أما الذين عليهم نور و ظلمة فأولئك الذين يطيعوني من ولدك و يعصوني فيخلطون أعمالهم السيئة بأعمال حسنة فهؤلاء أمرهم إلي إن شئت عذبتهم فبعدلي و إن شئت عفوت عنهم فبفضلي فأنبأه الله تعالى بما يكون من ولده و شبههم بالذر الذي أخرجه من ظهره و جعله علامة على كثرة ولده و يحتمل أن يكون ما أخرجه من ظهره أصول أجسام ذريته دون أرواحهم و إنما فعل الله تعالى ذلك ليدل آدم ع على العاقبة منه و يظهر له من قدرته و سلطانه و عجائب صنعه و أعلمه بالكائن قبل كونه ليزداد آدم ع يقينا بربه و يدعوه ذلك إلى التوفر على طاعته و التمسك بأوامره و الاجتناب لزواجره. فأما الأخبار التي جاءت بأن ذرية آدم ع استنطقوا في الذر فنطقوا فأخذ عليهم العهد فأقروا فهي من أخبار التناسخية و قد خلطوا فيها و مزجوا الحق بالباطل. و المعتمد من إخراج الذرية ما ذكرناه دون ما عداه مما يستمر القول به على الأدلة العقلية و الحجج السمعية و إنما هو تخليط لا يثبت به أثر على ما وصفناه
المسائل السروية ص45 ـ 47
تعليق