بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد واله الطاهرين
ان الله سبحانه وتعالى امرنا بصلة الارحام ،وحث عليها ووعد الواصلين خيرا ونقيض ذلك ،توعد قاطع الرحم بعذابه وسخطه ،ولعنه ...،لما لهذه الخصلة الحميدة من اثر طيب بين افراد المجتمع ،فبالحب يعيش الانسان،وتزدهر روحه،ويحيا قلبه،فالحب الحقيقي هو حب الله تعالى،فانك ان احببت الله حبا صادقا،احببت خلقه،لان الله تعالى خلقنا على صورته،والله هو الامل الذي يشع في جوانب حياتنا،ويمنحها البهجة،(فالمؤمن في كل احواله راض)كما ورد في الحديث الشريف،وعندما ندرس حياة المعصومين والاولياء والخلص ،نتعجب مما هم فيه من رضا بقضاء الله تعالى بهم ،وما هم فيه من سعادة وبشروطمانينة...،وما ذلك الا لجهلنا بحقائق الامور،فاننا ننسب الامور الى مسبباتها الذاتية البحتة،ونشقى ونسعد تبعا لذلك،وننسى بان الامور كلها بيد الله تعالى،وانه هو المدبر الحقيقي،وهو الخالق والمالك الفعلي وبيده مقاليدالسموات والارض ،واليه يرجع الامر كله.اللهم صل على محمد واله الطاهرين
يقول الله تعالى ا ولم يعلموا ان الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون)الزمر52،كما هو معلوم ان مفهوم الرزق لا يختص بالمال فقط ،فالعلم ،والجاه ،والاولاد ،والصحة و...كلها تندرج تحت هذا المفهوم،وكلها من عطايا الله لعباده،والاية الكريمة بينت ذلك بدا بالعلم واخرا بالايمان ،فالمؤمن الحقيقي الواع لايهتم بتقلبات الدهر ،ولايقلقه ان فقد مالا،او تنكر له ولدا ،ولا يخشى احدا ابدا،فهو دائما مع الله تعالى،منتشيا بذكره الجميل،سكرا بمناجاته ،مستغنيا عن غيره ،مكتفيا بربه،في مدرسة الحياة طالما راينا وسمعنا عن اناس قد علقوا امالهم باموال واولاد ،وغير ذلك ،واذا بين ليلة وضحيها فقدوا كل شئ،يقول الله تعالى ..قل الله ثم ذرهم....)الانعام91
وهذة قصة سيدة كبيرة قد جاوزت السبعين عاما تشكو من شدخ في عظام ردفها ،يروي قصتها طبيبها المعالج وهو جراح امريكي واسمه بول ارنست ادولف من جامعة بنسلفانيا ،وله مؤلفات طبية،يقول:
بعد فحص سلسلة الصور التي أخذت لها على فترات تحت الاشعة انها تتقدم بسرعة نحو الشفاء. ولم تمض ايام قليلة حتى تقدمت اليها مهنئا بما تم لها من شفاء نادر عجيب. عندئذ استطاعت السيدة ان تتحرك فوق المقعد ذي العجلات، ثم سارت وحدها متوكئة على عصاها، وقررنا ان تخرج تلك السيدة في مدى اربع وعشرين ساعة وتذهب إلى بيتها، فلم يعد بها حاجة إلى البقاء في المستشفى.
وكان صباح اليوم التالي هو الأحد، وقد عادتها ابنتها في زيارة الاحد المعتادة حيث اخبرتها انها تستطيع ان تأخذ والدتها في الصباح إلى المنزل لأنها تستطيع الان ان تسير متوكئة على عصاها.
ولم تذكر لي ابنتها شيئا مما جال في خاطرها، ولكنها انتحت بأمها جانبا وأخبرتها انها قد قررت بالاتفاق مع زوجها ان يأخذا الام إلى احد ملاجئ العجزة لأنهما لا يستطيعان ان يأخذاها إلى المنزل. ولم تكد تنقضي بضع ساعات على ذلك حتى استدعيت على عجل لاسعاف السيدة العجوز. ويا لهول ما رأيت. لقد كانت المرأة تحتضر، ولم تمض ساعات قليلة حتى أسلمت الروح. انها لم تمت من كسر من عظام ردفها، ولكنها ماتت من انكسار في قلبها. لقد حاولت دون جدوى ان اقدم لها اقصى مايمكن من وسائل الاسعاف، وضاعت كل الجهود سدى. لقد شفيت من مرضها بسهولة ولكن قلبها الكسير لم يمكن شفاؤه برغم ما كانت قد تناولته في أثناء العلاج من الفيتامينات والعقاقير المقوية، وما تهيأ لها من أسباب الراحة، ومن الاحتياجات التي كانت تتخذ لتعينها على المرض وتعجل لها الشفاء. لقد التأمت عظامها المكسورة التئاما تاما، ومع ذلك فانها ماتت. لماذا؟ ان اهم عامل في شفائها لم يكن الفيتامينات ولا العقاقير ولا التئام العظام، ولكنه كان الأمل. وعندما ضاع الأمل تعذر الشفاء.
ان هذه السيدة وضعت كل امالها بابنتها ،ولكن عندما تخلت عنها الابنة ،بالرغم من براها من مرضها فقدت الاحساس بالحب ،ومن ثم فقدت الحياة.
ان ما لمسه هذا الطبيب الذي كان عمله وعلمه يدور في محور واحد وهو المادة والجسد والعلاج،ادرك مما حل بمريضته،بان هنالك علاج اخر هو علاج الروح،وهو لايقل اهمية عن سابقه،بل يفوقه وقد كتب بان ما لمسه كان السبب بايمانه بالله تعالى،فالاسلام العظيم وضع الادواء لدائنا،وشخص العلاج،وعلمنا الوقاية،وربا فينا الحب للاخرين،ولكن نحن في واد وتعاليم الاسلام في واد اخر،ليت الاسلام يقود الحياة من جديد،وما ذلك على الله ببعيد ،والحمد لله رب العالمين
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل لوليك الفرج بالنصر والعافية.
تعليق